شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تأمل! فلا سرّ لديك ولا جهر (1)
تأمَّلْ! فلا سرُّ لديك ولا جهرُ
لقد بُتَّت الدَّعْوَى.. وقد قُضِيَ الأمرُ
أيُعْييكَ فِكْرٌ.. أنتَ تَرْعَى سرابَهُ
فكيف لَوْ أنَّ الفكرَ يتْبَعُهُ الفِكرُ؟
وأنتَ من الدّنيا خلاءٌ.. وهذه
أفانينُها يَنْدَى بها الوَرِقُ النَّضْرُ
مباهِجُها تسْتَنْفِدُ العيشَ طاقةً
يُخالُ بها سِحْراً.. وليس بها سحرُ
ولكننا شَتَّى على غُلَوائها
تراهُ كعُرْفٍ.. حيث تبدو ليَ النُّكْرُ
وتُعطيكَ من ألوانها -قدْ- عجائباً
سَرايرُ، ما ينْداحُ عن مثلِها سِتْرُ
فلا تَعْذُليني يا ابنَة القوم.. إنني
أرى النجمَ في حيث استوى معه الظُّهْرُ
فإن كان في ريب، ففي العين قد تُرَى
(ولكن على عِلاّتِهِ يذهبُ السِّفْرُ)
* * *
وقافلةٌ مَرَّتْ بطيئاً مَسِيرُها
وقد أعْيَتِ الحادي.. وطالَ بها الدَّهْرُ
أوائلُها من (آدمٍ) طابَ ذِكْرُهُ
وهل في حياةٍ مَنْ يَطيبُ له ذِكرُ؟ (2)
وآخرُها -حتى القيامةِ- موكبٌ
يُجَلْجِلُ فيه الحُزْنُ والموتُ والذُّعْرُ
ألا.. قُلْ لِحادِيها إذا ارْتَجَزَتْ به
مَشاعرُهُ، والتَاطَ بالدُّجْيةِ الفجرُ (3)
تمهَّلْ.. فلسنا بالعُجالى وغَنِّنا
فلا النثرُ -يستوْحي هوانا- ولا الشِّعرُ
وأمّا أنا.. يا صاحِبَيَّ كِلاكُما
لقد أَلقَتْ في عَيْنِيَ الأنجمُ الزَّهرُ
* * *
فهاتِ إذن كأساً.. وخُذْ مثلَها ضُحىً
ولا تَنْزَجِرْ.. ما ينفعِ الأمرُ والزَّجْرُ
وغَنِّ بنا.. يا ليت أنّا.. كأننا
تماثيلُ لا يَنْدَى بها البَحْرُ والصَّخْرُ
أفاعيلُ ترميها الحياةُ نماذجاً
عليها قبورٌ، ما يرادُ لها نشرُ
وعندك آلافُ الملايينِ.. هل ترَى؟
لها خطراً؟ أو هل على دَرْبِها إثْرُ؟
مضَتْ، مثل أنفاسٍ، وراحتْ، ولم تَعُدْ
فما شَكَتِ (الشِّعْرَى) ولا انْقَطَعَ القَطْرُ
فلا تُلْزِميني يا ابنةَ القومِ لَوْمَةً
فَرُبَّ ملومٍ قد يَقُومُ له عُذْرُ؟
* * *
مضى.. ما مضى.. فاسْتَقْبِلِ اليومَ إنّه
سيُشْرِقُ في علياءِ مَطْلَعِهِ الفجرُ
إذا أوْمضَتْ شمسٌ، ولاحتْ كواكبٌ
وتاهَ الصبيُّ.. واستنفَدَ الأمرُ والقدْرُ
فسوف تراني في ذُؤابةِ منزلي
كما انْشَقَّ عن طخياءَ ليلتِهِ البَدْرُ
* * *
لقد نَفِدَ الزّادُ الذي كان في يدي
فما أبْرَقَتْ حُمْرٌ، ولا أرْعَدَتُ خُضْرُ
وزافتْ رياحُ الحظِّ غُبْراً كَوالِحاً
فواللهِ ما تذْرُو الرّياحُ كما تَذْرُو
 
طباعة

تعليق

 القراءات :415  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 236 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج