شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذة فريدة فارسي))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود في البدء أن أشكر "الاثنينية" والقائمين عليها لأنها تقوم بما لم تقم به أنديتنا الأدبية ولا وزارتنا الثقافية. فهي تحتفي بالفكر وتكرم المفكرين والمبدعين، من جميع الأقطار العربية بل والعالمية أحياناً.
وتتيح بذلك للجيل الجديد فرصة الاطلاع على الأعَلام الذين أهملَهُمْ الإعلام. فشكراً للاثنينية ولصاحبها الشيخ عبد المقصود خوجه. هذا المساء نحتفي بانتصار العقيل.
وهي مبدعة ذات موهبة فطرية نجحت في إخفاء موهبتها القصصية لعقود، لصالح الكتابة الصحفية. فكتبت عن الهموم الوطنية والعربية بل حتى الإنسانية. مع أنها في معظم مقالاتها كانت تخبئ قصة قصيرة. وظهر ذلك في مقالها الأول الذي نشر في مجلة الخواطر اللبنانية، وقد كتبته وهي في الخامسة عشرة من العمر بعنوان "رسالة إلى زوجي"، فهاجت الأسرة السعودية المحافظة على الفتاة التي تكتب إلى الزوج. وهي لا تزال مراهقة، وامتنعت عن الكتابة لسنوات لتكتب بعد ذلك باسم زهرة وبعد مقاومة عنيدة ظهر اسم انتصار واستمرت تكتب في معظم الصحف والمجلات العربية. كتبت للكشف عن الخلل في منظومتنا الاجتماعية كما تصدت لمن يهاجمون النجاح ويحاربون المبدعين، كتاباتها تصدر عن عقلٍ حر متفتح، لا يخشى المحظورات والممنوعات، وتعكس شخصية قوية وجرأة واضحة في مقارعة المسلمات. لذلك تذهب غالباً إلى الحدود القصوى وقلما ترضى بالتسويات وأنصاف الحلول. مع احترام تام لعقل القارئ، وحرص شديد على آداب الأمة وأخلاقيات المجتمع.
تعي أن دور المثقف هو الدفاع عن القيم والأخلاق والنزوع إلى الحرية. الحرية التي تعترف بحق الإنسان في التعليم والعمل والحياة الكريمة والتحرر من الحرمان والاغتراب.
لم تترك قضية إلا وكتبت فيها اتهمها البعض بالنسوية عندما هاجمت زواج المسيار، بينما كانت في هذا الهجوم تدافع عن الزواج كمؤسسة اجتماعية وأهم لبنة في بناء المجتمع السليم. وترفض امتهان هذه المؤسسة ومن ثم امتهان كل من الزوجين اللذين يعجزان عن إشهار ما أحل الله، ويتنازلان عن الكثير من الحقوق لكل منهما. وكانت تخفي إبداعها ربما لإحساسها بأن قضايانا، التي كانت ولا تزال حادة لا تسمح بالرومانسية، التي تتطلبها الكتابة القصصية.
وبعد عقود، أدركت أن عليها تسجيل الواقع من خلال الرواية، فظهرت انتصار الروائية التي تكتب كتابة آتية من الأعماق وتتآخى فيها أعتى البراكين وأصفى الينابيع، والقلقُ والرجاءُ فيها توأمان.
عاشت انتصار فوق بركان من الصراع، عاشته بقلب مفتوح مليء بالتفهم. اختزنته حتى أتت لحظة الكتابة الإبداعية فظهر في شخصيات رواياتها. الروايات التي ظهر بعضها ولا زلنا ننتظر المزيد. فكما سبق أن قلت إن معظم مقالاتها تحوي قصة قصيرة بإمكان مبدعتنا أن تحولها إلى رواية. رواية تصور واقعنا، الواقع الذي لم يعد قابلاً لأي ترقيع أو تجميل. ولكن بهذه الروايات نترك للأجيال القادمة. ما يثبت لهم أننا نعلم الواقع ونفكر فيه ونتألم له. ولكن لم نكن نملك كأفراد ومثقفين تغييره.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأستاذة نازك الإمام: شكراً لسعادة الكاتبة والتربوية المعروفة الأستاذة فريدة فارسي مديرة مدارس الحمراء بجدة، أما الكلمة الآن فهي لسعادة الأديب والكاتب المعروف وعضو النادي الأدبي، محمد علي قدس، فليتفضل.
 
طباعة
 القراءات :239  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 168 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.