شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آل بيته الطاهرين، وصحابته أجمعين.
الأستاذات الفاضلات.
الإخوة الأكارم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعد "اثنينيتكم" الليلة الاحتفاء بجمعية البر بمكة المكرمة، التي ترفل في عامها الرابع والستين منذ أن حرّر مؤسسوها، شهادة ميلادها عام 1371هـ، ألف وثلاثمائة وواحد وسبعين للهجرة، الموافق 1950م ألف وتسعمائة وخمسين للميلاد، كأول جمعية بـر في المملكة العربية السعودية تحت مسمى "هيئة صندوق البر"، وقد انبثقت من فكرة كتبت بعنوان " يا أصحاب الثروات أحسنوا كما أحسن الله إليكم" في صحيفة "البلاد السعودية" عام 1371هـ ألف وثلاثمائة وواحد وسبعين، الموافق 1950م ألف وتسعمائة وخمسين للميلاد. وقد ترأسها سعادة الشيخ صالح محمد جمال -يرحمه الله- الذي كرّمته "الاثنينية" بتاريخ 8/7/1404هـ الموافق 9/4/1984م، الذي تميّز بثاقب بصيرته، وحصيف نظرته. ثمّ تعاقب على رئاسة مجلس إدارتها الكثيرون من ذوي الفضل، والحنكة، والحكمة بدءًا بالأستاذ عبد الله عريف -يرحمه الله– فأهلاً وسهلاً برئيس مجلس إدارتها الحالي، الأستاذ الدكتور طارق صالح محمد جمال، مرحبين بأركان إدارته، وبالضيوف الكرام، وبأعضاء مجلس الإدارة، والأبناء المؤسسين، ومنسوبي الجمعية، وكل من وقف معاضداً، ومؤازراً، ومسانداً لهذا الصرح. يحُقّ لنا أن نفخر به في أرض القداسات، مكة المكرمة، موئل الخير، والنور، والنماء للبشرية جمعاء.
أيها الإخوة، ليس بدعاً أن تشرع "الاثنينية" نوافذها صوب الجمعيات الخيرية، والمؤسسات الصحفية، والهيئات الحكومية، والمراكز البحثية، والمؤسسات التعليمية، فقد كرّمت عبر مشوارها الذي دخل عامه الثالث والثلاثين بحضوركم وتألقكم مؤسسات عديدة منها: مؤسسة البلاد للصحافة والنشر، ومؤسسة عسير للصحافة والنشر (جريدة الوطن)، ومؤسسة البابطين الثقافية، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والمدرسة الصولتية بمكة المكرمة، وجامعة الملك سعود، ومؤخراً مدارس الفلاح، والجمعية الخيرية بمكة المكرمة.
يأتي تكريمنا الليلة لجمعية البر، التي ظلّت تقدّم خدمات اجتماعية، ومساعدات إنسانية جليلة؛ لتحقيق التنمية المستدامة لذوي الحاجات ومن في حكمهم في أم القرى، عبر أهدافها النبيلة، ومقاصدها الجليلة، بتحويل الأسر المحتاجة إلى منتجة، تسهم في رتق النسيج الاجتماعي، والاقتصادي، للخروج به من شرنقة الفاقة، وصولاً إلى فضاء الإنتاج، ليصبح هو الآخر عوناً للآخرين وسنداً لهم، وهكذا تنداح سيمفونية البذل والعطاء ليعمّ خيرها الأرجاء كافة.
أيها الأخوة، يحمد للجمعية أن استقطبت ذوي الكفاءات الخيرة، والخبرات التراكمية المميزة، من أكاديميين، وفنيين، وعاملين، ومتطوعين، أسهموا بقدر كبير في صيرورة هذا الجهاز بهيئاته كافة، وأذرعه، وقنواته، طيلة أكثر من نصف قرن، بما عرفوا به من نبل، ونكران ذات، وحب للخير، ولا نزكيهم على الله، فقد عملوا متكاتفين ومتآزرين، لتطويق آثار الفقر، ومسح أدمع اليتامى والحيارى، بتقديم المساندة والرعاية المناسبة، لمن وجدوا أنفسهم محاصرين في قفص الحاجة، عبر برامج عمل متنوعة، وسياسات مؤطرة، تغطي معظم شرائح المجتمع، وتصل إلى أربعة وعشرين برنامجاً، منها على سبيل المثال لا الحصر: كفالة الأيتام، والأرامل والمساكين، والمساعدات الطارئة، والرعاية الطبية، وغيرها من أوجه الخير، والإحسان، والبر. وليس ذلك بغريب على أمة "اقرأ"، التي شعّ منها نور التراحم، والتآزر، والمعاضدة.. وبطبيعة الحال، لا يسلم العمل الجمعي الطوعي من معوقات، ومعضلات، ونقائص، لكن تظل المعاني السامية هدفاً ومبتغىً، والمقاصد الخيّرة مبدأً ومنتهىً، كما يحمد لها تبنيها سياسات اقتصادية موفّقة، بعيدة المدى، توفر دعمًا مجزياً ومستمراً عبر مشروعات الأوقاف الاستثمارية، وتدرّ عائداً يسهم في تغطية بعض النفقات المتزايدة أو كلّها.
ومما لا شك فيه –أيها الإخوة- أن الجمعية مهما كان وزنها، وصيتها، ومشوارها الطويل، لا تستغني عن الدعم المعنوي، المتمثل في وسائل الإعلام المحلية والإقليمية المتاحة؛ للتعريف بنشاطاتها المتميزة، تنويراً وتشجيعاً، وتحفيزاً وشرحاً لأجندتها؛ لاستقطاب المزيد من المتعاطفين، ليتسنى لها استمرارية القيام بدورها على أكمل وجه، بالإضافة إلى تنمية ثقافة العمل الخيري وتعميقه، وتأصيله بين الشرائح المجتمعية المحبّة للخير، محققاً العمل الجمعي النتائج المرجوة بمشيئة الله.
أيّها الإخوة، لقد شقّت الجمعية طريقها بكفاءة رأس هرمها الإداري، ضيفنا الكريم، المعروف بالدراية المتوازنة، والخبرة الثرية، والمعرفة اللصيقة، التي أهّلته لقيادة دفة العمل الخيري بمهنية عالية، ما أدى إلى استقطاب رؤوس الأموال والخيرين القادرين على المزيد من الدعم لمشروعات الجمعية، آملين أن تتضافر جهود جمعياتنا على كثرتها في وطننا الحبيب؛ لتجويد الأداء عبر الوسائل التقنية الحديثة، بإنشاء مراكز بحثية دقيقة، وبوضع خطط طموحة طويلة المدى، وعمل مسح إحصائي ميداني من خلال الواقع المعاش، بعيداً عن التقارير الروتينية، والأطر النمطية، ومن ثم ربطها بدائرة مركزية،تتقاطع عندها أسماء المحتاجين، والمعوزين وأصحاب الحاجات، ليكونوا بمنأى عمّا يجرح مشاعرهم، ويؤرق تعففهم، ومن جهة أخرى منعاً للازدواجية، التي تؤدي إلى حرمان بعضهم، بينما ينال الآخرون أضعاف ما يحتاجون، وهو أمر بالغ الدقة والحساسية. فنحن بحاجة إلى مزيد من الجمعيات المتخصصة التي تعنى بشرائح بعينها، كما أن الدعوة موجهة إلى الباحثين، والأكاديميين، والمختصين، الذين يقع عليهم دور كبير في توجيه الأبحاث والدراسات العلمية الرصينة، لظواهر الفقر وأسبابه، وإشكالاته، ومآلاته، وطرق معالجته، ليتم التركيز على انتشالها وفق أسس علمية، لتهيئة أسباب الحياة الكريمة في مجتمع تكافلي، تعاوني، ومعروف.
إلى هنا، أترككم في معية ضيفنا الكريم، ليحدثكم حديث العارف، والمعاصر، والمؤرخ، عن شؤون الجمعية، وشجونها، وأمانيها، وآمالها، وطموحاتها، وانجازاتها بالصوت والصورة، على أمل اللّقاء الأسبوع القادم لتكريم الكاتب، والروائي، والأديب، والناقد الدكتور سعيد يقطين، الذي رفد المكتبة العربية بأكثر من 18 مؤلفاً في القصة والرواية والأدب،والنقد، قادماً لاثنينيتكم خصوصاً من المغرب الشقيق، فأهلاً وسهلاً ومرحباً به وبكم.
طبتم وطابت لكم الحياة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ عبد المقصود خوجه: أودّ أن أشير إلى أنه بعد الاطّلاع على الفيلم، الذي عرفت أنه يخصّ الجمعية وإن شاء الله سيكون مكان رؤيا منّا ومن صالة السيدات، ستعطى الكلمة لفارس أمسيتنا والمتكلمين، إذ سيتم محاورة ضيفنا رئيس الجمعية عن طريق طرح الأسئلة التي آمل أن تتفضلوا بإلقائها مباشرة، راجين أن يطرح كل متسائل أو متسائلة سؤالاً واحداً، وأن يعرّف السائل بنفسه ومهنته ثم يطرح السؤال مباشرة، حتى تتيح الفرصة لأكبر عدد منكم ومنكن. ننتقل إلى أستاذنا طارق جمال، هل تحبّ أن يتكلم الإخوان أولاً أم أن تبدأ أنت؟
الأستاذ طارق جمال: الإخوان أولاً.
الشيخ عبد المقصود خوجه: حسناً، معالي الدكتور سهيل قاضي عضو مجلس الشورى السابق ومدير جامعة أم القرى لسنوات طويلة وهو من الأعضاء المميزين في جمعية البر، أرجو أن يتفضل بإلقاء كلمته.
 
طباعة
 القراءات :293  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 136 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج