شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة لسعادة الشاعر المعروف أحمد سالم باعطب ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد.
فيا أيها السادة الحضور، إنَّ الحبَّ مفتاحُ القلوب، بل هو طريق تآلفها، ومتى تآلفت توثقت عرى التعاون بينها، وبالتعاون تتحقق الوحدة، والوحدة أساس القوة، والقوة بوَّابة النصر، وبالنصر ترتفع رايات العدل والطمأنينة والحرية والأمن والسلام وهو ما كنا نبغي، والسلام تحية أهل الجنة في الجنة، وهو ما أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نشره حيث قال: (ألا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم) فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "والبلدُ الطيِّبُ يخرُجُ نباتُهُ بإذنِ ربَّه، والذي خَبُثَ لا يخرجُ إلا نكداً".
وطيبة الطيبة التي ينتسب إليها ضيف هذه الاثنينية سعادة اللواء الدكتور أنور بن ماجد عشقي بلد طيب يخرج نباته طيباً، ولا يحتضن إلا طيباً. ولا يطعم أهله إلا طيباً ولا يسقيهم إلا طيباً.
وطيبة الطيبة أرض ميمونة يأرُزُ إليها الإيمانَ كما تأرُزُ الحيَّةُ إلى جحرها، أنبتت من أحشائها نجوماً وكواكبَ وشُهُبَاً ملأت الآفاقَ نوراً، وحملت ألويةَ الإسلامِ قروناً وعصوراً، وغزت القلوب قبل الأبدان، وطهرت النفوس بالإيمان. وما زالت أنظارُ المسلمين وقلوبُهم تهفو إلى مسجدِ النبيِّ بها الذي تُشَدُّ إليه الرحال، وتتطلع أفئدتهم إلى الصلاة فيه كتطلعها إلى الصلاة في المسجد الحرام والمسجد الأقصى.
ونحن في هذه الليلة المتألقة بهذه الوجوه النيرة، وفي ضيافة صاحِب الاثنينية سعادة الشيخ الفاضل عبدِ المقصودِ محمد سعيد خوجة الذي يبذلُ من جُهدِهِ ووقتِهِ ومالِهِ الشيءَ الكثير في سبيل تكريمِ الرموز الوضَّاءةِ والقمم الشامخةِ الذين يتركون بصماتِ أعمالِهم المميّزةَ ناطقةً بتفردِهم وإخلاصِهم في خدمةِ وطنِهم، وتفانيهم في أن يسجلوا أسماءَهم في سجلِ التاريخِ الخالد، سواء كان هؤلاء المكرَّمون من أبناءِ هذا الوطن أو من غيرهِ، وهو بعملِهِ هذا يرسُمَ لنا لوحةً فنيَّةً كلَّ إثنين يحتفلُ فيه بتَكريمِ عَلَمٍ من الأَعلام، يستخدم لإخراجها إخراجاً رائعاً كلَّ الوسائل الماديةِ والمعنوية، يهدف من وراء ذلك إلى أنْ يُدخِلَ المتْعَةَ والسرور، ويشبع الرغبات المتطلعة إلى المعرفة، ويطفئ لهفة العقول الظمأى التي يكاد الغليل يقلها جَوىً، ولا ينسى من عطفه الحنون، صرخات البطون، فيسكنها بما لذَّ وطاب من الطعام والشراب بعد أن يكتفوا بما يحصُلون عليه من فاكهةٍ وأعناب من رياض الآداب.
إن تكريم العاملين أو بالأصح الشخصيات البارزةِ سِمَةٌ لا يتخلَّقُ بها إلا عظماءُ الرجال، وعبدُ المقصود خوجة أَحد أولئك. إن شاء الله.
أما ضيفُ هذه الاثنينيةِ فهو كوكب من الكواكب التي أخرجتها طيبة الطيبة من أحشائها، وربته بين أحضانها، وترعرع فوق ترابها، وطموحاته في آفاقها تسبق عمرَه، ووظَّف قلبَهُ وعقلَهُ في حقولِ الحياة المتعددة، واستطاع بذلك التوظيفِ المتزن أن يحققَ ما كانَ يحلُمُ به.
معرفتي باللواء الدكتور أنور عشقي ليست عميقة الجذور فلم تجمعنا حجرةٌ دراسية في مدرسةٍ أو معهد، ولم نجث على الركب نفترش الحُصُر في حلقةٍ من حلقات الدراسة بالمسجد النبوي أمام شيخ أو أكثر، من الشيوخ الذين نذروا أنفسهم لتعليم طلاب العلم مجاناً، ولم نقف معاً صفاً في جبهة القتال. إن معرفتي به لا تتجاوز ثلاث سنوات ومنذ اليوم الأول الذي هاتفني فيه ودعاني لحضور ندوته الأحدية بجدة وبادرتُ تلبيةً لدعوته بالحضور، ومنذ الليلة الأولى تشكلت في مخيلتي صورته كاملة الملامح فلمست فيه شخصية تأسر السامع، وينساب حديثه رقراقاً إلى أعماق المتلقي، ويطوف في بحور العلم وفنونه على سفينة من المعرفة والإدراك، ولمست فيه حزمه في إدارة ندوته فلا يسمح لزمامها أن ينفلت من يديه، وهو وإن لم يكن لابساً بزته العسكرية في ندوته لكنني أحس وأشعر أنه في قرارة نفسه يلبس الزي العسكري في الباطن لأنه حازم يشهر سلاح حزمه بجدية تامة لا يسمح لأحد أن يعبث بالنظام أو يعكر صفو الأمسية والحزم ليس نقيصةً ولكنه صفة محمودة يحتاج إليها وهو مع حزمه الشديد. لا يحرِمُ أحداً. من الحديث والتعبير عن رأيه في الموضوع الذي يطرح للنقاش. والدكتور يدهش حضور ندوته بذاكرته القوية التي تسعفه بالخوض في أي موضوع يتم عرضُه للنقاش مؤيداً أو مفنِّداً متكئاً على أدلةٍ وبراهينَ قويةٍ علميةٍ وشرعيةٍ وفنية.
أنا لا أقول: إن الدكتور أسرني بدماثة خلقه وسحر بيانه ولكنني أقول إنه جعلني أصبح مريداً من مريديه لعلمِهِ وفضله وخلقه.
وإذا كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، قد أوصانا أن نقول لمن نحبه: إننا نحبك يا فـلان فأنا من هذا المكان أقول للواء الدكتور أنور عشقي إني أحبك لله وفي الله. وفي الختام هذه خمسة أشطر من مجزوء بحر المجتث.
كلُّ البداياتِ تُشْقِي
إلاَّ بداياتِ عشقي
حَمَلْنَ آياتِ صدقي
منمنماتٍ بشوقي
لأنْوَرٍ قبلَ عشقي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :533  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج