شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: شكراً معالي الأستاذ محمد عبد الله الشريف، رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، والآن نفتح المجال للأسئلة والحوار مع ضيفنا، نبدأه من قسم السيدات، للترحيب بالضيف وبداية السؤال الأول من قسم السيدات، الميكرفون مع الزميلة الأخت نازك الإمام، تفضلي.
الأستاذة نازك الإمام: شكراً أخ محسن، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أصحاب المعالي.
أصحاب السعادة.
الإخوة والأخوات الحضور.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ضيفنا لهذه الأمسية هو من وعد بأن يكون أول من يترك منصبه في رئاسة الهيئة في حال تحولت الهيئة لجواز بيروقراطي أو شعر بأي فراغ في جهازها ليشغل من هو أصلح وأنفع مكانه، فمرحباً بمعالي الأستاذ محمد عبد الله الشريف، رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) مُكرَّماً بيننا الليلة، ونبدأ بطرح الأسئلة من قسم السيدات بدايةً مع الأستاذة سامية المنّاع، فلتتفضلي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فعلاً كلمة الأستاذ عبد الله الشريف وضحت لنا نشأة الهيئة ودورها واختصاصاتها وهذا الأمر كان غافلاً عنه معظم الناس، لأن من قال إن هناك مبالغات كثيرة شخصية كانت أو هموم أفراد أو مشاكل خاصة، لذلك نحن كان بودنا أن توضح الهيئة الاختصاصات والصلاحيات فيها ، وأن تُنشر في كُتيب يظهر للجميع حتى يعرف الواحد منا كيف يصل إلى المعلومات العامة، وكيف تصل لنا الرسائل الخاصة على الجوالات أن (نزاهة) الموظف العام.. الأخلاق.. القيم، فيكون دور الهيئة الاستقطاب من كل مكان. ولو تساءلنا عمّن سنوظف من الموظفين، وكنتم المراجعين والإجراءات عندكم، سيسهم ذلك في معرفة من نستقطب. لو كل مؤسسة وضعت الإجراءات العامة والمتسلسلة الواضحة للموظفين قبل المراجعين، فإنّ المراجعين عندما يأتون ليطّلعوا عليها، فإنّ هذا يرمي على هذا وهذا يرمي على هذا.. هذه الأسباب كلها تغلغل الفساد في الأطراف، لذلك عليكم توضيح الإجراءات بشكل متسلسل ومصغر في كل وزارة، وأن تكون معلومة للطرفين، أي للمراجع وللموظف الذي هو على رأس العمل مهم جداً، وجزاكم الله خيراً.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً للأستاذة سامية المناع على الكلمات الأولى (الثناء)، وأعتقد أنها بالغت قليلاً في شخصي، لكن بالنسبة إلى التعريف بنظام الهيئة والاستراتيجية الوطنية ونشر الكُتيبات، فالهيئة لديها مجموعة كبيرة من الكتيبات، وزودت ((الاثنينية)) بمجموعة كبيرة منها، وسبق أن زودت ((الاثنينية)) بذلك، والحمد لله هي منتشرة على مستوى الوطن، وأنا أعتذر وأعترف أن من باب التقصير من قِبلي ومن قِبل الهيئة إذا كان بعض الأخوات لم تصلهم مثل هذه الكتيبات، جمعنا في هذه الكتيبات كل ما يُمكن أن يتصل بالتوعية، وكل ما يمكن أن يسهم في العودة إلى القيم الفضيلة والتذكير بما حث عليه ديننا الإسلامي من أصول ومن قيم فاضلة ومن التزام بمبادئ الدين، ومن ضمنها طبعاً رسائل من الهيئة إلى المواطن، ومن ضمنها تنظيم الهيئة والاستراتيجية الوطنية، من ضمنها خطب لأئمة أفاضل في المسجد الحرام، مثل الشيخ صالح بن حميد، والشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، وهي عبارة عن خطب كاملة عن الفساد، قاموا بإعدادها، طبعاً كل منها في كتيبات ثمّ وزّعت على مستوى الوطن، أيضاً محاضرات وخطب من بعض الفضلاء في الوطن، حتى الرسوم الكاريكاتيرية التي نُشرت عن الفساد جمعناها في كُتيب ووزعناها، يعني نحن مجتهدون لكن نتمنى من أي مواطن أو أي شركة أو أي مؤسسة أن يتواصلوا مع الهيئة إذا لم تصلهم هذه الكتيبات لأننا مستعدون لتوصيلها له في أي مكان من الوطن.
بالنسبة إلى وضوح الإجراءات، ذكرت أنها مهمة جداً ونصت عليها الاستراتيجية وهذه من الثغرات التي يمكن أن يدخل من خلالها الفساد إذا كانت الإجراءات معقدة أو طويلة أو غامضة أو لم تنشر أو لم تتضح للمواطن، وقد يضطر المواطن إلى أن يذهب للجهة الحكومية لكي يعرف ما هي الإجراءات، المفروض أن يعرفها وهو في منزله إذا أراد ترخيصاً ما، أو الحصول على أي خدمة، يعرف ما هو الإجراء المطلوب منه وهو في منزله، ويقوم بأخذ هذا النموذج أو تعبئته بالطريقة التقنية وهو جالس في منزله، وخصوصاً إذا كانت هذه الخدمة يمكنها الوصول إلى منزله، أما إذا كان لا بد أن يذهب لكي يستلمها مثل جواز السفر أو الإقامة أو مستند أو وثيقة رسمية ما عليه إلا أن يذهب في النهاية ويستلم أو حتى من الممكن أن تصله عبر البريد كما يحصل في كثير من الدول أيضاً، إذ يمكن تسهيل الإجراءات، وبالتالي التسهيل على الجهات الحكومية بأن لا يراجعها أحد ليبقى الموظف في جو يتيح له الإنتاجية، ويتيح له العمل بينما المواطن في بيته أو في عمله أو في مشاغله، يعني لا يشغل المواطن ويضيّع وقته في أن يأتي ويراجعه، فالاستراتيجية الوطنية من ضمن ما نصت عليه لعلكم إن شاء الله تتأكدون من هذا أن يتم اختيار الموظفين الذين يقدمون خدمة للمواطنين، الذين يكونون في مواجهة الجمهور من ذوي الأخلاق الفاضلة والسمعة الحسنة في التعامل مع الناس، يعني حتى إلى هذا الحد وصلت الأمور وهذا واجب علينا، لأن الموظف أصلاً موجود لخدمة المواطن، فالمفروض أن يهتم به، شكراً.
عريف الحفل: سؤال للأخت رنا حكيم.
السلام عليكم رنا حكيم من صحيفة (الاقتصادية)، أولاً نشكر الأستاذ محمد، نحن استضفناه في الصحيفة الاقتصادية بالرياض وكان حواراً شيّقاً جداً، وقد أوضح الكثير للمواطنين، سؤالي حول بعد إعلان الميزانية في الأيام الماضية أقر وزير المالية بوجود تعثرات أو تأخرات في المشاريع بقيمة 2 ترليون ريال، ما هو دور الهيئة تجاه المشاريع المتعثرة والمشاريع التي ستُطرح خلال الأيام المقبلة والتي نخشى أن يكون فيها تعثر أو فساد أيضاً؟ شكراً لكم.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً للأستاذة رنا، تكلمت أنا على جانب من هذا فيما يتعلق بتعثر المشاريع، وقلت إننا بدأنا بنشر معلومات أمام المواطن على كل مشروع، لكي يكون المواطن رقيباً عليها، ويبلغ الهيئة بأي تقصير أو تأخير في تنفيذها، أو أي ملاحظات على سوء التنفيذ، هذه أول خطوة مطلوبة من المواطن بأن يكون الحري والحريص على هذا المشروع لأنه يعد من أجله، لكي ينعم به المواطن، إذا، تكون الخطوة الأولى من قبل المواطن في أن يبلغ الهيئة، علماً بأن الهيئة لا تقتصر على هذا وإنما تقوم بالتحري كما ينص النظام، والتجول على المناطق والمحافظات والمراكز وعلى المشاريع، لأنها تحصل على العقود، وتطلبها من الجهات الحكومية، يعني عندما تُرسّى المشاريع وهذا نصّ عليه في التنظيم، أن الجهات الحكومية تزود الهيئة بكل العقود، كعقود المشاريع بعد إرسائها والتعاقد عليها، لكي تقوم الهيئة بمتابعة المشروع والتحري عن أوجه الفساد فيه ومتابعة سيره.
بالنسبة إلى الميزانية وما تضمنته، هناك مبالغ مرصودة كبيرة للمشاريع الجيدة لا شك، وقد تضمنت الميزانية الحمد لله أرقاماً هائلة جداً للمشاريع وسوف تستمر نهضته، لكن نرجو من الجهات الحكومية صاحبة المشاريع وهذا قلناه في خطابات قد أرسلناها أو عرضناها في وسائل الإعلام أن تحرص على ما وجدت الهيئة أنه يتسبب كثيراً في تأخير تنفيذ المشاريع أو تعثرها أو سوء التنفيذ فيها، مثلاً أن تحرص على تطبيق كل نصوص نظام تنفيذ المنافسات الحكومية والمشتريات أيضاً، فيما يتعلق بإعداد مواصفات جيدة وبشكل مفصّل حتى لا تحتمل الاختلاف أثناء التنفيذ أو تحتمل سوء التنفيذ، إعداد المواصفات الإعداد الجيد، التحري عن موقع المشاريع، أن لا تكون هناك عوائق في مواقع المشاريع، لأننا وجدنا بعض المشاريع يُسلم الموقع للمقاول ويذهب المقاول ويجد فيه عراقيل، كأن يكون غير جاهز للتنفيذ، مشكلة في خطوط كهرباء أو خطوط مياه أو خطوط صرف صحي أو أي شيء فالمفروض أن تتأكد الجهات من جهوزية الموقع قبل أن يُسلم إلى المقاول لكي يتأكد منه، ثالثاً: الاهتمام بوظيفة الاستشاري الذي يتابع المشروع من قِبل الهيئة، أن يكون من المشهود لهم، أن يكون من أفضل الاستشاريين، أن تكون الكفاءات التي يستخدمها لمتابعة المشروع هي الكفاءات ذاتها التي اتُّفِق معه عليها بذات الشهادات، لأننا وجدنا أن الموجود في المشروع يختلف من حيث الكفاءة ومن حيث التأهيل عمّا اتفق عليه، وهذا طبعاً نتيجة غياب الرقابة من قِبل الجهة الحكومية، أيضاً هناك ضعف في الرقابة على المشاريع من قِبل الجهات الحكومية، خصوصاً فيما يتعلق بالمشاريع القائمة في مناطق نائية ويصعب الرقابة عليها ولكن هذا ليس بعذر أبداً في متابعة المشاريع، أمور كثيرة وجدناها تؤخر المشاريع وتؤثر فيها وتعطلها، نرجو من الجهات الحكومية أن تهتم فيها وتنتبه لها، شكراً.
عريف الحفل: السؤال لدينا، الأستاذ كمال عبد القادر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اسمي كمال عبد القادر، جئت متأخراً قليلاً وسمعت ثلاثة أرباع كلمتك يا معالي الأستاذ، حقيقةً جلست أكتب وأكتب وأكتب حتى مللت لأن هناك الكثير من التعليقات، لا أدري معالي الرئيس إذا كان من أهداف الهيئة ولا أعتقد أنها الدعوة إلى الإرشاد والوعظ والخطب والمحاضرات، كل ما سمعناه الآن، نسمعه منذ ثمانين سنة في المساجد وفي المدارس وفي المحاضرات.. ليس دورها، الفساد في المملكة كبير جداً يا معالي الرئيس، والهيئة صغيرة جداً لمواجهة هذا الفساد، كما أن إمكانيات الهيئة لا تستطيع أن تواجه الفساد، أضف إلى ذلك، لقد توقعت أن أسمع كلاماً يسر الخاطر قليلاً، وإذا بك معالي الرئيس تغرق في البيروقراطية والأنظمة، هذه البيروقراطية هي أحد الأبواب الرئيسة للفساد في الدوائر الحكومية، فإذا بكم أنتم تغرقون فيها وتفتحون هذا الباب على مصراعيه، الدور الرئيس للمواطن في رؤيته للهيئة هي الفساد في المال العام، المال الخاص ليس بالضرورة أن نتحدث عنه، لكن المال العام هو الأهم في الحديث عنه، لذلك المواطن يا معالي الرئيس غير راضٍ تماماً لأنه يرى الفساد بأم عينيه وأنتم تتحدثون عن البيروقراطية والنظام والأنظمة واللوائح والخطب، يعني تعملون جاهدين، نشكركم على ذلك ولكن هذا الجهد في اتجاه آخر، ومغاير للدور المطلوب منكم هذا ما أراه أنا. شكراً لكم.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: أشكرك على ملاحظتك، وإن كنت لا أتفق كلياً وبالكامل معك، نحن لم نتحدث عن البيروقراطية، وقد عاهدت نفسي وزملائي في الهيئة أن نكون جهازاً جديداً مُنشأً وفق أحدث الأساليب، بعيداً عن البيروقراطية، التي تخيم على كثير من الأوضاع في الجهات الحكومية، وإن شاء الله أنني لا زلت على هذا الوعد والعهد. المواطن غير راضٍ، نحن نعرف ذلك، وهو غير راضٍ عن مستوى الخدمات التي تُقدم له أيضاً وعن مستوى المشاريع، ولولا هذا لما وجدت الهيئة، كما أننا نعرف أن الهيئة لوحدها لا تستطيع أن تقوم بمكافحة الفساد حتى إن حصل، إذا لم يتكاتف ويتعاون مكونات الوطن كلها، وهذا هو ما نصّت عليه الاستراتيجية الوطنية، ورجاءً أن ترجعوا إليها، لتجدوا أنه ليس هناك أحد مُعفى من واجب مكافحة الفساد بما يستطيع، وكلٌ في مكانه وكلٌ بحسب دوره وحسب الموقع الذي هو فيه.
لا أعتقد أننا تحدثنا عن أمور سلبية أو أمور بيروقراطية، بالعكس نحن ضد البيروقراطية، وقلت أنا في حديثي أننا مسؤولون حتى عن متابعة الإجراءات الحكومية ومراجعتها، طبعاً الجهات الحكومية المفروض أن تطور إجراءاتها وتختصرها وتعلنها والهيئة تتابع ذلك، شكراً.
عريف الحفل: قسم السيدات تفضلن بسؤالكن، ونرجو الاختصار في السؤال وأيضاً في الإجابة معالي الرئيس لأنه لدينا أسئلة كثيرة.
الأستاذة نازك: سؤال من الأستاذة سميرة سمرقندي، وهي ناشطة اجتماعية، فلتتفضلي.
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ضيفنا الكريم في الآونة الأخيرة شاع وكثُر في أوقات متقاربة عن سقوط منشآت لم تكتمل في البناء، سواءً في المساجد أو إدارات حيوية، وأخيراً الكوبري الأخير الذي يقع بين الرياض والدمام، من الملام على ذلك، ومن نحاسب؟ هل الشؤون القروية والبلدية أم شؤون المساجد والأوقاف أم وزارة المواصلات والنقل أم أنتم رجاءً أفيدونا؟
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً أستاذة سميرة، ليست الهيئة ببعيدة عن سقوط منشآت لم تكتمل أو منشآت مكتملة وقائمة، وعندما تسمع أو تعرف أن هناك منشأة سقطت أو ظهرت فيها عيوب، تبعث بمهندسيها ليتفحصوا الموضوع ويأتوها بالمعلومات كاملة، وقد حدث هذا طبعاً في مبانٍ كثيرة حديثة الإنشاء، وفي منشآت مثل الجسور التي مرّ عليها زمن، ووجدت الهيئة أن السبب الرئيس في هذا يعود إلى ضعف الصيانة والتشغيل، وإهمال في ذلك، كما هناك أسباب أخرى لكن هذا هو السبب الرئيس، مثلاً الجسور والطرق في المملكة كلها فيها عقود صيانة وتشغيل، والصيانة محددة ومفندة فئاتها في العقود، منها: صيانة دورية وصيانة طارئة، حتى تحفظ المنشأة سليمة وبعيدة عن أخطار الانهيارات، ذهبت الهيئة إلى الجسر، الذي انهار في المنطقة الشرقية، وقبلها ذهبت إلى الجسر الذي انهار في الرياض في منطقة.. حول الجنادرية، أو بجانب الجنادرية نعم وتعرفت إلى الأسباب، وأرسلت تقارير حول هذا، شكراً.
عريف الحفل: سؤال لخالد المحاميد، عرّف بنفسك يا أستاذ خالد المحاميد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، خالد المحاميد من جريدة الوطن، معالي الرئيس حسب تصريحات سابقة منسوبة لكم تقول فيها إن بعض المسؤولين لا يستجيبون لتطبيق العقوبات المقررة على دوائرهم أو على موظفيهم فيما يتعلق في التجاوزات المالية والإدارية، وقد اتهمتكم بعض وسائل الإعلام أنكم تطبقون (نزاهة) أو إجراءاتها على القضايا الهامشية وتتركون قضايا الفساد الكبيرة، سؤالي هو: إذا كنتم مفوضين من خادم الحرمين الشريفين بمحاسبة أي شخصية فلماذا يستعصي عليكم بعض المسؤولين؟ شكراً.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً، أستاذ خالد لا أدري ماذا تقصد بفكرة لا يطبقون العقوبات؟ لكن أنا سأجيب عن آخر السؤال: لماذا تهتمون بالقضايا الهامشية؟ نحن لا نرى أننا نهتم بالقضايا الهامشية، نحن نرى أننا نهتم بالقضايا كلها، سواءً كانت هامشية أو رئيسة، والهيئة مسؤولة عن التنفيذ، والالتزامات الواردة في تنظيمها والتي ذكرتها أنا في بداية حديثي، اهتمامنا بالصغير مثل اهتمامنا بالكبير، والبيانات التي نشرتها الهيئة توضح هذا، ونحن لا ننشر عن الأمور الصغيرة، بل عن القضايا، إما أنها قضايا فساد أو أنها قضايا تمس مباشرةً حياة المواطن، وهذا ما أوكل إلينا بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، وأنتم ترون في ردود الهيئة وفي البيانات التي تُصدرها هذا، شكراً.
عريف الحفل: سؤال من قسم السيدات لكن من جهة الفناء، الأخت الطالبة سارة أبو طوق.
سارة كمال أبو طوق، طالبة، السؤال: لماذا لا تحظى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالاهتمام الإعلامي الكبير باعتبارها من الهيئات الحكومية المهمة؟ وشكراً.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: بالعكس تماماً، البيانات التي تُصدرها الهيئة هي من باب الإعلام، من باب التوعية. للهيئة جانبان مهمان في عملها: جانب وقائي وجانب الكشف، الوقائي: هو الذي يهتم بالجانب الإعلامي والتوعية والتثقيف والتنوير، يعني عقد الندوات، عقد المؤتمرات، عقد اللقاءات، وإنشاء نوادٍ حتى في الجامعات، وقد أنشأت الهيئة لها نوادي باسم نوادي (نزاهة)، نادي (نزاهة) يديره الطلبة، رغبة في تعويد الطلاب على ممارسة هذا النوع من الأنشطة، لإحياء مفهوم النزاهة وثقافة الحس الوطني، في صيانة مقدرات الدولة، وسوف نمضي إن شاء الله في إنشاء مثل هذه النوادي. بالعكس، مهم أن تسعى الهيئة إلى الإعلام، ولكن الإعلام الذي تهتم به الهيئة أكثر هو ما يتصل بمصالح المواطنين، بالتوعية بدور الهيئة، بالتوعية بدور المواطن نفسه، بدور الجهات الحكومية ذاتها، بدور المؤسسات، بدور فئات المجتمع كلها، شكراً.
عريف الحفل: سؤال الأستاذ مشعل الحارثي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سعداء بهذه الليلة المباركة شاكرين لمضيفنا الجليل هذا التألق المستمر، ومرحبين بمعالي ضيفنا الكريم، وبهذا الجمع الغفير من الإخوة الحضور، سؤالي لمعالي ضيفنا الكريم: ما هو موقف (نزاهة) من البطالة المقنعة وجيوشها من الموظفين التي أصابت أجهزتنا الحكومية بترهل كبير في هياكلها التنظيمية، وما يترتب عليها من عدم تحقيق العدالة الوظيفية سواءً في التعيين أو الترقيات، وهل هشاشة الأنظمة وسهولة اختراقها وعدم تطويرها بشكل مستمر وبما يتماشى مع متطلبات العصر وكثرة الفجوات القانونية، وغياب المرجعية الرقابية الفاعلة كان لها الدور الكبير في تفشي الفساد الإداري؟
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً أستاذ مشعل، موقف (نزاهة) من البطالة المقنعة محدد فيما صدر لها من توجيه وأوامر، الهيئة مسؤولة عن متابعة تنفيذ الأوامر التي صدرت في العام 1432هـ، التي نصت على تثبيت الموظفين، الذين كانوا على بنود أو على وظائف مؤقتة، قالت إن الموظفين الذين كانوا موجودين يثبتون ويحدد الحد الأدنى لرواتبهم بثلاثة آلاف ريال، وأُكِّد تنفيذ ذلك على الهيئة، فتابعنا التنفيذ طبعاً منذ صدور الأمر ووجدنا ملحوظات كثيرة، فبعض الجهات الحكومية تجاوزت في هذا الأمر، ورفعنا تقارير لخادم الحرمين الشريفين، فيما يتعلق بالتوظيف والبطالة، الهيئة مسؤولة عن المحاباة في التوظيف، توظيف الأقارب، التوظيف من أجل التوظيف فقط للحظوة أو للقربى، وإذا تلقت الهيئة بلاغات عن هذا أو علمت أو توفر لديها معلومات تقوم بتفحص الموضوع والكتابة عنه وتقديم المسؤولين للتحقيق فيه، هي أيضاً مسؤولة عن جانب آخر نصّت عليه الاستراتيجية، يقول: التقليل من استقدام العنصر الأجنبي، الحد من استقدام العنصر الأجنبي، وهذا كاتبت فيه الجهات الحكومية وكاتبت فيه وزارة العمل وكاتبت فيه جهات أخرى، وحصلت على إحصاءات بموجب هذا، وهي ليست مسؤولة عن البطالة بصفة عامة، لكن هي مسؤولة أيضاً عن متابعة أمور تسببت في البطالة كما ذكرت، شكراً.
عريف الحفل: قسم السيدات تفضلن بسؤالكن.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة زينب الأحمدي، مشرفة تخطيط في وحدة تخصيص المدارس في مشروع الملك عبد الله، فلتتفضلي.
سيدي أحياناً، لم نكن نواجه المواقف، التي يقال فيها أنّه لدينا فساد، دائماً يكون الفساد في مكان آخر، في وزارة أخرى أو إدارة أخرى، أو منطقة أخرى من البلاد، كان هناك قلة من الأشخاص المستعدين لتحمل المسؤولية، التي من دونها لا توجد مساءلة، نعلم أنه لا يوجد حل واحد فقط لعلاج التحدي الهائل الذي يشكله الفساد في قطاعات مختلفة في الدولة، وعلى الرغم من ذلك فما زال تفاؤلنا قائماً وعلى الرغم من التحديات، سؤالي يا سيدي: ما هو تقييمكم لأداء الهيئة خلال الفترة السابقة في قطاع مهم من قطاعات الدولة وهو قطاع التعليم؟ وهل نجحت في تحقيق المرجو منها؟ أقول كما قال الأستاذ الصحفي خالد دراج حفظكم الله ليلاً نهاراً من عيون ترقبكم يا سيدي.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً، لقد تكلمت على تقييم أداء الهيئة، ولكني أيضاً لا أحب أن أكرر الكلام، أحب أن يأتي التقييم من المواطن ذاته، وقلت إننا نشعر أن هناك حضوراً للهيئة في كثير من المجالات وأهمها فكر المواطن. أما قطاع التعليم فالهيئة تشمل اختصاصاتها مثلما تشمل القطاعات الأخرى، كما قلت إن الاستراتيجية الوطنية لحماية النظام ومكافحة الفساد نصت على مراجعة مناهج التعليم وإدراج مبادئ ومفردات فيها تحث على النزاهة وتحارب الفساد، وتابعنا هذا بجدية وشكلت لجنة عليا لهذا الغرض وهي ما زالت تعمل على مراجعة المناهج وتنفيذ ما ذُكر فيها. الهيئة أيضاً معنية بموضوع بيئة المدارس وقد جاءتنا ملاحظات كثيرة من المواطنين عن بعض المدارس التي تشكو من قدم مبانيها أو من عدم وجود مرافق فيها، أو من وجود انهيارات في مدارس حديثة يعني مبنية حديثاً، وقمنا بما يلزم في هذا التوجه وطالبنا بتصحيح الأوضاع، إن شاء الله متفائلون بالخير بقدوم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل إلى وزارة التربية والتعليم، شكراً.
عريف الحفل: سؤال لمعالي الدكتور مدني عبد القادر علاقي.
بسم الله الرحمن الرحيم، شكراً معالي الرئيس، تتحدث الاستراتيجية الوطنية لحماية "نزاهة" ومكافحة الفساد عن أهداف ووسائل ثم آليات لتطبيق برامجها في المكافحة، لكن هناك من يتساءل على اكتمال المعادلة في مكافحة الفساد وتحقيق النزاهة وهي الفساد ثم الإصلاح ثم المساءلة، ويأتي ذلك من خلال برنامج أو نظام كنظام حماية المال العام، لكني لا أجد في استراتيجية الهيئة مثل هذا النظام يُشار إليه، وفي الواقع العملي ليس هناك نظام لحماية المال العام، لذا، أريد أن أعرف وجهة نظر معاليكم في هذا الموضوع.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً دكتور، نصّت الاستراتيجية ذاتها على اقتراح نظام لحماية المال العام، وقد بادرت الهيئة إلى اقتراح هذا النظام، ورفعته منذ أن أُنشئت، وهو الآن في الدوائر التنظيمية والقانونية أي في دوائر مجلس الوزراء، وأكثر ما تستطيع الهيئة أن تفعله هو وضع النظام ورفعه، وأتمنى إن شاء الله أن لا يطول الوقت حتى نرى هذا النظام موجوداً، شكراً.
عريف الحفل: سؤال من قسم السيدات.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال للأستاذة نعيمة سمرقندي سيدة أعمال ومتطوعة في الجمعيات الخيرية، فلتتفضلي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مساء الخير للضيف وللمضيف ولجميع الحضور، سؤالي لسعادتكم إذا غسّل أي مواطن فناء منزله أو سيارته يأخذ مخالفة إهدار مياه بينما بجانب منزلي توجد ماسورة مياه انفجرت لأكثر من ثلاثة شهور، وطبعاً تآكل الشارع من تجمع المياه وبالتالي أكَلَنا البعوض، أليس في ذلك إهدار لصحة المواطن وإهدار لسيارة المواطن ولشوارع البلد؟ مَنْ المسؤول عن هذا الفساد وشوارعنا ولله الحمد كثيرة تشتكي بشكل أو بآخر من مشكلات عدم الأمانة والفساد؟ وشكراً جزاكم الله خيراً.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً جزيلاً أستاذة نعيمة، يعني أنا مثلكم مواطن أتلقى أحياناً معلومات من هذا القبيل، وأرى أحياناً المواسير منفجرة، لكن ينبغي على المواطن أن يكون الرقيب الأول، ويبلّغ إذا كان الجهة المختصة مثلاً بالنسبة إلى المياه شركة المياه، وبالنسبة إلى الحفر في الشوارع الأمانة، أو في الطرق العامة فيبلّغ وزارة النقل، أو الهيئة، وهي مستعدة أن تتجاوب معه وتتواصل مع الجهة المعنية أو الجهة التي يتبعها هذا المشروع، شكراً.
عريف الحفل: سؤال للمهندس سعد الجعيت.
مهندس مدرب في أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران، أسعد الله مساءكم، الحقيقة سؤالي عن الواسطة، إذا جئت تبحث عن مقعد في الجامعة تحتاج أن تسأل إن كنت تعرف أحداً؟ وللوظيفة في الإدارة الحكومية تحتاج إلى السؤال نفسه؟ وإن كنت تريد التساؤل عن أمر علاج أو سرير في مستشفى، تسأل أيضاً إن كنت تعرف أحداً؟ متى نتخلص من هذا السؤال ومن (الواسطة) ويحصل المواطن على حقوقه بأبسط الطرق والوسائل؟ شكراً لكم.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً جزيلاً أستاذ سعد، الواسطة نوع من أنواع الفساد، لا شك في هذا، والهيئة تعدّها كذلك، لأنها تحرم المستحق وتمنح غير المستحق، سواء أكان الموضوع قبولاً في الجامعة أو في الوظيفة، أو الحصول على تراخيص. فالواسطة مذمومة وتسهم في تفشي الفساد مع الأسف، وقد تصدرت لها الهيئة في منشوراتها، ومطبوعاتها وعبر رسائلها الهاتفية، وفي الوسائل الممكنة كلها التي تمكنت الهيئة من بعثها وبثها للمواطن، يعني حاربت الواسطة، وحاولت أن تحقق العدالة، لأن الواسطة ضد العدالة، ولكن ما هو مطلوب من المواطن، أن يكف ويمتنع عن ممارستها أيضاً، فهذا ظلم للناس، ونأمل من المواطنين التعاون مع الهيئة ومع نفسه ومع نداءات الدولة ككل في الإمتناع عن الواسطة المذمومة. وشكراً.
عريف الحفل: سؤال من قسم السيدات.
الأستاذة نازك الإمام: نختم بسؤال أخير من الأخوات الحاضرات معالي الأستاذ: ظهر في التلفزيون أن دخل مصلحة الزكاة والدخل 13 مليار و300 مليون ريال، طبعاً يحب المواطن معرفة أين تذهب هذه الزيادة أو هذا المبلغ مع زيادة المحتاجين لهذه الأماكن؟ وأيضاً "الخراخير" يعيشون في صناديق، فأين أنتم من هذا الفساد؟ شكراً لكم.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً، طبعاً هذه لا تدخل في اختصاص الهيئة، ولكن أنا عندي إجابة لأن لدي معلومات، يذهب دخل الزكاة التي يأتي من الزكاة الشرعية إلى الضمان الاجتماعي مباشرة، ولا يكفي مخصصات الضمان الاجتماعي بل تدعمه الدولة بميزانية أخرى، هذا ما أعرفه ومتأكد منه. شكراً.
عريف الحفل: سؤال الأستاذ عبد الحميد الدرهلي.
أخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، صاحب المعالي الأستاذ محمد عبد الله الشريف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة"، نحن سعداء بلقائكم في هذا المنتدى العريق، ونرجو لكم دوام التوفيق، سيدي الكريم لقد طفح الكيل حيث الحال مستمر مما هو عليه منذ زمن طويل وعلى الرغم مما تنشره الصحف المحلية من صور للقاذورات وما شابهها وما يكتبه الأدباء وغيرهم وهو بالطبع موجه إلى "نزاهة" بطريقة غير مباشر –أي اسمعي يا جارة- ولكن لا حياة لمن تنادي، سيدي لماذا هذا التقصير من "نزاهة"؟ إذا كان هذا التقصير ناتجاً عن عدم دراية الموظفين لديكم، إذاً عليكم أن تدربوهم وتزودوهم بالمعدات وأجهزة التنصت، كما يجب أن تذكروا ذلك للرأي العام ونتائج أعمالكم حتى لا يلومكم أحد، وهل بإمكانكم تأسيس محكمة في "نزاهة" خاصة بـ "نزاهة" تقاضي المقبوض عليهم من الفاسدين وتأسيس إدارة للعلاقات العامة والإعلام حتى تزودوا بالأخبار وما شابه؟ الله يسدد خطاكم والله يحفظكم والسلام عليكم.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً جزيلاً أنا تقريباً أجبت عن هذا السؤال، وقلت ليست المحاكمة من صلاحية الهيئة، ولا تستطيع بالتالي أن تلبي ما ذكرته وهو تأسيس محكمة أو محاكم خاصة بمكافحة الفساد، وهناك محاكم قائمة على ذلك، شكراً.
عريف الحفل: الدكتور محمد بن عويض الحارثي، عرّف بنفسك لو سمحت.
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، أخوكم الدكتور محمد عويض الحارثي، متقاعد من جامعة أم القرى، شكراً للمضيف والضيف، ولرجال العلم والفكر والثقافة والأدب و المناصب والحضور، سؤالي: هل لهيئة (نزاهة) تسلسل وظيفي في المؤسسات الحكومية والأهلية كافة، وإلى أي مدى غرس مفهوم (نزاهة) في التعليم بنوعيه العام والجامعي حتى يكون لنا أجيال مستقبلية تحقّق دور (نزاهة) مستقبلاً كما تطمح إليه؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: أخي ربما السؤال غير واضح، حاول أن توضح سؤالك واختصره. المطلوب بالضبط.
الأستاذ محمد الحارثي: المطلوب هو غرس مفهوم (نزاهة) في التعليم العام والجامعي حتى يكون لنا أجيال مستقبلية لتحقيق دور (نزاهة) مستقبلاً كما تريده (نزاهة)، شكراً.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: أنا تحدثت عن دور (نزاهة) فيما يتعلق بالتعليم، وقلت أنّ الاستراتيجية نصت على إدخال نصوص في المناهج وكتبنا في هذا وما زلنا نتابعه، وفيما يتعلق بالبيئة أي بيئة المدارس، عندما نتطلع على خلل فيها، نقوم مباشرة بإعمال اختصاصات الهيئة بالنسبة إليه، سواء كان في المباني أو في البيئة أو فيما يتعلق بتهيئة البيئة المناسبة للعملية التعليمية، شكراً.
عريف الحفل: سؤال للأستاذ حامد عباس، الصحفي والكاتب المعروف.
بسم الله الرحمن الرحيم، سؤالي: أنتم قلتم في بداية حديثكم أنكم وجدتم صعوبة جداً في توفير عدد الموظفين الذي يتلاءمون مع مبادئ (نزاهة)، هل الفساد أصبح لهذه الدرجة مزعجاً؟ شكراً.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً جزيلاً، لا لم أقصد أنه بسبب الفساد أننا لم نجد موظفين، لكن الشروط التي وضعها تنظيم الهيئة هي التي تحد من توفر الموظفين كما يتوفرون في القطاع الحكومي، يعني ليس كل موظف يعمل في القطاع الحكومي يمكن أن يعمل في الهيئة بالطريقة نفسها والسهولة ذاتها، هناك شروط إضافية تفرض على موظفي (نزاهة) غير الشروط التي تفرض على الموظف في القطاع الحكومي، وقد تحدثت عنها، فهذا ما جعل توافرهم أقل مما يتوافرون في القطاع الحكومي، هذا ما عنيته، وإلا إن شاء الله كل المواطنين صالحون. لكن موظف الهيئة سوف يكون مؤتمناً على ذمم غيره، وسوف يكون معهوداً إليه تقويم أعمال الآخرين، فلا بد أن يتوفر فيه صفات خاصة، شكراً.
عريف الحفل: سؤال للأستاذ فيصل محمد علي نعساني، عرّف بنفسك لو سمحت.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فيصل نعساني معلم لغة عربية، ووكيل مدرسة، معالي الرئيس محمد عبد الله الشريف حفظكم الله تعالى، البلاغات الكيدية لها دوافع كثيرة، ومن الطبيعي أن يرد للهيئة بلاغات كيدية، ما موقف الهيئة من هذه البلاغات وكيف تعالجها؟ وشكراً.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: أشكرك على مثل هذا السؤال، من الطبيعي ذلك، وقد قلت أن عدد البلاغات كبير الذي يأتي للهيئة من ضمنها يكون البلاغات الكيدية لا شك، ومنها بلاغات مجهولة، ومن ضمنها بلاغات لم تستوفِ المعلومات عن المُبلِّغ، فخطوتنا الأولى تكون في استيفاء المعلومات عن المُبلغ، لذا لا بدّ أن يوضح اسمه الكامل ورقم هويته وكيفية الاتصال به، وهذا ضروري في البداية، أما بالنسبة إلى البلاغ المجهول فيُهمل، الذي ليس عليه معلومات ولم يوقع، وفيما يخصّ البلاغات الكيدية فلا يتضح في بدايتها أو مبدئها على أنها كيدية، عندما نذهب ونتحقق ونتأكد أنها كيدية والهدف منها الإساءة إما لشخص أو لجهة، تعامل معاملة البلاغات الكيدية الذي صدر فيها تعليمات، شكراً.
عريف الحفل: الدكتور محمد أحمد ناصيف.
السلام عليكم، سعادة مدير الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، أنا عندي استفسار: عمل الهيئة قائم على الإبلاغ من المواطنين على الفساد أم لها جهاز يقوم بالبحث عن الفساد؟ شكراً.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً جزيلاً، ربما لم تكن حاضراً من بداية الأمسية، أنا ذكرت أنه جزء من عمل الهيئة التحقق من البلاغات التي تصلها، لكن الجزء الأكبر فيما تقوم به، بوساطة الكفاءات التي لديها، والتي بلغ عددها حتى الآن 400 كفاءة، شكراً.
عريف الحفل: الأستاذ محمد الزهراني.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سؤالي أستاذ محمد الشريف: من الفساد الذي أرّق كثيراً من الناس مساهمات بطاقات "سوا"، هل الهيئة لها دور في هذه المساهمة؟ شكراً.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً لك، لا ليس لها دور في هذه المساهمات.
عريف الحفل: سؤال للأستاذ الدكتور محمد ديب عيد.
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أستاذ دكتور محمد ديب عيد أستاذ جامعي متقاعد، في القطاع الخاص حالياً، إن معظم الفساد الموجود هو فساد مادي، هل فكّرنا بما هو السبب وراء هذا الفساد؟ هل هو عدم تناسب الدخل مع المصروف؟ أنا أرى ضرورة إعطاء المسؤولين مكافآت وتعويضات كافية تمنعهم من التفكير أو اللجوء إلى الفساد المالي، كما أرى إعطاء مكافآت كافية لمن يبلغون عن هذا الفساد، وأُدعِّم ما قاله صديقنا سابقاً عن تفعيل قانون أو نظام من أين لك هذا؟ وشكراً.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً، طبعاً الفساد موجود من خُلِق الإنسان، لا شك في ذلك، وليس مرده دائماً ضعف الدخل للموظف، إنما قد يكون أحد الأسباب، لكن الأهم هو سد المنافذ التي يأتي منها الفساد ومحاسبة الفاسد، شكراً.
عريف الحفل: السؤال الأخير الحقيقة وتشكرون على إتمام الأسئلة كلها، لأنه تمّ الإجابة عنها تقريباً كاملة، نعطي الميكروفون للأستاذ مرزا، عرّف بنفسك.
جميل عبد العزيز مرزا، أرى أن حجم المملكة كبير ومترامٍ بمراكزه وقراه، كما أرى الدكتور محمد عبد الله الشريف متفائلاً بأربعمائة شخص، لذا، أقول له: إن هذا العدد غير كافٍ للمراقبة والمحاسبة. كما أتساءل لمَِ لا يكون هناك محكمة خاصة بكم؟ الآن يوجد في مكاتب العمل لجنة بدائية أولى ولجنة عُليا قراراتها نهائية ولا تُنقَض، هناك محاكم في كل قطاع، ولأنكم من القطاعات المهمة، يجب أن يكون لديكم محكمة، لأنكم تكتشفون وتسعون إلى الجهة الإدارية التي ستبرر لكم بمبررات تغطي الموقف، ولن تعترف بالأخطاء، وشكراً.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً جزيلاً، أنا أيضاً أتمنى أن يكون هناك محكمة على الأقل خاصة بقضايا الفساد ودائرة تحقيق خاصة بهذه القضايا، حتى نتمكن من الإسراع في إنهائها كما تنص على ذلك الاستراتيجية وإصدار العقوبات لكي يرتدع الآخرون، شكراً.
الشيخ عبد المقصود خوجه: لا أدري إذا تسمحون لي بسؤال، لأن مركزي يسمح لي أن أكون أحد الموجودين، فأنا بعيد عن كلمتي ولست هنا عبد المقصود خوجه متقاعد أو صاحب ((الاثنينية)) لقد سألت سؤالاً مهماً ولا أزال أُلِحّ عليه، وأحتاج إلى إجابة من معالي شيخنا الشريف، ما هو موقف الدولة وموقفكم أنتم، الذين تمثلونها من خلال هيئتكم من المراجع الذي يشكو الموظف مُرّ الشكوى منها، ولديه من المستندات ما يثبت كلامه، كما أمتلك مستندات لأشخاص أستطيع أن أثبت لك أن عشر سنوات وهم يدورون في فلك النظم ومعهم الحق من اليوم الأول؟ ماذا يستطيع أن يعمل المواطن؟ أنت موجود لتخدم هذا المواطن، في الأول والآخر، إذا لم تستطع أن تخدمني فلا يعنيني أن أجد شركة فاسدة أخذت من فلان، لا شك أن لهذا الموضوع أهمية ولكن الأهم هو المواطن، أنا كمواطن يوجد بيننا تسعة إلى عشرة يشكون مرَّ الشكوى من هذا الأمر، عشر سنين وثمان سنين وخمس سنين يأخذ موضوعهم، مثلاً اليوم: تنشر "عكاظ" على أربعة أعمدة، جهة قضائية مسؤولة تعطي الدور بعد عشرة أشهر من الآن إلى منتصف الحجة، لتأخذ ورقة بدلاً عن الورقة التي قُدمت، أي موظف هذا؟ وأي جهة هذه التي تستطيع أن تنصفني في حقي بعد هذه السنين كلها؟ وإذا استطعت أن آخذ هذا الحق لا يُسأل الموظف عن الأسباب التي أدت إلى ترحيل هذه المعاملة خمس سنين وعشر سنين وست سنين، ما هو الدور الذي تقدمه للمواطن وهو الأول؟ وقد بنيت الأنظمة كلها أساساً لتخدم هذا المواطن، وشكراً.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً جزيلاً، أنا معك بأنه جزء من الفساد هو عدم البت أو تأخير البت في قضايا الفساد، وقضايا المواطنين بصفة عامة، ويوجد في الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد نصّ يقضي بالإسراع في البت في قضايا الفساد، أي من ناحية الحكم فيها، وبالنسبة إلى ما يتعلق بالإجراءات إذا كان هناك تعمد في تعطيل مصالح المواطنين أو تعمد في خرق إجراءات أساساً غير موجودة، أو غير نظامية، فهذا تختص به الهيئة وعلى المتضرر أن يتقدم لها ببلاغ لكي تنظر فيما إذا كان التأخير ناتجاً عن تعمد في تطويل الإجراءات لأن الموظف يريد أن يستغل منصبه في الحصول على منفعة خاصة من جراء هذا التأخير أو تعمد هذا التأخير، شكراً.
الشيخ عبد المقصود خوجه: إذا كان ما يسلك له مصلحة خاصة فلا يُحاسب؟ لا أتكلم على نفسي ولكن أعرف إخوة كثيرين لا يُسألون عن أعمالهم أو لا يُسأل الموظف عن هذا العمل الذي قام به، وجعل المعاملة تدور 8 سنوات ولم تنتهِ بعد، وأستطيع أن أحرّضهم ليأتوا ويشتكوا عندك، ماذا تستطيع أن تفعل تجاه هذا الفساد؟ إذا كنت تستطيع أن تأخذ هذه العمليات وتعيدها لمرجعها وتقوّم وتسأل وتُسائل، إذاً أنا مستفيد كمواطن، وأبحث عن المصلحة العامة وليس عن المصلحة الخاصة.
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: لا. أنا قلت استغلال المنصب إذا كان وراءها تعمد في تأخير القضايا أو تأخير مصلحة المواطن أو الإضرار بالمواطن أو تعطيله هذه كلها تدخل في فلك الفساد، والإضرار بالمواطن وعلى المواطن المتضرر أن يلجأ إلى الجهة الحكومية المسؤول الأعلى أو يلجأ إلى "نزاهة" إذا كان يعتقد أن هذا يدخل في مفهوم التعطيل أو مفهوم تعمد التأخير في البت في قضايا المواطنين. المواطن هو الأساس وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين قائلاً: إن المواطن هو محور العمل الحكومي، وهو المقصود في العمل الحكومي، فإذا تضرر هذا المواطن جراء العمل الحكومي فله أن يلجأ إما إلى المحاكم أو إلى "نزاهة" إذا كان الموضوع يخصّ هذه الهيئة، شكراً.
عريف الحفل: بما أنه سمح لمؤسس ((الاثنينية)) بسؤال، فهل تسمحون لعريف الأمسية بسؤال؟ الحقيقة أنا كنت أنتظر أن يُطرح السؤال من هذا النوع ولكني لم أجد أحداً قد سأله، فاسمح لي أن أطرحه على معاليكم: نقرأ أحياناً في بعض المشاريع الحكومية عن رصد مبالغ بأرقام خيالية، بينما الإنسان البسيط عندما يحسبها بشكل عادي يجد أن الأرقام مبالغ فيها ولا ترتقي إلى هذا المبلغ الهائل أو الفلكي، فهل تدققون أنتم بصفتكم هيئة لـ "نزاهة" بملاءمة هذا المبلغ مع ما يُنفذ من مشروع؟ وأيضاً نسمع عن أن هذا المشروع يُعطى أيضاً من الداخل لمقاول من الداخل ثم ينتقل المشروع ومن واحد إلى آخر حتى يرسو على شخص يمكن يكون أقل كفاءة، فما رأيك بذلك؟
الأستاذ محمد عبد الله الشريف: شكراً، طبعاً الهيئة لها علاقة بهذا لكن فحصها لا يشمل المشاريع كلها، لأنّ هذا العمل أكثر من طاقتها، إما أن يردها معلومات عن المشروع أو تتحرى هي بنفسها عنه، وترى ما إذا كان فيه مبالغة أو فيه صورة من صور الفساد، وتقوم بتفحص الموضوع سواء من ناحية المبالغة في التكاليف أو قيمة العمليات والمواد، أما فيما يتعلق بالتنزيل من الباطن، نسميه كذلك، أي أنه انتقال من مقاول إلى آخر، طبعاً في النص النظامي يجب أن لا يتم التنازل من الباطن لأي مقاول إلا بموجب موافقة خطية من الجهة صاحبة المشروع الموقعة على العقد، لكن إذا كان التنازل من غير علم الجهة الحكومية فهذا طبعاً مخالفة من المقاول أساساً الذي قام بهذا الأمر، وقد وجدنا العقود التي تبيّن تنازل المقاولين عن المشروع غير مرة لمقاولين آخرين لا شك في ذلك، وسُجلت هذه المخالفات وطُولب مجازاة الجهة الحكومية نفسها، التي لم تُراقب من هو المنفذ، وذهبنا إلى مواقع ووجدنا المنفذين مغايرين لمن تم التعاقد معهم، ووجدنا حتى الاستشاري غير متواجد، ووجدنا العمالة التي تنفذ ليست على كفالة المقاول الموقع معها العقد، وشكراً.
عريف الحفل: شكراً لكم معالي الأستاذ محمد عبد الله الشريف على سعة صدركم وتجاوبكم مع ما طُرح من أسئلة وعلى تفضلكم في التواجد بيننا في أمسية من أمسيات "الاثنينية"، ونرجو لكم التوفيق إن شاء الله والسداد والأجر فيما تقومون به من عمل.
 
 
طباعة
 القراءات :213  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 76 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.