شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ الدكتور محمد آل زلفى ))
- ولسعادة الأستاذ الدكتور محمد آل زلفى الأستاذ بقسم التاريخ بجامعة الملك سعود هذه الكلمة:
- بسم الله الرحمن الرحيم،
سعادة الشيخ عبد المقصود، الإخوة الزملاء، الإخوة الضيوف، شكراً جزيلاً لمن وجه لنا هذه الدعوة لحضور هذه الأمسية الجميلة للمشاركة في الاحتفاء بواحد من رموز الآثار العرب، ما كنت أظن أنه سيكون لي مجال في الحديث في هذا الحفل الكبير؛ لضخامة العدد والذين يودون التحدث عن المحتفى به، ولكن شكراً للذين منحوني هذه الفرصة، مع أنني لم أعدَّ لهذه المناسبة العظيمة ما يجب أن يعد لها..
الدكتور يوسف عبد الله تعود معرفتي به إلى عام 1981م وكنت حينها في السنة التمهيدية بجامعة "كمبردج" وكان هناك في جامعة صنعاء تخطيط لعقد مؤتمر لمرور ألف سنة على وفاة علاّمة الجزيرة العربية "الهمداني"، وكان لي حظ كبير أن شاركت بذلك اللقاء، وقدمت من لندن عن طريق الرياض، وفوجئت في مطار الرياض، أنه لا بد من الحصول على فيزا لدخول صنعاء واستغربت أن الجارة العزيزة التي يفد إلى بلادنا منها - وهم إخوة - لبلدنا مئات الآلاف يأتون دون تأشيرات أو كذا، فكيف يطلب إليّ تأشيرة لدخول صنعاء، فكتبت تعهداً للخطوط السعودية بأني إذا أُعدت من جامعة صنعاء، فسوف أتحمل التكاليف ولا تلحقهم مني مسؤولية، ووصلت مطار صنعاء ووجدت فعلاً ما كنت أتوقعه من الإجراءات الرسمية والروتينية عندما تكون في المطارات، الإخوان أوقفوني فترة على أن يتصلوا بالجامعة وبالأخ يوسف عبد الله والقائمين على شؤون الجامعة حينذاك فأنقذوني من بيروقراطية المطارات العربية والحواجز التي نعاني منها دائماً، كانت تلك الزيارة الأولى إلى تلك المدينة العظيمة صنعاء.
لا أنسى أبداً تلك الزيارة، وما كان لها من أثر كبير على نفسي، حينما التقيت بالأخ يوسف عبد الله لأول مرة وزملائه من الباحثين والدارسين اليمنيين. وبجهابذة العلم من اليمن مثل: الأكوع محمد بن اسماعيل، واللقاء أيضاً بكوكبة من كبار العلماء من أنحاء المعمورة تعرفت على أعداد كبيرة منهم، ذلك اللقاء لا أنساه أبداً، والفضل في الدرجة الأولى لذلك اللقاء يعود للأخ يوسف عبد الله الذي تجذرت بيننا وبينه تلك العلاقة من خلال أصدقاء مشتركين، الدكتور مولر من ألمانيا، والبروفسور سارجنت من بريطانيا، وجاك لنبيرن من فرنسا، وروبنسون من فرنسا أيضاً، ومجموعة أخرى من العلماء.
أيضاً كان لي شرف المشاركة مع الأخ يوسف عبد الله في أكثر من لقاء تعقده الجامعات البريطانية سنوياً بإكسفورد وكامبردج ومانشستر ومجموعة من الجامعات عن الجزيرة العربية لقاء يسمى "السمنار العربي" عبارة عن ندوة سنوية عن دراسات الجزيرة العربية، وبكل أسف إن المشاركة العربية في تلك الندوة لا تكاد تذكر إلا من خلال حضور بسيط، وكنا نسعد بمشاركة الأخ يوسف عبد الله حينما يكون النجم العربي في تلك الندوات، والوجه العربي المشرق الذي يعرف بالثقافة العربية والتاريخ العربي ويلغي مسألة الأستاذية التي يمارسها كثير من أولئك الذين إتخذوا مهنة البحث والتنقيب عن الدراسات العربية من غير العرب، فكان نداً لأولئك حتى لأستاذه مولر مع احترامنا الكبير له، فكان يوسف عبد الله الطالب بالأمس في جامعة "توبنجن" أصبح هو المعلم والمدرس لأولئك الذين كانوا يوماً واستمروا يمارسون الأستاذية على الباحث العربي، نحن لا ننكر أبداً أن لأولئك جهوداً تذكر، وعلينا أن نشكر لهم جهودهم دون شك ولكن آن الأوان ليكون لنا نحن أبناء الجزيرة المكان الطبيعي لقيادة، أو أخذ زمام البحث العلمي العربي على جميع المستويات، والحمد لله أن هيأ لهذه البلاد - وأقصد بهذه البلاد الجزيرة العربية - هذه الكوكبة الذين تحدثوا إليكم وكل منهم شعبة في مجال تخصصه والحمد لله، إن الأستاذ الدكتور يوسف عبد الله يعتبر واحداً من الأعلام البارزة ليس فقط لجهوده البحثية إنما أيضاً لتأسيس مدرسة في علم الآثار، وأصبح له طلاب وأجيال تأتي بعد أجيال في جامعة صنعاء أو في جامعة الملك سعود أو في جامعات أخرى في الجزيرة العربية؛ ستتبوأ وستأخذ الزمام وتقود المسيرة في البحث والتنقيب لما فيه خدمة تاريخ هذه الجزيرة العربية، لأن الروابط التي تربطنا بالجزيرة العربية روابط متينة، الثقافية، الفكرية، الأسرية، وهذا الترابط ممتد على مدى التاريخ ومن خلال هذه العطاءات تزداد الروابط وتزول الحواجز وتتمتن العلاقات من خلال الفكر، من خلال الثقافة، والعطاء..
إن هذه الأمسية الجميلة التي تقام في هذا البيت العامر وبهذه المبادرة الرائعة من هذا الوجيه الذي نفاخر به نحن أهل هذه البلاد لأنه رائد من رواد الفكر والثقافة في هذه المملكة يجمع في هذا البيت العامر الكثير من أصحاب الكلمة، والعلماء، والشعراء، والأدباء من الوطن العربي حينما عز لقاء هؤلاء في أوطانهم، أو في مناطق أخرى، أو تحت مظلات مختلفة، فالشكر الجزيل كل الشكر لمن دعانا في هذا اللقاء، وألف شكر للأستاذ الدكتور يوسف عبد الله، ولا أنسى أيضاً الشكر للسفير المتميز غالب علي جميل، الذي ربطتنا به صداقة حينما كان سفيراً لبلاده في الرياض وافتقدناه، ولكنه لا زال في قلوبنا، ونرجو من خلال هذه العطاءات وهذه اللقاءات أن تزول كل الشوائب التي فرضت علينا، على المملكة العربية السعودية، وعلى اليمن وأن تعود علاقتهم من خلال الثقافة إلى ما هي جديرة بأن تكون عليه، وشكراً للوجيه، وشكراً لكل من استمع إلى هذه الكلمة المتواضعة.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :465  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 183 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.