شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: تفضلي أخت نازك.
الأستاذة نازك الإمام: شكراً لكم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أصحاب المعالي.
أصحاب السعادة.
السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ضيفنا الليلة هو من تميز بالإبداع بتاريخه الأدبي والشعري والإعلامي، الحافل بالجهد والعطاء لقضايا كثيرة ترتبط بمشاعر الإنسان ليس على مستوى وطنه الغالي، بل على مستوى الوطن العربي الكبير، وقد أتحفنا هذه الليلة بهذه القصائد الشعرية الجميلة، فمرحباً وأهلاً بفارس أمسيتنا لهذه الليلة الأستاذ والشاعر والأديب معيض بن بخيتان القحطاني مكرماً ومحتفى به بيننا، السؤال بداية من المدرسة صباح سليمان القواسمي، فلتتفضلي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، من قصيدتك الغزلية الرقيقة "متى تنصف الشكوى لديها وصبوتي تذوب ولا عطر لديّ ولا حلوى" كلماتك الجميلة هي العطر المعتق لنا وتكريمك المشرّف هو الحلوى لك، (هكذا نحن تساوينا)،
أجمع الورق حروفا أحسبها كلمات
أحاول قراءتها فأجدها مجرد فراغات
كأنها فاعل ومفعول،
ملامحهم فيها حسرات،
لحظة وجوه ملونة وغيرها شفافة،
كلها آهات أفكار وأفعال،
تركت عليها دمار عاهات،
كلمة تروح وكلمة تجي أحسها ناقصة علامات،
بين كلمة وجملة تولد مجموعة حكايات،
أسمع من مكاني بصدوركم زفرات
ولسان حالكم يقول بتهذي سلامات
 
 
سيدي الفاضل الكلام الذي قلته هذا، هل ينتمي لأي نوع من أنواع الشعر أو بما يسمى الشعر الحديث أو تُسمى كما أسميها أنا "لخبطة كلمات"؟ هذه كتبتها الآن من وحي المناسبة. شكراً للجميع ويعطيكم العافية إن شاء الله.
الشيخ عبد المقصود خوجه: ما رأيك أخ معيض؟
الأستاذ معيض البخيتان: لا فض فوك ولا عاش شانئوك، لقد أبدعت، فالإبداع لا يأتي في الشعر فقط، إنما يأتي من خلال الكلام، وهذا من الشعر ومن الشعور، كل واحد يعبر بما لديه، وحتى لو حسبنا هذا الكلام معروفاً. فبعض الأشعار التي استقوها إخواننا من الغرب وتُرجمت أيام الحركة في لبنان لا يفهم منها أي شيء، علماً أنّ الإنسان الذي أمامك يريد أن يفهم منك ماذا تريدين؟ لا فضَّ فوك للمرة الثانية لقد أبدعت، وفقك الله.
عريف الحفل: السؤال الآن من قسم الرجال للأستاذ خالد المحاميد الصحفي والإعلامي المعروف، فليتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بك أستاذنا الكريم أنت الآن أعدتنا إلى العصور الأولى من الشعر العربي، فمثل هذا الشعر تقريباً لم يعد موجوداً، لم يعد متوفراً في الوسط الثقافي والأدبي، ولذلك هناك لا زلنا نسمع جزالة الألفاظ وقوتها والتصوير إلى آخره، لكن الآن كما يقولون بأن الرواية صارت ديوان العرب، فالشعر ليس في المستوى الكلاسيكي ولا في المستوى الحداثي أما شعر التفعيلة فله حضور في المجتمع بشكل عام، هل أنت مع هذه المقولة أم ضدها؟ وشكراً.
الأستاذ معيض البخيتان: شكراً يا أستاذ، الحقيقة الشعر كما يعرفه الكل هو موهبة، وليس باستطاعة أي أحد أن يقول غير ذلك، حتى في الكتابة نفسها والتأليف يجب أن يكون الإنسان موهوباً في هذا، فإذا كان موهوباً في الأساس أبدع ما وهبه الله إياه، والعربي في ذاته موهوب، لأنّ الشعر العربي الموزون المعروف هو سفر العرب، حتى أن المفسرين يقولون: إذا اغتمَّ عليكم شيء ارجعوا إلى شعر العرب، فالشعر العربي هذا هو، لكن مثلما قلت، لقد ذهب الناس عن الشعر، وكثرت مشاغلهم وكثرت أفكارهم، ولكن المبدعين ما زالوا كما هم. ثانياً: المنابر مثل المنبر الذي نحن فيه الآن، صارت قليلة اليوم، لقد كانت الأندية الأدبية لا أكتمك سراً لها وهجها، وكان هناك محاضرات كثيرة وأمسيات عديدة، ولكن الأمور تضاءلت مثل قراءة الصحف الورقية، الآن بدأ الناس يهجرون الصحف الورقية، لأنها متكررة، يذهبون إلى الأنترنت ويتابعون ما يريدونه من أخبار، فالدنيا تختلف من أمر إلى آخر. يقول أحدهم: لقد صار يكلمني إنسان من أمريكا وأنا جالس أشرب الشاي، لم يكونوا يتوقعون هذا من الأول، لكن يظل الفكر العربي والروح العربية مع شعرها، يقول سلمك الله يرددونها:
يقول صاحب ليلى الأخيلية العقيلية توبة بن الحمير وقد قتل في أسفل وادي بيشه في بداية القرن الأول للهجرة.. يقول:
عقيلية أمّا ملاث إزارها
فدعص وأما خصرها فنحيل
تقيظ أطراف الحمى ومقيلها
بتثليث من ظل الأراك ظليلُ
 
أوجّه أبيات هذا الشعر الشعبي لعقيلي من بني عُقيل، وتوبة ابن الحُمَيّر الّذي قتل في أسفل بيشة وهو شاب، كان عاشق لليلى الأخيلية، يقول البدوي كما يقول معالي الأستاذ:
وقد عارضه أحد شعراء العامية وهو فهد بن ادحيم فقال:
ياللي تجر الثوث ما هوب ينجرْ
انته تجره والهبايب تشيلهْ
خله تجر الثوب والناس تنظرْ
ومن ماتَ ينشد شلقا وايش هي لهْ
 
عريف الحفل: السؤال الآن من قسم السيدات.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت لينا يوغن، وهي مهندسة تصميم داخلي فلتتفضلي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أستاذنا وشاعرنا المبدع، هل كان لطبيعة الجنوب الخلابة دور في إبداعاتك الشعرية؟ وشكراً.
الأستاذ معيض البخيتان: نعم، أنا عندما جئت مع زملائي -وهم متواجدون هنا في القاعة- إلى الرياض، إلى صحراء لا جبال فيها، قلنا:" لا إله إلا الله"، وتساءلنا:" أين الجبال؟ أين الشجر؟ أين الطلح؟ أين السدر؟ " وخصوصاً أنكم تعلمون مناطق الجنوب الغربي فكلها غابات، وأشجار، وسروات. وأودّ أن أشير إلى أنّ الجنوب الغربي هو الحجاز، ولدي كتيب -إن شاء الله أهديه للشيخ- يصوِّب للجغرافيين حلقات كنت أسلسلها في الصحافة، فالجغرافيون قسّموا جزيرة العرب إلى أقسام، القسم الأول: الحجاز، وحددوا أن بداية الحجاز من عقبة أيلة، التي هي في الأردن، فالأردن داخل الحجاز، إلى تثليث وما وراءه اليمن، ثم جاء اليمن القطر الثاني ثم العروض إلى آخره. فعلاً أثرت فينا الطّبيعة، وكل عطلة كنا نذهب إلى هناك، حيث لا معهد للمعلمين فيها، ولا ثانوية، فقد كان عندنا تأخر في هذه الأمور، فالجنوب كما قال هذا قريب من الحجاز، جاء التقسيم الأخير إلى اعتبار منطقة الباحة ومنطقة عسير ومنطقة مكة جزءاً منها إلا في القرن الثالث عشر، ثمّ جاءت منطقة نجران والله يوفقهم.
عريف الحفل: السؤال الآن من قسم الرجال للدكتور والكاتب المعروف زيد الفضيل.
شكراً جزيلاً، الواقع أنني وأنا أستمع إلى شاعرنا، سمعت بعضاً من صوت الشيخ القاضي أحمد الحضراني، "وتلامسا روحي مع وجدان اليمن" وخصوصاً عندما سرد قصيدته الرائعة حول صنعاء، سؤالي هو: عندما عرّف تثليث قال إنّ الساكنين فيها من زبيد بن مدحج، السؤال الذي تبادر إلى ذهني إلى أين ينتسب قحطان؟ هل هذه إشارة إلى أن قحطان من مدحج أم أنهم من همدان؟ يعني إذا كانت لديه بعض التفاصيل فأرجو أن يتحفنا بها، وشكراً.
الأستاذ معيض البخيتان: نعم، نشكرك على كل حال. يعدّ سكان تثليث منذ فجر التاريخ من مدحج، إذ كانوا يسكنون السروات قبل انفجار السد العماليق، وقيل إن العماليق هم من القحطانية الأولى، وعندما انفجر السد في القرن السادس، كانت الهجرات قبله، إذ هاجروا ومدحج، والمدحج اسمه مالك ابن أُودَت، وأخوه طيب ابن أُودت كان يسكن في "طريب"، لكنه سُمي بجده الأعلى قحطان، الذي هو مالك، أو مدحج، فهاجرت سلوى زبيد سكناه الزبيدي لما جاء يبايع الرسول كان من تثليث وذلك سنة الوفود، وذلك عندكم مذكور. ومن ثمّ وادي تثليث قريب من هنا، ليس ببعيد، نحو 500 أو 400 كم، فهو ليس بعيد مثل نجد التي تبعد نحو ألف كيلو، من تثليث ومن بيشة، فهؤلاء مدحج حفظكم الله، وبقي منها في اليمن أناس في سد مأرب، أبونا سبأ (والمريخ لنا يا قحطان، أنت تعلم، المتر بريالين ونصف). هذا فيما يخصّ قحطان والأنبياء كما تعلمون من قحطان أيضاً، كلهم، أو جلّهم. لقد كنت أمل كتاباً سأرسله للشيخ، قيل فيه: إن عيسى وموسى في الشام، لكن ثبت في الأقمار الصناعية أنهما في الجنوب الغربي، والجنوب الغربي تعدّ من الحجاز، والكتاب الصليبي أصدر ديوان له، يثبت أن كتاب التوراة جاء من جزيرة العرب، وكل ما ورد في التوراة في الجنوب الغربي، كان يرد عليه ابن حميّد... ولا يحتاج هذا الأمر بالكثير لأنّ آية من آيات الله في الكون، كل الأنبياء والرسالات والأمة. وقد نزل آدم عليه السلام أبونا في الهند، وأمره الله بالذهاب إلى مكة، لأن الملائكة هي التي بنت البيت وحواء نزلت في جدة، المكان والتقيا في عرفات الّذي سُمي عرفات، آدم وحواء، لا إله إلا الله، ابن آدم في الهند سبعين أو ثمانين أو ما تسوى أي شيء أبداً، لو تأكل من الشارع، فقط مع الخُلُق الطيب والصدر الرحب، فلا يساوى أي شيء لا مُلك ولا تجارة ولا شيء، عمرك ستون أو سبعون عرفنا هذا ما أقوله إذا عندكم أحد مثلاً أنا عندي مرثيات، آل زُبيد يقولون: زبيد قسم منها في حرب. يقول بن فضل الله العمري: تعرف قبائل الحجاز جُلّها أحلاف، ولن نذهب إلى البعيد، لدينا كنانة، وقريش من كنانة، قسم من كنانة ضعفت وقسم دخل في زهراء، وقسم في وادي جلى وقسم دخل في بني شهر، هل تجد قبيلة إلا قبائل الجنوب الغربي من مطير من الحرب، هذه سلمك الله زبيد في حرب يقولها ابن فضيل الله العمري، وفيهم مزينة العدنانية، فالقبائل تتعاقد.... عندك مُطير، أكبر قبيلة في سمر من حرب وقسم من حطير من خثعم، قبل شهرين ذهبنا (ابن مشيط يقول عبد العزيز بن مشيط جئنا سبعين من الدوشان من علوه لأنهم منهم، لا تروح بعيد أنت عتيبة عندك رجال من عندهم جاءوا في التلفزيون... في أحلاف تدخل في بعضها، يعني ليس عتيبة ابن فلان ابن فلان، أو مطير ابن فلان، مع بعض النسّابين الله يهدينا وإياهم يتكلف تكلفات كثيرة، شكراً وآسف على الإطالة.
عريف الحفل: سؤال من قسم السيدات.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من المدرّسة انتصار كامل آل فيصل، فلتتفضلي.
الأستاذ والشاعر والأديب معيض بن بخيتان القحطاني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ماذا تقصد بديوان "شعر الصدى" القرية؟
الأستاذ معيض البخيتان: هذا شاب صغير، كنت أنا في الصحافة، وقد طبعت أول ديوانين لي بالزملاء سمّيته "الهجير" هو ما زال عندي ولكنّه قديم، ثم بعده أصروا على إصداره، وكان لي زميل في الصحافة اسمه سلطان البادي، فهل تعرفونه؟
الشيخ عبد المقصود خوجه: كان هنا قبل ثلاث اثنينيات.
الأستاذ معيض البخيتان: قال: يجب أن تطبع فطبعت شموخ القرية، لكن يوم نظر إلى شعري عملت الدواوين الأخرى، وكان منها "شموخ القرية" والقرية قريتي في الجنوب الغربي، حفظكم الله.
عريف الحفل: سؤال للشاعر وعضو النادي الأدبي بجدة محمد بن حبيب العلوي.
شكراً لهذه الدوحة الأدبية التي أسعدتنا ردهة من الزمن ولا زالت تسعدنا بعطائها الأدبي المتفرّد في نوعه، وبما أن هذه الدوحة تضيف إلى الإنجازات الأدبية، فقد استضافت هذه الليلة قامة كبيرة لها ماضٍ مشرّف في عالم الكلمة المجنحة والنقد الشعري، على صفحات جريدة الندوة ذات العبق التاريخي التي لا زالت ذكراها تجوب بين جوانحنا على الرغم من ارتدائها لثوبها الجديد. إن هذه القامة الأدبية الشامخة هي سعادة الشاعر القدير معيض البخيتان صاحب الجزالة الشعرية العربية، ولدينا سؤال موجّه إليه، نأمل من شاعرنا الموقر الإجابة عنه، لماذا يصرّ هذا الشاعر العذب أن يتوارى دائماً خلف تواضعه الجمّ الذي عُرِف عنه حتى لم نر له جديداً شعرياً على صفحات صحافتنا السعودية كما كان في السابق يمتعنا بعذوبة شعره؟ شكراً.
الأستاذ معيض البخيتان: شكراً يا أستاذ، الحقيقة أنني كتبت الكثير حتّى اجتمع عندي أوراق كثيرة، وأنا الآن أفرزها لكي أطبعها، أمّا القصائد فعندي بعض منها: كقصيدتي في مصر التي كتبتها مؤخراً، ومنها قصيدتي "مساء النضال لما غزي بغداد" لا أدري إن كان يسمح لنا الشيخ أن نقولها أم لا؟
الشيخ عبد المقصود خوجه: تفضل.
الأستاذ معيض البخيتان: يوم غزي بغداد :
يا مساء العراق!!
يا مساء العراق كيف الأمان
والنحور العتاق.. والصولجان؟!
والنوارنج.. والليالي اليتامى..
والبكور الطليق واللامكان؟!
والفجاءات كيف شقت طريقاً
رائع المد خلقه لا يهان؟!
كيف طعم الصمود والشعر وقدٌ
ونفوس مخضوبة.. وامتحان؟!
ورحيق من أكحليك.. بذور
معرق في انتمائها.. نيسان؟!
كيف بلُّ الندى ونزف النشامى
والسفور المبين واللامكان؟!
موطن أينع الوجود وسارا
من معانيه: الحب.. والإيمان!!
 
لا، أنا آسف هذه القصيدة على الوزن ذاته، وليست القصيدة المقصودة، وقد ألقيتها في الفاو، عندما حرّر العراق، لكن الثانية موجودة في دواويني عند الشيخ، واسمها "يا مساء النضال" وقد ألقيتها في الفاو وعملت لما غزي بغداد تالي أقول:
يا مساء النضال طال الهوان
واستبد المأفون والخوَّان!!
العلوج الأشرار لم يبرحونا
لا ينوا البعض والبقية لانوا!!
قدر الأشقياء أنا ظلمنا
لعقود تسوسنا الذؤبان!!
 
"العالم العربي الذي هناك"
وتمادى في غفلة وتهادى
الشبيه الطاووس والكروان!!
من ضفاف المحيط في الغرب حتى
يفصل الماء في الخليج عمان!!
 
"محيط المغرب العربي"
أين ما سرت وحشةٌ وقبور
تتمطى ومأتم وقيان!!
أين فتوى الشيوخ أين الغيارى
عطِّل الفرض واستبيح المصان؟!
عرب يدَّعون هوداً وساما
ليس فيهم هود ولا عدنان!!
لا الطِّباع الطباع ولا ما روته
وانتمته قريش والعربان!!
أين أنتم لا بارك الله فيكم
عمر ضيم والحسين مهان؟!
 
 
 
هذا جزء من القصيدة لأنّها طويلة وموجودة في ديواني هذا، وسأعطي هذه الدواوين للشيخ الّذي إن وافق سأكملها.
الشيخ عبد المقصود خوجه: لا. لأنّ هناك أسئلة كثيرة نحب أن نسمعها من الإخوان وأن تعلق عليها.
الأستاذ معيض البخيتان: هذا رفيقك، رفيق الذي يشيد بك، وهذه "جهود مختارة"، وهذه "إشراقة الكلمة" فقد كنت أكتب باسماء مستعارة كاسم ابن جني ثم كتبت باسم ثعلب، ثعلب الجزيرة.
الشيخ عبد المقصود خوجه: هذا شيء جديد عليّ.
الأستاذ معيض البخيتان: لأنهم يتابعون الناس، كتبت باسم "ثعلب"، وكشفنا القشعمي، وهذه كتبت في النقد، هذا جزء منها والباقي آتٍ.
الشيخ عبد المقصود خوجه: إن شاء الله.
الأستاذ معيض البخيتان: موقف وقضايا نقدية.
الشيخ عبد المقصود خوجه: سأدوّر على كل كتبك إن شاء الله.
الأستاذ معيض البخيتان: ابن جني. يقول المعري: ابن جني أدرى بشعري مني. وأنت تعرف الثعلب، قال لي أحدهم: "ما الثعلب؟" وهل يصير أرنباً، والقط والهرة.
عريف الحفل: سؤال من قسم السيدات.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من....
الشيخ عبد المقصود خوجه: لا يا أستاذة نازك لو تتكرمين هي تضع اسمها والمهنة.
الأستاذة نازك الإمام: الأستاذة سعاد الصابوني، فلتتفضلي.
السلام عليكم، الأخت سعاد الصابوني، مثقفة، سؤال موجّه إلى الضيف الكريم: هل يمتلك أحد أبنائك هذه الموهبة الشعرية التي وهبك الله إياها؟ وشكراً.
الأستاذ معيض البخيتان: جزاكِ الله خيراً. وعليكم السلام، والله أبنائي يقولون فيما بينهم الشعر ولكن جُلَّ شعرهم عامي، لأنّهم يحبون الشعر الشعبي، لكن يوجد في بناتي من يمتلك هذه الموهبة، ولكنهم ما زالوا شباباً ويحبون شعر الجنوب. (يقول شعر الجنوب).
إذ بنية تشتكي من الورد
قالت أطرافها يحرك خدي
وأنت ما ترضى ظليمة
الله، الله.
(هذه الربخة)، لون من ألوان الشعر الشعبي، مشكورة، جزاكِ الله خيراً.
عريف الحفل: السؤال الآن لقسم الرجال، للدكتور محمد أبو نواس، وهو استشاري طب العظام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الليلة أبدعت وسمعنا شيئاً من التاريخ القديم، أنا أعدّ أبا نؤاس لكنني أكتب بالمشرط، سأعود معك إلى موضوع عروس الصحراء (النخلة) وهي حبيبتي وحبيبتك، وإلى لحظات بسيطة عندما كان عبد الرحمن الداخل في الأندلس، وقف وهو غريب والنخلة غريبة فبت وباح بالشجى لها، أريد أن أرى أين الشجى الموجود معك في النخلة؟ أو إلى أي حجر؟ فأنت تعرف أننا حجازيون، وحضارة مكة بنيت من حجارة فهل أعطيت شيئاً للحجر أو للشجر في النخلة؟ شكراً.
الأستاذ معيض البخيتان: شكراً يا أستاذ لا فُض فوك، حقيقةً نعم أنا. ولي شيء بهذا الموضوع ولكنني لم أحفظه، كما لي قصيدة شعبية.
كان هناك شاعر كبير اسمه عبد الله يمكن تعرفونه تميمي، وكان يأتيني وأنا أكتب عنه، فقد قام ضده بعض الشعراء وصاروا ضده، وقال: يا أخ معيض العلوم غير العلوم، أنا فقط في الشعر وخله في الشغل يسلموهم وبس، افتح العيبة وتصير الأمور وسويته أهدى علي نخلة، فكتبت قصيدة لأول مرة بالشعر الشعبي أو الشعر النبطي أو العامي، وتحدث عنها الدكتور القحطاني، هذا الرجل الذي أمامك كتب عنها، فالنخلة هي كل شيء، هي أمنا وظلالنا وكل شيء بالنسبة إلينا، ومثلما تفضلت عندي ديوان وقصائد عديدة، ولكن والله لم أحفظها، وشكراً على كل حال.
عريف الحفل: سؤال من قسم السيدات.
الأستاذة نازك الإمام: الحقيقة، سوف نختم بآخر سؤال من جميع الحاضرات، اسمحوا لي بإلقاء هذا السؤال، يقول: لهيب الشوق وحرارة الشوق، لماذا سميت الديوان بثرى الشوق؟ وشكراً لكم.
الأستاذ معيض البخيتان: شكراً على كل حال، ما قلته هو الحقيقة لكن ثرى الشوق هو (الأرض) التي أنا أعشقها، ولعلي قد تحدثت قبل مدة عن عشقي لهذه الأرض، وأقصد أرض الجزيرة العربية وأرضي هي عشقي ومِهادي وكل شيء في حياتي، سواءً في أمنها أو في خيرها... ولهذا عنونت الديوان بهذا العنوان، وشكراً لاهتمامك.
عريف الحفل: السؤال الآن للأخ منصور السيد أكرم، وحبذا أن يعرِّف بنفسه.
منصور السيد أكرم، موظف متقاعد، نشكرك في هذه الأمسية الجميلة، والشكر الأول والأخير لصاحب الأمسية، أدام الله عليه الصحة والعافية وأكثر الله من أمثاله، سؤالي هو: ما هي القصيدة الشعرية التي أعجبت بها وتمنيت أن تكون أنت قائلها؟ ولمن من الشعراء؟ وهل من الممكن أن تسمعني بعض أبياتها؟ وشكراً.
الشيخ عبد المقصود خوجه: لا، أن تسمع بعض الأبيات، لا.
الأستاذ منصور السيد أكرم: فقط بعض الأبيات.
الشيخ عبد المقصود خوجه: لا، لأن الأستاذ قال ما يكفي من الشعر، عندك سؤال، تفضل.
الأستاذ منصور السيد أكرم: هو هذا القصيدة ولو يلقيها أمامنا.
الشيخ عبد المقصود خوجه: القصيدة والقصائد كلها، لو عندنا أسئلة للقصائد لن تنتهي أمسيتنا حتّى الصباح.
الأستاذ منصور السيد أكرم: أنا أقصد القصيدة التي أُعجب بها وتمنى لو يكون هو قائلها.
الشيخ عبد المقصود خوجه: هذا سؤال يخص الأستاذ.
الأستاذ معيض البخيتان: مشكور على كل حال، والحقيقة أُعجبت بالكثير من القصائد وأساتذتنا كانوا يرشدوننا إليها، ولكنني لم أحفظ قصيدة معينة، لا أنا ولا أحد غيري حسب ما أعتقد، لا يمكن أن تجد أحداً مهتماً بالأدب سواء عندنا هنا أو بالخارج لا يقول لك"أنا في هذا وينتهي عند هذا"، ولكن ما هو صحيح، أعجبنا بأساتذتنا مثل شعر المتنبي، وشعر الشعراء الإسلاميين: كجرير، والأخطل، ثم بالشعراء المتأخرين مثل أحمد شوقي –رحمه الله-، لكن لا توجد قصيدة معيّنة في رأسي، لأنك إذا اقتنيت هذه القصيدة تكون قد انتهيت، شكراً على كل حال على اهتمامك، وبيّض الله وجهك.
عريف الحفل: سؤال الآن للأخ عبد المجيد الزهراء، حبذا التعريف بشخصه الكريم.
السلام عليكم، عبد المجيد باحث في الأدب والاجتماع، أيها الضيف الكريم أتحفتنا هذه الليلة كما سبق للإخوة أن قالوا، من إلقاء جميل وشعر غني بالمفردات الرائعة والقوافي الأروع، إلامَ يعزو الشاعر هذه الحصيلة الغنية من المفردات الجميلة السهلة الممتنعة التي تهدر وتنهال عبر سلسال أبياته؟ هل هي القراءة الغزيرة والإطلاع؟ أم البيئة والنشأة؟ أم الخيال الواسع الذي حباك الله عز وجل به؟ شكراً لكم.
الأستاذ معيض البخيتان: شكراً يا أستاذ. لا، الحقيقة هي الموهبة التي تكون عند الشخص ثم القراءة، لم يكن عندنا عمل سوى الشعر وقراءته والأدب كله وهوايته، لهذا تكونت مع الأيام حصيلة، وما دام الموهبة موجودة عندك فتنظم عليها، كما أن الوالد –رحمه الله- كان يحفزني على الشعر العربي أكثر وعلى متابعته، وعندنا مكتبة في المنزل، وأنا مع سفري وتمثيل المملكة في سوريا وفي العراق وفي مصر أفدت كثيراً، وخصوصاً من العراق الذي فيه الكتب المتنوعة، وفي المناطق كلها جمعت مكتبة لي، تتناول هذا الجانب، فأنا أهتم بالأنساب وجغرافية المكان والشعر، لأن هذا الشعر منوط بهذه الأمور. شكراً يا أستاذ.
الشيخ عبد المقصود خوجه: هناك في العراق مكتبة مشهورة، مكتبة "المؤيد".
الأستاذ معيض البخيتان: وشعر المتنبي كله على المكتبات من أوله إلى آخره.
عريف الحفل: سؤال الآن مع الأخ رأفت بارود، وهو معلم، فليتفضل.
السلام عليكم، رأفت بارود مدرّس درّست نحو عشرين سنة بالحرس الوطني سابقاً، يعني ما شاء الله الشعر مليء بالتفاصيل والعمق ودقة التحليل والطرافة، يعني السهل الممتنع كما قالوا، ولكن أرجو من حضرتك توضيح بعض الأمور لي، التاريخ الكبير لماذا لم يظهر ببرامج تلفزيونية في الفضائيات كمؤرخ للشعر في المملكة؟ وأيضاً لم نسمع من حضرتك قصيدة لمدح شخصية، سمعنا قصائد كثيرة ممتازة رائعة جداً فيها تفاصيل وتاريخ غني، ولكن كنّا نتمنى أن نسمع قصيدة شخصية إما من داخل المملكة أو من خارج المملكة تتكلم على مدح شخصية لشخصية معينة، شكراً.
الأستاذ معيض البخيتان: أبداً الله يعافيك، شكراً على كل حال، لقد قلت قصائد عديدة في الشخصيات، منها قصيدتي في الجزيرة "هذه الجزيرة طه عندها يقف" عند غزو الكويت، ذكرت فيها شخصاً، وأظنّ أنك سمعت لكني لا أحب الشخوص. عندما جئت الملك عبد الله، وقال لمحمد الحميّد الأستاذ معيض عنده كذا، قال يا أستاذ يقول الملك: هي قديمة أم جديدة؟ كما ألقيت في الجنادرية، لكن المديح المقبول. وقليل من الشعراء. ولكن نحن الشّعراء سلمك الله نحب الشيء الوجداني ونحب الأشياء مثلما رأيت، فلا أنت قلت.
عريف الحفل: السؤال الأخير مع الباحث فائز البدراني، فليتفضل.
أسعد الله مساءكم جميعاً بكل خير، أخوكم فائز البدراني باحث متفرغ، سعدت هذه الليلة بهذا الحضور وبهذا الفارس المتميز وهو صديق قديم، هو معتزل في مكتبته وبين كتبه ودلَّتِه وقهوته، ويرحّب بمن يأتيه ويكرمه شعراً وأدباً وأخباراً وأنساباً، ولكن هو أطلَّ علينا هذه الليلة إطلالة جميلة، له بحوث كثيرة واهتمامات في غير الشعر، وإن كان هذه الليلة قد ركّز على الشعر، فأنا أسأله منذ سنوات أن يخرج كتابه الذي ذكره أو أشار إليه عن البلدان وتصحيح الأماكن الواردة في الشعر العربي وفي بعض كتب البلدان، لقد طال انتظار هذا الكتاب، فأسأله متى يخرج ونسعد به؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأستاذ معيض البخيتان: وعليكم السلام، شكراً يا أستاذ فايز. الأخ فايز معرفتي به قديمة ومن الناس الذين أقدر مقالاته لأنها رصينة وجيدة، هو وفي لقومه ويأتيني بين الفينة والأخرى. أما الكتاب كما تفضلت فهو كان حلقات أسلسلها في جريدة "الندوة" وقسم منها في "الجزيرة" وليس بكبير، أو صغير، لكني حددت فيها بعض الأماكن في الجنوب الغربي، التي لم يحددها المؤرخون ولا الجغرافيون، فقط يقول لك مثلاً تثليث ولا يدري أين هي، ويقول لك مثلاً منطقة المصامة ولا يدري أين هي، فأين تلك الأمكنة؟ لذا، قمت بتحديدها. أو يقولون عندك جبل (لحيا جبل) هذا جبل مشهور ولا يحددون مكانه فحاولت أن أحدد هذه المنطقة، ولقد صفيت الكتاب وجهّزته، وجزاك الله خيراً فقد دفعتني على إكماله، لعلي أهديه إلى أحد يطبعه نحن أناس ليس عندنا دراهم، ولا نمتلك سوى العافية، والكلام فقط.
الشيخ عبد المقصود خوجه: لا والله "الاثنينية" تتبنى أي كتاب لك، وهذا نوع من التقدير كي نعرّفك الليلة كم نحن مبهورون بما سمعناه، فالاثنينية مشرعة أبوابها لكل إنتاجك، وعليك فقط أن ترسله ونحن نطبعه ونتشرف به كإنتاج للاثنينية.
الأستاذ معيض البخيتان: جزاك الله خيراً سعادة الشيخ.
 
 
طباعة
 القراءات :351  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 179 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.