شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
أصحاب المعالي.. أصحاب الفضيلة.. أصحاب السعادة.. الإخوة والأخوات الحضور، الأخوات الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ستون عاما قضاها ضيفنا في رحاب الكتابة والقراءة.. إنه سعادة الكاتب والروائي والناقد المصري فؤاد محمود قنديل الذي قدم للمكتبة العربية أكثر من خمسين كتاباً في الرواية والقصة القصيرة وأدب الرحلات وأدب الطفل، والدراسات الاجتماعية، والرسائل العلمية باللغة الإنجليزية، كما ساهم في خدمة شباب المبدعين من خلال نوادي الأدب والمسابقات، وتناوله لهم نقداً، وهو الذي حذر الرجال من أن الرواية النسوية قادمة بقوة، فمرحباً بسعادته وبحرمه الكريمة، سعادة الأستاذة سامية محمد، الموجهة بالتربية والتعليم، تحت إشراف مادة التربية الفنية بجمهورية مصر العربية، في أمسية اثنينتنا، اثنينية سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه، ومرحباً بضيوف وضيفات الليلة، ونبدأ بطرح الأسئلة، السؤال الأول من الإعلامية، الأستاذة منى مراد، مراسلة صحيفة "هام" الإلكترونية، فلتتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أصدرتَ مجموعة قصصية بعنوان "حدثني عن البنات"، وهو أول كتاب يصدر لك بعد الثورة عام 2011م، وتضم المجموعة سبع عشرة قصة، أبرزها قصة "أجمل رجل قبيح في العالم"، وهي القصة التي حصلت فيها على المركز الثاني في جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، فرع القصة القصيرة، فهل تحدثنا عن هذه القصة وسبب حصولك على الجائزة؟ وما سر قولك بأن الصحافة الإلكترونية أفضل حالاً من الصحافة الورقية، عندما تتابع الأنشطة والأعمال الأدبية في الصحف كما ذكرت ذلك في اللقاء. وشكراً.
الأستاذ فؤاد قنديل: على الرغم من صدور مجموعة "حدثني عن البنات" بعد الثورة، إلا أن لا علاقة لها بالثورة. وأما عن المجموعات القصصية آثرت أن أضع معها قصة، أو من بينها، قصة "أجمل رجل قبيح في العالم". المجموعة تتناول العديد من المواقف المصرية الاجتماعية والإنسانية، حرصت على أن ألتقط نماذج أعمالي من المجتمع وأدخل إليها من زوايا مختلفة.. زوايا ضيقة ومحدودة.. ولكنها قد تفضي إلى المشاعر الحقيقية للشخص أو للشخصية. وأما والمكشوف عن هذه الشخصية فلا يعنيني فأنا يهمني غير المكشوف أو المستور، وعلى سبيل المثال الشخصية التي أتناولها في قصة "أجمل رجل قبيح في العالم" هو رجل وسيم للغاية، ولكنه سيء السلوك للغاية.. هو وسيم من حيث صورته التي تنشرها الصحف، وهو يكاد أن يكون نجماً سينمائياً من عوده الممشوق ووجهه البهي وشعره الكثيف الأسود الناعم... إلخ. غير أنني لا أكتفي بهذا، وإنما أبحث خلف حياته، فأكتشف أن له سلوكيات تتنافى مع هذا الشكل الذي يمكن أن يجتذب الناس، ويتصورون أنه دليل على مكانته في القوم أو على أسرته الذكية والرفيعة، ولكن يجب أن نهمس في أذنه أن في سلوكه السلبي اجتماعياً المتجاوز، وبسلوكياته المالية السيئة، خروج عن الآداب، ولا بد من أن نلفته إليه بشكل عابر، لأنه سيقع في النهاية في كمين من كمائنه للآخرين، فعليه أن يغير فكره ويحاول أن يضبط إيقاعه من أجل عيش حياة متوازنة وسليمة وشريفة.
أما عن مسألة الصحافة.. فالصحافة الثقافية الورقية، خصوصاً في مصر، يُضيّق عليها، ولا أجد فيها مساحة كافية مثلما أجد مثلاً في صحف خليجية سعودية كانت أو إماراتية... إلخ. كانت الصحافة في مصر تفسح مساحات كبيرة للثقافة والأدب والشعر، وكان شوقي ينشر قصيدة في صفحة كاملة من الجريدة. وكانت جريدة "الأهرام" تنشر مثلاً مقالة نقدية في صفحة كاملة للدكتور لويس عوض، أو للدكتور عبد القادر القط، أو للمفكر الدكتور زكي نجيب محمود، وغيرهم. ولكن ذلك بدأ يتقلص بشدة حتى أصبح بالكاد يُنشر الآن خبر من سطر أو سطرين عن صدور كتاب، أمضيت في تصنيفه عدة سنوات، أو لنشر فكرة أو معلومة، هذا إذا صدر خبر من هذا القبيل أساساً. هذه هي الحقيقة. كما أن النقد محاصر في المجلات والصحف، ولكن النشر الإلكتروني لديه مساحة فسيحة ويتيح المجال لنشر النقد، والأخبار، والرؤى الفكرية، والمذاهب الفلسفية، والتعليقات النقدية والأدبية، وأشياء عن المدارس الجديدة، فهذه لا بد من أن تحصل على فرصتها، لأننا لا نعيش في برج عاجي أو في معزل عن المستجدات العالمية، فلا أن نتعرّف إليها، حتى لو قاومناها.. وحتى لو لم نحاول التأسي بها، لكن كل هذا مطلوب، كما أن ثمة حراكاً عالمياً، شرقاً وغرباً، في الإبداع الفني والأدبي والسينمائي، فكيف نعيش بمعزل عنه؟ هناك كُتّاب كبار جداً ظهروا في اليابان، ولم تكن اليابان منتجة للأدباء قبل ثلاثين أو أربعين عاماً على الأكثر، ولكن كُتّابها أصبحوا مشهورين الآن ومرشحين لنيل جائزة نوبل، وقس على هذا الصين التي فازت بجائزة نوبل مرتين، كان آخرها في العام الماضي للكاتب المعروف "مو يان". وقِس على ذلك أيضاً أمريكا اللاتينية وأوروبا وأفريقيا.. أفريقيا بالذات فيها كُتّاب كبار ومعروفون، وتُترجم أعمالهم إلى معظم لغات العالم، فكيف نعيش بمعزل عن هذا؟ كما أن الأدب الأفريقي بالذات يحتاج إلى أن نعرف عنه الكثير، لأنه أقرب إلينا، وهو ليس فقط أقرب إلى المجموعة العربية من أفريقيا، ولكنه أقرب إلى العالم العربي بشكل عام، فالمعاناة والتجارب متماثلة، وخصوصاً في أحاديث الكتاب والشعراء عن الأجداد والأسلاف. وأتصور أن الأدب العربي بحاجة إلى أن يحاول تذكّر أجدادنا، فهم لديهم تراث من العادات والتقاليد ومن الحكم والأفكار والقصص والمواقف التي تحتاج إلى تجديد، وإلى تسليط الضوء عليها. على أي حال، إن في النشر الإلكتروني فسحة أكبر لنشر الأخبار والأدب وجميع الإنتاج الفكري والثقافي.
عريف الحفل: عودة إلى الإخوان.. وإلى الصحافي الكاتب الأستاذ خالد المحاميد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أستاذ قنديل نرحب بك في هذا المحفل الطيب، ونشكر راعيه الأستاذ الكبير عبد المقصود خوجه على استضافتك في جدة والاستماع اليك، وقد كنّا في شوق للاستماع إليك. هناك مقولة لكارلوس فونتس، الكاتب المكسيكي: تقول "الرواية ما يمتنع التاريخ عن قوله"، بمعنى حين يكتب الكاتب. وهنا أتوجه إلى كتاباتك أنت بالذات، فما الذي من التاريخ -حين تقرأ الأجيال القادمة- في قاع هذه الرواية، وهل يمكن أن نتقصى التاريخ من خلال هذه الروايات؟ شكراً.
الأستاذ فؤاد قنديل: شكراً جزيلاً لك أستاذي الفاضل. هذا سؤال جيد للغاية، ففي كثير من الأحيان يخلط البسطاء بين التاريخ والرواية، خاصة عندما تتناول أحداثاً حقيقية من المجتمع، مثلاً إذا كتب شخص رواية عن أيام الحرب العالمية الثانية، يتصور البعض أن الكاتب يصور تلك الفترة بتفاصيلها وأحداثها، ويقدم لنا رؤية عنها، رؤية من واقع التاريخ، وعندما كتب نجيب محفوظ ثلاثية "بين القصرين"، و"السكرية"، و"قصر الشوق"، عن فترة أوائل القرن العشرين، وبالذات عن فترة ثورة 1919م في مصر، تصوّر البعض أنه يسجل التاريخ. ولكن هذا غير صحيح، لأن الرواية كما قال كارلوس فونتس تسجل ما لا يسجله التاريخ، فالتاريخ معني بالأحداث الكبرى وبالعظماء وبالحكام، وأما الشعوب فلا يهتم بها التاريخ ولا ينظر إليها ولا يعتد بها. لذلك تأتي الرواية لتمرَّ في الشوارع، وتجوس خلال الدروب، وتتعرف إلى النفوس، وإلى الأحوال الاقتصادية والاجتماعية، وإلى العادات والتقاليد والمعاناة التي عاناها الشعب إبان فترة معينة كتب عنها التاريخ، ولكنه لم يهتم إطلاقاً بالجماهير، فقد اهتم بالنخبة فقط، ومن هنا اعتبر النقاد أنه إذا أردتا أن نعرف التاريخ الحق لشعب من الشعوب، فعلينا أن لا نقرأ التاريخ، بل علينا أن نقرأ الرواية، فهي التي تحتوي على التاريخ الحقيقي للشعوب، كما أن التاريخ ليس تاريخ الإسكندر أو نابليون وغزوه شعوباً كثيرة، وصولاته في البلاد ومحاولاته إقامة إمبراطورية.. هذا ليس التاريخ.. التاريخ هو ما عاشته فرنسا وما عاشته مصر إبان الحملة الفرنسية، وما عاشته بلدان مثل روسيا أو أوروبا التي عاث فيها نابليون فساداً وقتّل أبناءها.. لذلك من يريد أن يقرأ التاريخ الحقيقي للشعوب عليه أن يقرأ الرواية الآن.. وبعد الآن.. وبعد مئة عام .. بل ومئات السنين في المستقبل. شكراً.
عريف الحفل: شكراً لك.. الأسئلة طبعاً كثيرة وتتطلب التركيز في الأسئلة، وأما الإجابة فهذا يعود إلى ضيفنا.. إلى الضفة الأخرى مع نازك.
نازك الإمام: لدينا سؤال من الأستاذة سميرة سمرقندي، فلتتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الضيف الكريم الثقافة والعلوم والأدب كلها مرادف لأدب القصة والرواية في واقعنا المليء والمزدحم بشتى أنواع التلقي الإلكتروني من الإنترنت والتلفاز إلى آخره، هل هذا هو السبب في التراجع الواضح وانحسار القراءة في المجتمعات البشرية، وكيف يمكن العودة إلى العهد الذهبي حين كان الكتاب خير رفيقٍ وكنزاً لا يفنى؟ وشكراً.
الأستاذ فؤاد قنديل: شكراً سنختلف قليلاً، لقد بدأت حديثك بأن الثقافة والعلوم والأدب مترادفات، ستكتشفين بسهولة الآن أنها ليست مترادفات، فالأدب جزء من الثقافة.. فالثقافة هي جميع الفنون والآداب، إضافة إلى الفكر والتاريخ والعلوم الإنسانية. وأما العلوم بشكل مطلق كالفيزياء والكيمياء، أو علوم الدين فهي تمنح فرصة للقارئ بالمشاركة بإدلاء رأيه، ولكن هذه العلوم لا تسمح له بذلك، فعلى سبيل المثال لا يتعين أن يكون لقارئ الفقه رأي فيما يقرؤه، فهو علم موروث عن العلماء المتمكنين الذي انتقل علمهم عبر الفقهاء والعلماء. هذه مسألة مقدسة، أو مسألة فيها اجتهاد، لكن لها احترامها الشديد. ومثل ذلك علوم أخرى مثل الكيمياء والفيزياء... إلخ. أما بخصوص قولك عن القراءة في المجتمعات البشرية، فهي لا تزال مقتصرة على بعض المجتمعات المتقدمة، فلا بد أن أكثركم سافر إلى بلاد متقدمة مثل أوروبا وأمريكا، وشاهد أن الناس تقرؤ في المصنع، فالعامل يقرؤ في فترة الاستراحة، ويقرأ الناس هناك في وسائل النقل، وفي البيوت، وعلى الشاطئ.. هؤلاء بشر وُلدوا وتربّوا ورضعوا القراءة منذ الصغر. ولكن نحن محدثون قليلاً في القراءة، فعوامل القراءة ومصادرها لم تظهر في العالم العربي، إلا على استحياء منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أي ما قبل حوالى مئة وخمسين سنة، وبدأت القراءة تظهر عن طريق المصادر، مثل الصحافة وبعض الكتب البسيطة، إضافة إلى ذلك كانت المنطقة تفتقر إلى التعليم، وقد بدأ الاهتمام بالقراءة مع ظهور الصحافة.
لكن ليس شرطاً أن أقرأ في الكتاب الورقي، فلا بد أن نُـكِنَّ نوعاً من الاحترام للكتاب الإلكتروني، فالقراءة تشمل النصوص الإلكترونية والورقية. ولذا لا أتصوّر أن القراءة قلّت كثيراً، وإنما توزعت على وسائل أخرى، ومع ذلك يجب أن تتبع المؤسسات الأهلية والرسمية العديد الإجراءات التي من شأنها أن تدفع بالشباب والنشء إلى الاهتمام بالقراءة، فهي ستظل دائماً مصدراً أساسياً من مصادر الثقافة ورفع الوعي والإحساس بالجمال وفهم الحياة.
عريف الحفل: السؤال الآن لمعالي وزير الدولة سابقاً الدكتور مدني عبد القادر علاقي.
بسم الله الرحمن الرحيم. شكراً للأستاذ فؤاد قنديل على هذه الأمسية الجميلة، سؤالي: تناولت أدب الرحلات وأعتقد أنه أدب يشترك مع أدب الرواية بأنه يهتم بالإنسان والأرض والمجتمع والثقافة والجوانب السياسية والاجتماعية.. سؤالي هو: لماذا لم تصل الرواية العربية الحديثة إلى العالم الآخر، كما وصل اليها أدب الرحلات مثل رحلات ابن بطوطة وابن جبير وآخرين ممن تحدثت عنهم؟ شكراً.
الأستاذ فؤاد قنديل: نعم. شكراً لك معالي الوزير، فهذا سؤال جيد. لقد تقدّم أدب الرحلة العربي فعلاً، ويقدّره الغربيون كثيراً، وكتبوا عن الرحالة العرب جميعاً بتقدير بالغ، واعتبروه عملاً حضارياً وثقافياً رفيعاً، لقد تقدّمت الرواية العربية في الربع القرن الأخير تقدماً كبيراً في جميع أنحاء العالم العربي، ولكن ما يحول دون انتقال الرواية العربية إلى العالمية، هو ضعف الترجمة، فالمؤسسات الرسمية والأهلية لا تقوم بأي دور يُذكر في سبيل ترجمة الأعمال الروائية المهمة إلى اللغات العالمية، ولو فعلت ذلك لتنبّه العالم إلى هذا الابداع الجميل، وما نراه هو أن عدد الروايات العربية المترجم قليل، وبالتالي فإن قُرّاءَها في العالم قليلون، وأود أن أغتنم هذه المناسبة الطيبة بالتوجّه إلى الوزارات المعنية، وإلى المؤسسات المعنية، سواء أكانت أهلية أو رسمية، بأن تهتم بترجمة الرواية العربية إلى اللغات العالمية، أو على الأقل إلى لغتين، ومن بعد ذلك تنتقل تلقائياً إلى اللغات الأخرى. وبهذه المناسبة أحيي المؤسسة الإماراتية المسؤولة عن تنظيم جائزة البوكر العربية التي ستكون جسراً يمضي بالرواية العربية إلى آفاق عالمية في المستقبل القريب بإذن الله.
نازك الإمام: لدي سؤال شخصي: ذكرت في أحد اللقاءات بأن الرواية النسوية قادمة بقوة، وليحذر الرجال منها، ماذا تعني بذلك؟ وهل تحتاج الرواية النسوية في اعتقادك إلى من يدفعها إلى الأمام بقوة؟ شكراً لكم.
الأستاذ فؤاد قنديل: الرواية النسوية بزغت بقوة، على الرغم من أنها كانت موجودة منذ سنوات طويلة. ربما نسي البعض أن ثمة روائيات ظهرن منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وكانت كتاباتهن تظهر على استحياء بمعدّل رواية كل عشر سنوات، لكن الآن منذ حوالى ربع قرن بدأت الروايات النسوية تظهر بقوة، بمعدل خمسين رواية في العام الواحد، وتتميز بعض هذه الروايات بجسارة وثقافة وحس فني أصيل ومحاولة لتقديم المرأة، والكشف عن بعض نفسياتها، وعن آمالها وطموحاتها في مجتمع جديد، وما يعنيني أنا هو الجانب التقني، فبعض الكاتبات يستعرضن الجسارة أحياناً، ويسهل على النقاد تجاهل مثل هذه الكتابات، فالمسألة ليست جسارة بالدرجة الأولى. الجسارة تأتي في الترتيب متأخرة نسبياً. فالأهمية يجب أن تُعطى للغة، ولأسلوب تناول المواقف الإنسانية التي تحفل بها الرواية، فضلاً عن رسم الشخصيات، والتعبير عن المجتمع، وعن الشخصية ذاتها... إلخ. يجب أن لا تقف المسألة عند البعض عند الجسارة في الكتابة، أو تناول بعض القضايا المسكوت عنها، وإن كان هذا مطلوباً. ولكن الكتابة النسوية عموماً هي كتابات جيدة حتى الآن، وأتوقع لها مستقبلاً طيباً، بدليل أنها تنافست على جائزة البوكر العربية، كما تُرجمت كثير من أعمال كاتبات لبنانيات وجزائريات ومصريات وسوريات منذ سنوات طويلة. فالكتابة النسوية متقدمة، وتتقدم على الدرب، وتلحق بأدب الرجال بقوة، وعلينا أن نذلل العقبات من أمامها، لكي تتقدم أكثر، فهذا دليل حضاري، وليس دليلاً يمكن أن تُلام عليه الكاتبات.
عريف الحفل: السؤال الآن للكاتب والإعلامي الأستاذ أحمد عائل فقيهي.
مساء الخير جميعاً، أستاذ فؤاد تحدّثت عن الحرية والكرامة: سؤالي هو كيف تتحقق الحرية في الكتابة في عالم عربي تغيب عنه الحرية، وخاصة أن مساحة الحرية في العالم العربي، كما قال يوسف إدريس لا تكفي لكاتب عربي واحد؟ سؤالي الآخر هو كيف تنظر إلى مقولة د. جابر عصفور بأن الرواية العربية تمثل الديوان الجديد في الإبداع العربي، فهل أنت مع هذه المقولة أم لا؟
الأستاذ فؤاد قنديل: هذا سؤال جيد، لا بد من التفكّر فيه. أولاً لا شك في أن الحرية المتاحة الآن على المستوى الشعبي في العالم العربي أصبحت أكبر مما كانت عليه إبان حياة الدكتور يوسف إدريس. فعندما قال إن المساحة المتاحة للحرية في العالم العربي أجمع لا تكفي لكاتب واحد، فليس علينا، ولا على الكاتب، أن يطالب بحرية إلى أقصى الحدود من دون أي قيد، أو أن لا يكون هناك حرية، فهذا قول قاصر. الحرية يجب أن تُقتنص بشكل مرتب وتدريجي وقوي في الوقت ذاته. فالكاتب لا يعجز عن أن يكتب كل ما يرغب فيه، ولو لم تكن هناك أي حرية على الإطلاق، لماذا؟ لأنه يستطيع بوسائل فنية عديدة ومتعددة أن يُخفي ويكشف بالمداراة والمواراة، وأن يقدّم ويبرز ما يريد بأساليب فنية. مثلاً يمكنه استخدام الرمزية، فهي اتجاه فني يمكّنه أن يكتب عن شيء، ويقصد به شيئاً آخر. على سبيل المثال لي رواية اسمها "السقف"، فهذا السقف يضغط ويسقط تدريجياً على سكان البيت، والمقصود واضح بيّن، فإنما كنت أعبّر عن وجود ضغوط، وكيف يقاوم الشخص هذا السقف حتى لا يهبط عليه ويدكّه دكّاً. لذا علينا ألاّ نتذرع بنقص الحرية، فلدى الكاتب وسائل وأدوات عديدة للكتابة بحرية.
أما مسألة أن الحرية لن تتحقق إلا إذا استطاع الكاتب أن يقفز فوق السور.. فهذا غير صحيح، لأن بإمكانه أن يتقدم السور قليلاً، بأن يتجاوز بعض الأمور التي كانت تحاصره، ولكن بشرط أن لا يفقد مسؤوليته. فنحن عندما نتحدث عن الحرية يجب أن نؤكد أن من يريد حرية بلا مسؤولية، فحريته فاشلة ومرفوضة، حتى أنا الذي أطالب بالحرية. الحرية لا تعني أن تنزل إلى الشارع وتقود مسيرة أو أسرة أو طلاب في جامعة من دون أن تتحمل مسؤولية أقوالك وأفعالك. فالحرية يجب أن تكون مقرونة بالمسؤولية، وأن تدفع ثمن هذه الحرية، ولكن يجب أن لا تكون حراً لدرجة يدفع معها مجتمعك ثمن حريتك. فكن حراً كما تشاء، ولكن ضمن حرية لها ضوابطها ومسارها وتقدمها. كما يجب عليك أن تتقدم رويداً رويداً في مجال الحرية، لا أن تقفز قفزة في المجهول، وخاصة مع تراث شعب يعيش بصورة شرقية محكومة نسبياً. صحيح أننا نكسب كل يوم بضع سنتمترات على درب الحرية، فغداً ستصبح هذه السنتيمترات متراً وأمتاراً.
دعوني أؤكد أنه يجب أن لا نكسر مع الحرية بنية مجتمع. ولا أريد أن أشير هنا إلى الفوضى التي تحدث في مصر الآن. لقد طلبوا هناك الحرية بمنتهى الشوق، وبذلوا من أجلها ما يستطيعون، ولكن كان يجب أن تكون لهذه الحرية أفكار وقيادات عقول لكي تقود هذه الحرية وتنحو بها إلى الهدف المطلوب والغاية المأمولة، ولكن الحرية تحوّلت الآن إلى فيضان جارف..
نعم.. أنا أؤمن بالحرية جداً، وأسعى إليها، وأعمل من أجلها. فلو قرأتم أي كتاب لي، فلا يمكن إلا أن تلحظوا أن فيه مشكلة مع الحرية.. أنا مع الحرية، لكني في الوقت ذاته مع المسؤولية.. ولا أقصد بالمسؤولية هنا أن ألزم الحائط كما يقول المثل المصري.. بل أنزل إلى الشارع.
أذكر أن أساتذتنا في المدرسة كانوا يرسون فينا مقولة "كن شجاعاً مؤدباً.. قل أنت مخطئ يا أستاذ، ولكن لا تقل لي أنت غبي..". كن حراً إلى أقصى حد، ولكن كن مهذباً. وهذه هي سنة الحياة.. فثمة تطور لا بد أن يحصل، حتى لو قاومناه، وثمة حرية ستتحقق حتى لو قاومناها، فنحن من سيبدا الحرية، ولكننا سنكون مؤدبين.
عريف الحفل: السؤال للأستاذ بشرى الفاضل الكاتب والشاعر.. ونرجو أن أن يسأل السائل سؤالاً واحداً فقط. ونأمل من الأستاذ فؤاد أن يحاول اختصار الإجابات بسبب كثرة الأسئلة.
أحيي المحاضر الأستاذ فؤاد قنديل، وسؤالي هو: كان حرياً ألاّ تدفعك تجربتك الضخمة الواسعة في كتابة الرواية والقصة، وفي القراءات المتعمقة في جميع ثقافات الشعوب، وفي الثقافة العربية، إلى تسمية المجموعة القصصية التي فازت بمسابقة "زين" بـ (أجمل رجل قبيح في العالم). فهذا العنوان يذكّرنا بعنوان لغابريل غارسيا ماركيز (أجمل رجل غريق في العالم). وفي نظري لا يحتاج الكاتب فؤاد قنديل -وهو كاتب موازٍ لهذه التجربة اللاتينية التي انتقدها في كلامه عن الفانتازيا- إلى أن يكون صدى بالعنوان هذا... أعذرني.. وشكراً.
الأستاذ فؤاد قنديل: أخي الكاتب المحترم السوداني الجميل لم يرد في ذهني في لحظة الكتابة، أو لحظة اختيار العنوان، إلا شخصية بطل الرواية أو بطل القصة، واكتشفت بعد ذلك أنه يتماسّ قليلاً مع قصة ماركيز. لكن كما قلت أنت فإن محتويات الرواية، أو فكرتها، أو عالمها، فلا علاقة لها بقصة ماركيز، ومن الوارد أن يحدث هذا الموقف للكاتب. وأرى أنه من المفيد أن يقرأ له كُتّاب آخرون أحياناً، وهذا ما يفعله البعض، فيطلب من كتاب أصدقاء أن يقرأوا لهم عملهم قبل نشره. وعلى أي حال، شكراً جزيلاً على الملحوظة.
عريف الحفل: السؤال من الأستاذ منصور السيد أكرم، وهو موظف متقاعد.
بسم الله الرحمن الرحيم. نشكر الضيف على هذه المحاضرة القيمة. ولدي سؤال بسيط جداً عن الأستاذ عباس محمود العقاد، هل كانت قصة (سارة) التي حيّرت النقاد سيرة ذاتية أو تحليلاً نفسياً، بما أنها تفتقر إلى العقدة القصصية.. فنرجو منكك توضيح الأمر لنا. وشكراً جزيلاً.
الأستاذ فؤاد قنديل: شكراً لك. إن قصة (سارة) للعقاد هي سيرة ذاتية إلا قليلاً. فقد حاول أن يقدمها في رواية، ولكن هيكلها الرئيسي عبارة عن سيرة ذاتية، بل إنه هو هذه الشخصية.
عريف الحفل: الأستاذ عبد الحميد الدرهلي مدير عام وزارة الاقتصاد والتخطيط سابقاً.
الى أين نمضي نحن وأدبنا، وأدباؤنا وأديباتنا، في هذه الحقبة التاريخية الصعبة التي يغزونا فيها المتمتع بحريته وبحرية التعبير، من كل الاتجاهات.. فهل سنشهد انطلاقة فكر نهضوي جديد ؟ ولكم الشكر.
الأستاذ فؤاد قنديل: شكراً جزيلاً. أعتقد يا أستاذ عبد الحميد، أننا نمر بفترة انتقالية، في جميع الدول العربية، وليس في دول الربيع العربي فقط، حتى لو لم تحدث تغييرات كبيرة في بعض الدول، غير أن النهضة الفكرية التي تتمناها تحتاج إلى دعم من الحكام، فمن دون مساهمة الحكام، فلن تُتاح الفرصة لإحداث نهضة ثقافية قوية. فعلى سبيل المثال، وقد لا يعجب بعض المسؤولين أو الحكام في بعض الدول العربية كلامي. فالتقدم لن يكون إلا إذا ارتبط بحاكم واعٍ مثقف يتيح الفرصة للمثقفين. وكما أشرت منذ قليل، فالمثقف هو الوحيد الذي سيحدثك عن المستقبل، وهو أدرى من أي رئيس بالمستقبل. وعندما يكون المثقف من الوزن الثقيل، أي مفكر يتأمل الواقع والحياة، وهو ليس أسيراً للمسؤوليات والمشاكل، إذ إن بعض الحكام تفني أعمارهم مشكلات شعوبهم، وبالتالي لا يستطيعون أن يفكروا في المستقبل، فإذا ما أُتيحت لمثل هذا الحاكم أو المقربين منه أن يفكروا في المستقبل ويعرضوا عليه لبنات أفكارهم، ويتبنى هو بعض الأفكار المهمة من أجل إحراز تقدم وإحداث نهضة.
أنا شخصياً أتصور أن النهضة يمكن أن تنطلق من الخليج، وليس من الشعوب، لماذا؟ أنا لا أنافق الخليج الآن. لقد زرت جميع دول الخليج، وعملت هنا في السعودية سنة في مراجعة الموسوعة العربية العالمية التي كان يُصدرها ولي العهد -رحمة الله عليه- سمو الأمير سلطان، وهي موسوعة مكوّنة من ثلاثة وثلاثين مجلداً، وهي من أهم موسوعات العالم، وقد بُذل فيها جهدٌ خرافيٌّ. وقد رأيت أن المثقفين في الخليج يتمتعون بثقافة عالية جداً وبجسارة، كما أنهم يتميزون بحب أوطانهم وانتمائهم إليها، إلا قليلاً جداً. والحكام هم كذلك بدليل أنهم - الحكام- ينفذون مشروعات ثقافية كثيرة جداً في هذه البلاد، وقبل المشروعات الثقافية هناك المشروعات التعليمية، وقبل هذه المشروعات هناك المشروعات التي تخص النشء والأطفال.. هذه هي النهضة، أم ماذا ترون؟ نرى في الخليج أطفالاً ومدارس وجامعات .. ثقافة في مؤسسات، ثقافة في كتب وجوائز ومؤسسات ومنتديات.. مؤسسات مثل المؤسسة الموجودين فيها الآن. الكثير الكثير يحصل هنا في الخليج، وسيحصل لولا المشكلة المتمثلة بقلة عدد السكان وبحكم الظروف.. إلخ. وعلى الرغم من ذلك، فإنني أتوقع أن يقود الخليج الأمة الاسلامية والأمة العربية في نهضة، وقد يكون مثالاً لهذه الأمة، لو لم يأخذ الغرور دولاً ترى أنها أصحاب تواريخ .. أنا بتكلم بصراحة - هذه حياتي- أقصد بالشعوب الأخرى مصر وسوريا وتونس والجزائر والمغرب، فهم يتصورون أنهم أصحاب تاريخ، وأنهم سادة العالم، هذا أمر قد ولى، فالصغار كبروا، والتلاميذ في المدارس أصبحوا اليوم أساتذة في الجامعات. ومن حقنا أن نعترف بأن هذا الأستاذ لن يظل أستاذاً مدى الحياة. وأتحدث مثلاً عن مصر، وهي أستاذة بكل معنى الكلمة، لكن لا يمنع هذا من أن يصبح التلاميذ الذين كانوا يدرسون على أيديها في الجامعات، ثم يصبحوا أساتذة ومفكرين كبار. فأنا أعرف في السعودية مثلاً مفكرين كبار ونقاداً بارزين أهم من كثيرين ممن هم في مصر. يجب أن نكون متّسعي الأفق قليلاً لكي ننظر إلى العالم.
ما أرغب في قوله هو أن النهضة القادمة قد تنطلق من بلاد الخليج، لماذا؟ لأن المنظومة بكاملها، ومنها ما هو اقتصادي، وزراعي، وصناعي، وبيئي، ونقلي، واتصالات، جميع هذا، وحتى الشوارع، كلها تفضي إلى نهضة يمكن أن تقود العالم العربي، ولن يمنعها إلا إذا وجدت مقاومة من الدول الأخرى، وهي بالطبع لن تجد مقاومة، لأن هذه الدول الأخرى إخوة وسيفرحون لهذا.
أنا أتكلم عن واقع، بمعنى أن ظروف الآخرين المتناحرين لن تتاح لهم فرصة الانضمام إلى ركب النهضة، إلا إذا أصبح هناك حكام مثقفون، فلن تحدث أي نهضة في العالم العربي إلا بالمثقفين وبأصحاب الضمائر. وعلى الرغم من ذلك أتمنى أن يتحقق عكس كلامي، بتحقق النهضة في جميع الدول العربية مجتمعة، وأن يقيض الله للدول التي تعيش في فوضى الآن حكاماً مثقفين ذوي ضمائر، وذلك من أجل شعوبهم التي تعاني كثيراً وتنتظر بشغف المستقبل الجميل الأفضل.
عريف الحفل: الأستاذ الوليد المحجوب، مدرس،تفضل.
بسم الله، بما أن العالم العربي أصبح لا يقرؤ، ولا يحض على القراءة، ولا يهدي أطفاله كتباً، فقد عزّ أدب الطفل في دور النشر إلى حد بعيد جداً، فكيف ترون من خلال تجربتكم في هذا المجال مستقبل الكتابة للطفل. شكراً.
الأستاذ فؤاد قنديل: أعتقد أني أجبت عن هذا السؤال أثناء كلامي. ولكن على أي حال هناك مقالة لي منشورة على الإنترنت. "المستقبل القادم في العالم العربي يرتبط ارتباطاً أساسياً جداً بالطفل". فالدولة التي لا تقدم خدمات للطفل، يجب عليها أن لا تأمل في مستقبل أفضل، حتى لو كان لديها الخبراء والعلماء. فالطفل أولاً، لأنه هو قائد المستقبل. ونقول الطفل وفقاً لمقولة آل غور نائب الرئيس الأميركي الأسبق، والرئيس فيرجسون الذي قال "إذا أردتم أن تنتظروا قيام دولة متقدمة بعد مئة عام، فابدأو من الآن من الطفل".. قال بعد مئة عام، وليس عشر سنين، أو عشرين سنة، أو خمسين سنة.. لا، قال اذا أردتم أو طمعتم في دولة متقدمة بعد مئة عام فابدأوا من الطفل.. مجلات، مدارس، حدائق، ملاهٍ، ملاعب، أشعار، مسرح، جوائز، رحلات، تاريخ، حنان، محبة.. كل هذا يجب أن يتوفر للأطفال لأنهم المشروع الأول في العالم، إنه مشروعكم الشخصي إذا أردتم أن تنتظروا دولة متقدمة بعد مئة عام أولاً في بيتك. فاذا لم يكن مشروعك الأول في بيتك بأن تبني ولداً اسمه وليد أو حسين أو إبراهيم أو أي اسم، فلست في الدرب الصحيح، عليك أولاً أن تنشئ مشروعاً هو ابنك. فبعد أن يأتي إلى العالم تتكلم إليه وتعلمه كيفية النطق، وكيفية اللعب، والشرب، والتحدث إلى الآخرين، والمشي، والنظر.. إنه مشروعك أنت.. إنك تبني دولاً.. فمثلك كمثل الذي يبني سدّاً أو برجاً. فهذا الولد الصغير .. هذا الطفل صغير الحجم هو مشروع عالمي.. من الممكن أن يفوز بجائزة نوبل، ومن الممكن أن يخترع اختراعات، وينقل هذه البلد نقلة ثانية.. وقد يأتي في يوم من الأيام حاكماً ينقلنا نقلة أخرى.. فلا تندهشوا ولا تستغربوا، فأوباما (الرئيس الأمريكي) تربّي في أحراش، وقس على هذا آخرين.
عريف الحفل: السؤال الأخير للمهندس عبد الغني حاووط.
السلام عليكم.. سعادة الأستاذ فؤاد، في ظل تهديد القنبلة الكهرومغناطيسية في العالم التي تلغي عمل الموصلات الإلكترونية، ما سيتسبب في مسح جميع المعلومات المخزّنة في المناطق التي تقع في مجالها النبضي، فتصبح الكومبيوترات وما تحويه من معلومات هباء، حينذاك قد يصير الكتاب الورقي كالمخطوط في وقتنا الحالي. وشكرا.
الأستاذ فؤاد قنديل: هذا تعليق، وليس سؤالاً بالطبع أنا أؤيدك في هذا الكلام، ولكنه لن يمنع التقدم، فلتمحُ القنبلة، أو غير القنبلة، كل المعلومات الموجودة في الذاكرة والشريحة الصلبة الموجودة في أدمغتنا. لا شيئ يمكن أن يمنع العلم من التقدم، فالمعلومات لا بد أن تظهر بصورة أو بأخرى.. نعم.. على الورق، وأياً كان حتى لو عدنا إلى الكتابة على الأحجار.. ولكن لا مناص، فالعالم يتجه إلى العلم، وإلى المستقبل، وإلى إعادة كتابة التاريخ برؤى مختلفة.. إنه يتجدد بين الفترة والأخرى، ولن يعيقه عائق، حتى يوم القيامة بطبيعة الحال.
 
طباعة
 القراءات :270  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.