شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل التكريم
(( كلمة الافتتاح ))
افتتح صاحب الاثنينية الشيخ عبد المقصود خوجة الحفل بهذه الكلمة الضافية:
- الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على خير من تعلّم وأعلم بالله عز وجل.
الأساتذة الأحبة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يطيب لي أن أحي باسمكم ضيفا الأستاذ الشاعر محمد التهامي -المستشار الإعلامي السابق بجامعة الدول العربية- شاكرين تجاوبه لتشريفنا في هذه الأمسية لنسعد بالاستماع لمشواره مع الشعر والأدب والثقافة.
لقد اصطخب الشعر في نفس ضيفنا منذ بواكير حياته، ومارسه عشقاً قديماً يتيه به في أودية عبقر، فغرد بمختلف أغراض الشعر وإن اتسم إلى حد كبير بالميول الإسلامية، وما أملته عليه واجبات الذود عن حياضها مدافعاً ومجاهداً بقلمه في عالم احتلت فيه الكلمة مكانها الثابت والمتطور، في الوقت الذي اهتز فيه عرشها بكل أسف في عالمنا العربي.
لقد سعدت بالتعرف عن كثب إلى ضيفنا عندما جاء زائراً ومشاركاً في أحد مهرجانات الجنادرية.. وتفضل بزيارة الاثنينية التي تزامن عقدها في ذلك التاريخ، ففضله موصول، وتواصله مشكور.
فيما يتعلق بشاعرية ضيفنا، فإنني أترك المجال له لكي يحدثكم بما تجيش به نفسه، ولكن تحضرني في هذه المناسبة ما تقوله العرب عن الشعراء وتصنيفهم، إذ يجعلون االشعراء أربعة: شاعر يجري ولا يُجرى معه، وشاعر يخوض وسط المعمعة، وشاعر لا تشتهي أن تسمعه، وشاعر من حقه أن تصفعه).. وأحسب أن ضيفنا من الطراز الأول الذي يجري ولا يُجرى معه، فهو برهافة حسه، والتصاقه بالناس، يمثل كافة شرائح المجتمع وألوان طيفه، ويشعر بنبضه، ويهضم آمال الناس وآلامهم، ثم يصوغها عملاً إبداعياً يتمثل من خلاله تلك الأمواج المتلاطمة من الأحاسيس الإنسانية الخفية، وآلام البوح، وتباريح الجوى، التي لا يستطيع أن يسبر أغوارها السحيقة غير الشاعر المتمكن من أدواته، القادر على إيصال صوته للآخرين.
وبما أن ضيفنا يمتلك حنجرته الخاصة التي عبَّر من خلالها عن كثير من المواقف الإنسانية، واستطاع أن يترك بصماتٍ واضحة في واحة الشعر العربي المعاصر، خاصة في المجالين الإسلامي والعربي، بالإضافة إلى الشعر الوطني، وبما أن الحديث عن الشعر الوطني، وبما أن الحديث عن الشعر لا يحلو إلا بالاستماع إلى ينابيع الشعر ذاتها سيما إذا تدفقت من مصدرها الأصلي.. فإنني أجد أن ما أقوله لن يشكل إضافة تُذكر بالنسبة لفيء شعر ضيفنا، وعليه أعتبر نفسي مستمعاً أكثر مني متكلماً، فالكلام في حضرة الشعر يأتي في إطار.
ووضع الندى في موضع السيف
بالعُلى مضر كوضع السيف في موضع الندى
ولا بد في هذه العجالة من الإشادة بالمساهمات الكبيرة التي قدمها الضيف الكبير لمجتمعه المحلي والإقليمي.. والخدمات الجليلة التي قدمها لجامعة الدول العربية من موقعه كمستشار إعلامي للجامعة.. ونشكره اهتماماته المتميزة بالمنديات الأدبية والثقافية وكل تظاهرات العطاء الفكري على امتداد الساحة العربية.. فالشعر ليس الهم الوحيد لضيفنا، بل هو يتمثل واحداً من أوجه عطائه الذي لم ينقطع لخدمة الإسلام والمسلمين.. ووسيلة فاعلة يعبر بها عن وهج الأحاسيس التي تنتابه تجاه مشاكل المجتمعات الإسلامية التي عاصرها في أوروبا وغيرها من دول الأقليات الإسلامية، وقد تكون لديه رؤيته الخاصة نحو الفعاليات الإسلامية المختلفة التي تهدف جميعاً لخدمة أهداف سامية ولكن قد يعوزها التنسيق وتبديد الموارد المالية على قلتها في كثير من النشاطات التي لو توحدت لأدت إلى نجاحات بارزة على أكثر من صعيد في الخدمة الإنسانية، والإغاثة، ونشر الدعوة، ومعالجة مشاكل الأقليات الإسلامية وغيرها من المسائل ذات الصلة.. متطلعين إلى أن نسمع من ضيفنا جانباً من هذه الأفكار البناءة علّها تصب جميعاً كروافد لا غنىً عنها في مسار ترسيخ وبلورة العمل الإسلامي في العالم كله.
أرجو لكم أيها الأحبة أمسية ماتعة تحت وارف ظلال الشعر الندية، والفكر البناء متطلعاً معكم إلى الاحتفاء في أمسيتنا القادمة بشاعر آخر من أرض نجد، فارس الكلمة المموسقة، الشاعر المبدع الأستاذ أحمد صالح الصالح الذي اشتُهر بلقب (مسافر).. فإلى لقاء قريب وأنتم بخير.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1390  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 31 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج