شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى بها))
 
عريفة الحفل: شكراً لسعادة ضيفتنا الكريمة الدكتورة هويدا القثامي وقد أعطتنا طبعاً لمسات عن حياتها وهذه الوقفات الموفقة وهذه اللمسات الجميلة التي استمتعنا بها. نبدأ بتقديم الأسئلة والفرصة متاحة الآن لقسم السيدات طبعاً تتفضل كل واحدة بالتعريف عن نفسها ثم تلقي سؤالها مباشرة دون مقدمات أو مداخلات.. نكرر دون مداخلات أو مقدمات. نبدأ مع الأستاذة زينب نايف الأحمدي من تطوير المدارس في مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز فلتتفضل:
تعمل في الظل وتبدع داخل حجرات العمليات المغلقة لكن الأفعال المتجاوزة تدل على أصحابها مهما صمتوا عنها. دكتورة هويدا بنت عبيد بن محمد القثامي يحق للوطن أن يتباهى بك عالمة متميزة وجراحة نادرة والليلة شاعرة وأديبة وحكيمة. سيدتي، مواقف إنسانية كثيرة تمر على الطبيب أثناء عمله تنقص تفاصيلها في الذاكرة، ولا أثبت من ذاكرة عمليات القلب التي تجمد اللحظات وتلغي المسافات وتذيب اختلاف اللغات والألوان فتبقى ما شاء الله لها أن تبقى من خلال تقليب صفحات الصور. من ذاكرة دكتورة هويدا هل هناك موقف مؤثر بقي عالقاً في ذاكرتها أكثر من غيره؟
الدكتورة هويدا القثامي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحقيقة هنالك مواقف كثيرة جداً لكن ثمة موقف لا أستطيع أن أنساه إلى الآن وهو عندما كنت "أخصائي أول"، نحن طبعاً في الطب يكون أول تخرج لنا كأطباء امتياز بعد ذلك طبيب مقيم ثم مقيم أول ثم أخصائي ثم أخصائي أول ثم استشاري وربما استشاري أول فرئيس قسم، فأنا كنت أخصائي أول وكان من المفروض أنني ذاهبة إلى كندا لأُنهي التخصص الأخير وأعود بعدئذٍ استشارية لجراحة القلب، وكان ينبغي أن أكون حريصة جداً بأن لا يحدث معي أي مضاعفات في هذه الأثناء لكي لا يكون في ملفي أية شائبة وأنا في فترة التدريب، لكن إيماناً من زملائي بقدرتي فقد كانوا دائماً يطلبون مني بأن أفتح أنا الحالات التي تأتي للمرة الثانية والثالثة، طبعاً في هذه الحالات تكون الالتصاقات بين القلب والصدر شديدة في الحقيقة، لذا يجب عند فتحها أن نكون حريصين جداً ومن كثرة حرصي بفضل الله أن أحد الزملاء قد جاء والده من السودان لكي نجري له عملية في الشرايين التاجية للمرة الثانية وطلب من رئيسي رئيس قسمنا في تلك الفترة الدكتور محمد الفقيه الذي تشرفت بأن تسلمت منه رئاسة القسم بعد ذلك بعدة سنوات، فطلب منه بشكل خاص بأن أفتح والده بنفسي، فكان في الحقيقة طلباً غريباً قليلاً لكني فرحت لأن ذلك يدل على إمكانياتي من بعد الله سبحانه تعالى وبمقدرتي كجراحة، فكنت دائماً أفتح هذه الحالات والحمد لله والده تعافى وخرج بالسلامة. بعد ذلك بيومين تقريباً فتحت سيدة كانت أماً لخمســـة أطفـــال وذلــك من أجل تغيير صمام (mitral valve) وهو أقل صعوبة من العملية التي فتحتها قبل يومين، لكن جدار الأذين الأيمن كان رقيقاً جداً أرق من ورق السيجارة، فعندما كنا نفتح بالمنشار الكهربائي حصل للأسف نزيف فوضعت إصبعي، وعادة عندما أضع إصبعي أطلب من الزملاء بأن يأتوا ونضع المريضة على القلب الصناعي من الرِّجل، لكن كلما كنت أضع إصبعي على الفتحة كانت تتوسع وهذا نتيجة لرِقَّة جدار الأذين الأيمن، فما كان مني إلا أن استنجدت بالزملاء من الناحية الأخرى، وبما أنني كنت أخصائي أول فقد كان عليّ أن أطلب استشارياً وهكذا فعلت، فجاءني الاستشاري من الغرفة الأخرى فقلت له إني أضع يدي يا دكتور وأريد أحداً لكي يضع هذه المريضة على القلب الصناعي من الرِّجل، فقال لي: يا دكتورة إن معظم دم هذه المريضة قد خرج -ونحن طبعاً كنا نعطي الدم - فقلت له: يا دكتور أرجوك بسرعة لأن هذه الأشياء يجب أن تتم في ثوانٍ ودقائق ولا يوجد وقت للجدل، فقال لي: أنا الاستشاري أم أنت؟ فقلت له: أنت طبعاً لكن إذا جرى أي شيء لهذه المريضة فمعنى ذلك أنني انتهيت! وبقيت على إصراري حتى قلت له في النهاية: حسناً اعتبرني مجنونة! من فضلك ضعها على القلب الصناعي من الرِّجل. وفعلاً تم وضعها خلال دقائق، والحقيقة أننا أثناء وضعنا للأنابيب داخل الشرايين والأوردة كان الدم قليلاً جداً إلى حد أننا كنا نملؤها بالمحلول الملحي حتى نستطيع الإكمال ونصل القلب الصناعي من دون أن يكون أي وجود للهواء في الوسط. فوضعناها على القلب الصناعي وأعطيناها الدم، وكان الدم الذي أعطيناها إياه بارداً وكما تعلمون فإن الشيء البارد يحافظ دائماً على نضارة الجسم تماماً مثل الناس الذين نجدهم مدفونين بالثلج يمكننا بعد أيام أن ندفئهم فيصبحون بمشيئة الله أحياء. فشغلنا القلب الصناعي وأتممنا كل شيء، ثم قال لي: وماذا بعد يا دكتورة؟ قلت له: يجب تغيير الصمام. فقال لي: لا... صمام بـأربعة عشر ألفاً أضيّعه على مريضة ميتة؟! فقلت له: يا دكتور لو سمحت نغير الصمام أولاً وإن خرجت هذه المريضة ميتة فأنا مستعدة لدفع الأربعة عشر ألفاً، لكن رجاءً دعنا نكمل. فقد كنت مصرة في الحقيقة وأمام إصراري قَبِل أن يكمل.. جئنا بالصمام وغيرناه بسرعة وبدأنا بتدفئة المريضة لأننا نقوم عادةً بتبريد المرضى أثناء العملية، ثم أوقفنا القلب الصناعي وأعدنا وصلها بالقلب الطبيعي الذي كان لا يزال ينبض وعاد كل شيء إلى طبيعته، فقلت له: أرأيت يا دكتور، الحمد لله الأمور حسنة وأنا دائماً متفائلة حتى في أحلك الظروف بفضل الله لأن ثقتي بالله غير محدودة. فقال لي: يا دكتورة أنا وأنت نعلم أنه حتى لو كان القلب ينبض فإن المخ ممكن أن يكون قد أصيب بضرر! قلت له: صحيح، لكني متأكدة أن الله سبحانه وتعالى حفظ هذه الإنسانة وإلا لما كان سخرنا وأعطانا القدرة والقوة والتصميم والإصرار لكي نكمل. فقال لي: يا دكتورة لا أعلم ماذا أقول لك: هل أنت مجنونة أم عاقلة؟ قلت له: اعتبرني مجنونة لكني أريد أن ينفخ الله في صورة هذه المرأة وتعيش. انتهينا وأخرجنا كل شيء من القلب الصناعي فقال لي: يا دكتورة إن أعصابي لم تعد تتحمل أكثر من ذلك وخرج إلى الغرفة الأخرى بعد أن قال لي: أكملي أنتِ لأني أعلم أن كل هذا سيذهب في مهب الريح. فقلت له: إني متفائلة وثقتي بالله كبيرة ولا حدود لها. قال: حسناً أبقِ أنت وثقتك! ثم ذهب من الناحية الأخرى وأكملت والحمد لله بعد أن تأكدت من أن المريضة لا تنزف وأمورها كلها طيبة، وأقفلت الصدر وأقفلت الجلد، ثم جاء أطباء التخدير لينقلوا المريضة من طاولة العمليات إلى السرير وفي أثناء نقلها تحركت، فقلت: الله أكبر أرأيت يا دكتور فلان أنا دكتورة تخدير.. فقال: أجل يا دكتورة، لكنك تعلمين أنه حتى لو تحرك المريض فمن الممكن أن يكون مخه قد تلف! ونحن لدينا مرضى كُثر مغيبون وهم يتحركون ويفتحون أعينهم ويقفلونها لكنهم ليسوا معك في الدنيا فممكن أن تكون هذه واحدة منهم. فقلت له: لا حول ولا قوة إلا بالله.. إن شاء الله أنا متفائلة. ثم أخذنا المريضة إلى فوق واطمأننا إلى أن أمورها كلها مستقرة بفضل الله. ثم انتقلت إلى العملية التالية وكنت لا أعطي فرصة لليأس بأن يثنيني، لأنني لو أعطيته فرصة فمعنى ذلك أنني سأقف... بدأت العملية التالية، وفيما كنت أوشك على الانتهاء منها بفضل الله تحدثت إلي الممرضات وقد كن في الحقيقة يحببنني جداً ويقفن بجانبي على الرغم من كونهن أجانب، فقلن لي: يا دكتورة نحن نريد أن نخبرك فقط أن مريضتك قد أفاقت وتحدثنا إليها وقد استجابت للأوامر.. هذا يعني أنها واعية وليست مُغَيَّبَة، فحمدت الله سبحانه وتعالى وأكملت الحالة التي بين يدي. وفي صباح اليوم التالي كانت المريضة تفطر في سريرها، ولم يصبها شيء بفضل الله فيما عدا أنها كانت تشكو من أن الضوء كان يضايق إحدى عينيها، فطلبنا من طبيب العيون بأن يعاينها فوصف لها مرهماً ودواء وغطَّى عينها لمدة خمسة أيام وبعد ذلك تعافت والحمد لله وعادت عيناها طبيعيتين وهذه السيدة لا تزال إلى الآن حيّةٌ ترزق ما شاء الله وزوجت معظم أولادها والحمد لله.
عريفة الحفل: ما شاء الله.. السؤال الآن من قسم الرجال الباحث الثقافي غياث عبد الباقي فليتفضل:
بسم الله الرحمن الرحيم أولاً تحية لهذا النموذج الرائع من نساء المملكة: إيمان ورضا وثقة وإبداع وصبر ووفاء مع التمسك بشرع الله. أقول لقد قام هذا المنتدى الأدبي العريق برئاسة شيخ الثقافة وراعي الأدب سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه بتكريم عشرات من الرائدات من نساء المملكة في كافة المجالات، وهناك المئات من نساء المملكة بل الألوف قد وصلن إلى مراكز قيادية في كافة الأجهزة الحكومية والعامة ولهن الدور الهام في الإنجازات العظيمة، وعلى الرغم من ذلك نسمع بين الحين والآخر بعض وسائل الإعلام الغربية والعربية أيضاً تتحدث عن المرأة السعودية المظلومة وعن حقوق المرأة في المملكة وعن تخلف المرأة المسلمة في المملكة، فما رأي سعادة الدكتورة هويدا في مثل هذه الحملات الإعلامية وماذا تقول لأصحاب هذه الأقلام المسمومة؟ وشكراً.
الدكتورة هويدا القثامي: في الحقيقة أخي الكريم أقول لك شيئاً واحداً فقط: إن الرجال الآن هم من يُفترض بهم أن يطالبوا بالمساواة لأننا في الحقيقة قد أخذنا حقنا وزيادة وقد أكرمنا الله سبحانه وتعالى بهذا الحق، ثم إذا رجعت إلى كتابه الكريم فستجد أننا من أكثر نساء العالم تقديراً واحتراماً من قبل أهلنا وإخواننا وزملائنا في جميع المجالات، سواء في داخل البيت أو خارجه، والحقيقة أن كثيراً من زملائي يقولون لي والله يا دكتورة هويدا نحن نريد أن نطالب بالمساواة.
السؤال من قسم السيدات الأخت الدكتورة افتخار جان أخصائية علاج طبيعي للأطفال فلتتفضل:
السلام عليكم ورحمة الله، لقد آنستينا ونورتينا وأسعدتينا يا دكتورة هويدا. سؤالي:
ما هي نسبة نجاح العمليات في التشوهات الخلقية وإمكانية زراعة القلب في المملكة؟
الدكتورة هويدا القثامي: في الحقيقة إن نسبة التشوهات الخلقية في القلب تماثل تقريباً نسبتها في العالم أي حوالي 8 % وهي النسبة العالمية. نحن للأسف نحاول إلى الآن في السجل الوطني للعيوب الخلقية أن نحصر الحالات لكي نعطيكم الرقم الدقيق، وأقول وأنا رئيسة السجل الوطني للعيوب الخلقية في القلب في المملكة أن هذا للأسف يأخذ الكثير من الجهد ومن المال ومن الموظفين لكي نستطيع إنجاز مثل هذا العمل، فأنا قد استلمتها منذ عدة سنوات وكنت قريبة من الزملاء الآخرين وأعمل على أن نستطيع إن شاء الله أن نحصل على النسب الصحيحة للعيوب الخلقية والتشوهات الخلقية في المملكة بالذات. أما بالنسبة لزراعة القلب في المملكة فقد كنا حقيقةً كما شاهدتم أول مركز في الشرق الأوسط يقوم بزراعة قلب لطفلة على مستوى العالم، وقد أجرى هذه العملية الدكتور محمد بن راشد الفقيه وكان ذلك في أغسطس من عام 1986م على ما أذكر، وقد كنتُ آنذاك طبيبة امتياز وحضرت معه العملية وكنت سعيدة جداً ومنبهرة جداً، بعد ذلك أجرينا ما يقارب 35 عملية للكبار والصغار (ومنهم 11 طفلاً) توقفنا بعدها لمدة 6 أو 7 سنوات نتيجة لعدم توفر المتبرع طبعاً لأن القلب عضو وحيد فإذا فقده الشخص يعتبر ميتاً! ولم يكن هناك وعيٌ كبير لمسألة وهب الأعضاء لكي يدرك الناس أنه من الأفضل لأحدهم أن يتبرع بقلبه بعد وفاته إذا كان سليماً لكي يعيش به شخصٌ آخر، والحقيقة أننا قمنا بورشة عمل وأقمنا مؤتمراً وجلبنا الكثير من علماء المملكة الذين أفتوا بجواز زراعة القلب واستمررنا والحمد لله.. أيضاً في المستشفى العسكري في الرياض وفي مستشفى الحرس الوطني أيضاً زرعنا العديد من القلوب للصغار والكبار.. وإني لا أستطيع تذكر النسبة بالضبط لأنني لا أستطيع أن أحصر المستشفيات الأخرى، لكن والحمد لله فقد نجح كثير من هذه العمليات إلى جانب الكثير منها الذي رفضه الجسم وهذا ما لا نستطيع أن نعمل شيئاً إزاءه.. فهذه إرادة الله سبحانه وتعالى.
عريفة الحفل: السؤال الآن من قسم الرجال.
الدكتورة هويدا: عفواً هل يمكنني أن أقطع أسئلتكم قليلاً لكي أريكم بعض الأشياء بشكل سريع.
عريفة الحفل: تفضلي دكتورة.
الدكتورة هويدا: طبعاً هذه المدينة التي أتيت منها مدينة الطائف جميعكم تعرفونها.. هذه أنا لدى تخرجي من كلية الطب عندما كانت الدكتورة سميرة إسلام عميدة كلية الطب.. هذه أنا عندما حصلت على الزمالة البريطانية في الجراحة وبعدها الزمالة الكندية في جراحة القلب للأطفال.. هذه أنا عندما كنت أعمل في العمليات وأدرب الزملاء معي لأن جراحي القلب كلهم رجال، فأنا أدرب الزملاء.. والحقيقة أنه بما أنني أنا الآن رئيسة برنامج الدكتوراه في جراحة القلب فقد أقبل الكثير من البنات عليه وأصبح يتقدم في السنة الواحدة حوالى 12 بنتاً لامتحان القبول وكل عام نأخذ منهن أقصى ما نستطيع من عدد مع الشباب طبعاً، وتكون دائماً الأفضلية للشباب؛ فإذا لم تكن الطالبة حاصلة على أعلى الدرجات وفعلاً تستحق أن تكون جرّاحة قلب -ليس لأنها ذكية أو لأنها حاصلة على أعلى الدرجات بل لمقدرتها على الوقوف والصمود وعلى الإصرار ولا تقول والله قد تزوجت وزوجي منعني وتربية الأطفال- فنحن لا نقبل بها. فمن خلال المقابلة الشخصية يمكننا أن نعرف البنت التي تصلح والتي تستطيع أن تواصل حتى ولو كانت علاماتها الأولى على المملكة.
هذا الشاب الذي ترونه هنا -وقد كان أصغر في هذه الصورة لأنه قد مضى عليها عشر سنوات وهو الآن رجل متزوج وله ثلاثة أطفال- إذاً كان لديه بطين واحد لكن أجريت له العملية التي هي البديلة للبطين الواحد وهو بفضل الله حيٌّ يرزق، ولقد قابلته بالصدفة في مستشفى البابطين حينما كنت أغطيها بجراحة القلب في الصيف إذ لم يكن لديهم في تلك الأيام جرَّاح قلب وصادفت هذا الشاب وهو الذي تعرف علي في الحقيقة وليس أنا من تعرف عليه لأنني أرى العديد من المرضى، وكان يريد أن يستشيرني في ما إذا كان في إمكانه أن يتزوج، وقد تزوج ما شاء الله وأنجب.
وثمة مرضى كثر كالرضيع الذي ترونه في هذه الصورة يأتونا هكذا والله سبحانه وتعالى يحييهم على أيدينا ويقومون بالسلامة مثل الطفل الثاني الذي ترونه.
هذه لقطات لعدة أطفال من أعمار مختلفة منهم الأولاد ومنهم البنات. والطفل الذي ترونني أمسك رقبته هو أول طفل زرعت له صماماً رئوياً من دون أن أفتح القلب ومن دون أن أستعين بالقلب الصناعي، واسمه عبد الله. هذان طفلان لديهما انعكاس في الشرايين التاجية، والطفلة التي أحملها بين يدي قد جاءتني وهي وليدة عمرها أيام ولم يكن قلبها يتحمل أن نجري لها عملية في ذاك الوقت، فحضرتها تحضيراً مبدئياً -وطبعاً كان التحضير لهذه العمليات أصعب من العملية نفسها- وصبرت معنا وأُجريت لها العملية التي هي تصحيح في انعكاس شرايين القلب وهي الآن في يدي وعمرها أربعة شهور تزور صديقها الذي عمره أيام. هذا الولد عمره تقريباً ثلاثة أسابيع أيضاً كان لديه المشكلة نفسها وقد صححناها له وكان عمره أسبوعين.. هنا أنا ألعب برأسه وهي أعطيتها لعبة لكي تسكت. هنا هذا الصبي الذي كنت ألعب برأسه عمره الآن 18 سنة وقد زارني قبل ثلاثة أسابيع في العيادة وكما ترون هنا فقد فتح لكم ثوبه لكي تروا عمليته للمرة الثانية وأنا كنت أقف بجانبه وكان يوماً ممطراً في الرياض.. هذا الموقف قد حدث قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وذلك لكي نُرِي الناس أن الأمل موجود دائماً بفضل الله، وقد أصبح الشاب الآن في الثانوية العامة ما شاء الله عليه.
هذا أنا أشارك زملائي في مؤتمر جمعية القلب السعودية. أنا طبعاً أمين الصندوق لهذه الجمعية وعضو في المجلس الأعلى التنفيذي للجمعية.
هنا أنا خلال مؤتمر في القاهرة كنا نكرم فيه الدكتور محمد الفقيه، وهذا غير المؤتمر الذي دعوتُ إليه في الرياض تكريماً له.
وكما أُكرِّم أُكرَّم بفضل الله، وقد أكرمني الله سبحانه وتعالى ثم سيدي خادم الحرمين الشريفين بمنحي وسام الملك فيصل وهذه الشهادة في يدي بالأخضر وكما ترون أبي بجانبي ومدير المركز والأخير هو مدير الخدمات الطبية الدكتور كتاب بن عيد العتيبي، وصورتي هنا بالمعطف الأبيض وقد وُضعت عليه ميدالية الملك فيصل رحمه الله، والصورة التي في الأسفل تُظهر مدير المستشفى الذي كان يعطيني الدرع ويبارك لي بمناسبة الوسام، وهذه هي الشهادة التي مُنحت لي وهذان هما الوسام والميدالية.
طبعاً أنا كجرّاحة قلب أو كطبيبة عندما أُقلَّد أو عندما يُطلب مني أن أترأَّس شيئاً إدارياً فهذه أمور لم أدرسها كالطب، لذا كان يجب أن أتثقف وألتحق بدورة في الإدارة والقيادة.. إلى آخره لكي أكون قادرة على إدارة قسم جراحة القلب.
هذا وسام الوحدة الذي مُنح إلي من جمهورية اليمن، وهذه صورة للميدالية الذهبية التي هي من الذهب عيار 24 قيراط والتي مُنحتها من رئيس جمهورية اليمن وقتذاك.
هذه صورة أخرى لي في مؤتمر جمعية القلب.
هذه أيضاً صورة لأول مؤتمر برئاسة سيدة في المستشفيات العسكرية وهذا أنا وكما ترون أنا مدنية وأقف بجانب إخواني وزملائي وأساتذتي ووالدي في افتتاح المؤتمر.
هذه أنا مع الوالد في حفل العشاء للمؤتمر وأنا أمسك السيف.
هنا صورتي مع الزملاء والزميلات ونحن في المطار قبل أن نسافر إلى اليمن، وهذه الصور التي أريتكم إياها منذ قليل للفريق كاملاً.
وهذه صوري المختلفة وكما ترون أنا أحمل الصقر بيدي لكن قلبي خائف جداً وكنت أحاول أن أكون شجاعة بقدر استطاعتي.
هذا عبد الله الذي جاءني وكان متعباً جداً وهو الطفل الوحيد لوالديه لم يكن لديهما غيره وكانا غير قادرين على الإنجاب وكانت عضلة القلب لديه متعبة جداً، ففكرت في طريقة أجري له فيها العملية وأستبدل صمامه الرئوي من دون أن ألجأ إلى القلب الصناعي لكي لا تحصل له مضاعفات، فعندما رأيت هذه الصورة التي يخرج فيها الأخطبوط الضخم بجسمه كله من هذه الفتحة الضيقة بمجرد أن تزيح إصبعك، جاءتني الفكرة بأن أحاول أن أضع له الصمام لكن من دون أن أفتح القلب فتحة كبيرة لأن العضلة لا تتحمل ومن دون أن أضعه على القلب الصناعي.. كما ترون هنا الأخطبوط قد خرج كله من هذه الفتحة ويستطيع أن يدخل كله بضخامة حجمه، لكن سبحان الله المرونة جعلته يخرج. هنا أتتني الفكرة: فنحن لدينا طبعاً صمامات نأخذها من رقبة البقرة وليس من الخنزير، وهذا هو الوريد العلوي للبقرة وفي داخله يوجد صمام أخذته وحاولت أن أصنع منه صماماً أدخله، وكما ترون حجمه هنا، فأدخلته داخل دعامة ونفخت الدعامة وأَخَطْتُ الصمام داخل الدعامة وصغّرت الصمام إلى حجم صغير جداً ووضعته على قسطرة بالبالون كما ترون القسطرة في يدي وأصغّر الصمام أكثر فأكثر وبعد أن أصغِّره تماماً ثم أدخله في شيء يسمى introducer الشيء الذي ممكن أن تُدخِل الصمام به. طبعاً هذا القلب شكله قبيح هنا لأنه قد أجريت له عملية سابقاً فتبدو الالتصاقات، وكما ترون أنا كل عملي خارج القلب لم أفتح القلب ولم أضعه على القلب الصناعي ولا أي شيء، فقط أفتح فتحة صغيرة في القلب وأضع الصمام وأدخله بحيث يستقر الصمام داخل الصمام الرئوي.. ها هي الفتحة التي أدخلتُ منها الصمام طبعاً لم يكن معي الزملاء أترون الفتحة صغيرة جداً أدخل من خلالها -طبعاً يوجد معي زميل التخدير- وقد أدخلتها بالصمام عبر القسطرة وبعدما يدخل الصمام يستقر.. وهناك زميل يقف طبعاً بجانب المريض هو زميل قلب الأطفال قد قال لي: نعم هذا هو المكان، استقر الصمام في المكان الفلاني يا دكتورة ممتاز.. إذاً هذا هو المكان وعلى أساسه أنا أقف وأبدأ تثبيت الصمام من الخارج. هذا هو الطفل في اليوم التالي للعملية وقد كان يفطر في الصباح وطلب مني ماء وحلاوة وأعطيناه أنا وأمه.
هذه طفلة ثانية كان لديها للأسف عدة عيوب خلقية وكانت مُصنفة تعامل معاملة البطين الواحد والحقيقة أنها عوملت فعلاً معاملة البطين الواحد لكني أصررت على أن نجري لها عملية، والحقيقة أنها عادت إلي وتعاملَت معاملة البطين الواحد وعمرها تقريباً سنة ثم رجعت إلي وعمرها 8 سنوات ونصف فأرجعتها من البطين الواحد بفضل الله إلى البطينين وانعكاس الشرايين أرجعته مرة أخرى إلى وضعه الطبيعي فأقفلت الفتحات وكان لديها عدة فتحات في القلب من البطينين والأذينين فأقفلتها بفضل الله، والحقيقة جلسنا نصارع معها لمدة شهرين إلى أن قامت هذه الطفلة بالسلامة ولله الحمد، وقد صوّر موظفو العلاقات العامة لدي هذا الفيلم كاملاً وأسموه journey to cure يعني "رحلة للشفاء" فعفواً أستميحكم عذراً بأن توسعوا صدركم وتشاهدوا معي هذا الفيلم.
الشيخ عبد المقصود خوجه: نحن سعداء بأن نستمع إليكِ ونرى هذه الصور الجميلة التي ترينا التعب والنصَب الذي تقومين به فجزاك الله خيراً عنهم وعنا جميعاً وإن شاء الله دائماً للأمام.
الدكتورة هويدا القثامي: طبعا هو له تكملة لكن الجهاز توقف إلى هنا. هذا النوع من العمليات كان يُجرى للمرة الأولى في العالم وأنا في الحقيقة قد نشرته بفضل الله في المجلة الأمريكية لجراحة القلب وهنا كنت في أمريكا بالصدفة أعمل "كورس" في الإدارة والقيادة، فسمع الأساتذة الذين يعطوننا "الكورس" الاتصال من المجلة الأمريكية لجراحة القلب وكانوا سعيدين جداً في الحقيقة وفخورين بي، وهنا هم يعطونني شهادة تقدير على هذا العمل.
هذا الفيلم لم أكن أحبذ حقيقة أن أريكم إياه لكني أحب أن تروه لشيء واحد، وهو لكي تروا كم نحن وأطفالنا هنا في نعمة من الله لا حروب لدينا ولا آباء مجانين يضربون أبناءهم أو يضعون الإبر في قلوبهم لكي يتخلصوا منهم مبكراً جداً لأنهم منفصلون عن أزواجهم ولا يريدون تحمل مسؤوليتهم؛ فهؤلاء الأطفال الذين نسميهم نحن children's abuse أي معاملة الأطفال فإنه من الممكن أن يحدث لهم أي شيء وقد عرضت جزءاً من هذا الفيلم في مؤتمر مكة المكرمة في السنة ما قبل الماضية لكي أريهم أطفالنا كم هم في نعمة بفضل الله وكم نحن في أمن وأمان. انظروا إلى هذا الطفل وقد ضُرب من أبيه بمنتهى القسوة وهذه الطفلة ضُربت من أُمها لدرجة أنها تم إبعادها عنها. هذه الإبرة استُخرجت من رضيع عمره ثلاثة شهور بعدما غرزها والده في قلبه لكي يموت ويتخلص منه وها هو في سيارة الإسعاف!
فكم من الأطفال يتعرضون لمثل هذه الأشياء، وقد جاءني في الحقيقة طفلان من المنطقة الشمالية لكن كانا شقيين إذ كانا يلعبان بـالسَّكتون وهي بندقية الصيد، فكان الولد يصوِّبها باتجاه ابن عمه فكل واحدٍ منهما جاءته رصاصة والحمد لله استخرجتهما من الاثنين، أحدهما قد أصابته بين الأذين الأيمن والوريد العلوي، والثاني في البطين الأيمن، والحمد لله هما في صحة تامة بفضل الله والآن في بيتيهما. هؤلاء أطفال مساكين في البلدان الأخرى للأسف لذا فإننا نحمد الله كل الحمد لأن أطفالنا في أمان وهؤلاء الأطفال في البلدان الأخرى ينتظرون غداً أفضل، ينتظرون أن يفرّج الله سبحانه وتعالى عنهم، ينتظرون الأمل ينتظرون السلام والنصر وينتظرون الحب.. أحببت أن أريكم إياها حتى نقول الحمد لله لأننا في أمن وأمان.
هذا طفل من الأطفال الذي رأيناه أثناء زيارتنا لألمانيا؛ فالجهاز الذي ترونه هو القلب الصناعي فعندما خرج من بطن أمه وُضع له القلب الصناعي فعضلة قلبه فاشلة في الأصل وقد شوهد ذلك وهو في رحم أمه، ونحن الآن بفضل الله في السعودية قد أصبح لدينا الكشف على الأمهات الحوامل بحيث نستطيع أن نعرف ونشخص أي عيوب خلقية داخل القلب ونستعد لمعالجتها عند ولادة هؤلاء الأطفال، والحقيقة أنه بفضل الله كان هناك منذ حوالى الشهرين طفل يعاني تَضيُّقاً في الصمام الأورطي والحمد لله وسعنا له ذلك الصمام وهو في رحم أمه فوُلد بقلبٍ طيب والحمد لله.
هذه صورتي مع سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان عندما كان نائباً لوزير الدفاع وهنا بجانبه رئيس الأركان السابق دكتور كتاب ومدير المركز.. كنا في مقابلة مع الأمير الذي كان يشكرني على النهضة والتطور اللذين أنجزتهما في جراحة القلب في القسم الذي أعمل فيه.
هنا نحن أيضاً نشكره بوجود مدير المركز طبعاً ومدير الخدمات وهما يقدمان له الدرع التذكاري لأنه لم يستطع أن يحضر المؤتمر مع أنه أرسل الأميرة عبير زوجته لتنوب عنه والحمد لله كان مؤتمراً ناجحاً.
هنا صور تذكارية أنا وكل الزملاء رؤساء الأقسام، وقد كنت رئيس قسم الجراحة والزملاء الباقين هم رئيس قسم التخدير ورئيس قسم الأطفال ورئيس قسم القلب للكبار.
هنا عندما كنت مع الوالد في مؤتمر في أمريكا وقد أعجبتني هذه الطائرة فتصورت بجانبها.
هنا نحن في مؤتمر الخدمات الطبية للطب العسكري وكما ذكرت كما نُكرَّم نكرِّم وكما نكرِّم نكرَّم بفضل الله. ففي هذه الصورة على اليمين أنا أُكرّم الدكتور محمد الفقيه في القاهرة وأنا على الشمال كانوا يُكرمونني في المستشفى العسكري في بنغلادش في مؤتمرهم الذي دعوني إليه وكانوا سعيدين جداً بأنني ألقيت أبحاثي ومحاضراتي في ذلك المؤتمر وأجريت لهم عمليات خيرية لوجه الله تعالى.
هنا أنا في مركز الملك فهد الثقافي هذه صورة تذكارية وأنا أدرس "كورس" في الإدارة والقيادة. وهنا مع زملائي في السويد كنا نبحث في آخر التطورات في جراحة القلب وكنا نحضُر العمليات الجديدة معهم.
هنا في مؤتمر الطب العسكري العالمي في تونس وكما ترون كلهم عسكريون إلا أنا لأنني سعودية والمرأة السعودية لا ترتدي البذلة العسكرية وهذا نعمة وفضلٌ من الله.
هنا في السودان مع هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وقد قمنا بإجراء عمليات خيرية لوجه الله. جزى الله هيئة الإغاثة العالمية والقائمين عليها خير الجزاء لأنهم أتاحوا لنا هذا الشيء.
وهذه طفلة سودانية في اليوم التالي للعملية.
هذا رضيع عمره أربعة شهور ووزنه 4,2 كيلوغرام وهذا فريق العناية المركزة وكنت أشرح لهم ما علينا فعله مع هذا الطفل وكيف يجب أن يكملوا له العلاج لاحقاً.
هذه أنا مع الوالد الكريم حفظه الله واللواء الذي بجانبي يساراً هو مدير المستشفى والذي بجانبه وزير الدفاع والطيران السوداني، وكان قد دعانا إلى العشاء.
هذه أنا والوالد في صورة تذكارية في معرض القصر الجمهوري في السودان وكان والدي معجباً بالسيارات القديمة فتصوَّرنا بجانبها.
هنا أنا ووالدي في الصين.. فوالدي طبعاً تعب من الخشوم الواقفة فكان يريد أن يشرب الشاي وخشومنا موجودة.
هذه صورة تذكارية لي في المتحف السوداني الذي يبدو فيه الرؤساء السابقون للسودان.
هذا فيلم آخر يعرض أشياء كثيرة وكان تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت طلال الشعلان التي كانت تُكرمني وكانت هذه مقتطفات في دقائق عني.
هذا هو الفريق الطبي السعودي عندما أتينا إلى صنعاء وكان الإعلام يصوِّر فكان فرصة جميلة لهم لأنهم في الحقيقة يُعالجون الكثير من الأطفال والكبار في وجودنا.
وهذا عندما كنت في الخدمات الطبية ومُنحت الشهادة ووسام الملك فيصل رحمه الله.
هذا وأنا أكرم الدكتور الفقيه في القاهرة.
عذراً للإطالة لكني أحببت أن أريكم هذا وأنا في "كورس" القيادة والإدارة.
هنا أنا مع الأطفال العاديين.
الحقيقة لا أريد أن أطيل عليكم لكن هذه آخر صورة: هذه صورتي منذ حوالى أربعة أيام وقد كنت في تركيا أزور بيوت الخير التركية المُجهزة للاجئين السوريين، وقد اصطحبوني مع منظمة العالم الإسلامي إلى مدارس الأطفال السوريين، وكما ترون لم يكن لديهم حقائب يحملون بها الكتب، لكنهم ما زالوا مصممين على العلم والدراسة، لذا يجب على أطفالنا أن يروا هذه الأشياء حتى يعرفوا النعمة التي يعيشون فيها. هؤلاء يدرسون ومعهم أكياس وهم مهجرون من بلادهم، ومع ذلك ما زالوا ما شاء الله يدرسون ويتعلمون صابرين ومثابرين، أعانهم الله وأعادهم إلى بلادهم سالمين.
هؤلاء أولاد إخواني: هذا الذي في الوسط ما شاء الله الآن دكتور على وشك التخرج من كلية طب الأسنان، وهذان الأصغر منه هما الآن في الثانوية العامة وفقهم الله جميعاً.
هذا والدي وقائدي وتاج رأسي الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين عندما كان صغيراً.. هنا عندما كان شاباً، وهنا عندما كان في العسكرية.. وعندما كان في العمرة، وهنا مع الملك فيصل رحمه الله، وهذه آخر صورة التقطناها معه ونحن في الديوان الملكي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشاكرة لسعة صدوركم.
عريفة الحفل: شكراً لك دكتورة. السؤال الآن للإعلامي الأستاذ مشعل الحارثي فليتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد الشكر والتقدير لمضيفنا الكريم أعتقد أنه يحق لنا جميعاً أن نفخر بعالمتنا وضيفتنا لهذه الليلة الدكتورة هويدا القثامي، والتي تمثل نموذجاً مشرفاً لما وصلت إليه المرأة السعودية من مكانة وعطاء وتميز، في ظل اهتمام وتشجيع الحكومة الرشيدة للمرأة السعودية على الانخراط في كافة الوظائف والمجالات أسوة بالرجل، ولما قدمته ضيفتنا من صورة إيجابية رائعة للمرأة السعودية وتخطيها بعلمها وعملها المتقن آفاق المحلية إلى العالمية، فهنيئاً لبلادنا بك يا دكتورة هويدا وبأمثالك من النساء العاملات العالِمات ولكِ مني أحسن التمنيات وأطيب الدعوات بالنجاح المتواصل إن شاء الله. سؤالي لكِ دكتورة هويدا: قرأت في إحدى المجلات العلمية أنه تم استخدام الروبوت -الإنسان الآلي- لإجراء عمليات القلب واستبدال الشرايين، فهل سيتم استخدام مثل هذا الأسلوب قريباً في مستشفياتنا؟ أيضاً ما هو الرابط والعلاقة بين التذبذب الأذيني للقلب وجلطات القلب والدماغ؟ شكراً لكم جميعاً.
الدكتورة هويدا القثامي: أولاً بالنسبة إلى سؤالك الأول عن استخدام الرجل الآلي، فسأحاول ألا أقول الكلمة الإنجليزية بل سأحاول أن أقولها بالعربية.. طبعاً بما أن دراستنا كلها بالإنجليزية للأسف، حتى التكلم بالعربية قد يستغرق معي وقتاً. الرجل الآلي قد استخدمناه فعلاً لفترة طيبة في المستشفى العسكري، وكنا نحن أول من استخدمه في المملكة حقيقة، لكن وجدنا أن عملية زرع الشرايين التاجية أو تبديل الشرايين التاجية العادية تستغرق بين ساعتين ونصف إلى أربع ساعات كحد أقصى، حتى عندما تكون العملية معقدة، لكن إذا أجرينا شرياناً واحداً بالرجل الآلي فقد تستغرق العملية ثماني ساعات أو أكثر، وهكذا يكون المريض تحت التخدير لفترة طويلة، لذا فحفاظاً على حياة المرضى حاولنا أن نرجع مرة ثانية للجراحات من دون روبوت.. الحقيقة نحن الآن نجري جراحات تعرف بالمناظير، لكن الروبوت بالذات فقد أعطيناه للمستشفى لكي يستفيدوا منه في الجراحة العامة وجراحة المناظير وجراحة الصدر، وأخرنا أو أوقفنا استخدام الرجل الآلي إلى أن يحصل تطوير أكبر حتى تكون هناك فائدة أكبر، فالأمر ليس سمعة لكي يقال مثلاً أننا والله كنا أول مستشفى استعملت الرجل الآلي أو أجرينا جراحة بالرجل الآلي.. المسألة ليست مباهاة، إنها حياة مرضى الله سبحانه وتعالى أئتمنك عليها، فهذا الذي جعلنا الآن نوقف الجراحات.
أما العلاقة بين التذبذب الأذيني والجلطات، فالحقيقة نحن كلنا كأطباء قلب نعرف أنه عندما يكون عند المريض تذبذب أذيني يحصل ركود للدم وممكن أن تحصل خثرات، طبعاً هذا غير جيد؛ فالمرضى الذين يعانون تذبذبات في الأذين نضعهم على الدواء المسيل أو الذي يجعل الدم سائلاً حتى لا تحصل أي تجلطات، وطبعاً علاوة على ذلك عندما يكون هناك مريض يستعد للجراحة فإننا نربط الأذين من الجزء الأعلى الذي هو أذن الأذين لكي لا يكون ثمة مجال كبير في الأذين نفسه لتكون جلطات، على الرغم من أننا نعطي الدواء الذي يشجع على سيلان الدم، فبالتأكيد هي موجودة ويجب على المريض الذي يعاني تذبذباً أذينياً في ضربات القلب أن يوضع على المورفين أو الهيبرين وهي الأدوية المسيلة للدم حتى لا تحصل أي جلطات قد تنتقل إلى الرئة أو إلى القلب لا قدر الله فتتسبب إما في الشلل أو في الوفاة إذا ما انتقلت مثلاً إلى المخ.
عريفة الحفل: أرجو من الجميع طرح سؤال واحد فقط لكل سائل أو سائلة من غير مقدمات لأن الوقت يداهمنا. الآن من قسم السيدات الأستاذة بدرية عبد الله تركستاني فلتتفضل.
الله يعطيكم العافية، هل يمكن إجراء عملية لقلب طفل في بطن أمه؟
الدكتورة هويدا القثامي: هذا قد أشرت إليه حقيقة، فعندما كنت في كندا كنا نجري هذه العمليات على الحيوانات، وبالذات على الخروف الصغير، لكن على الإنسان فهي لا تزال في بداياتها وكما ذكرت أن آخر عملية توسيع بالقسطرة تمت لجنين داخل رحم أمه في مستشفى الرياض العسكري كانت منذ حوالي شهرين، وقد ولِدَ الطفل وهو الآن عندنا في العناية المركزة والحمد لله حالته مستقرة جداً وقد حصل توسيع للصمام الأورطي لذلك الطفل. لكننا ما زلنا في البدايات ليس فقط في المملكة لكن في كل مراكز القلب حول العالم. ففي هذا الموضوع بالذات المسألة حساسة ويمكن للأم أن تجهض هذا الجنين إذا ما صمم الطبيب على إجراء هذه العملية في كل حالة، إذ ليست كل حالة مناسبة لإجراء عملية.
عريفة الحفل: سؤال من قسم الرجال الأستاذ عبد الحميد الدرهلي فليتفضل.
إخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أختي الفاضلة الدكتورة هويدا القثامي يحفظها الله، أهلاً بك في هذا المنتدى الشيق المنير وتهانينا القلبية لنجاحك الباهر أكثر الله من أمثالك. سيدتي الفاضلة أقترح أن ينشئ أطباء القلب في بلدنا العزيز جمعية خاصة يتدارسون فيها أمور وشؤون معالجة أمراض القلب وبحث تطويرها وتحديثها في المملكة، وإحداث آلات للجراحة بالتعاون طبعاً مع جمعيات وجامعات الطب في الخارج، وهذا لا شك من مصلحة الأطباء خصوصاً ومرضى القلب عموماً، هل توافقين سيدتي؟ أجرى لي الطبيب المخضرم أحمد جمجوم والدكتور ناصر عبد الله مهدي عملية قلب مفتوح منذ عامين وكان عمري 84 عاماً، فبماذا تنصحين وترشدين الرجال والنساء في المملكة للمحافظة على سلامة القلب من كل سوء؟ والله يرعاك ويسدد خطاك وشكراً.
الدكتورة هويدا القثامي: جزاك الله خيراً. بالنسبة إلى الجمعيات فنحن لدينا جمعية القلب السعودية التي تقوم على ذلك حقيقة، طبعاً نحن نتعاون مع الهيئات الأخرى سواء هيئة الإغاثة المحلية أو العالمية أو الشباب الإسلامي أو أطباء عبر القارات لأجل أن نذهب إلى البلاد الأخرى وندرسهم ونعلمهم ونريهم الأبحاث، لكن بجمعية القلب السعودية هنا نحن نقوم بهذه المهمة طبعاً فهي الجمعية الوحيدة الموجودة الآن، والحقيقة أنه حتى هيئة الغذاء والدواء السعودية قد جاءت مؤخراً إلى الجمعية لكي تعقد اتفاقية معنا بهذا الصدد من أجل أن تساعدنا أيضاً لأن مسألة التمويل مهمة جداً، وحصر الأمراض والأدوات والأشياء التي ممكن تساعد المريض في إجراء العملية أو التدخل الجراحي أو القسطري بصفة طيبة أمر معمول به في المملكة رغم أنه غير منتشر بشكل كبير وغير معروف عنه، لكن جمعية القلب السعودية هي خير جمعية يمكن لأحدنا أن يرجع إليها في هذه الأمور، ليس لأنني واحدة من أعضاء المجلس التنفيذي لها أو لأنني أمين صندوقها.. لا.. لكن هذه هي مهمتها الأساسية في الحقيقة، ونصيحتي أن يأكل الإنسان الطعام الصحي مع قليل من الرياضة حتى لو تمشى نصف ساعة كل يوم، ويحاول قدر الإمكان أن يقلل من الأطعمة المحتوية على الدهون الحيوانية، مع وقف التدخين تماماً - وهذه من دون يقلل.. بل يوقف - لأنه يتلف كل شرايين الجسم وأعضائه لا الرئتين فحسب، ولقد قمت السنة الماضية بحملة خاصة بي أسميتها "الوشاح الأحمر" للتوعية من مخاطر التدخين عند النساء، والعلاقة بينها وبين أمراض القلب، لأن ما شاء الله شابّاتنا الآن صرن "يشيّشن" ولا يدخّنّ فقط، فأدعو الله أن يهدي الجميع إن شاء الله.
عريفة الحفل: سؤال من قسم السيدات الطالبة سارة أبو طوق فلتتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم، السؤال هو: ما هو السبب لاختيارك تخصص جراحة القلب للأطفال والعيوب الخلقية للأطفال؟
الدكتورة هويدا القثامي: لأنني أحب الأطفال، وإنك لتجدين فرقاً كبيراً عندما يأتون لك بطفل أزرق غير قادر على التنفس، ثم بعد أن تجري له العملية تجدين لونه الطبيعي وقد عاد إليه. الأجمل من ذلك عندما ترين هذا الطفل عريساً أو عروسة وقد أتى يدعوكِ إلى فرحه، أو جاء يدعوكِ إلى حفلة تخرجه من الجامعة.. كم هو جميل، كم هو شيء تحسين فعلاً أن الله سبحانه وتعالى قد رد لك الجميل، أو أن الله سبحانه وتعالى قد أراك نتيجة العمل الطيب وأن الله سبحانه وتعالى كريم ورحيم.. وكيف أن الأمل موجود، وأن الله سبحانه قد شفاهم لتريهم كباراً وأناساً منتجين في مجتمعهم، فهذا الذي جعلني أحب جراحة القلب للأطفال مع أنه مجال صعب ودقيق ومضنٍ، وأنتم تعرفون أن الكبير ينزف عدة ليترات، فيما ينزف الصغير عدة نقاط فحسب، لأن وزنه كيلوغرام واحد أو اثنان، وليس كالكبير الذي وزنه 70 إلى 100 كيلو، طبعاً عمليته دقيقة جداً لكن على الرغم من صعوبتها ودقتها إلا أن الله سبحانه وتعالى قد سخرني لها لا أعرف لماذا.. فهذا من عند الله سبحانه وتعالى.
هناك فقط تصحيح: الناس يقولون إنني جرّاحة قلب للأطفال، فيما أنا جرّاحة قلب للعيوب الخلقية؛ فمنذ شهر مثلاً أجريت عملية لشخص عمره ثلاثة وأربعون سنة، وقبله 48 وقبله سيدة عمرها 52، وفي السودان واليمن شاهدت كثيراً من الحالات في العشرينات وفي الثلاثينات والأربعينات والخمسينات وأجريت لهم عمليات للعيوب الخلقية، فالعيوب الخلقية لا تقتصر على الأطفال حقيقة لكن الأفضل أن تُجرى العملية في سن الطفولة أو بعد الولادة، لكن نتيجة الأحوال الاقتصادية وعدم توفر الإمكانات يكبر هؤلاء وعندهم هذه العيوب الخلقية إلى أن تصحح وهم كبار.
عريفة الحفل: السؤال الآن من قسم الرجال المحامي والمستشار القانوني نايف بن هايل المطيري فليتفضل.
السلام عليكم يا دكتورة، بصراحة أنت في معرض كلامك كدت أن تبكيني؛ فطفلي البكري مات بسبب خطأ طبي، فتمنيت لو عرفناك حتى تعدلي له القلب لكن الحمد لله على كل حال. سؤالي عن سبب ترك استخدام الروبوت هل كان للدقة على الرغم من أنه كان بطيئاً؟ والسؤال الثاني عن نسبة..
الشيخ عبد المقصود خوجه: سؤال واحد يا أستاذنا.
الدكتورة هويدا القثامي: أنا سوف أجيبك على الثاني لأن السؤال الأول قلناه هو حفاظاً على حياة المرضى ونريد أن ننتظر مزيداً من الدقة، فعندما يحصل التحسين الذي ينفع المريض سيبدأ الروبوت مرة أخرى إن شاء الله.
عريفة الحفل: لدينا أسئلة كثيرة والوقت طبعاً على وشك الانتهاء، نحن نسأل قسم السيدات هل هناك أي سيدة لديها أي سؤال؟ فلتعرّف بنفسها وتتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الدكتورة مريم عبد الله سرور الصبان. الحقيقة نحن سعداء في هذه الأمسية ونشكر الشيخ عبد المقصود أن عرّفنا على هذه القامة الكبيرة في بلدنا وتعرفنا على الدكتورة هويدا وسعداء جداً بها وفخورون. سؤالي هو: بعلمك يا دكتورة وبكل ما وصلت إليه ما شاء الله من علم وخبرة، هل بالإمكان أن تستفيد كليات الطب في جامعات المملكة من خبرتك بأن تكون لك زيارات لهذه الكليات؟ وشكراً.
الدكتورة هويدا القثامي: في الحقيقة يشرّفني ويسعدني أن أزور كل جامعات المملكة، وما جعلني أقبل أن أكون عضوة في اللجنة الدائمة للتقييم في الهيئة الصحية أو هيئة التخصصات الصحية في المملكة هو أنه ستكون عندي فرصة لكي أرى جميع مستشفيات المملكة. بالنسبة للجامعات أتمنى وعندي استعداد أن أحاضر وعندي استعداد لأعطي النصائح ولأي مساعدة أنا تحت النظر. وأنا هنا لخدمتكم فهذه بلدي والطلبة والطالبات أبنائي وبناتي الذين هم في هذه الجامعات والزملاء والزميلات هم إخواني وأخواتي، وأنا في أي وقت رهن الإشارة طالما أنها خدمة لوجه الله تعالى.
عريفة الحفل: شكراً لكِ دكتورة، السؤال من قسم الرجال، المهندس سعد الجعيد، مدرب طيران في أكاديمية سلطان، فليتفضل.
السلام عليكم، أسعد الله مساءكم، شكراً للأستاذ عبد المقصود خوجه، الحقيقة سوف أستعير بيت شعر سمعته من رئيس النادي الأدبي يقول:
سَمُّوك عبداً لمقصودٍ نلوذ به
وأنت مقصود أهل العلم والأدبِ
شكراً لكم، شكراً دكتورة هويدا، وسؤالي: هل يحظى سكان مدينة مكة المكرمة بزيارة من الدكتورة هويدا لتدريب أطباء وطبيبات القلب في مستشفيات مكة المكرمة، والتي تستقبل أيام الحج والعمرة عدداً كبيراً من المعتمرين والحجاج من كبار السن الذين يؤدون فريضة الحج والتي بلا شك يواجهون بها مشقة وإجهاداً؟ شكراً لكم.
الدكتورة هويدا القثامي: في الحقيقة لي الشرف أن أخدم بالذات في مكة والمدينة، فمن بإمكانه أن ينال شرف الخدمة في العاصمتين المقدستين؟ الحقيقة في مدينة الملك عبد الله الآن هناك قسم جراحة القلب الذي يرأسه الدكتور عادل طاش الذي كان الأخصائي الخاص بي، وهو الآن استشاري، ورئيس القسم في مدينة الملك عبد الله ومعه زملاء آخرون. ذهبنا لنلتقيهم منذ حوالي شهر ونصف أو شهرين وما شاء الله القسم مزدهر وعندهم قدرة وزارة الصحة الحقيقة ما شاء الله جهزت المركز لجراحة القلب تجهيزاً عالياً جداً، يُضاهي كل مستشفيات العالم حقيقة، لكن كانت هناك مسألة النقص أحياناً في الأدوات أو الأشياء وقد عولج الآن، فقط نحتاج زيادة في الأطباء لكي يستطيعوا بالذات في فترة الحج أو العمرة أن يغطوا الاحتياجات.. أنا شخصياً مستعدة في أي وقت وتحت الأمر، لا مشكلة لدي في ذلك.
عريفة الحفل: سؤال من قسم السيدات. هل هناك أي سؤال؟
الدكتورة هويدا القثامي: إذا لم يكن هناك من سؤال فهل يمكنني أن أجيب الأخ المحامي؟
عريفة الحفل: إذاً نكتفي من قسم السيدات وننتقل إلى قسم الرجال لأن لدينا عدداً كبيراً من الأسئلة هنا. الدكتور عبد العزيز عبد الله جفري...
الشيخ عبد المقصود خوجه: السيدة تريد أن تجيب...
الدكتورة هويدا القثامي: لو يمكنني أن أجيب الأخ المحامي عن الأخطاء الطبية.. أنا من أجل أن أعرف بالضبط حقوقي وواجباتي قدمت على جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ونلت الدبلوم العالي السنة الماضية، وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف.. هذا ليس مباهاة، لكني درست الأدلة وعلم التحقيق والأدلة الجنائية والأخطاء الطبية من أجل أن أكون على قدر ومعرفة، إذ كثيراً ما يُطلب منا أن نحقق في أخطاء زملائنا في جراحة القلب وفي اختصاصات أخرى، وطبعاً لكي أكون منصفة للمريض وللطبيب وللفريق كاملاً أو المستشفى كاملة كان يجب أن أدرس شيئاً من هذا القبيل، والحقيقة أسعدني أنني درست في جامعة نايف شيئاً كهذا مع أنه كان صعباً عليّ أن أترك العمليات وأتردد على الجامعة لكنها كانت مفيدة جداً. الأخطاء الطبية موجودة ولن تزول لأننا بشر وخطّاؤون، وإن معظم هذه الأخطاء ولا أريد أن أقول كلها لأجل أن أكون منصفة غير مقصود، والحقيقة أن بعضها يتم أحياناً من دون نية سيئة، لكنها تحدث وممكن أن يكون السبب أحياناً جهل الطبيب أو جهل الممرض أو الجهل الصحي، وليس لأنه يعني أو يقصد ذلك، فقد وُجدنا لهذا المريض من أجل أن نساعده بعد الله لكن من الممكن أن نغلط، أنا من الناس الذين من الممكن أن يغلطوا وممكن أن أغلط كل يوم حتى.. الحقيقة أنا من الناس إذا تعب عندي مريض أو توفى فهذا أمر كبير جداً بالنسبة إلي، فلا تحسب الأخطاء الطبية التي يتكلم الناس كل يوم تحصل ونحن مسرورين.. لا.. لكن لا أعتقد أنها بهذه النسبة العالية من الحدوث أو بذاك السوء، مع احترامي للإعلام، هي موجودة بلا شك، لأننا بشر لكن ليس بتلك الدرجة العالية التي يبالغون فيها قليلاً، فالله يغفر لنا ويغفر للجميع ويرينا الصواب، ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
عريفة الحفل: سؤال من الدكتور عبد العزيز عبد الله الجفري، أستاذ أنف وأذن وحنجرة فليتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله، الواقع قدمت خصيصاً رغم تأخري في عيادتي لكي أحييكِ وأهنئكِ على هذه الهمة العالية، وأهنئ والدك الفاضل الشيخ عبيد محمد القثامي، ووالدتك الكريمة، لا شك أن أثر ودعم عائلتك كان له دور كبير جداً ونلمسه في مراحل كثيرة، فهنيئاً لك بهم وهنيئاً لهم بك، وفخرنا يتضاعف بأمثالك الذين هم مثال وقدوة في العلم والجد والتضحية، وهم مثال لما يمكن أن تكون عليه حضارة الإسلام المتوازنة التي تشجع العلم والتفوق فيه والسبق فيه والإصرار على ذلك وأن نكون قادة ورواداً ومنتجين للعلم ولسنا فقط مستقبلين، الكثير من الزوار يأتون إلى المملكة ويدهشوا أيما دهشة كيف تستطيع المرأة السعودية الفاضلة دوماً والملتزمة بحجابها وقيمها أن تتعلم، سواء كان حجاباً عادياً أو مغطية وجهها. السؤال: أنا سعيد بأن لك دوراً في الوقاية ومعروف أن درهم وقاية خير من قنطار علاج. إن الحاضر والمستقبل الطبي سوف يتغير إذا ما بذلنا واحد في المئة من وقتنا كأطباء في سائر التخصصات في موضوع الوقاية، موضوع التدخين السلبي مهم جداً وباء التدخين حالياً فلست أدري كم نسبة الزملاء المهتمين بالوقاية من أمراض القلب؟ وكم نسبة الأطباء المتدربين عندكم في تخصص القلب؟ شكراً، عددهم ونسبتهم.
الدكتورة هويدا القثامي: طبعاً الآن في الحقيقة عندنا مجموعة كبيرة لا بأس بها من الأطباء والطبيبات المهتمين بالوقاية، والحقيقة الآن صار فيها تخصص، أي الوقاية من أمراض القلب أصبح لها تخصص بمفرده، وهناك طب قلب الكبار وطب قلب الأطفال، وعيادات منفصلة تماماً عن عياداتنا، لأنهم يعطون فيها الإرشادات السليمة ويرون فيها كل الأشياء أو العادات السيئة التي يحاولون أن يعدِّلوها، يحاولون أن يرشدوهم بكل الطرق المفروضة، هذا غير الإعلام طبعاً، فهناك الآن أطباء يتخصصون في هذا النوع من التخصص الذي نحن نسميه preventive cardiology الذي يعني طب القلب الوقائي، الآن هناك مجموعة كبيرة الحقيقة متجهة هذا الاتجاه ولله الحمد.
أما بالنسبة للطلبة والطالبات فيعتمد على نوع التخصص، فإذا كنت تعني جراحة القلب فنحن نختار المجموعة الذين هم قمة القمة، ليس لناحية ذكائهم فحسب بل لمقدرتهم على أن يقفوا طويلاً ويكون عندهم الصبر والروية والرؤية والبعد من أجل أن يعالجوا الناس بما يرضي الله ويستطيعوا أن يقفوا في جراحة القلب بصدر رحب.
بالنسبة إلى التخصصات الأخرى في القلب سواء قلب كبار أو قلب أطفال أو تخدير قلب أو عناية مركزة للقلب فهذه كلها فيها أطباء متدربون وفيها أطباء كبار سعوديون ولله الحمد وهم الآن يدرسون في الزمالات وفي الماجستير والدكتوراه.
عريفة الحفل: سؤال من الإعلامي الأستاذ علي السبيعي، فليتفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم، فخرنا في هذا المساء سؤالي مباشر جداً ولن أطيل في مقدمة أو كلام: خطورة العادات الغذائية في المملكة العربية السعودية - وأشدد على كلمة خطورة وليس فقط سلبية - لعلها هي السبب الجوهري في ما يحدث من أمراض القلب.. نحن نتابع النتيجة ولا نرى المسببات، كل الجمعيات التي تقوم الآن بالتوعية تصر على النتيجة ولا تقوم بواجبها تجاه المسببات، فالمسببات تبدأ من المنزل إلى أن يصل الإنسان إلى محتواه الدراسي أو الجامعي أو الحياتي، بالتالي مفهوم المسببات لأمراض القلب وخصوصاً في العادات الغذائية السلبية التي نعانيها في كل يوم.
الدكتورة هويدا القثامي: طبعاً كما نعلم جميعاً فإن العقل السليم في الجسم السليم، والجسم السليم هذا لا يمكنك أن تغذيه وتوجهه بسهولة، يعني للأسف أن أولادنا من نعومة أظفارهم تجدهم يعرفون البيبسي، ربما يشربون البيبسي أكثر من الحليب، ماكدونالدز وهارديز وإلى آخره معروف ومحبوب أكثر من أكل البيت، وحتى لو أحضرت الهمبرغر وهذه الأشياء التي تُقلى (الفاست فود) Fast Food لكي تحضرها في البيت فإنها لن تعجبهم لأن المسألة مسألة تربية، أنت في الأصل ربيتهم على ماذا؟ وأنا أقول لك إن هذا الجيل صعب، جيل الكمبيوتر والإنترنت وإلى آخره.. ليس بتلك السهولة وحتى وأنت في البيت ترشد هنالك للأسف التلفزيون والإنترنت يفسدان لك الأمر، ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا الصواب ونستطيع أن نربي أولادنا وبناتنا منذ ولادتهم على العادات الصحيحة، حمانا الله من التدخين ومخاطره وأرشدنا إلى الصواب وجعلنا نأخذ العادات الطيبة من الأجانب بالذات في ممارسة الرياضة. طبعاً أنا واحدة من الناس الذين أتكلم ليس لدي وقت لأمارس الرياضة، لأنني عندما أنتهي من عملي أنهيه في مثل هذا الوقت، أبدأ من الصباح الساعة السادسة والنصف ولا أنتهي من العمليات إلا في هذا الوقت، فأنا إذا استطعت أن أتريض أو أتمشى على قدميّ في نهاية الأسبوع فيكون ذلك من أجل التسوق وليس من أجل الرياضة كما هو معروف عن النساء السعوديات، فأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا رشدنا ويدلنا على الخير فنستطيع أن نتغلب على أنفسنا حتى نستطيع أن نمارس العادات الطيبة، لأننا نعرف أن رياضة آبائنا وأجدادنا قد جنبتهم هذه الأمراض لأنه مهما كان يأكل كان يكسره وهو يعمل في المزرعة أو في الحقل، ما كانوا يجلسون، فلم تكن تجد عندهم السمنة أو السكر أو الأمراض التي نجدها الآن كالضغط وغيره، لأنهم كانوا طوال الوقت يقومون بنشاط معين، لم يكونوا مثلنا يركبون السيارة، فنحن الآن لا نكاد نمشي.
عريفة الحفل: طبعاً لدينا أسئلة كثيرة لكننا سنختم بآخر سؤال من المهندس عبد الغني حاووط، فليتفضل. وطبعاً بقية الأسئلة كما عودناكم دائماً سوف تُرسل إلى ضيفتنا الكريمة لكي تجيب عليها إن شاء الله.
السلام عليكم، الدكتورة هويدا كنت سأسألكِ عن أطول مدة يمكن للقلب أن يبقى متوقفاً من دون نبض داخل الجسم أو خارجه، لكن استوقفني وصف المولود الذي فيه اختلاف عن باقي المواليد الطبيعيين بأن فيه عيباً خلقياً، وحيث نعلم أن الخالق والصانع هو الله وحاشاه أن تكون في صنعته عيب، فالأمل كبير في الأطباء الأكارم باستبدال عبارة عيب خلقي بعبارة "اختلاف خلقي" أو "مرض خلقي"، كي لا نكون ممن لم يقدروا الله حق قدره، أرجو من الدكتورة هويدا التعقيب وشكراً.
الدكتورة هويدا القثامي: والله اقتراحك جيد، لكن نحن نقصد بكلمة عيب أنه مثلاً لو أنت لديك جدار كامل فأتى أحدهم وجعل فيه ثقباً بواسطة المثقاب (الشنيور) فماذا ستسميه؟
الأستاذ عبد الغني حاووط: عَيْب.. صحيح.
الدكتورة هويدا القثامي: بالضبط.. وهو ليس تقليلاً في حق الله لا والعياذ بالله لكنه لوصف شيء موجود وأنت تعرف وفوق كل ذي علم عليم فهذا الذي نستطيع أن نصف به.
الأستاذ عبد الغني حاووط: استبدال الكلمة.. يعني "العيب".
الدكتورة هويدا القثامي: والله استبدال الكلمة شيء طيب ولكن لا أعتقد أنها ستؤدي الغرض المطلوب أو يفهمها الناس على هذا النحو.
عريفة الحفل: شكراً لكِ سعادة الدكتورة هويدا القثامي، لقد استمتعنا معكِ الحقيقة الليلة وبهذه المداخلات والأسئلة.
 
طباعة
 القراءات :278  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 67 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .