شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأديب الأستاذ د. عبد المحسن القحطاني ))
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الحاضرون ورحمة الله وبركاته أما بعد.. فقد وضعني الأخ حسان في حرج شديد عندما قال المسك.. وأظن أنني لست المسك الآن لأن المحتفى به لم يتحدث بعد.. وما عساي أن أقول في ليلة يكرّم فيها أديب وقاص وروائي لا يمكن لأي راصد للحركة القصصية والروائية في المملكة العربية السعودية، إلا أن يجعله من أصحاب مراحلها. إذا وزعت إلى مراحل، ومن غير شك أنه ونخبة معه من القصاصين والروائيين كانوا وما زالوا هواة، ولست أزعم أن القصة وأن الرواية أخذت مكاناً سامقاً كما أخذه الشعر، ولذلك أسباب يعرفها من يكابد كلمة القصة وحبكة الرواية، ولكني حين أتحدث عن الدكتور عصام خوقير فأجده في رواياته ولم أقرؤها جميعاً ولكن آخر رواية قرأتها له هي السكـر المـر، أمـا "السنيورة" فقد تناولها كثير من النقاد، أنصفه فيها الاجتماعيون واختلف حوله النقاد والسبب في ذلك أيها الإخوة أن الرواية اختلف حولها النقاد لأن فريقاً منهم يقول إنه لا شكل لها، وكيف أتعامل معها، والفريق الآخر يقول إنها حبكة ومعروف أن الفن صعب الإمساك به، متمرد على الناقد يحس به ولكن لا يستطيع أن يقننه، لأنه جاء بقانونه ونظامه.
هذه هي طبيعة الفن وستبقى الخصومة - لا أقول الخصومة التي تهدم - وإنما الخصومة التي تبني بين النقاد وبين الروائيين والقصاص وحتى الشعراء أنفسهم، الذي لفت نظري في "السكر المر" الحوار واسمحوا لي أيها الإخوة وأرجو أن تكونوا قرأتموها كقراءتي لها، وهي من الروايات القليلة جداً، التي بطلها امرأة، راوية، والبطل كما هو معروف يحتاج إلى شخصية مضادة له، هذه الشخصية المضادة إما أن تكون من داخلة نفسه فيكون هناك صراع داخلي ضمن الإنسان ونفسه، أو يكون شخصاً آخر، هنا المراد ليس شخصاً واحداً وإنما بطلان حتى البطلة أخذت الدور من رواية لأنه أراد أن يفسح لها المجال وأن تكون بطلة في كل الرواية فكانت الراوية ورغم أن الراوي هو الذي يتحكم في مسير الحدث، وكما تعرفون فإن السرد إما أن يكون سرداً استطرادياً وإما أن يكون سرداً تقطيعاً إن صح هذا التعبير أما سرداً متوالياً والسرد القطعي كما تعرفون أيها الإخوة هو أن ننتقل من مشهد إلى مشهد آخر، ولا ضير أن يستعمل الراوي أحد هذه الأجناس الثلاثة وإن كان بعض النقاد يعتقد أن السرد هو النقطة الضعيفة في الحبكة لأن الراوي يريد أن يطير بجناحيه مع الرواية وألا يتقيد بزمن يعيقه أو بمكان يحد من حركته.
الراوية إسمها رجوة وبطل آخر اسمه فارس والبطل الثاني فلاح واسمحوا لي إن استرسلت في الحديث مع هذه القصة، البطلة أرادت هذا الفارس الرجل المشهور أستاذ الجامعة الدكتور الذي يغشى المنتديات ويكون له صولات وجولات، حذرها والدها منه لأنه يعرف سيرته فكأنه أحس، اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس، ولا أريد أن أقف عند هذه القصة طويلاً فالحدث كبير، ولكن القصة حملت لهجتين مختلفتين محليتين لهجة جدة ولهجة السراة، وكثير من القصص العالمية لم تأخذ عالميتها إلا من خصوصيتها ومحليتها، الشعر الجاهلي قابع في خصوصيته ولكنه عالمي في قوته وقدرته وأصوله، فهو محلي صحراوي يمثل القبيلة والفرد ومع ذلك انطلق إنطلاقة كبيرة، أخذ قوته من خصوصيته ومحليته فأحكم اللهجة... جدة ليس غريباً عليها وله الحق أن يحكمها لأنه تربى فيها، ويتحدث اللهجة سليقة لا اكتساباً، لكن السراة يجب أن يتقمص الشخصية ويدرس اللهجات لكي يكتب هذه الكلمة، المهم في هذه القصة التي أخذت في السرد المتوالي أن البطلة ظلت من أول سطر إلى آخر سطر هي السيدة، وكانت القضية قضية إسقاط بين الأنثى وبين الذكر، بين حواء وبين آدم، حتى أنها تناديه بآدم فبعد أن بلغ بها الصبر طريقاً طويلاً أرسلت قصة سمتها الطاووس، لا أريد أن أتحدث كثيراً عن الحبكة ولكني أقول إن من قرأ القصة يكون مشدوداً إليها، هنا معادلة بين لهجتين محليتين وبين منطقتين صغيرتين.. أما السنيورة فهي بين عالمين مختلفين.
مرة أخرى أنا سعيد بهذا الاجتماع واسمحوا إن كانت كلمتي ليست مدحاً في الدكتور عصام خوقير فهو قمين به ولكني قلت كلمة أرجو أن أضع منها إضاءات على هذا العمل الروائي الذي أقول إنه محفوف بالمخاطر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :526  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل

[محمد سعيد عبد المقصود خوجه (1324هـ - 1360هـ): 2001]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج