شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بيريز ضيف المناظرات أم جليس القادة والزعماء ؟!
في عام 1986م قامت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر بزيارة لإسرائيل، وكانت أوّل زيارة يقوم بها رئيس وزراء بريطاني للكيان الإسرائيلي بعد خروج البريطانيين من أرض فلسطين وتركها للعصابات الإرهابيّة الإسرائيليّة؛ والتي لم يسلم الإنجليز أنفسهم من جنوحها؛ ومنها حادث تفجير فندق الملك داود في مدينة القدس، كما قامت تاتشر بزيارة للبلد العربي (الأردن)، ووافقت أثناء الزيارة على أن تستقبل في داوننغ ستريت وفدًا فلسطينيًّا؛ ولكن بعد وصول عضوي حركة فتح آنذاك محمّد الملحم والياس فريج إلى لندن اعتذر وزير خارجيتها –آنذاك- جيفري هاو Geoffrey-Howe عن استقبالهم ما لم يدينا الإرهاب؛ والمقصود به استنكار المقاومة الفلسطينيّة المشروعة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، ورفض الرجلان الشّرط البريطاني التعجيزي الذي ذكره وزير خارجية آنذاك دينيس هييلي Denis-Healey أنّه كان من إملاءات الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريغان. وإمعانًا في إظهار الولاء البريطاني لإسرائيل قامت تاتشر باستقبال شيمون بيريز الذي كان زعيمًا لحزب العمل، والذي يترأس أيضًا في إسرائيل حكومة وحدة وطنية 1984-1986م يشترك فيها الإرهابي إسحاق شامير، وتعترف تاتشر في مذكّراتها بأنّها ومجموعة الوزراء اليهود الذين كانوا يشكّلون لوبيًّا صهيونيًّا داخل حكومتها وهم: نايجل لوسون Nigel Lowson، وليون برتيين Leon Brittan، وكيث جوزيف Keith Joseph، الأب الحقيقي للتاتشرية الاقتصاديّة وبحضور كبير حاخامات اليهود في بريطانيا Immanuel Jakogovits، كانت تستغرق في صلاة روحيّة بحضور (بيريز) ورفاقه في داوننج ستريت في العام نفسه قام بيريز بزيارة شبه سرّية لإحدى البلاد العربيّة، ولمّا كُشف أمر الزيارة –آنذاك- قالت بعض دول الرّفض العربيّة إنّها لن تغفر لتلك الدولة المغاربية العربيّة استقبالها لواحد من أشهر القادة الذين قامت على أكتافهم دولة الكيان الصّهيوني المحتلّة، ثمّ كانت حقبة التّسعينيات الميلاديّة، وكان مؤتمر مدريد للسّلام، وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي –آنذاك- إسحاق شامير أنّه كان ينوي الاستمرار في النّقاشات لعشرات السّنين، وصعد العمّالي (إسحاق رابين)، وعقدت الصّفقة السرّية وغير المتكافئة مع منظمة التّحرير الفلسطينيّة فيما عُرف باسم محادثات (أوسلو)، وفي تلك الفترة كتب العمّالي شيمون بيريز كتابه (الشرق الأوسط الجديد)، وأوهم فيه الآخرين بأنّه تخلّى عن عادة وشهيّة سفك الدّماء؛ ولكن ذهاب رابين الذي كان أكثر إيمانًا منه بالسلام ـ على الرغم من ماضيه ـ وصعود (بيريز) لقيادة الدولة العبرية كشف عن شهيّة أكثر ورغبة أعظم في سفك الدماء ثم لعقها؛ فكانت مذبحة (قانا الأولى) في جنوب لبنان هي الدّليل على أنّ بيريز -الرّجل الذي عهد إليه ديفيد بن غوريون بمشروع تسليح إسرائيل نوويًّا- لم يتغيّر كما حاول أن يوهم العرب المتعجّلين لسلام لم يؤمن به القادة الإسرائيليون يومًا؛ ولكنّهم استخدموه غطاءً لمجازر كان ضحيتها الشّيوخ والأطفال والعزّل من أبناء الشعب الفلسطيني، ومع أنّ (بيريز) أثبت فشله كقائد لزعيم العمل، حيث قضى على الجناح المعتدل الحزبي، وشجّع بعقليته المعروف عنها المكر والدهاء والخديعة الأجنحة المتشدّدة في الحزب التي لا تختلف في شيء عن الليكوديين الذين يعتبرون امتدادًا لعصابات (الأرغون) و(الهاغاناه) و(شيترن)، وكما كان بيريز بطلاً لمجزرة قانا الأولى، كان شاهدًا بحسب موقعه نائبًا لرئيس الوزراء الحالي إيهود أوليمرت على موقعة (قانا الثانية) في حرب إسرائيل على لبنان صيف العام الماضي.
اليوم.. تنقل وكالات الأنباء العالمية صور (بيريز) مبتسمًا وهو يصافح بعض القادة العرب، ويدخل بعض عواصمنا الموجعة منذ نصف قرن من الزّمن وأكثر بعنجهيّة السّياسة الإسرائيليّة وغطرستها، يدخلها تحت مسمّيات من قبيل (منتدى المناظرات)؛ ولكن جيلاً من الشّباب العربي برهن أنّه يعي أنّ الإسرائيليين منذ أوسلو وحتى الآن رفضوا إعطاء الفلسطينيين أكثر من شريط (غزّة)؛ تاركين البحر يبتلعهم من جهة، ودبابات دولة العصابات الإرهابيّة تحاصرهم وتهدم بيوتهم وتقطع عنهم حتّى كسرة الخبز التي يأكلونها معجونة بالدم، ولهذا رفع أولئك الشباب الواعد أصواتهم -أو بعضهم على الأقل- في وجه بيريز قائلين (إرهابي)؛ فسمعها وهو يعلم أنّها اليوم أكثر انطباقًا عليه من أيّ وقت مضى.
 
طباعة
 القراءات :190  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 100
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج