شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
البحث عن غنائيات ويليام شكسبير
كعادته دومًا يمزج الكاتب المعروف الأستاذ جهاد الخازن بين السياسة والأدب، ففي زاويته بصحيفة الحياة والموسومة عيونُ آذان، يذكر أنه آخر مرة (سمع فيها شعرًا في مناسبات سياسية غربية سنة 1992م، عندما خسر نيل كينوك وحزب العمال الانتخابات البرلمانية البريطانية، واستشهد كينوك في خطابه بالقصيدة الرقم 29 (sonnet) من قصائد (شكسبير) التي أجد ترجمتها صعبة، فهي تتحدث عن يأس صاحبها وإحباطه، وموقف الأصدقاء منه، وكيف يرجو أن يخرج من محنته، ويغيّر حظّه، ثم يتذكر أنه لا يريد أن يُغيّر مكانه ولو مع ملك). [انظر: الحياة 30 أغسطس، 9 رمضان، 1430/هـ العدد: 16949].
وجدت مقولة الأستاذ (الخازن) بصعوبة ترجمة صادقة لرائعة (شكسبير)، إلاَّ أن عددًا محدودًا من دارسي الأدبيين العربي والإنجليزي قد أفلحوا في ترجمة نصوص خالدة، وذلك لتمكّنهم العميق من أسرار اللغة المنقولة عنها، والأخرى المنقول إليها، وفي مقدمة هؤلاء: يبرز اسم الرحّالة الأديب واللغوي المؤرخ الإنجليزي سير ريتشارد بيرتون: Richard Burton (1821-1890م)، والذي زار مكة المكرمة، والمدينة المنورة عام 1853م، فلقد قام (بيرتون) بين الأعوام 1885- 1888م، بترجمة قصص ألف ليلة وليلة شعرًا باللغة الإنجليزية في (10 مجلدات)، ويمكن الرجوع إلى بحث الأكاديمية فاطمة موسى في هذا الصدد ضمن بحوث قام بتحريرها الباحث Peter.L. Car acciolg في كتاب جدير بالقراءة والاهتمام والموسوم (قصص ألف ليلة وليلة في الأدب الإنجليزي).
1988م The Arabian Nigts In English Literature/ st. Martin press, New York,).
 
ثم ندلف بعد ذلك إلى قصيدة شكسبير (السوناتا) sonetta، وهي قصيدة تشتمل على أربعة عشر بيتًا اخترعها كما يذكر الباحث مجدي وهبة ـ شعراء بروفنسا أو إيطاليا في القرن الثالث عشر الميلادي، ومرت قصيدة السونتو في إنجلترا بمراحل أربع، ويهمنا هنا المرحلة الثالثة والتي طور فيها الشاعر الإنجليزي (وليام شكسبير 1564-1616م) هذا الضرب من القصيد فقسّمه -أي شكسبير- ثلاث رباعيات يليها (دوبيت) يشتمل على بيت القصيد، ولا يلتزم ضرورة نظام الاستدارة. [عن المصطلح الشعري (sonnet)، انظر: (معجم مصطلحات الأدب، مجدي وهبة، مكتبة لبنان، بيروت 1974، (ص529)].
وقد قام الباحث العربي المعروف البروفيسور وليد ناصر عرفات، وهو من مواليد فلسطين بمدينة نابلس سنة 1920م، وأخاله توفّي كما ذكر لي الباحث الكندي الأصل والأستاذ سابقًا بجامعة لانكستر البريطانية (ديفيد وينز) أن زميله المأسوف عليه وليد، توفي قبل ما يقرب من ثلاث سنوات بعد عمله في أقسام الدراسات العربية والإسلامية في جامعتي لندن ولانكستر حتى تقاعده سنة 1983م، وتخرّج عليه عدد من الباحثين العرب والإنجليز وسواهم مثل الدكاترة، يحيى الجبوري، ومنصور الحازمي، وحسن باجودة، وحسن شاذلي فرهود، وسلمى خضراء الجيوسي، وشموئيل موريه S.Moreh، والذي قام بدراسة متميزة عن الشعر العربي الحديث في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية التابع لجامعة لندن: وقامت دار (بريل) بطباعتها سنة 1976م بعنوان: Modern Arabic Poetry, 1800 -1970.
لقد قام أستاذنا عرفات -رحمه الله- كما يذكر لكاتب هذه السطور في رسالة مؤرخة في: 26/1/1990م أنه -أي عرفات- قام منذ عام 1948م أي بعد استقراره في بريطانيا دارسًا للأدب الإنجليزي في جامعة "إكستر"، والأدب العربي في جامعة لندن بإذاعة سلسلة من الأحاديث من إذاعة –لندن- بعنوان "الشعر الغنائي الإنجليزي"، ومن بينها القصيدة "السوناتا" رقم 29، حيث قام بترجمتها إلى العربية في قالب عربي جميل، وقبل أن أسرد هنا تلك الترجمة التي تدل على تمكن وإجادة الباحث "عرفات" لفن الترجمة، لا بد من العودة إلى أعمال شكسبير الكاملة، والتي تضمنت القصيدة التي أشار إليها الأستاذ "الخازن" بمقاله بصحيفة الحياة، فالأبيات الأولى من القصيدة تقول:
When Indisgrace with Fortune and meneyes
I all alone be weep my out cast state
وآخر بيت منها يقول:
That then I scorn to change my state with Kings
وأعرف نيل كينوك Neil Kinnok، متحدثًا بارعًا وإن يكن لا يبلغ في أدائه الخطابي مبلغ الأديب والصحافي والسياسي: "مايكل فووت" Michael Foot.
إلاَّ أن الترجمة العربية للقصيدة التي قام بها المأسوف عليه أستاذنا "عرفات" لا تقل روعة ودهشة وصياغة رائعة عن الأصل الإنجليزي، ولقد أثبت شيئًا من ذلك في كتابي الموسوم "دراسات مقارنة بين الأدبين العربي والإنجليزي" منشورات نادي المدينة الأدبي، 1418هـ 1997م، ص 31-36.
يقول عرفات في النص العربي المترجم:
عندما أبتلى من الحظ سخطًا
وألاقي من أعين الناس شذرًا
فأواري عن أعين الناس دمعي
باكيًا وحشتي وأندب سرًا
عبثًا أسمع الناس صراخي
إن في أذنها عن السمع وقرا
وإذا ما رأيت حالي وحظي
فتوالت مني الشتائم تترى
وتمنيتني كمن هو أغنى
أملاً ضاحكًا وأسعد دهرا
وتمنيت مثل ما نال حسنًا
ومن الصحب مثل ما نال وفرا
وإذا قل باللذيذ رضائي
بعد ما سرني فصار الأمرا
فتشهيت تارة علم هذا
وتمنيت حذق ذلك أخرى
ثم هانت نفسي وكدت أراها وسط
هذه الأفكار أحقر قدرا
ربما جئت خاطرًا في فؤادي
فإذا جئت بدل العسر يسرا
فأغني كالطير طارت صباحًا
نحو باب السماء تسبح شكرا
إنه ذكر حبك العذب إما جاء
أفضى من نعمة الله مجرى
فأراني ولست أرضى بحالي
عرش "قارون" أو ممالك كسرى
 
[لمزيد من المعلومات عن فن "السوناتا" الشعري عند شكسبير يمكن الرجوع للأعمال الكاملة للشاعر باللغة الإنجليزية.. The works of William Shakespeare/ one volume/Adhams press, L.t.d, 1939].
 
 
 
طباعة
 القراءات :243  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 100
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج