شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حمامة مؤرقة (1)
(بعد منتصف الليل سمعت هديل حمامة)
وحمامة سَجَعتْ بليلٍ ساجِ
ورقاءَ رنَّقَهَا الأسى بمزاجِ
في كلِّ نفحٍ من عبيرِ فؤادها
أَلَمُ الأُسَارِ وزَفْرَةُ المُهْتَاجِ
سكنتْ حمائمُ للظّلامِ وهَوَّمَتْ
فَتَناجَتِ النّكداءُ أيَّ تَناجِ
طُرَفاً من الألحانِ غيرَ هَوَالِكٍ
وبواعثُ الألحانِ غيرُ نَواجِ
ما زال يدفعُها الأسى ويَهُزُّها
هزَّ الخِضَمِّ لِغَارِبٍ مَوَّاج (2)
حتّى رَنَتْ في الليل مُقْلَةَ كوكبٍ
دَحَرَ السُّباتَ بضوئه الوَهَّاجِ
أشجاهُ لحنٌ ما يطيبُ لِيَائسٍ
وإذا اسْتطابَ، فلن يطيبَ لرَاجِ
شَجَنٌ على شَجَنٍ، يَظَلُّ رِتَاجُهُ
مُتَحَدِّياً في الشَّقْوِ كلَّ رِتَاجِ
* * *
الطّفلُ قال: لقد أثَرْتِ مَفارحي
وبَعَثْت أحلامي على استدراجِ
أسَجَعْتِ لي؟ لقد ادَّكَرْتُ على كَرىً
لُعباً تحَطَّمَتِ انْحطامَ زُجاجِ
وهَفا الكبيرُ وقال: كم من نَغْمَة
تختال في رَمَل وفي إهزاجِ
أنا سامعٌ منها عقائرَ لَدَّتي
ومشاهدٌ فيها عميقَ فِجَاجي
إنّي لأحْمَدُ للحمامةِ صَدْحَةً
لا يَفْضُلُ المشْجُوَّ فيها الشّاجي
وصَغَتْ قلوبٌ للغناءِ خَلِيَّةٌ
وهَفَتْ ليالٍ للسَّماعِ دَوَاجِ (3)
باتتْ تُصيخُ إلى نُواح حَمامةٍ
محزونةٍ هِيجَتْ أشدَّ هِياجِ
وتوقّفَ الليلُ الطويلُ عن السُّرَى
وعَلاَ أنينُ الشُّهْبِ في الأبْراجِ
بِنْتَ الهديلِ من ادَّكَرْتِ على هوىً؟
أوَرَاءَ حِنْوٍ أمْ وراءَ سِياجِ؟
ومن الذي أغراك بعد مسَرَّةٍ
بِشَجىً، وبعد سَماحَةٍ بلِجَاجِ؟
كلٌ توهّم أنّها غَنَّتْ له
حُبّاً فأدْلَجَ أيَّما إدلاجِ
وصغا كما قد شاء للصوتِ الذي
فَغَمَ الظلامَ بأطيبِ الآراجِ
وتعجبت تلك الحمامةُ إنها
لا للأسى صدحت ولا الإبهاجِ
لا للصغير ولا الكبيرِ، ولا لِمَنْ
شَربَ الزُّلالَ أو ارْتَوَى بأجاجِ
غنّتْ لمهجتِها، وأبْدَتْ بَرْحَها
لفؤادِها، فَعلاَمَ حَجْوُ الحاجي؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :470  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 217 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج