شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( فتح باب الحوار والأسئلة مع المحتفى به ))
- معالي الضيف الأسئلة الموجهة إلى معاليكم: هذا سؤال من د. وديع كابلي: حيث إنكم ساهمتم في وضع خمس خطط خمسية متوالية على مدى ربع قرن من الزمان، ما هو تقويمكم للوضع الاقتصادي الحالي في ضوء الخطة الاقتصادية وماذا تحقق من تلك الخطط وماذا لم يتحقق؟
- أريد أن أعطي الميكرفون لزميلي د. عبد الوهاب عطار للإجابة عن هذا السؤال.. لكن أريد أن أقول: في الحقيقة المملكة العربية السعودية وضعت في خططها التنموية ولو أن خطط التنمية الخمس الأولى والسادسة التي وضعها الآن منفرداً د. عبد الوهاب عطار، وهو الذي اشترك في وضع الخمس الأولى حددت أهدافاً محددةً منها: تنويع مصادر الدخل بحيث لا يكون هناك اعتماد على تصدير البترول الخام كمصدر وحيد.
ماذا حدث في هذا؟ نحن سمعنا عما تم في الجبيل وينبع، الآن صناعات الجبيل وينبع تستحوذ على حوالي 7% من السوق العالمي لخامات البتروكيماويات، لدينا الآن على الأقل ثلاثة امتيازات تعدينية منتجة، وكلها مربحة في مهد الذهب وفي الصخيرات، في القصيم، والآن منذ حوالي سنتين منحت المملكة العربية السعودية امتياز المصانع، وهناك اكتشفت أيضاً مواقع كثيرة مذهبةً، وأنا على ثقة بأن زملائي في الثروة المعدنية سيواصلون استثماراتها.
وضعت خطط التنمية هدف تدريب القوى البشرية السعودية نحن الآن عندنا سبع جامعات، لم يكن عندنا جامعات في الماضي، عدد الخريجين كبير، الذين يديرون المرافق في المملكة العربية السعودية أكثرهم سعوديون، ونحن سمعنا من أخي وزميلي د. محمد سرور صبان كيف أن هؤلاء الأكاديميين السعوديين أصبحوا يؤدون خدمات كبيرة في مرافق هامة في المجال الدولي والمجال المحلي. هذا لا يعني أن كل شيء عندنا على ما يرام، في قطاع التعليم لا بد أن د. خالد يستطيع أن يحدثنا عن المجالات المتسعة الكبيرة التي يعمل فيها فيما يتعلق بتقوية المناهج واستقطاب المزيد من الجامعيين، سعودة الوظائف، هناك الكثير، ولكن هذه الأمور لا تتم على مدى خمس أو على مدى عشر سنوات، حياة الأمم حياة طويلة لها معايير مستمدة من نتائجها على المدى الطويل. كلنا نشعر أيضاً أن هناك في الوقت الحاضر لدينا قطاع خاص فعَّال، ومساهمة القطاع الخاص غير البترولي في الدخل القومي ارتفعت كثيراً جداً، وآخر الأرقام التي أذكرها ولا بد معالي الدكتور عبد الوهاب يعرف الأرقام أكثر مني الآن تصل أظن إلى حوالي 30%، هناك أشياء كثيرة أخرى لم تنجز وتستحق النظر، ولكن كما قلت لا يمكن لأي بلد في أي مكان في العالم أن تحقق كل ما تستهدف في فترات خطط التنمية..
- مع التحية والسعادة بتكريمكم من قبل البرجوازي الكريم الشيخ النفطي عبد المقصود محمد سعيد خوجه، أود أن أسأل سؤالاً استفزازياً لحد ما، لكنه طافح بحسن النية والطوية، وهو أنني قرأت لكم في أحد أعداد مجلة الرائد عام 1382هـ مقالاً عن القومية العربية، فهل لا زلتم ترددون أغنية (والله زمان يا سلاحي) كما رددها جيل ذلك الزمن الوردي مع خالص محبتي الشخصية. حمد الزيد.
- المقالة التي قرأتها في الرائد كانت مقالةً علميةً، تحاول أن تفسر ترجمة لكلمة العربي كما وردت في التاريخ؛ إذا كنت أذكر تفاصيل المقال ولازلت أذكر شيئاً من ذلك، وتحاول أن تتحدث عن العروبة كدائرة أصغر من دائرة الإسلام، لأنه ليس كل مسلم عربياً وليس كل عربي مسلماً، ولذلك كانت تحاول أن تفسر إرتباط هذه الدوائر بعضها ببعض واستنتجت في النهاية أن القومية العربية ليست جنساً بشرياً وليست عملاً عقائدياً، وإنما كانت ثقافةً عامةً وثقافةً منطلقةً، إن من يتكلم العربية ويتعامل ويتفاعل مع طبيعة الحياة فيها وحولها يعتبر عربياً.. وما لَكَ شُغلٌ بأفكاري الحقيقية.
- أسعدت مساءاً معالي الوزير، بعيداً من النفط والمال، نريد إيقاد شمعة الحب والجمال، ونستمع إلى أقرب قصيدة إلى قلبك. الشريف منصور بن سلطان.
- والله يا شريف أنا للأسف العميق لا أكتب الشعر إلا نادراً، ومع تقدم سني لا أحفظه، إنما لو تذكرت بعض الأبيات الآن.. لقلتها لك، ولكن حتى أستذكر تلك الأبيات أريد أن أقص عليك قصة عن إبني الصغير، أصغر عيالي مضر، جاءني يوماً وسألني بابا أنت تكتب شعر؟ قلت له إيوه. قال لي: ليش؟ قلت له أنا يا إبني والله بعض أحيان تحف بي مشاعر معينة، وأعبر عنها بكلمات شعراً، ولكن هذا ليس دائماً. قال: طيب ما تبطل. قلت له: ليش؟. قال: ما هو في النهاية أنت تكتب شعر وتنتهي في كتب المطالعة ونحفظها.
الذي حصل فعلاً أن عندهم مدير المدرسة يكتب شعراً وكل قصائد المدير موجودة في كتب المطالعة، وعلى مضر أن يحفظها وقد إستاء من إحتمال أنه إذا نُشرت شعراً أن يجد طريقه إلى كتب المطالعة.
هناك بعض الأبيات أذكرها وأرجو أن تعفو عني، وهي أبيات كتبت للشعر فقط وليس لها ذكرى معينة (ولا تودوني في مشكلة). الأبيات تقول:
أسدل الليل شَعره فسبانا
وغفا الكونُ كله إلاَّنا
أنا يا بدر عاشقٌ قد تحمَّلتُ
من الحب ذلةً وهوانا
فاسقنيه كما أردت فإني
عشت عمري مع الهوى ظمآنا
- سعادة الأستاذ حسين محمد العسكري أمين عام منظمة إذاعات الدول الإسلامية يسأل قائلاً: كثر الحديث هذه الأيام في القطاعين العام والخاص، بعد أن سجلت الاستعانة بالعامل الأجنبي تصاعداً ملحوظاً حتى في مجالات لا تتطلب مهارات متميزة، السؤال هو: بصفتكم واكبتم نشأة التخطيط في هذه البلاد، أين كان موقع إحلال المواطن محل العامل الوافد، وما هو الحل العملي والعلمي لهذه المشكلة؟ وقد أصبح المواطن قادراً على العطاء من خلال سبع جامعات وعدد من الكليات والمعاهد، مع الشكر والتقدير.
- هذا الموضوع في الحقيقة كان محل نقاش طويل في أروقة وزارة التخطيط، وفي أروقة مجلس الوزراء، وعلى مستوى كثير من اللجان ونال وينال الآن اهتماماً كبيراً من الدولة. أحب أقول في البداية إن ما يتحصل عليه المواطن يعتمد في الدرجة الأولى على تأهيله وعمله وشخصيته، إذا توفر المواطن السعودي المؤهل المدرب القادر على شغل وظيفة معينة، فمن الأجدى استخدامه، من الأرخص للجهة المسؤولة إستخدامه، من الأحسن للبلاد إستخدامه. وهوَ يُستخدم فعلاً.
عندنا مشكلة بعض التخصصات، ربما كان هناك كثير من الخريجين الذين تخرجوا بتخصصات لا تتناسب بالضرورة مع بعض الأعمال المطلوبة؛ مثلاً الجبيل وينبع تتطلب الكثير من المهندسين في الصناعات البتروكيماوية، الصناعات البترولية تتطلب الكثير من المهندسين، ولذلك مثلاً تجد الذي يتخرج وهو متخصص في الجغرافيا يجد صعوبة في الالتحاق بهذه الجهات؛ وهذه الجهات أعمالها كبيرة ومتسعة؛ ولكن نوعيتها أيضاً محدودة، ولذلك يجب أن نراجع التخصصات؛ وبالذات بالنسبة للطالب السعودي، لا بد له هو أن يختار تلك التخصصات التي لها مجال تسويق، الحكومة - على فكرة - تتخذ أسباباً كثيرة لإتاحة الفرصة للمواطنين السعوديين، منها وضع نسب معينة على بعض المؤسسات الحكومية في أنها تتخلص من العناصر غير السعودية من القطاع الخاص والانخراط في التدريب، رفع تكلفة المستورد من الأجانب لإتاحة الفرصة أكثر للسعوديين، هذه كلها أعمال تقوم بها الحكومة، لكن في نفس الوقت لا بد للسعوديين أنفسهم من أن يساهموا في حل هذه المشكلة.
 
- المهندس صبحي بترجي يقول: حدثنا عن بعض أو نماذج من التحديات التي واجهتكم في حياتكم العملية.
 
- والله شوف.. هناك كثير من التحديات تواجه المسؤولين وليس أنا بالذات، أنا متأكد أن إخواني الذين كنا زملاء في الحكومة في السابق، أو إخواني الذين لا يزالون يؤدون واجباتهم؛ هناك تحديات كثيرة تقابلنا، وبعضها بالإمكان التغلب عليه بكثير من الذكاء والصبر والمثابرة، وكما قلت في كلمتي لكم بكثير من التعضيد السياسي من ولاة الأمر.
أنا أذكر أننا أعددنا خطة التنمية الأولى في ظرف كانت فيه الاشتراكية المستوردة هي الفكرة الأساسية للتنمية في كل من مصر وفي سوريا وفي العراق؛ وإلى حد ما في الأردن، وفي السودان وفي اليمن، واختلط على بعض الإخوان في ذلك الوقت ما إذا كانت خطة التنمية في المملكة العربية السعودية لها علاقة بالاشتراكية، والواقع خطط التنمية في المملكة العربية السعودية في المرحلة الأولى، وضعت أهدافاً وطنيةً منها تنشيط القطاع الخاص، ومنها محاولة تخلص الحكومة من المؤسسات الصناعية، وتحويلها إلى القطاع الخاص.
لكن كان على الحكومة في ذلك الوقت أن تقوم بمعظم الأعمال لأن كثيراً من الأعمال كانت تتعلق بالبنية الأساسية؛ الطرق لا بد أن تبنيها الحكومة؛ المدارس لازم تبنيها الحكومة، المستشفيات لازم تبنيها الحكومة، كان عندنا استثمار كبير للبنية التحتية، وكانت هذه القضية أنتم تذكرون في ذلك الوقت - كنا نستعمل التلفزيون استعمالاً كبيراً، الحقيقة - في محاولة شرح الأفكار التنموية للمملكة العربية السعودية؛ التي تختلف عن الأفكار المستوردة في كثير من البلدان العربية في ذلك الوقت..
الناحية الثانية كانت عندنا مشكلة السن (ولو أنه يوجد في فارق سن بسيط بيني وبين عبد الوهاب لكن تَرى منظرنا ما كان مقنعاً في كثير من المجالات) لذلك، كان علينا محاولة الإقناع أن أمامكم رجالاً يجب أن تضعوا فيهم ثقتكم لأداء العمل المنوط بهم، ثم هناك أفكار جديدة كنا نعتقد أنه لا يمكن إحداث التنمية بدونها، مثلاً إستيراد القوى العاملة كانت هناك أفكار تقول: - في ذلك الوقت - إنه من الإنتظار حتى نقوم بتدريب المواطنين السعوديين.. وتدريب المواطنين السعوديين قضية ليست بسيطة، إذا أنت أخذت المواطن السعودي الذي يدخل مجال التعليم، يتطلب ست سنوات في الابتدائي وثلاث في المتوسط وأربع في الثانوي وعمره في البداية ست سنين، هذه تسع عشرة هذا إذا كان مشى سنةً بسنة، ويبغى له أربع سنين جامعة يخرج وعمره ثلاث وعشرون سنة، ماذا تحسب أن يعمل الطالب؟؟، نحن لنا كلنا عيال، ويتخرجون في الجامعات ما يبدئ الشاب يتبلور فعلاً ويتركز إلا بعد أن يمر بفترة تدريبية تتراوح ما بين خمس وعشر سنوات حتى تظهر التؤدة عليه، وبالتالي فهذه مجادلة إنسان، المملكة ما كان عندها استعداد ولا مقدار وليس من صالحها الصبر في المجال الفني إلى هذا الوقت.
- من واقع خبرتكم الطويلة في مجال البترول، كيف ترون سوق البترول العالمي حالياً ومستقبلاً وإتجاه الدول الغربية إلى فرض ضريبة الطاقة (الكربون) وتأثيرها على هذا السوق؟ محمد قنديل - جريدة العالم اليوم.
- الذي سأقوله لك ستكتبه بكرة في الجريدة، لذلك لن أجاوب عن هذا السؤال.
- الدكتور عبد الله صائم الدهر يقول: بصفتكم من الأشخاص الذين وضعوا خطط التنمية والتطوير، وكذلك ممن عاشوا مع معركة البترول الشرسة، ما هي نظرتكم بكل وضوح للمستقبل في منطقة الخليج واقتصاده، وهل هناك إنفراج اقتصادي ضخم وقريب، كما يتردد من وكالات الأنباءِ العالمية مما يبشر بالخير؟
- والله أنا لا أستطيع الرجم بالغيب، لكن أستطيع القول إنه إذا سرنا في المملكة العربية السعودية كما كان نهجنا، ولا يزال هو التخطيط السليم والاستثمار فيما يجب أن نستثمر، فأنا أتصور أنه بالنسبة للمملكة العربية السعودية على المدى الطويل، الأمل كبير إن شاء الله في أنه تتحسن الأحوال.. الظروف التي نمر بها في الحاضر ظروف أوجدتها أسباب معروفة كثيرة، نحن دخلنا حرباً كلفتنا الشيء الكثير، ولم تكلفنا إنفاقاً على الحرب فقط، ولكن أيضاً إنفاق على ما بعد الحرب، ولكن لا يمكن لمثل هذه الظروف أن تستمر وسيأتي اليوم الذي نتغلب فيه على هذه الظروف بأذن الله.
- د. غازي الزين عوض الله من جامعة الملك عبد العزيز كلية الآداب قسم الإعلام يقول: بحكم أن معاليكم أحد المهندسين أو أحد المشاركين في صناعة الخطط التنموية لهذه البلاد، هل يعتقد معاليكم أن الأسس التنموية بكل تخصصاتها وأبعادها استطاعت أن تحقق طموحاتكم وتطلعاتكم المستقبلية لها. أم أن ثمة وقفات حولها تحتاج إلى تعليق من معاليكم؟
 
- أنا في إجابتي على سؤال سابق لهذا قلت لا يمكن.. العمر بالنسبة للأوطان يجب أن يحسب على المدى الطويل وليس على المدى القصير، وعمر الإنسان بذاته قصير، خطط التنمية من سنة 70 إلى 95م يعني 25 هي تلك الفترة التي حسبتها لكم تقريباً، من يوم أن يدخل الطالب إلى المدرسة إلى بعد تخرجه بحوالي خمس سنوات عشان يستطيع أن يمشي بتؤدة كما ذكرت، لكن في تاريخ المملكة العربية السعودية في مجال التنمية قفزات كبيرة، ولكن أثناء القفزات لا بد أن تترك بعض الجيوب التي يجب أن تعالج على المدى الطويل، وأعتقد أن هذا يحدث الآن ونصحح، وأنا واثق أن زملائي وإخواني الموجودين هنا الآن يعرفون هذا الكلام جيداً ويتفاعلون معه بالعلم والخبرة التي اكتسبوها من العمل.
- معالي الشيخ تلقبك بعض الهيئات البيئية الدولية بأنك عدو البيئة، ما ردك على هذا الاتهام وشكراً. محمد سرور الصبان.
 
- هذه الصفة صفة ظالمة، أنا الحقيقة مهتم بعنصر واحد من عناصر البيئة الذي أعتقد أنه حُشر لأسباب إقتصادية وسياسية وللأسف إستقطبه العالم العربي على أساس أنه عمل بيئي؛ يجب أن تكون مياهنا ومياه الآخرين نقية، يجب أن نحافظ على صحتنا وصحة الآخرين، وهذه كلها أشياء أنا مؤمن بها، ولا أؤمن بها فقط، وإنما أمارسها في حياتي العملية.
يذكر الإخوان الذين اشتركوا معي في بناء الجبيل وينبع، أنه أنا زرعت الشوارع قبل بنائها، الذي يريد أن يذهب ويرى الجبيل وينبع الآن، بلدان خضراء، وقد لا تصدق أنه في الجبيل هناك نخيل على الشاطئ، أشياء لا تراها إلا في فلوريدا، ولكن تراها في الجبيل في المملكة العربية السعودية.. أنا صديق الشجرة، أنا أعتقد أنه بلدان عربية كثيرة في حاجة إلى إنقاذ بيئي، مثلاً قضايا الصحة في مصر، فعلاً جمهورية مصر العربية تعاني من مشاكل صحية لها أسباب بيئية، ونحن كلنا نعرف مرض البلهارسيا وأسباب انتشاره في مصر، فالقول إني عدو البيئة فهذا كلام غير صحيح، إنما أنا صحيح طوال عملي في وزارة البترول، ويشهد على ذلك كل من الدكتور عبد البر، والدكتور محمد الصبان، أحاول أنبه إلى أن هناك إتجاهاً معاكساً لاستعمال البترول كطاقة واستغلت البيئة لأسباب غير علمية لم تثبت بعد محاولة تقليص استهلاك البترول، وهذه قامت بها دول أوروبية لأسباب سياسية بحتة وهي تمارس إما وضع قيود كبيرة على إستهلاك البترول، أو وضع ضرائب عليه مما يسبب لها دخلاً أكبر من دخل الدول المنتجة للبترول، وأنا مرةً في الكويت أعطيت مثلاً لما يحدث في الإمارات العربية المتحدة، التي تنتج حوالي 2 مليون برميل في اليوم من الخام تحقق منه دخل حوالي 9 - 10 مليون دولار، إيطاليا تستهلك نفس الكمية، 2 مليون برميل في اليوم، وتحقق بس منه حوالي 60 مليون دولار عن طريق الضرائب، فعندك هنا هذه القسمة الضيزى ما بين منتجي البترول ومستهلكيه، استغلت البيئة والعواطف التي بنيت حولها لكي يصلوا من ورائها إلى أهداف سياسية.
- معالي الشيخ هشام لا شك نحن بلداً ما زلنا نعتمد بشكل كبير على عائدات النفط الخام، ما هو رأيكم في اتجاه أسعار البترول الخام ولو على الأقل لعام 96م، السائل ابراهيم محمد الجميح.
- الأخ علي متى يصل من الصين؟ هذه ثقافة عالية تسألني السؤال هذا.
- معالي الشيخ هشام ناظر بحكم خبرتكم في مجال التخطيط ومعاصرتكم للاتجاهات الاقتصادية في المملكة ما هي في تصوركم أهم التحديات التي تواجهها المملكة في القرن القادم؟ السائل: عبد الهادي شايف.
- أنا راح أقول لكم الموضوع يقلقني وستواجهه المملكة، وتواجهه كل الدول النامية، هذا الموضوع هو أن المسافات بين الثقافات قد اضمحلت، وبالتالي لا تستطيع الثقافات المختلفة أن تحمي كيانها ما دامت هذه المسافات قد اضمحلت من ناحية؛ ومن ناحية أخرى ما دام بالإمكان بث الثقافات الأخرى فوق حدود وسيادة الدول النامية.. ويتم هذا في الوقت الذي نجد فيه تلك الثقافات نفسها لم يقتنع أهلها بعد بجدوى عناصر كثيرة منها، بمعنى أنه لا يزال هناك نقاش طويل عريض في الولايات المتحدة والدول الغربية عموماً؛ على كثير من الأمور التي تُبث للدول النامية عبر القارات، وليس في استطاعة الدول النامية أن تدرأ عن نفسها هذا الغزو الفكري الثقافي، ويتطلب ذلك في نظري أمرين، الأمر الأول هو محاولة استنباط الخير من ثقافاتنا وبثها بالمقابل، الناحية الثانية أننا لا نتبع الأساليب التقليدية في درء الثقافات من الدخول إلى مجتمعاتنا، بل لا بد أولاً من تقوية عقائد الناس بثقافتها أساساً لكي تستطيع أن تجابه الغزو الفكري القادم من الخارج.
- معالي الشيخ هشام ناظر، الخصخصة، وأقصد تحويل المؤسسات الحكومية إلى مؤسسات خاصة، هو الاتجاه الحالي لسياسة الدولة، هل كانت هذه الخطوة موضوعة في الخطط الخمسية للتنمية، أو أن الظروف الراهنة هي التي فرضتها، وهل سيصبح دور الوزارات دوراً إشرافياً وتنظيمياً فقط؟ السائل سعد سليمان.
- الخصخصة موضوعة في خطة التنمية الأولى.. وهي كما ذكرت هدف من أهداف التنمية، ومن الأهداف الأساسية التي قلنا بشأن تخفيف الاعتماد على البترول كدخل وحيد. يتطلب تحريك القطاعات الإنتاجية الأخرى في مجالات الصناعة ومجالات التعدين ومجالات السياحة ومجالات الخدمات التجارية والخدمات المالية، وهذه كلها لا تتم إلا عن طريق القطاع الخاص، الأجهزة الحكومية واجبها الأول هو وضع السياسة، وتوجيه القطاع الخاص للإستثمار الذي يجب أن يتم.
- الأستاذ مصطفى عطار يقول: أشارت إحدى المجلات المصرية، أنكم في زيارتكم لمصر تعرفتم لأستاذ لكم في كلية فكتوريا، وأثنيتم عليه لما تحملونه من ذكريات عنه، لعلكم تتفضلون بالحديث عن موقف تذكرونه في فكتوريا وجامعة كاليفورنيا.
- الموقف هذا في الحقيقة كان جميل ومفاجئ، عندما كنا طلبة في كلية فكتوريا في الإسكندرية كان عندنا مدرس في الكيمياء، يعشق الكيمياء عشقاً حقيقياً واسمه د. محمد فايز والحقيقة نحن كنا كطلبة في الثانوي نحبه ونحترمه وكنا متعلقين به تعلقاً كبيراً لإخلاصه في التدريس وحسن أدائه لدوره، وقد دعتني الجامعة الأمريكية في القاهرة لإلقاء خطاب التخرج وأيضاً تكرموا في ذلك الاجتماع بمنحي درجة الدكتوراة في القانون، وكنا قبل أن نذهب للجامعة مع الدكتور حمدي البمبي وزير البترول المصري الحالي وبعض الأصدقاء نتناول طعام الغداء، وجاء الحديث عن ذكريات كلية فكتوريا وذكرت لهم قصصاً من قصص الدكتور محمد فايز، وذهبنا في العصر إلى الجامعة لكي نحضر التخرج، وفي تلك اللحظة جاء رجل وسلم عليَّ ولم أعرفه، وقال لي أنا د. محمد فايز، كانت له ابنتان تتخرجان من الجامعة في ذلك الحفل، والحقيقة كانت مناسبةً سعيدةً بالنسبة لي أن شاهدت واحد من أساتذتي، وكان بها نوع كبير من توارد الخواطر في أن تذكر شخص على الغداء وتشوفه بعد الظهر والحقيقة كنت سعيداً برؤيته ولم يتغير بالنسبة لي لا منظراً ولا أسلوباً، وابتديت أستذكر معه ذكرياتي عندما كنت طالباً لديه، وهو بالطبع كان سعيداً برؤيته لي كأحد طلبته.
(( سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه يرد على بعض المداخلات ))
- عبد المقصود خوجه: الأخ عبد الحميد الدرهلي يقترح تقديراً للجهود المخلصة التي بذلها معالي الشيخ هشام محي الدين ناظر والنتائج الملموسة لخدماته الطويلة في السلك الحكومي إقترح أن يعطى اسمه للطريق الذي يقع فيه مبنى وزارة التخطيط بجدة، وأن يلقى هذا الرجاء القبول من صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز.
يا أخ عبد الحميد أنا أشد على يديك، وأنا معك والإخوان نتوجه بذلك إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز، الذي يُكنُّ لضيفنا الكثير من التقدير ولا بد أنه لهذا من الفاعلين.
وردني من الأخ الدكتور عاصم حمدان والأستاذ الشاعر الزميل عبد الحسن الحليت الآتي:
نرحب جميعاً بمعالي الشيخ هشام ناظر، وهو ضيف الجميع، وذكر في الحديث عن كلية البترول التي تحولت فيما بعد إلى جامعة من جامعاتنا العريقة، أليس من الواجب في هذه الإشارة إلى دور معالي الشيخ أحمد زكي يماني في تأسيس هذه الجامعة التي نفتخر بها.
ردي على الأخوين الكريمين وعلى جمعكم الكريم: أن أي أمسية تعقد، تعقد كما تعرفون وكما عرفتم على مدى أربعة عشر عاماً - سنوات الاثنينية - إنها تتكلم عن منجزات الضيف الذي نحتفي به، وهذا لا يعني عندما نتكلم عن دور الضيف أن نغمط أدوار الآخرين ولا تفوتني في هذه المناسبة أن للشيخ أحمد زكي يماني كما تعلمون أدواراً من أعمال، هي عبارة عن منارات كبيرة لا تخفى على أحد، فمتى ما كان اليوم الذي تتشرف فيه الاثنينية بتكريم معاليه سنتحدث عنه وعن إنجازاته، وما كلية البترول وما قام به من عمل تجاهها إلا منارة من منارات فضله وعلمه وعطائه، وهو وجه مشرق ومشرف للمملكة العربية السعودية دائماً وأبداً لا ينكره إلا جاحد.
أود أن أوضح أن الاثنينية القادمة هي - أنا بين قولين: القول الأول هي الاثنينية الأخيرة كما تعودناها كالعادة الاثنينية المفتوحة للكل لأنه ليس هناك دعوة لاثنينياتنا على مدى أربعة عشر عاماً فهذه الدار داركم والاثنينية منكم وإليكم، وكل من له علاقة بالكلمة، كما أني دائماً أود أن أقول: يسعدني ويشرفني أن ألتقي به في أي اثنينية، ولذلك لم يحدث قط أن أرسلت أو قدمت دعوة لأي صديق، هذه هي المرة الأولى لأن لضيفنا خصوصية معينة، ولهذا اللقاء خصوصية معينة، وكنت أتمنى على الصحافة أن تقدره، ولو بعض الصحافة تناولته مع الأسف، وأنا من عادتي لا أرد على أي صحيفة كانت، أو على أي كاتب كان، عملاً بمبدأ الحرية، ولو أنني أعلم أن الحرية يجب أن تنتهي عند عدم المساس بحرية الآخرين، والدخول في خصوصياتهم، ومع الأسف رغم أنه تعدت عليَّ بعض الصحف بكلمات لا تجوز، ولا هي مما يجب التعامل بين الزملاء، وأنا زميل عَمل - أستطيع أن أقول قديم، ومن حقي أن أقول كأستاذ لكثير منهم - مع الأسف لم تراعي ذلك، وعلى كلٍ، كلٌ يعمل على شاكلته ولا رد عليه، ولكن من حقي أن أحافظ على خصوصياتي، ومن حقي أن أحتفظ بخصوصيات الآخرين، وأعطي لهم حقهم من احترام وتقدير لخصوصياتهم، أيضاً بمن يودون الالتقاء بهم. فمن هنا أنا أجد هذا السلاح ذو حدين مع الأسف، ومع احترامي الكبير لكل رئيس تحرير ولكل من يتعامل مع الصحافة، الصحافة ليست - عندما يكون رئيس تحرير - الصحيفة ليست ملكاً له، هي ملك للمجموع، وعليه أن يعمل لمصلحة المجموع لا يعمل لشخصه ولا يعمل للأسف مع هواه ورغبته.
الاثنينية القادمة هي اثنينية بمفهومها العادي مفتوحة للجميع، وأهلاً وسهلاً بكم، وبجميع الأساتذة والرواد ومن يتعاملون مع الكلمة، وضيفنا فيها كما قلنا هو سعادة الأستاذ الكبير عبد القدوس أبي صالح أستاذ الدراسات العليا للأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود.
ويوم الأربعاء بعد القادم - وستكون الاثنينية القادمة هي الاثنينية النهائية لهذا الموسم - الأربعاء بعد القادم، باعتباركم من الصفوة، وباعتبار لكم من الخصوصية في هذا اللقاء، كما لخصوصية اللقاء الذي سيأتي الأربعاء بعد القادم الذي يوافق 3 من يناير فهي أمسية ستقام على شرف معالي الشيخ محمد أبا الخيل وزير المالية الأسبق، لذلك يسعدني أنتم بالذات أن تشرفوني في تلك الأمسية وسيكون لها نفس هذه الخصوصية.. لأن للرجل أيضاً نفس خصوصية معالي الشيخ هشام محي الدين ناظر.. فأرجو أن تعفوني عن القول أكثر من ذلك، وأترك الكلمة لزميلي لختام هذا الأمسية شاكراً ومقدراً لمعالي أخي الشيخ هشام ناظر تشريفه، والتفضل بحضور هذا الأمسية، ولبَاقته في الرد على الأسئلة التي لم أتخذ أي أسلوب من أساليب المراقبة عليها، فقد تركتها كما هي دون المس بها لأنني أعرف لبَاقته وأعرف دائماً التعامل مع الألفاظ بالشكل الذي دائماً يسحرنا به.. وأود أن اشكر معالي الوزراء الذين تفضلوا بالحضور من الرياض وبعض الزملاء الذين قدموا خصيصاً لتكريم معاليه، فهذا تكريم له أولاً وتكريم لي شخصياً ثانياً وللجميع، هذا تكريم لنظافة اليد والخلق واللسان والعمل الطيب، فأحييه وأشكركم جميعاً وأشكر جميع من تفضل وشاركنا في هذه الأمسية.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1380  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 113 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه - الجزء الثاني

[تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 2009]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج