شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عجلان بن رميثة وإخوانه
تولى أمر مكة بعد ذلك عجلان بن رميثة في جمادى الآخرة عام 746 وشعر أن أخويه سند ومغامس يتطلعان إلى مشاركته فأبعدهما إلى وادي نخلة ثم ما لبث أن ألحق بهما أخاه الثالث ثقبة (1) .
وتولى في هذا العام 746 سلطان المماليك الكامل شعبان فكتب إلى مكة يؤيد عجلان ويخبره أن إخوانه وصلوا إلى مصر فاعتقلوا فيها فأمر عجلان بتزيين الأسواق وكان والده رميثة مريضاً فما لبث أن توفي أيام الزينة فطيف بنعشه وقت صلاة الجمعة حول الكعبة ودفنوه بالمعلاة في ذي القعدة من العام المذكور (2) .
وفي سنة 747 أطلق الأخوان الثلاثة من مصر وأعطوا مرسوماً بالموافقة على اشتراكهم في إمارة مكة مع أخيهم عجلان على أن تكون لهم نصف البلاد ولأخيهم عجلان النصف الباقي وحده (3) .
وفي هذا ما يدل دلالة قاطعة على أن المماليك الأتراك كان لا يعنيهم استقرار الأمر في مكة بقدر ما يعنيهم أن تبقى الخطبة باسمهم وإلاّ فأي معنى لإطلاق الأخوة الثلاثة وتزويدهم بمرسوم يخولهم حق الشركة، ولست أعرف بالضبط معنى لشركة أشخاص أربعة في محيط أضيق من أن يتحمل الشركة.
إنني لا أرتاب في أن الرؤوس المفكرة في دولة المماليك كانت -وهي تشعر أن الأشراف يتنافسون على حكم البلاد- لا يعنيها أن تعالج هذا التنافس بشيء من الحكمة بقدر ما يعنيها أن تحتكر الدعاء لاسمها أو أنها كانت تعجز عن علاجه وتخشى أن تساعد شريكاً آخر فيخونه التوفيق فتفقد استحقاقها للدعاء في الخطبة في نظر الغالب. لهذا نراها لا تتصرف ضد المشاغبين لحاكم مكة إلاّ في نطاق محدود وهي إذا تصرفت فأسرت المشاغبين أو أبقتهم لديها في مصر فإنها تحاول أن ترضيهم ما وسعها ذلك وأن تقبل أياديهم وتحلهم في الصدارة في جميع مجالسها.
ذلك لأنها تشعر أن أسراها اليوم لم يفقدوا كل آمالهم في الحكم وأنه لا بد أن يبلغهم أو ذراريهم اليوم الذي يقبضون فيه على زمام مكة وعند ذلك يثأرون لأنفسهم مما نالهم فيربطون علاقاتهم مع حكومة أخرى من حكومات الإسلام ويعلنون اسمها على منابرهم.
لهذا فهي تتصرف في نطاق محدود فلا عجب أن تمسك إخوان عجلان لتحول دون وصولهم إلى مكة حتى إذا شعرت أنها أساءت إليهم وأنهم باتوا ساخطين خشيت عاقبة السخط وأطلقتهم، وقد ترى نفسها مضطرة لأن تمنحهم مثل التأييد الذي منحته للحاكم في مكة ثم تتركهم ليتدبروا أمورهم ويعالجوا قضاياهم بسيوفهم إذا قدروا وبأسباب أخرى من أساليبهم العديدة التي ألفوها وتظل هي في مكانها ترقب الميدان لتتدخل بقدر ولا تضيع على نفسها استحقاقها في الدعاء باسمها.
وهكذا أطلقت الأخوة الثلاثة وتركتهم يمضون إلى مكة فيناوئون صاحبها ويشهرون السلاح ضده.
وقد استطاعوا أن يجلوه عن مكة في عام 748 فشدَّ رحاله إلى مصر ليبقى فيها مدة ثم يعود مقاتلاً ليظفر بالإمارة في شوال 750 ويجلي أخوانه عنها فيولون شطر اليمن (4) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :322  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 94 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.