شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ منصور عبد الغفار ))
- بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله وحده؛ حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم صفاته، وأصلي وأسلم على البشير النذير خاتم الأنبياء والمرسلين معلم البشرية الأولى وهاديها إلى الصراط المستقيم.
 
صاحب المعالي محمد العلي أبا الخيل الضيف المحتفى به، أصحاب الفضيلة، أصحاب المعالي والسعادة الإخوة الحضور، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد: في مستهل كلمتي لا يسعني إلا الدعاء للمولى عز وجل بدعاء الخليل إبراهيم عليه السلام عندما دعا ربه وكما ورد في محكـم التنزيل وإذ قال إبراهيم رب اجعـل هذا بلـداً آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر.. فاللهم احفظ لهذا البلد الطيب أمنه وإيمانه وأمانه، وارزق أهله من الطيبات في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ويمتعه بالصحة والعافية وطول العمر والبقاء، يقول الله سبحانه وتعالى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى وإذا كنا اليوم نجتمع لتكريم أحد رجال هذا البلد هو معالي الأخ محمد العلي أبا الخيل فهذا ليس بمستغرب على أهل هذا البلد الطيب إقتداءاً بمسؤوليها، فقد دأب مسؤولو هذا البلد الطيب المعطاء وفي ظل التعاليم السمحة بروحها وروحانياتها على تكريم العاملين المخلصين من رجاله كل في موضعه وفي إطار مسؤوليته عملاً بقوله تعالى إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً. ولله المثل الأعلى.
ولقد أسعدني الأخ الصديق الاستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه حين دعاني لهذا الحفل التكريمي الذي يقيمه في داره احتفاءاً بمعالي الأخ محمد أبا الخيل وبهذه المناسبة الطيبة أجد نفسي في هذه الليلة في موقف لا أحسد عليه، حيث سأتناول الكلمة في هذا المنتدى العلمي والأدبي الذي يضم بين جنباته نخبةً من كبار المسؤولين، ورجال الأعمال، وقادة الفكر وفرسان الكلمة، حيث أشعر بثقل العبء وهروب الكلمات أمام اساتذة أجلاء من رجالات الأدب والفكر بجانب أن الموضوع الذي سأتحدث عنه يتعلق بضيف شرف هذا الحفل؛ وهو معالي الأستاذ محمد أبا الخيل، وأخشى أن يأتي حديثي عن شخص معاليه قاصراً أو غير كاف لمكانة هذا الرجل الاقتصادي الإداري المسؤول المشهود له بصفات وسمات عدة.
قد لا تستطيع الكلمات والديباجات. أن تعبر بصدق عن كل ما تحمله شخصية الأستاذ محمد من إنسانية ومصداقية وشفافية يعرفها الكثيرون ممن اتصلوا بمعاليه شخصياً، وتابعوا مسيرة عمله وأدائه وخدمته لدينه ومليكه ووطنه في هذا البلد المعطاء..
معالي الأستاذ محمد أبا الخيل بدأ خدمته الحكومية في هذا الوطن في مستهل حياته وبعد تخرجه في الجامعة مباشرةً؛ مديراً لمكتب سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز؛ وزير المواصلات حينذاك، ثم تدرج في مدارج الوظائف الإدارية العليا في مملكتنا الحبيبة، بدأ يتحمل مسؤولية الإدارة العامة لمعهد الإدارة العامة في بداية تأسيسه كمدير عام للمعهد، ومعهد الإدارة حينذاك كان الوليد الهام لتنمية المهارات الإدارية وتدريب الكوادر الوظيفية الوطنية ولمختلف الأجهزة الحكومية، وكانت مرحلة تأسيسية للمعهد حينذاك، قادها معاليه بجدارة فأرسى لَبِناتِ المعهد ولا يزال المعهد لبنةً شامخةً في تاريخ هذا البلد، من حيث تنمية ورفع قدرات المهارات الإدارية، وكان لا يزال معاليه مقروناً اسمه بالمعهد حيث كان رئيساً لمجلس الإدارة حتى عام 1416هـ، في عام 1384هـ حين جاءت الثقة المباركة لمعاليه بتعيينه وكيلاً لوزارة المالية والاقتصاد الوطني، ومن ثم نائباً لوزير المالية والاقتصاد الوطني، ومن بعدها وزيرَ دولة للمالية والاقتصاد الوطني حتى تم تعيينه وزيراً للمالية والاقتصاد الوطني في عام 1395هـ التي شغلها حتى تاريخ التغيير الوزاري الأخير من هذا العام.
عندما يتم تكريم معالي الأستاذ محمد أبا الخيل في هذه الأمسية الجميلة، وعندما أقوم بالتحدث عن شخص معاليه وعندما أعدد بعض ما أفاء الله به عليه من مميزات كثيرة في الخلق وفي القول وفي العمل، فإن ما يشدني للتحدث عن معاليه حقبة طويلة من الزمن قضيتها مع معاليه بشقيها الرئاسة غير المباشرة ثم الرئاسة المباشرة، فكان لي في كلتا المرحلتين الطويلتين كثير من التجارب تنم عما يتمتع به معاليه من الذكاء الحاد، والفطنة، وعمق التفكير، وبعد النظر، كما عرفت من خلال احتكاكي المباشر بمعاليه؛ دقته في العمل وحرصه على عدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد، ونظرته الواسعة لكل موضوع بعدة حسابات وجوانب وأبعاد دقيقة يشهد له بها بالإجماع كل مسؤولي الوزارة والمتعاملين معه بدأبه على العمل وحرصه على إتقانه وتفهمه لأبعاده..
لماح لدرجة كبيرة، أمين صادق في قوله وفي عمله، وكان هذا كله موضع التقدير والإكبار من الجميع، عاش وزامل وواكب معاليه فترة النهضة المباركة التي قضتها بلادنا الحبيبة الغالية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز متعه الله بالصحة والعافية وأمد في عمره، فقد كان معاليه كوزير للمالية والاقتصاد الوطني يؤدي دوره في تلك الحقبة كاملاً متحفزاً نشطاً دؤوباً يغبطه الآخرون على العمل المتواصل ليلاً ونهاراً، في المكتب، في البيت، على متن الطائرة، في العطل الأسبوعية والأعياد، عرفت في معاليه العمق في القرار، الدقة في التفهم، كامل الإستيعاب..
وعلى سبيل المثال فقد كانت طريقته في أسلوبه العملي عن طريق شروحاته للمعاملات التي تعرض عليه تأتي الشروحات رغم عظم مسؤولياته ومشغولياته وضيق وقته ورغم اختزالها فقد كانت في نظرنا تعتبر ورقة عمل متكاملة، غايةً في الدقة، غايةً في الإبداع، تأخذ الأمر من جميع جوانبه وبكل أبعاده واحتمالاته، وإذا انتقلت للحديث عن شخصه فهو هادىء الطبع يتمتع بشخصية جذابة، يتحدث بلطف ولباقة وتواضع جم، حاد الذاكرة، متابع دقيق لجميع الأمور..
سأقول لمعاليه سراً الآن، فقد كانت لقاءاتنا بمعاليه وأقصد لقاءات العمل في مكتبه كثيرة بحضور بعض الإخوان الزملاء المسؤولين في الوزارة لمناقشة أو بحث موضوع معين، وكنا نحن الزملاء المسؤولين نتهامس في ما بيننا قبل لقاء معاليه عن مستوى المذاكرة في الموضوع المطروح للبحث مع معاليه وعن بعد التحضير له لأن الموضوع في طرحه في ظل كل المراجعة والتحضير كانت لمعاليه لمحات تكشف أنها لم تؤخذ في الحسبان، وتدلل على أن الموضوع لم يذاكر صاحبه ولم يعطه حق وقته، أو لم يقم بالتحضير الكافي للموضوع وبالتالي نعلق فيما بيننا نحن الزملاء على ذلك الشخص بعدم المذاكرة الدقيقة.
عالمياً وصف معاليه بأنه من أبرز خمسة شخصيات اقتصادية عالمية، وأعطي له هذا الوصف لمرتين. وهذا الوصف ليس بغريب على شخص معاليه لما يتمتع به؛ خاصةً إذا وضع الإنسان نصب عينيه مكانة المملكة العربية السعودية البارزة في الاقتصاد العالمي، ودورها القيادي المتزن والمستقر الذي تلعبه في أسواق المال والنفط، هذا قليل من فيض من مناقب ضيفنا الليلة، وكما أشرت في مقدمة كلمتي فإنني أشعر بحرج كبير في تقديم شخص كبير مثل معاليه وأرجو ألا أكون قد قصرت في شيء من حقائق الأمور، كما أستميح قادة الفكر ورجال الكلمة وحملة الأقلام أن يعذروا محدثهم إذا وجدوا نقصاً في التعبير أو تبعثراً في الأسلوب.
في ختام كلمتي لا يسعني إلا أن أشكر معالي الأستاذ الضيف محمد أبا الخيل شكر عارف بقدره، إعترافاً بحقه، إعظاماً للنعمة فيه، فهو أهل للوفاء وأهل للتكريم، وأرجو له مخلصاً موفور الصحة والعافية والسعادة والتوفيق في حياته الجديدة ليفتح مجالاً جديداً يستفيد منه من تعاملوا معه في المجال الجديد، مؤكداً بكل الحرص من جانبي وأمثالي على استمرارية عمق الرابطة بشخص معاليه بكل التقدير والاعتزاز..
شكراً جزيلاً لصاحب الدعوة الصديق الأخ الكريم الأستاذ عبد المقصود خوجه صاحب الوفاء في جميع من خدم تراب هذا الوطن الغالي، فباسم الجميع أتوجه بالشكر له راجياً له الصحة وأن تظل داره مفتوحة دوماً لأهل العلم والإدارة والأدب..
شكراً لكل الحضور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :425  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 139 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج