الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > > الترتيبات الإدارية للحج

الترتيبات الإدارية للحج

لسنا في حاجة إلى الإشادة بما تبذله الحكومة العربية السعودية ممثلة في إداراتها المسؤولة من جهود في سبيل الحجاج، فقد أصبح ذلك معروفاً لدى كل متتبع لأحوال البلاد ونهضتها الأخيرة.

وإن لفتة بسيطة إلى ما يتمتع به الحاج اليوم من الأمان وسرعة التنقلات وما إلى ذلك من وسائل العناية، كافية لمعرفة المدى الذي تبذله الحكومة في سبيل ذلك.

ونحن نورد هنا موجزاً للترتيبات الإدارية التي تتبعها الحكومة في سبيل تنظيم شؤون الحجاج والعناية بحركاتهم، تنويراً لمن يسأل منهم عن الإدارات الرسمية ذات الاختصاص في ما له علاقة بالحج والحجاج، ولنا كبير الأمل أن تزيد الحكومة من عنايتها بمرور الأيام، وتضيف إلى ترتيباتها الحالية ترتيبات أوسع نطاقاً وأبعد مدى.

إدارة الحج:

تشرف إدارة الحج إشرافاً مباشراً على حركات الحجاج وتنقلاتهم، وتعنى بكل ما له علاقة براحتهم.

ولهذه الإدارة مركز رئيسي في مكة يديره سعادة الشيخ صالح قزاز وتتوزع الأعمال فيه إلى شعب للشؤون الدينية، والمالية، والصحية، والمواصلات. والإرشاد والدعاية. وتتولى كل شعبة أعمالها في حدودها المختصة.

فتُعنى الشعبة الدينية بشؤون الحاج الدينية.

ويتولى المرشدون والمراقبون إرشاد الحجاج في عرفات ومنى إلى مواضع خيام مطوفهم، ويراقبون شؤون راحتهم في بيوت السكنى بمساعدة رجال الشعبة الصحية.

وتتولى شعبة المالية حسابات الحجاج والمطوفين، كما تتولى شعبة المواصلات تنظيم حركات الحجاج وتنقلاتهم بين جدة ومكة والمدينة. وتعنى شعبة الدعاية للحج باختصاصها في ذلك. وتصدر في مكة مجلة باسم ((الحج)) لخدمة المسترشدين وتزويد قرائها بكل ما له علاقة بشؤون الدين والحج والإصلاح.

وتتعاون جميع الشعب في خدمة الحجيج معاونة كاملة تنظمها الإدارة العامة ويشرف عليها كبار رجال وزارة المالية وعلى رأسهم معالي الوزير الشيخ عبد الله السليمان الذي يتولى جميع المسؤولين فيها بعناية دقيقة وحرص شديد.

وتمتد عناية إدارة الحج بتنظيم شؤون الحجاج إلى عرفات والمزدلفة ومنى، فقد نشطت في سنواتها الأخيرة إلى تخطيط ما يمكن تخطيطه من منازل الحجاج في عرفات، وشرعت تتخذ لنفسها سرادقات واسعة تهيئها بالطعام والماء، وتجمع إليها جميع الضائعين والمتخلفين عن ذويهم، فتعنى بشأن إطعامهم وراحتهم ثم تنتدب مرشديها للتعرف على مواضع خيامهم بحثاً عن ذويهم، كما أنها تكلف المطوفين الاتصال بمركزها كلما ضاع لهم ضائع، وبذلك تعيد الحجاج إلى خيامهم من طريق مطوفيهم أو مرشديها بعد أن يكونوا قد قضوا لديها فترة ضياعهم متمتعين بظلال سرادقها، مصيبين حاجتهم من طعامها وشرابها.

وهي تفعل مثل هذا في منى والمزدلفة، فليس على الحاج المتخلف عن ذويه والضائع عن خيامه إلاّ أن يسأل الجنود المنتشرين بين الخيام عن سرادقات إدارة الحج ويلتمس رايتها على رأس السرادق، ثم يأخذ سبيله إلى هناك ليجد المرشدين في خدمته يتولون طعامه وشرابه وتظليله إلى أن يحضر مطوفه لتسلمه أو يقوده أحد المرشدين إلى خيمته.

ولإدارة الحج في كل من جدة والمدينة فروع يتولى أمرها رجال مسؤولون عن العناية بالحجاج وتنظيم كافة شؤونهم، وهم مستعدون في كل وقت لسماع أي شكوى تقدم إليهم من الحجاج في أي شأن يتعلق بتنقلاتهم وراحتهم.