شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المسلمون في بريطانيا بين حزب المهاجرين والمجلس الإسلامي ..
* استمعت بكثير من التقدير والرّضا إلى اللّورد نذير أحمد وهو يتحدّث في إحدى القنوات الفضائية عن حادثة التفجيرات العنيفة التي شهدتها شبكة القطارات في مدينة لندن، والتي ذهب ضحيتها عدد من النّفوس البريئة، وأضحى المجتمع المسلم والذي يتّخذ من المملكة المتحدّة موطنًا له في حالة من الذعر خوفًا من ردّات فعل على ما حدث. ولكن تصريح رئيس الوزراء البريطاني (توني بلير) داخل مجلس العموم على تبرئة الإسلام وتعاليمه والجالية المسلمة في بريطانيا من أعمال لا تقرّها شرائع سماويّة أو قوانين وأعراف دوليّة، إضافة إلى تصريح عمدة لندن (كين ليفينغستون) المعروف بتعاطفه مع القضية الفلسطينية، بل إنّه قبل شهور قليلة قارن بين الإرهابي (أريل شارون) والحركة النّازية؛ ممّا أثار غضب الجمعيات الصهيونية في بريطانيا.
* وعلينا نحن العرب والمسلمين أن نقدّر حاجة الجالية المسلمة للهدوء، فلا نكتب شيئًا بالنيابة عنهم، فقد تضرّهم هذه الوكالة أو النيابة أو الغضبة المضرّة في حقّهم، فهم أعلم بمصالحهم وأدرى بشؤونهم، وعلى الجميع التصرّف بحكمة ورويّة وتعقّل.
* ولقد لفت نظري قبيل موعد الانتخابات البريطانية ما كتبته صحيفة رصينة مثل (التايمز) في عددها الصادر بتاريخ 21 إبريل 2005م، وقد كان عنوان التعليق (الاختيار الصحيح)، وقد تعرّضت هذه المقالة للدور المسؤول والمتزن الذي يقوم به المجلس الإسلامي في لندن والذي يرمز له عادة بـ (M.C.B) والذي ينضوي تحت رايته ما يقرب من 350 جمعية إسلامية، كما أشارت إلى الدور غير المسؤول الذي قام به أتباع (عمر بكري محمّد) والذي تسبّب في بعض الأضرار التي لحقت بالمجتمعين في مسجد (ريجنت بارك) من أتباع المجلس الذي يمثّل حقيقة مسلمي بريطانيا، وأتت هذه الأضرار على خلفية دعوة حزب المهاجرين لمقاطعة الانتخابات البريطانية زاعمين أنها تتعارض مع الدّين الإسلامي، ولو أنّ هذا الحزب أعلن سلميًّا عن رأيه هذا فلن يجد من يعارضه من المسلمين أو البريطانيين، ولكن إضافة إلى حادثة مسجد (ريجنت بارك) والتي تدخل في دائرة أعمال الشغب والعنف المرفوضين؛ فلقد شاهدت شخصيًّا على شاشة التلفزة البريطانية ما يدعو إلى الحزن والأسى، وذلك عند قدوم العضو العمالي السابق (جورج جالاوي) للدائرة ذات الأغلبية المسلمة (بيثنال غرين) Bethnal Green ليتحدّث عن البرنامج الانتخابي لحزبه الجديد (الاحترام)؛ فلقد قام منذ البداية بمقاطعته عدد من أتباع حركة المهاجرين بطريقة استفزازية طالبين منه مغادرة الدائرة، فاضطر تحت حراسة البوليس للمغادرة، ومع أن أتباع هذه الحركة يعتبرون قليلين؛ لكنّ الطريقة التي تعاملت بها مع مجريات الانتخابات البريطانية خلفت انطباعًا سيئًا في الشّارع البريطاني.
صحيفة (التايمز) في ذلك التعليق الذي تقدّمت الإشارة إليه أشارت كذلك إلى عدد المسلمين البالغ 1.6 مليون، إلا أنّها أوردت حقائق موثّقة عن الوضع الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي للمسلمين في بريطانيا؛ فذكرت أنّ ثلث سكّان بريطانيا من المسلمين لا يملكون مؤهّلات تعليمية، بينما تصل نسبة أعداد غير المؤهلين تعليميًّا من مجموع سكّان بريطانيا الأصليين حوالي 16% فقط، كما وضّحت الصّحيفة أن ما يقرب من 14% من أعداد الرّجال من الجالية المسلمة هم في عداد العاطلين عن العمل، بينما تأتي النّسبة داخل السكّان الأصليين في المجتمع البريطاني حوالي 5%، ولعلّ ما أثار استغراب الصّحيفة بأنّ نسبة النّساء غير المؤهّلات اقتصاديًّا من المسلمين تصل إلى حوالي 68% مقارنة بـ27% عن البقية من البريطانيين وأن دخل ما يقرب من 80% من الباكستانيين والبنجلاديشيين المسلمين يعتبر متدنيًّا بالنسبة للبقية من غيرهم.
* لقد كان هدف الصّحيفة واضحًا وهو التركيز على بعض الأحوال غير المقبولة للجالية المسلمة اجتماعيًّا وتعليميًّا واقتصاديًّا، وضرورة إصلاح شأن هذه الجالية التي أصبحت جزءًا من المجتمع البريطاني المتعدّد الأعراق، كما حذّرت الصّحيفة من أنّ منظمة القاعدة قد تستغلّ بعض هؤلاء النّافرين أو المعبّئين نفسيًّا ضدّ الأساس الدّيمقراطي الذي يقوم عليه هذا المجتمع، ومن حقّ كلّ مجتمع أن يتّبع النّهج الذي يراه مناسبًا وصالحًا.
* إن إصلاح وضع الجالية المسلمة بالتّنسيق مع جهة مسؤولة مثل المجلس الإسلامي البريطاني يصبح بعد هذه الحوادث المستنكرة دينًا وعرفًا أمرًا واجبًا، وضرورة مُلحّة؛ مع الأخذ في الاعتبار أنّ الاقتصاد البريطاني يعيش مرحلة مزدهرة.
 
طباعة
 القراءات :215  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 100
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج