شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وداع جلالة الملك (1)
يحف بك الإكبار في كل محفل
ويكنفك التوفيق في كل مَنْزِلِ (2)
فما رحت من قطرٍ لآخر غيرهِ
تجوب وتطوى مجهلاً بعد مجهلِ
سوى أن تُساوي بين أُمّتك التي
عدت منك في ظل أمين مظللِ
فإنصاف مظلومٍ وتخفيفُ كُرْبَةٍ
وتنفيذ أحكام الكتاب المنزلِ
وتشييدُ عُمْرَانٍ وإعلامُ نَهضةٍ
بدت مثلَ برقِ العارضِ المتهللِ
حكمت، فضاءتْ صفحة ذهبيةٌ
لعهدِكَ موفورَ المزايا لتعتلي
لتعلو بعهد ما تغنت بمثلهِ
مآثر "هارون" ولا المتوكلِ (3)
مآثركم يشدو بها كل شاعرٍ
وينقلها العصرُ الحديث لِمقْبِلِ
* * *
لقد كانت الفوضى تَمدُّ رواقها
وقد كان ركنُ الأمنِ جِدَّ مُزَلْزَلِ
إذا اختل حبلُ الأمن في قُطرِ أُمَّةٍ
فذلك عقدٌ حَلهُ جِدُّ مُشْكِلِ
تعْمي عيون الناس كف ساسةٍ
لتحجبَ تمويهَ الخداع المضلِلِ
بها قد غدا شعب العروبة حائراً
مصاباً بداءٍ لا يعالجُ معضِلِ
عوامل تنتاب البلاد قويةً..
تهدد منها مقتلاً أيَّ مقتلِ
إلى أن أتيتمْ فاغتنمتم دواءها
وعالجتموها بالنظام المشكلِ
هو اليوم، يوم لا يثنى بغيرهِ
فلله من يومٍ أغرٍّ محجلِ
به صرتَ في هذي الممالك عاهلاً
وأصبحتَ فيها مَوْضِعاً لمؤملِ
ألا فاجن أثمار الجهود فإنها
على مركز سامٍ ومجدٍ مؤثلِ
فإن الذي يبغي العلا بفعالهِ
هنا، غيرَ مَنْ يبغي العلا بالتقولِ
وذاك الذي يلقى الحياة مواجهاً
ويصبح من كل القوى شِبه أعزَلِ
فذاك امْرؤٌ خابي القريحة خاملٌ
وذاك عن المجدِ العريق بمعزلِ
فما العزم إلا عزمة أنتَ ربُّها
لها الصعب يغدو وهو جد مذللِ
وما الرّأي مشحوذُ القريحةِ نافذٌ
سوى رأيكَ المشهورِ، ضربةُ صيقلِ
وما الدين إلا والليالي شواهد
فكم ليلةٍ أحييتها بالتبتلِ
وما الحرب إلا أنتَ موقدُ نارِها
يقاسِي لظاها كلُّ من جاء يصطلي
وما الحِلمُ إلا أنت، فيك مجسمٌ
غريزةُ طبعٍ راسخٍ متأصلِ
وما الجودُ إلا أنت ناقل سيبهِ
لتقويم محتاجٍ وتعضيدِ أرْملِ
خلائقُ أبقاها الزّمانُ لقُدوةٍ
غناءُ المغني، طرفةُ المتمثلِ
فجُرَّ بها ذيلاً فأنتَ متوج
بتاجٍ لمحمود المزايا مكلَّلِ
ولا تطلَّب شيئاً فما من مزيةٍ
عدتك، فخلِّ الفضل للمتسوِّلِ (4)
* * *
رحلت إلى نجدٍ يشيعكَ الوَرَى
بحب، ألا لا كان يوم التَّرحُّلِ
لشتان، يوم فيه تقدمُ عائداً
ويومكَ في الترحالِ، عند التأملِ
لقد خفقت عند الوداع قلوبنا
وما القلب إلا بالشعورِ الممثَّلِ
ويُفرح من أضحتْ مضاربُ دارِهِ
"بسفح اللوى بين الدخول فحوملِ"
* * *
إذا صغت في هذا المديح بدائعاً
فما أنا في هذا المديح بأوَّلِ
تغنت بك الأطيار في وكناتها
فترنيم حسونٍ وتغريدُ بلبلِ
وأهداكَ من يستوحي الشّعر شعرَهُ
عقوداً كحباتِ الجمانِ المسلسلِ
فما أنا في مدحي لكمْ بمحَذْلِقٍ
وما أنا بالثرثار في كل محفِلِ
وما أبتغي في مدحك الصيت ذائعاً
فحسبي من صيتي يراعي ومقولي
ولكنما أُمْلي بما في سريرتي
وذلك كاف عن طويلِ الترسُّلِ
* * *
ألا فاسمُ واستهزىء بأعدائكَ الأُولى
كأنهم من غيظهم فوق مرجلِ (5)
وعش ذائداً عن حرمِة الدين قائماً
على العرب في قدر عظيم مبجلِ
تسوس بلاداً تلبس المجد ضافياً
وتنعم في حكميْ سعودٍ وفيصلِ
لقد شئتُ تطويل المديحِ وإنما
ينمُّ لكم إجمالهُ عن مفصَّلِ (6)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :440  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 253 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.