شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بركات بن حسن
وبوفاة حسن أيد ملك الشراكسة برسباي ابنه بركات وجعل أخاه إبراهيم نائباً عنه فاستطاع أن يضع الأمور في نصابها وأن يحكم مكة بشيء من الطمأنينة والعدل (1) .
وفي هذا العهد بدأت مراكب الهند يتوافر عددها آتية للحج بعد أن كانت ليلة الورود وقد فرضت الإمارة في مكة عليهم رسوماً للحج وظلت تتقاضاها لنفسها فلما كانت سنة 832 وصلت إلى مكة مراسيم من برسباي لجعل ثلث الواردات من رسوم مراكب الهند لصاحب مكة وإرسال الثلثين الباقيين إلى صاحب مصر ويبدو أن الشريف بركات ما لبث أن استضعف حصته من الرسوم وطلب زيادتها فوافق الشراكسة على ذلك، لأننا نجد الدحلان يذكر لنا أن مصر أرسلت في عام 840 مراسيم جديدة تقرر بموجبها مناصفة الواردات التي ذكرناها بين إمارة مكة وحكومة الشراكسة في مصر (2) . وينقل الغازي أن الشراكسة في مصر ألزموا بركات بدفع عشرة آلاف دينار سنوياً وألاّ يتعرض لعشور البضائع في جدة ولم يذكر شيئاً عن رسوم الحجاج ولعلّهم تركوها لحصة بركات.. وفي هذا ما يدل على اتساع نفوذ الشراكسة في مكة في هذا العهد كما يذكر أنه كلف بدفع خمسة آلاف دينار (3) .
وازداد نفوذ الشراكسة اتساعاً على أثر هذا في عهد السلطان جقمق لأننا نجده يندب أحد رجاله الأمير سودون ليتولى في مكة نظارة الحرمين وأمر عمارتها ويرسل معه خمسين فارساً من الترك يقيمون في مكة (4) .
وهي تشكيلات كان مماليك الأتراك قد ابتدعوها قبلهم في مكة كما أسلفنا عام 760 فلم يستقم أمرهم لأن الأشراف ثاروا بهم وحضروهم في المسجد وأوقعوا فيهم قتلاً وأسروا بعضهم فأرسلوهم إلى ينبع وباعوهم في أسواقها بيع الرقيق وقد ظل أمر هذه الفرقة بضع سنوات ثم امحى ذكرها فيما يظهر لأن المؤرخين لم يذكروا شيئاً عن وجودها بعد الذي كان.
ومن الغريب أن من تقاليد أمراء مكة في ذلك العهد أن يقبِّلوا خف جمل المحمل عند وصوله إلى مكة ولكن بركات طلب إلى جقمق إعفاءه من ذلك فأعفاه (5) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :339  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 112 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.