شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مصطفى العقاد.. وقوم يحسنون وآخرون يشوّهون
في كل مرة يسفك فيه الإرهابيون دماء بريئة ونفوسًا مؤمنة وموحّدة نجدهم يبرّرون ما يقدمون عليه من فعل تضجّ منه السموات والأرض بأنّ هذا البلد أو ذاك هو بوابة خلفية للعدو الصهيوني، ترى كيف تكون طفلة تحبو فوق الأرض موالية للكفار؟! وكيف يكون عروسان -كما حدث أخيرًا في الأردن الشقيق- ليس لهما صلة بأي شأن سياسي أو أيديولوجي- ويسعيان للالتقاء شرعيًّا حتى يعمّرا- كبقية الناس هذه الأرض بالنسل الطيب - كيف يكونان عميلين؟ وما ذنب رجل أفنى حياته لإظهار صورة الإسلام للآخرين وهو المخرج مصطفى العقّاد والذي أحدثت أفلامه التاريخية مثل "الرسالة" و"عمر المختار" نقلة هامة في العمل الفني الهادف، وأتذكّر أنه عندما عرض فيلم الرسالة في أواخر السبعينيات الميلادية في قلب العاصمة البريطانية كيف أحدث هذا الفيلم ضجّة، وتغيّرت كثير من الرؤى السلبية إزاء الإسلام ونبيّه المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، وهو بتقديمه ذلك الفيلم حتى وإن اختلفت الآراء حوله آنذاك قدّم خدمة للإسلام يعجز عن تقديمها أولئك الذين يفجّرون دماء الأبرياء في القطارات في العواصم الغربية، كما حدث قبل شهور في لندن، والتي خرجت فيها المظاهرات مرّات عدّة احتجاجًا على سياسة حكومة بلير ودفع سياسيون كبار من أمثال: جورج غالاوي، وتوني بين، وروبن كوك، وكلير شورت، ودينيس سكينر، دفعوا ثمنًا غاليًّا لمعارضتهم للحرب، كما دفع من قبلهم رؤساء وزراء سابقون من أمثال: ستردوقلاس هوم، وإدوارد هييث ثمن وقوفهم في وجه اللوبي الصهيوني داخل البرلمان الإنجليزي، مع أنهم ليسوا عربًا أو مسلمين ولكنهم تعاطفوا مع قضايانا، وإن فعل هذه الفئة لتجعلنا نخسر كل صوت عاقل، ورأي متّزن، بل إننا لنسيء لإخواننا العرب والمسلمين الذين يعيشون في ديار الغرب، ويجب أن نعترف أنهم يمارسون عبادتهم في حرية كاملة؛ ففي قلب العواصم الغربية تقوم المساجد والمراكز الإسلامية لأتباع دين خاتم الأنبياء والذي بعث رحمة للعالمين.
وفي كلّ مرّة تحدث الإدانات عالميًّا ومحليًّا، ثمّ ننسى بعد ذلك أنّ هناك دوائر فكرية تنظر لهذا الفكر المتشدّد، والذي لا يختلف عن فكر الخوارج في مستهل الدولة الإسلامية؛ بل ربما فاقه أو تفوق عليه، فالخوارج كانوا يتورّعون عن قتل الأطفال والشيوخ مع سوء مسلكهم، وفساد معتقدهم، أما هؤلاء فلا يفرّقون بين رجل وامرأة، وصغير وكبير، ورئيس ومرؤوس.
لقد ملأ الشكّ نفوسهم فصنّفوا النّاس حسب أهوائهم لفئتين؛ إحداهما مؤمنة موحدة وهي الفرقة الناجية، وأخرى ضالة أو مشركة أو مبتدعة، أو فاسقة، وحرّموا عليها ضلالاً وزورًا وبهتانًا نعيم الدنيا والآخرة، هم وحدهم المؤمنون المتمسكون وما سواهم ضال ومضل.
فعلى العقلاء في أمة الإسلام أن يضعوا حدًّا لهذا الفكر الخارجي الذي سوف يأتي على كلّ شيء في حياة الأمّة ويدمرها تدميرًا بذرائع شتى، وهذه الذرائع يوافقهم البعض عليها، وهذا أساس الدّاء ومنبع الصّلة.. اللهم اشهد فإنّي بلّغت.
 
طباعة
 القراءات :193  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 44 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

جرح باتساع الوطن

[نصوص نثرية: 1993]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج