شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة معالي فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحبه ربنا ويرضاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى أصحابه الغر الميامين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد اللهم أجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون وأبرأ إليك من حولي وقوتي وأعترف بضعفي وتقصيري وما كنت أملك أن أطلب من المتحدثين أن يقصروا في كلماتهم، أولاً لأننا في رحاب هذا الشيخ الجليل أبي محمد سعيد، ثم بعد حديثه تقدم شيخي وأستاذي د. عبد الوهاب ولا أستطيع أن أقول له اختصر أو قف وما دمت لم أقل له فإنني لا أستطيع أن أقول ذلك للآخرين، ولكن على كل حال اللهم اغفر لي ما لا يعلمون واجعلني خيراً مما يظنون فكلهم زملاء وأعزاء. ثم بعد حمد الله وشكره والثناء عليه بما هو أهله أشكر لكم سعادة الأستاذ الكبير والجليل أبا محمد سعيد وجيه جدة ووجيه الوطن والعلم الشامخ ثري المعرفة والمال وثري الجاه والأعمال رجل الثقافة والأدب وأديب النفس والدرس، أشكر لكم أيها الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه مؤسس هذه ((الاثنينية)) وراعيها وداعمها وارث الثقافة والباني عليها شكر الله لكم هذه الدعوة الكريمة وهذا الاحتفاء البهيج. أيها الحفل البهيج إنني لا أذيع سراً حين أذكر شاكراً أن أول اتصال مع هذا الأستاذ النبيل كان قبل أكثر من خمسة عشر عاماً ليكرمني حفظه الله وأعزّه في مثل هذا الحضور، فاعتذرت بخجل وبصدق إذ كانت عندي قناعة ولا تزال بأن ليس لدي ما أقدمه في مثل هذا المحفل الثقافي البهيج والسامي كذلك بهمة صاحبه وسمعة وسعة داره وسمو روّاده، وقد دار حديث طويل من أجل أن يقنعني سعادته وبالكاد تخلصت من شبكة جوده ولباقة عرضه. ثم مرة أخرى حالما سمع بخبر شروعي في هذا الكتاب اتصل بكرمه ولطفه مبادراً بأن يكون الاحتفاء بالكتاب في داره وهنا انعقد اللسان فلم أستطع لا المحاورة ولا المداورة فشكرت له كرمه ومبادرته ثم ازددت خجلاً لكريم متابعته وأقولها صادقاً مخلصاً وأعني ما أقول فهو لم يزل يتواصل رعاه الله بين الفينة والفينة مذكراً ومؤكداً. هذا الرجل الكريم المضياف ألبسه الله لباس الصحة والعافية وأمد في عمره على طاعته وزاده براً وإحساناً.. هذا الرجل الكريم المضياف طيب الأرومة نبيل المشاعر وريث الثرائين لم يبخل أو يتردد في تكريم الرجالات والرواد من أهل العلم والفكر والثقافة والإبداع في كل فنون المعرفة وميادينها، فلقد أشاد هذا المعلم الثقافي البارز في بلادنا اثنينية عبد المقصود محمد سعيد خوجه، أشادها جدّاوية جادة وسعودية شامخة لها وهجها المبهر وعبقها الفوّاح اتجهت صعوداً نحو العالمية باستقطابها مفكرين وعلماء رواد ومبدعين من وطننا الغالي وعالمنا العربي ومحيطنا الإسلامي واتصالنا الدولي، ولا أحسب أن أحداً يختلف حول الدور العريض الذي تقوم به هذه الدار وهذا المنتدى وهذا النادي وتسهم به كمنتدى ثقافي ونادٍ فكري فهي بحق واجهة مشرقة من الواجهات الحضارية لبلادنا؛ إنها اثنينية التاريخ، اثنينية التاريخ والحضارة والثقافة والإبداع منجز ثقافي أشاده هذا الرجل الكريم ذو الهمة والقامة والقيمة فجعل من ثقافتنا معلماً منيفاً ومن مثقفنا السعودي عطاءً منافساً منيراً يلجأ إليه العلماء والأدباء والمبدعون. ومن عميق الرجل في فكره وثقافته أنه حفظ كل هذا النشاط الثري الممتد لأكثر من ثلاثين عاماً حفظه مطبوعاً مكتوباً ومسجلاً بكل وسائل الحفظ المعاصر وتقنياته كتاباً وقرصاً وموقعاً مطبوعات ومدوّنات ومحفوظات تكتنز فكراً وعلماً وتاريخاً وأدباً وإبداعاً وشخصيات علمية وأعلاماً فكرية، أقام الندوات وطبع المئات وأكرم عشرات العشرات وكل ذلك يعكس حيوية ((الاثنينية)) كمحاضراتها ومداخلاتها وحواراتها ونقاشاتها. لقد وظف الرجل وقته وماله وجهده وصحته وعلاقاته وجاهه لخدمة العلم وأهله والثقافة ورجالها فلم يبخل ولم يكسل، حفلنا البهيج: لقد اطلعت على مقالات وكتابات ومطالبات تطالب وتنادي بتكريم هذا الكريم المكرِم وإني أضم صوتي إلى هذه الأصوات الوفية ومن أحق بالتكريم من نبع الكرم، لكنني أعجب كيف سيكون تكريم من يكرم الكرام، وفي الختام أشكر مرّات وكرّات لهذا الأستاذ الجليل هذا الاحتفاء ثم أشكر لكم جميعاً حضوركم وحسن ظنكم بأخيكم، كما أشكر الذين تحدثوا وتكلموا وفي مقدمتهم شيخنا وأستاذنا معالي الشيخ والأستاذ الجليل عبد الوهاب أبو سليمان والزميل بكري خشيم والأستاذ الكريم عاصم حمدان، وللمعلومية فإن عاصم حمدان قال لي إن من تقاليد هذه ((الاثنينية)) أن أرشح من أراه ليتحدث، ولو كنت أعلم أن الحديث سوف يكون كذلك لما رشحت أحداً، لكنني حقيقة كنت أرغب في الاستماع إلى أخي الأستاذ الدكتور عاصم حمدان فأشكر لهم جميعاً وأشكر لكم جميعاً، فكثير من هؤلاء الحضور الكرام اتصل بي مبدياً ابتهاجه واستعداده الحضور وهو شعور كريم ولمسة وفاء أتقاصر دونها لكني لا أجد ما أكافئكم به جميعاً إلا بما وجّه به نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو الدعاء (أحسن الله لكم وشكر صنيعكم وكتب خطواتكم حسنات). هذه مقدمة لا بد منها مع أن الشأن هو الاختصار ونظراً لأن أخي محسن مقدم هذه ((الاثنينية)) قد رغب في أن يكون الحديث عن هذا الكتاب فإنني أستأذنكم في عرض سريع ولا أحب حقيقة أن أطيل وأرجو ألا أطيل لأن الحديث قد يأخذ أحياناً بعض الوقت لكي تصل الفكرة إلى المستمع كما ينبغي أو يحتاج أحياناً إلى زيادة في الكلمة.
أولاً لا شك أنه كما شرفني المقدمون فإنني أعتز بانتمائي إلى الحرم الشريف وأشكر فضل الله عز وجل أن أكرم والدي رحمه الله بأن انتقل عمله إلى مكة المكرمة فانتقلنا معه وبالفعل يسّر الله عز وجل فحفظت القرآن الكريم بين ركنيه في المسجد الحرام وهو شرف ليس بعده شرف، ثم كنت أيضاً من جملة من يذاكرون في الحرم -تعرفون أن بعض الطلاب يذاكرون في المسجد الحرام فكنت منهم- وكنا نذاكر إلى أن يؤذن الأذان الأول والثاني ونحن في المذاكرة وهذا ما جعل الارتباط كبيراً جداً بالمسجد الحرام. ثم مرت الأيام وشاء الله سبحانه وتعالى بفضله ومنّته أن يكون مزيد ارتباط بهذا المسجد؛ فحالما توفي الوالد رحمه الله عام ألف وأربعمئة واثنين، لا أدري كيف يسّر لي الله، وتوجهت إلى رئاسة الحرم وقد كانت تسمى "رئاسة مجلس الحرمين"، وقد حصل أنني في العام الذي نلت فيه درجة الدكتوراه عام ألف وأربعمئة واثنين توفي الوالد رحمه الله في العشرين من ذي القعدة من العام نفسه، فذهبت إليهم راغباً في التدريس لا أدري ما الذي ساقني وكانت الأمور متيسرة وأكرموني بالموافقة، وفي الأول من ذي الحجة عام ألف وأربعمئة واثنين اشتغلت في التدريس واستمر ذلك حتى اليوم، فلم يكن هذا الارتباط ضمن التخطيط أو الترتيب وقد جاء بعد وفاة الوالد رحمه الله. فيما بعد جاءت الإمامة وهي الشرف الذي لا يعلوه شرف، يعلم الله أنني لم أسع إليها ولم أكلم أحداً فيها لكنه فضل من الله عز وجل ومنّة، وهي لا شك أم المهمات وأم الوظائف وأم الشرف ولا يعدلها شيء، ويسّر الله سبحانه وتعالى وبالفعل بدأت منذ عام ألف وأربعمئة وثلاثة وإلى اليوم ولله الحمد وهذا شرف ما بعده شرف. ثم صحبتها طبعاً الخطابة، والإمامة والخطابة والتدريس غاية المنّة وأيضاً يسّر الله عز وجل وقد كان أمراً مفاجئاً، كذلك حينما كُلِّفت بأن أكون نائباً لرئيس المسجد الحرام والمسجد النبوي كان ذلك أيضاً أمراً مفاجئاً في عام ألف وأربعمئة وأحد عشر وشرفاً بأن أخدم المسجد الحرام ومكة المكرمة، وينطبق الأمر أيضاً على التكليف برئاسة شؤون الحرمين الشريفين.. إن هذا كله قد جعلني ارتبط بالمسجد الحرام دراسةً وحفظاً وتعلماً وتعليماً وعملاً، قادني فعلاً إلى أن أفكر بالكتابة في هذا الموضوع، لكني فوجئت حينما بدأت أنه لا يوجد سوى الكتاب الذي ذكره معالي الشيخ وهو "نزهة ذوي الأحلام" لابن فهد، ولعلني أشير إلى بعض الصعوبات، فبالفعل ابتدأت الكتاب طبعاً بمقدمة عن التاريخ وتعريفه وعن علم التاريخ أحسب أنها تصلح لأن تكون تمهيداً حسناً. وفي شأن الحرمين ومصادر أئمتهما تاريخ الحرمين بعامة والذي كان في وقت من الزمن محل إهمال وهذا ما فوجئت به.. يعني أن أشرف مكانين تعرفهما مكة المكرمة والمدينة المنورة شرفهما الله اللتين يزورهما العلماء، وهما محطتا علم للكبار وتضمان أعظم المدارس في الإسلام هي مدرسة المسجدين الشريفين، مع هذا أفاجأ بأن الإمام تقي الدين محمد بن أحمد الحسيني الفاسي المكي المتوفى عام ثمانمئة واثنين وثلاثين يقول فيهما: "وإني لأعجب من إهمال فضلاء مكة المكرمة في جمع تاريخ لها على المنوال الذي جمعته، خصوصاً من الشيخ قطب الدين القسطلاني لأنه جمع شيئاً يتعلق بتاريخ اليمن، ولعمري لو جمع ذلك لبلده لكان أحسن، فإن الحاجة إليه داعية، وفي الذكر فوائد وفي ذلك فوائد غير خافية، وعليه مضى الأئمة من أهل مصر والشام وبغداد وغير ذلك من البلاد "كتاريخ بغداد" للخطيب وذيوله بالسمعاني وابن الدبيثي والقطيعي وابن النجار وابن رافع وغيرهم وتاريخ دمشق" الخ. ثم ذكر كلاماً جميلاً في الحقيقة أوصي أنا أيضاً به نفسي وأوصي به -خصوصاً ونحن في هذه ((الاثنينية)) الثقافية- العلماء والمؤرخين والكتّاب والمبدعين.. يقول كلاماً جميلاً ينبغي فعلاً أن ننتبه إليه: فإن قيل "لعل الحامل لمن أهمل من فضلاء مكة المكرمة التأليف.. في هذا المعنى يشير إلى تخيلهم العجز عن الوفاء بالمقصود في هذا الأمر، وهذا طبعاً كل إنسان يدعي العجز وهي دعوة مقبولة تواضعاً لكنها غير مقبولة لكي يعجز الإنسان؛ يعني التواضع مقبول والشعور بالتواضع حقيقي لكنه لا يمنعك من العمل -فيقول: "لعل الحامل لمن أهمل من فضلاء مكة المكرمة ترك المعني تخيلهم العجز عن الوفاء بالمقصود فالجواب أن هذا العذر حق ولكن يلزم من اعتماده محذور وهو أن المعلوم عندهم يصير مجهولاً عند من بعده"، فتكاسلنا الجهد ولهذا لم أجد إماماً واحداً في الحرم المكي في القرن السادس. ثم قال: "ولو جمع أهل كل عصر في عصرهم ما وقع في وقتهم وترجموا لأبناء عمرهم لأشهر الأئمة والعلماء والخطباء في الحرمين الشريفين لكان هذا في غاية الحسن والإفادة ولكان الوقوف على تراجمهم أمراً ممكناً".
وأيضاً الإمام ابن حجر رحمه الله يقول وإن كان في غير محله. ولكنه أيضاً شاهد: ولقد كان استيعاب الأحاجي سهلاً لو أراد الله تعالي ذلك بأن يجمع الأول منهم ما وصله ثم يذكر من بعده ما اطلع عليه مما فاتهم نقصاً أو زيادة في الحديث أن ذكرها يكون أداها الخ.
يعني كان هناك فعلاً من جملة ما أهمل من تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة وتراجمة الحرمين أيضاً أنني لم أعرف كتاباً صُنّف في هذا الموضوع إلا كما قلت "نزهة ذوي الأحلام" لابن فهد، وطبعاً عثرت في ما بعد على قوائم أسماء موجودة في المقدمة وأيضاً تحدثت عنها وأيضاً تعقبت على ما رأيت أنه يحتاج إلى تعقيب فيها لكنها قوائم ليست في الحقيقة كتب مترجمة، بل ترجم أو ذكر كتباً حديثة منها كتاب الخيزراني وكتابان أيضاً كذلك ذكرتهما أحدهما في العهد السعودي والآخر في العشرة قرون ذكرتهما وأيضاً ذكرت ما رأيت أنه قد يُستدرك، كما إنني اعتذرت لهما بما اعتذرت به لنفسي لجهة ندرة المراجع. أيضاً من المشكلات التي واجهتني فعلاً عدم وجود تراجم في بعض الفترات، وهنا طبعاً أعتذر لنفسي كما قلت ويكفي للدلالة على الصعوبة ما أشار إليه شيخي الأستاذ عبد الوهاب من صعوبة التفتيش؛ فأينما وجدت أسماء فإنك لا بد من أن تقرأ كتب التراجم وتنظر إلى من ذُكر أنه إمام ومن لم يذكر أنه إمام، ويكفي للدلالة على صعوبة التفتيش أن بعض الفترات كالقرن السادس لم تسعفنا فيه المصادر بذكر أحد من الأئمة، ومن الطريف أن الشيخ عطية محمد سالم لم يذكر في كتابه عن علماء الحرمين أحداً من علماء القرن السادس بل اعتذر بقوله: "لقد تقلص العلماء المبرزون السنّيون أمام الحركات السياسية والزحف الاجتماعي -طبعاً هو يتكلم عن العهد الفاطمي والضعف الفكري- إلى القرن السادس وما بين القرنين السابع والثامن ومن المعلوم قطعاً وجودهم من دون شك لكن لم يؤدِّ البحث إلى العثور عليهم، بل هناك من الصعوبة بحيث أنه في مقام الندرة تكاد لا تجد شيئاً. يقول المحبي وهو من علماء القرن السادس تقريباً: "ثم إن الخطباء في زماننا بغاية الكثرة بحيث إنه لم يصل الواحد منهم إلى نوبته إلا بعد مضي سنة". ويقول مرداس بن محب الدين أبي عيسي القطبي: "وأما الآن من عام تسعين بعد المئتين وألف قد بلغوا في المقام المذكور (يقصد المقام الحنفي) خمسة وسبعين إماماً، قال وهو ما يؤكد أهمية تسجيل أصحاب كل عصر من أهل العلم لمن عاصره لكن مع الأسف هذا لم يحصل، إن لم توجد مشكلة وإن وجدت فما يترجمه إليك؛ فإذا قيل لك إنه يوجد خمسة وسبعين إماماً ثم نسي واحداً أو اثنين فهذه مشكلة وطبعاً اعتذرت وواجهت الحقيقة.. كذلك أيضاً في المدينة يقول الفاسي في كثرة الخطباء: "وأما الأئمة الموظفون في المسجد النبوي في القرن السادس فهم خمسة وعشرون إماماً حنفياً في المدينة واثنا عشر إماماً شافعياً، وأما الخطباء فهم اثنا عشر خطيباً حنفياً وعشرون خطيباً شافعياً وعشرة خطباء مالكيين وخطيب حنبلي واحد وكلهم موظفون معينون في المسجد" الخ. فإذا وجد هؤلاء ولم تجد إلا ترجمة لواحد فإن هذا أيضاً كما قلت من الصعوبات التي يواجهها من انبرى لمثل هذا الأمر، والحقيقة أيضاً إنني حاولت أن أتلمس لماذا كانوا كثيرين كما قال، بحيث أن النوبة لا تصل إليهم إلا بعد سنة؛ لأنهم في غاية الكثرة كما يقول المحبي.. يبدو لي حسبما أرى أن الحرمين يمران أحياناً بظروف مادية قاسية وهذا ما يذكره الرحالة والكتّاب، وهناك أوقاف على الجهات منها على نطاق الأئمة فأحسب أنهم يجعلونهم أئمة لأجل أن يستفيدوا وتنطبق عليهم شروط الوقف ويصلوا، لكن لكثرتهم لا تأتيهم كما قال النوبة إلا بعد مدة تقدر بسنة. لقد تكلمت عن البيوت التي توارثت الإمامة ومن أشهرهم طبعاً الطبريون، وقد تكلم عنهم كثيراً وأفاض فيهم عبد الله غازي حيث قال إنهم استمروا تقريباً حوالي ألف عام وهم يتوارثون العلم والإمامة. وأول الطبريين كان في بداية القرن الثالث الهجري حين ولّي على مكة المكرمة في عهد المأمون العباسي والٍ اسمه إبراهيم أبو موسى بن جعفر أبو محمد وأصل نسبه يعود إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن آل بيته أجمعين، والمؤرخ محمد بن علي بن فضل الطبري في كتابه "إتحاف فضلاء الزمان" يقول: "إن هذا الطبري تولى مكة المكرمة وحج بالناس سنة ألفٍين واثنين"، ثم يقول: "وإبراهيم هذا هو جدنا يا بني الطبري، وتكلمت في هذا كلاماً طويلاً وقد طال تاريخهم ونسبهم وصاروا ذوي مكانة حتى باتوا يصاهرون الأشراف ولاة مكة المكرمة"، ويقول عبدالله غازي صاحب "خلاصة الأثر": "ولم يزل الطبريون بيت علم وشرف مشهورين في مشارق الأرض ومغاربها وهم أقدم ذوي البيوت بمكة". وقد ذكر الشيخ نجم الدين عمر الفاسي ذلك في كتابه "التبيين في تراجم الطبريين"، ولم تزل إمامة المقام المذكور وهو المقام الحنفي مخصوصة بهم لا مدخل معهم في ذلك لأجنبي، وكل من كمل منهم للمباشرة يباشر ولا يحتاج إلى إذن لأنه يحتاج طبعاً إلى إذن سواء من الخليفة أو من الوالي المصري غالباً أو من الوالي في الشام، لأن الحجاز كان يرتبط أحياناً بمصر وأحياناً أخرى بالشام، فتأتي الترسيمات إما من الشام أو من مصر، وقد ذكرت ذلك في بعض طرق تعيين الأئمة حتى قالوا. وكان يلتقي بهم في بيوت الطبريين والظهيرين والنويريين، وقال بيت الطبري أقدم على كل حال تكلمت في هذا وأشرت إلى يعني قالوا ولابن الطبري مزيد تقوى وورع وصلاح وتوخي الخ والتراسل بين الأسرار الخ، وقد نقل الفاسي أن زينب بنت قاضي مكة المكرمة الشيخ أحمد ابن قاضيها أيضاً زوجة الطبري كانت زوجة للشريف عجلان صاحب مكة المكرمة سنة سبعين وسبعمئة إلخ. وأيضاً من أشهر بيوت المقام الحنفي بيت السجزتاني ولإمام المقام الحنفي عدد منهم أبو بكر بن أبي فتح السجزي وأبو فتح السجزي، والسجزي هي نسبة لسجزتان ويوسف بن الحسن السجزي، وقال الفاسي في ترجمته إن إمام مقام أصحاب أبي حنيفة هو أبوه وجده وجد أبيه أبو بكر كذلك بيت القطبي وبيت البخاري. قال شعيب الطبري: "وكان أئمة الحنفية في المقام الحنفي قبل ذلك (أي قبل زمنه) قليل لا يزيدون عن الأربعة أنفار فأقدمهم بيت السادة البخاريين وبيتهم بيت الشيخ أبي سلمة". وقال عبد الله مرداد أبو الخير: "لم أعلم لهم نسباً أو نسلاً في زماننا وبيت العجمي في مكة المكرمة بيت علم وفضل وإمامة وخطابة في زماننا وأيضاً بيت المرداد". كما قال عبد الله مرداد في ترجمته عبد المعطي محمد بن صالح المرداد: "وخلّف أولاداً خطباء أفاضل قد ولي واحد منهم مشيخة الخطباء والأئمة، وأيضاً بيت الزرعة أيضاً بيت علم وإمامة، هذا كله في المقام الحنفي. أما المقام المالكي فقد تولاه بيت خالد الجعفري وبيت خالد في مكة المكرمة بيت قضاء وفتوى وخطابة. بيت تاج الدين المالكي (قال المرداد) بيتهم بيت قضاء وفتوى وإمامة وخطابة، وبيت الشيخ حسين المالكي وبيتهم بيت علم وإمامة إلخ. وبيت الفاسي وهو بيت علم وإمامة الخ. وبيت النويري وبيت الطبري وبيت ابن ظُهيرة وبيت المنوفي. وفي المقام الحنبلي بيت زين القسطلاني وبيت أبي بكر الحنبلي وبيت اللامي". كذلك أيضاً في المدينة من أشهر بيوت المسجد النبوي بيت السمهودي ومنهم أبو الفرج بن عبد الرحيم الشريف السمهودي وبيت السرواني وبيت البري أحمد بن عبد الله البري المتوفى سنة ألف وتسعين وأحمد إبراهيم البري المتوفى سنة ألف ومئة وثلاثين والخطيب يحيى بن إبراهيم البري سنة ألف ومئة وثمان وثلاثين، وذكرت مجموعة أيضاً منهم بيت الأنصاري عبد الرحيم يوسف الأنصاري المتوفى سنة ألف ومئة وأربعة وأربعين ثم حسين بن علي العياشي الأنصاري وعباس بن علي الأنصاري ولم تذكر وفاتهما حقيقة إذ لم أجد من ذكر لسنين وفاتهم، وهناك أيضاً بيت الخياري وبيت الخجندي وبيت الأركلي وبيت زادة وبيت الداغستاني، كل هذه أيضاً بيوت توارثت الإمامة ذكرتها وذكرت طبعاً تراجم لكل من انتسب إلى هذه البيوت الكريمة. أيضاً تكلمت عن تاريخ الكعبة وتاريخ عمارتها وأسمائها وكسوتها وترميمها بشكل موثق وعمارة المسجد الحرام أيضاً تاريخها من عهد النبي صلّى الله عليه و سلم إلى عهد عمر ثم إلى الوقت الحاضر بشكل مفصل، ثم إلى أبي جعفر المنصور والمهدي والمعتضد إلخ. أيضاً تكلمت عن مشروع الساعة وهو أيضاً وجدت فيه كلاماً ظريفاً وطريفاً؛ فالساعة وخصوصاً المزولة من أقدم الآلات العلمية المعروفة في قياس الوقت حتى قيل إن تاريخ أول ساعة يرجع إلى عام ثلاثة آلاف وخمسمئة قبل الميلاد وهي ساعة الظل وكانت عصا أو مسلة عمودية تلقي بظلالها، وما زالت توجد ساعة ظل مصرية يرجع تاريخها إلى القرن الثامن قبل الميلاد موجودة في المتاحف، وفي القرن السادس قبل الميلاد وصف الفلكي جريسوس أول مزولة شمسية؛ إلخ، وقد دخلت المزولة الحرم المكي وكانت بداية استخدامها ووجودها في المسجد الحرام عام خمسمئة وتسع وخمسين في عهد الوزير جواد الأصفهاني الذي يعتبر أول من وضع المزولة التي يقال لها ميزان الشمس في صحن مطاف المسجد الحرام وجعلها بينه وبين ركن الكعبة الشامي ليضبط بها توقيت الأذان. وورد في الأرج المسكي أن هذه المزولة موجودة فوق مبنى بئر زمزم خلال القرن الحادي عشر في سنة ألف وأربعة وعشرين، وأن الواضع لها كان شخصاً مغربياً عالماً بالفلك يسمى السيد بركات المغربي. وفي ناحية المزولة يؤذن رئيس المؤذنين الأوقات، وقد شهد مؤرخ مكة المكرمة طاهر الكردي رحمه الله بما يفيد وجود هذه المزولة إلى زمنه عام ألف وثلاثمئة وست وسبعين، كما قدم وصفاً لها فقال المزولة... إلخ وذكرتُ كلامه، ثم قال: "عملها السيد بركات المغربي ولا تزال موجودة إلى يومنا هذا بالمسجد الحرام بالمقام الشافعي فوق بئر زمزم". ثم لما حصلت التوسعة وضُعت في صحن المطاف كما ذكر الشيخ الكردي الذي يقول: "فلما هُدمت هذه البناية جعلوا هذه المزولة الرخامية فوق قاعدتين صغيرتين بناهما في أرض المسجد الحرام عندما دخل إلى زمزم". ثم لما جاء الملك عبد العزيز رحمه الله وجاءت الساعات وضع الساعة في الحرم وكان يُسمع صوت دقاتها من مكان بعيد وقد سميت ساعة مكة المكرمة، ثم أيضاً في عهد الملك عبد الله اليوم بنيت الساعة التي تعلو شامخة، وقد ذكرتُ أيضاً معلومات دقيقة عنها لجهة حجمها ووزنها وتكلفتها وارتفاعاتها وأيضاً عقاربها إلخ. كل هذه أشتات حرصت أن أوثقها قدر الإمكان وكلها طبعاً معلومات جديدة وستكون في المستقبل تاريخية. كذلك تكلمت عن المسجد النبوي وعلى تاريخ عمارته كاملاً، وتكلمت عن فضل الروضة الشريفة والمنبر المنيف وتاريخهما أيضاً والحجرة النبوية، وذكرت أيضاً وظائف الحرمين باختصار كالإمامة والمكبرين وشيخ الحرم والحجبة والخطباء والمدرّسين والفرّاشين والوقادين والقناديل والآغوات والخدم، وأنوي إذا أمد الله في عمري أن أخصص كتاباً وهو قريب الصدور حول الوظائف وأنا الآن أعمل على تاريخ الأذان والمؤذنين بإذن الله على قدر ما تسعفني به المصادر والمراجع. ولقد تكلمت أيضاً عن التنظيمات المتعلقة بالأئمة وكيفية تعيينهم إلخ، كذلك حددت متى بدأ تعدد الأئمة مع أنه لا يزال غامضاً طبعاً ويفتقد إلى الدقة لكنني ذكرته ولا أريد في الحقيقة أن أطيل عليكم.. كذلك ذكرت كيفية صلاة الأئمة وترتيباتهم وذكرت الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي وبيّنت مقاماتهم وتحدثت على المقامات وبناياتها وأوصافها وأشكالها وكيفية صلاة الأئمة أيضاً في العهد العثماني وحكم تعدد الأئمة، وكان هناك كلام جميل جداً ودقيق يعبّر في الحقيقة عن الاستنكار لتعدد الأئمة، من ضمنه كلام شديد ذكره العلامة الحطاب المالكي وغيره الذين تمنوا أن يأتي من يوحّد المسلمين فعلاً، فذكرت فضل السعودية في توحيد الأئمة وكان أول من قام بذلك سعود بن عبد العزيز بن محمد الأول ثم الملك عبد العزيز رحمه الله، وذكرت تاريخ ذلك موثقاً وتكلمت كما قلت على أثر البيوت في المقامات وذكرت الأذان وثلة المؤذّنين وتكلمت أيضاً عن مشيخة الخدام في الحرم النبوي وعلاقة المشيخة بالسلطة المركزية وبالإشراف وبالصفة والتدريس في الحرمين، والحرمان في شهر رمضان المبارك وهو كلام طريف جداً، كذلك هناك كلام ذكره الجبير في رحلته وهو كلام جيد وإن كان أنكره ومعه الحق في إنكار بعض الأشياء، وقد علقت على بعضها -لن أطيل عليكم- وذكرت أيضاً صلاة التهجد في الحقيقة ولا مانع من أن أشير قليلاً إلى صلاة التهجد لأنني وجدت كلاماً طريفاً حول صلاة التهجد حيث يظن بعضهم أنها محدثة أو جديدة.. الحقيقة لا؛ لقد ذكر السخاوي في ترجمة الحافظ عبد الرحيم العراقي - والحافظ كلنا نعرفه من كبار رجال الحديث وهو إمام شافعي من أئمة الشافعية فقيه معروف محدث هو وابنه - أنه كان في أيام ولايته بالمدينة قد أحيا سنة متروكة وهي أن أهل مكة المكرمة كانوا يصلون التراويح في رمضان أربع ركعات ثم يطوفون أسبوعاً ثم يعاودون الطواف حتى يستكملوا من الصلاة عشرين ركعة ومن الطواف أربعة أسابيع. وكان أهل المدينة النبوية يصلون التراويح ستاً وثلاثين ركعة منها ست عشرة ركعة عوض أربعة الأسابيع التي كان أهل مكة المكرمة يطوفون فيها خلال صلاتهم التراويح ثم يوترون، فكان الزين العراقي - هذا الشاهد- يصلي التراويح بالناس عقب صلاة العشاء عشرين ركعة ويوتر بثلاثٍ فإذا كان آخر الليل صلى بالناس ست عشرة ركعة واقتدى بذلك الأئمة في الحرم النبوي، فكان هذا بمعنى آخر محل اجتهاد وصلاة الليل كما تعلمون طبعاً مفتوحة. ثم ختمت كتابي بختم القرآن وكيفية ختمه إلخ، وخلصت إلى توصيات لن أشير إليها الآن. إشارة صغيرة -وآسف إن كنت قد أطلت عليكم كما ذكر شيخي- وهي أن عدد الأئمة قد بلغ ألفاً وثلاثمئة واثني عشر إماماً لمكة بينهم خمسة وأربعون وسبعمئة للمسجد الحرام، واحد وثلاثون وستمئة منهم لهم ترجمة، وأربعة عشر ومئة لم أجد لهم ترجمة.. طبعاً الذين لم أجد لهم ترجمة وضعت لهم قوائم وذكرت المصادر لعل من يأتي بعدي يسدّ ويكمل. أما أئمة المسجد النبوي فقد بلغوا خمسمئة وسبعاً وستين، منهم ثلاثمئة وخمسة وأربعون لهم ترجمة ومئتان واثنان وعشرون لم أجد لهم ترجمة؛ وهكذا فإن مجموع القسمين ألف وثلاثمئة واثنا عشر، وقد استخلصت من هذا الاستعراض التاريخي والكتابة أن هناك طبعاً أسماء ارتبطت بالإمامة كبني الطبري وغيرهم، كما ذكرت أنه بنتيجة عناية حكامنا المسلمين بدءاً من الخلفاء ثم الولاة بالحرمين الشريفين وأثرياء المسلمين الذين يتسارعون ويتنافسون في خدمة الحرمين الشريفين، فقد كَثرُ عدد الأئمة في بعض القرون لأجل الإفادة من الأوقاف وأجر الحرمين من الولاة والأثرياء. كما أن جل الأئمة من المجاورين والغريب أنهم يأتون من مصر ويأتون من جهات أخرى ثم يعودون. من أسباب كثرة الأئمة استقلال كل مذهب بمقام خاص به بحيث أن لكل مقام مجموعة من الأئمة. ولأئمة الحرمين مكانة عالية في المجتمع لذا كانوا يعينون تعييناً من قبل الولاة، وقد ذكرت أيضاً بعض المراسيم وأوصيت كذلك أن تعقد ندوة أو ندوات خاصة لأئمة الحرمين ولا سيما لو أن الجهات العلمية من جامعات وأقسام تاريخ وحضارة وتراث.. إلخ اهتمت فعلاً بالأمر وحاولوا إجراء دراسات علمية وتوثيقية من خلال بحوث ورسائل لطلاب الدراسات العليا سواء عن الأئمة أو المؤذنين أو الوظائف...
في الختام أشكر لأستاذنا الجليل الكبير هذه الدعوة الكريمة وهذا الجمع الكريم وأيضاً لا أنسى أن أشكر في الحقيقة دارة الملك عبد العزيز باحتفائها أيضاً لاحتضان هذا الكتاب ممثلة برئيسها صاحب السمو الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ووزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء حفظه الله، فهو مؤرخ الجزيرة وراعي تاريخ الجزيرة وله عناية أيضاً بالحرمين الشريفين خصوصاً حينما أنشأ مركز مكة المكرمة ومركز المدينة أيضاً تاريخي ولهم خالص الشكر والتقدير ولا سيما عنايتهم بهذا الكتاب لناحية حسن إخراجه وجودة طباعته وأشهد الله أن عندهم مصححين في منتهى الدقة، إذ إن الكتاب كان لا يخلو من الأخطاء عندما قدمته للطباعة لكنهم كانوا دقيقين جداً في المسائل الإملائية وفي ما تستوجبه الطباعة الحديثة أيضاً سواء في الفواصل أو العناوين أو سماكة الحروف.. هذا كله قد شملوه بعنايتهم فلهم شكري وتقديري. إن الصعوبات التي واجهتني في تأليف الكتاب قد سبق وذكرت بعضاً منها، وأرجو الاعتذار فإن أول صعوبة أنني فوجئت بهذا الجمع البهيج وأشعر فعلاً بأنني قد ارتقيت مرتقى صعباً أو لعلي حاولت أن أرتقي فلم أستطع أن أرتقي هذا المرتقى الصعب أمام هذا الجمع الكريم والبهيج من العلماء والباحثين. أيضاً أعتذر حقيقة للأسر التي هنا إذا كان هناك نقص فالكاتب أو المؤرخ لا شك يقع في النقص ولا سيما أمام هؤلاء سواء الموجودين منهم أو أبنائهم وأحفادهم، لذا فإنني أعتذر إليهم إن بدر مني قصور، كما إني أطلب من أهل العلم والباحثين والمهتمين أن يسددوا هذه المسيرة سواء بالتكرم بإتحافي بملاحظاتهم فيسددون بذلك العثار أو النقص.
مرة أخرى شكراً لكم جميعاً وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم وآسف جداً على الإطالة أو الإثقال. وهذا أخي الأستاذ عاصم حمدان يخبرني بأنه قام مع أستاذه بكري الشيخ أمين بتحرير كتاب مهم في أدباء وخطباء المدينة المنورة في القرن الثاني عشر وهو كتاب "تحفة الدهر ونفحة الزهر في شعراء المدينة من أهل العصر" لعمر بن عبد السلام الداغستاني، وسوف يقوم نادي المدينة الأدبي بطباعته قريباً، وأنا معه أشاركه في زفه البشرى لكل المهتمين وشكر الله لكم جميعاً وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
عريف الحفل: شكراً لكم صاحب المعالي والفضيلة الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد على هذه الوقفات الموفقة وهذه اللمسات التي تنضح وفاءً وشغفاً بالبحث والتحري بارك الله جهدكم. الآن نبدأ بطرح الأسئلة على فضيلة ضيفنا وفارس أمسيتنا ونتيح الفرصة أولاً لقسم السيدات.. الزميلة نازك الإمام في قسم السيدات تتفضل باختيار من تعرف بنفسها ثم تلقي سؤالاً واحداً نرجو أن يكون مختصراً، تفضلي الزميلة نازك.
 
طباعة
 القراءات :297  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 163
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج