شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عاصم حمدان ))
- الكلمة الأخيرة للدكتور عاصم حمدان:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، إذا كانت هذه السيرة العطرة التي شنف بها الإخوة الكرام والأساتذة الكبار أسماعنا عن ابن بار من أبناء هذا الوطن، ألا يحق لنا أن نسأل ونحن في هذه الدار العامرة دار الأستاذ الكبير عبد المقصود خوجه أننا نقف أمام رائد متواضع، وإذا كانت العبارة المحفوظة ما أكثر الذين قتلهم تواضعهم فإن الحال يقول ما أكثر الذين رفعهم تواضعهم..
سمعت شيئاً كثيراً عن زهير السباعي لا أعرفه من قبل وأعترف الآن أنني تعلمت من مدرسة الكبار بدئاً بأستاذنا الكبير عبد الله بغدادي ومروراً بأساتذتنا الكرام حامد مطاوع، الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين، والزميل الدكتور حسن بله، والدكتور البترجي، سمعت الكثير وسألت نفسي أين هي الموسوعة التي يمكن أن نرجع إليها لنعرف تاريخ رجالنا في الماضي والحاضر، أتحدث من الذاكرة، منذ قبل ربع قرن من الزمن قرأت (دعونا نمشي) لأحمد السباعي، كنت أظن أن الرجل يتحدث عن شيء من الخيال، كان الرجل يتحدث عن أفكار عديدة، ربما لم يكن أحد يفكر أنها تطبق في عالم الواقع، اليوم نعيش تلك الأفكار التي كانت تراود ذهن ذلك الرائد الأستاذ أحمد السباعي، الذين قرأوا قصيدة حمزة شحاته عن جدة كانوا يقولون ماذا يريد أن يقول حمزة عن جدة؟ الذين يعيشون اليوم في جدة يقولون إن حمزة كان ينظر بمنظار يستشف من وراء الأفق أو ببصيرة الشاعر ماذا سوف تكون عليه جدة، وكذلك كان أحمد السباعي رحمه الله..
الحقيقة أقول لو كان اليوم بيننا الأستاذ أحمد السباعي لكان فرحه كبيراً، سروره عظيماً، فلا يحب أحد في هذه الدنيا من يكون هو خيراً منه كما يحب الأب أن يرى أبناءه، نعم، نحن أمام إبنين من أبناء الأستاذ أحمد السباعي المحتفى به الدكتور زهير السباعي، الزميل الكريم الأستاذ أسامة هو زميل في الجامعة وزميل في الصحافة، أقول الآباء يورثون الأبناء حب العلم والأدب، من الذاكرة أيضاً أقرأ أحمد السباعي كان رئيساً لصوت الحجاز التي كان يملكها الأستاذ محمد صالح نصيف، رحمهما الله، في عام 1350هـ، ثم أنشأ مجلة قريش، ثم أنشأ الندوة، لا بد أن الأبناء عشقوا ذلك العلم، أحمد السباعي ليس من أجل أبنائه أقول هذه الكلمة ولكن للتاريخ هو عالم موسوعي مثل أحمد عبد الغفور عطار، وأحمد جمال وحمد الجاسر وعبد العزيز الرفاعي، اليوم أتلفت يمنة ويسرة فلا أجد أمثال أولئك الرجال، ومن واجبنا أن نُعرِّفَ أبناءنا دور هؤلاء الرجال، أبكي كثيراً وذكرت هذا لصديقنا وأستاذنا مصطفى عطار، أنني عندما أتذكر هذه الثلة الكريمة هذه النخبة الكريمة من الرجال أبكي كثيراً لأنني جلست إلى العطار وجلست إلى أحمد جمال وجلست إلى الرفاعي وجلست إلى هؤلاء القوم، اليوم في دار الأستاذ عبد المقصود تهب علينا نسمات ندية من عروس البحر الأحمر وتهب علينا نسمات إيمانية من جوار البيت الحرام، في عنقي دين لأهل الشامية، هذا الدين أنني كنت نزيلاً فيها أعرف بيوتاتها ورجالاتها كنت يوماً أجلس إلى رجل من رجالاتها هو الشيخ حسن زيني آشي، كانت الدار عامرة بالرجال، نعم، وجوه نضرة، ألسنة عفيفة، قلوب طاهرة، قال لي: في المدينة يعرف أنسابكم محمد حسين زيدان رحمه الله، في مكة يعرف الأنساب أحمد السباعي، لكنني عجبت أن يقول هذا الكلام ولم يكتب أحمد السباعي شيئاً آنذاك، لا بد أن الأستاذ أحمد السباعي يعلم أن الخوض في هذا الميدان صعب لذلك ترفع ولكنه خلف لنا كتاباً كبيراً في تاريخ مكة، هذا الكتاب الذي لم يتحدث عن التاريخ السياسي لمكة ولكنه تحدث عن تاريخها الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والفني والأدبي، لعلكم تعجبون إذا قلت لكم أنني قرأت شعراً لأحمد السباعي، هذه هي الموسوعية، أما فِكْرَةٌ، فيعدها البعض أنها من بواكير الأعمال القصصية، يوم قرأتها قرأتها في مكتبة عارف حكمت في المدينة المنورة إنها شبيهة بحي بن يقظان القصة التي أثرت في الأدب الغربي، دانيال دوفو الكاتب الانجليزي المعروف في روبنسون كروزو واستفاد من هذه القصة حي بن يقظان في قصته التي كتبها وذلك ليس مجاله الآن..
لكنني عندما قرأت القصة كان أحمد السباعي يبشر بميلاد القصة كما بشر بها حسين عرب ومحمد علي مغربي، وحسين سرحان، ومحمد عالم الأفغاني، وعلي حوحو وغيرهم، الحقيقة أنني أقول أنني سعيد بما سمعت عن هذا الرجل المعطاء في علمه وأدبه، وقرأت للدكتور زهير على صفحات جريدة المدينة التي أتشرف بأنني أحد الذين يكتبون فيها بعض المقالات المتواضعة، لكن زهير السباعي طوع العلم للأدب يذكرني بهذا الدكتور أحمد زكي الذي كان معروفاً بأسلوبه العلمي المتأدب، وما سمعتموه فيه الكفاية عن الدكتور زهير السباعي، رحم الله أحمد السباعي ورحم الله الذين ذكرناهم، وبارك الله في أبنائهم وأحفادهم وبارك الله في هذا الجمع المبارك وبارك الله في صاحب هذه الدار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :682  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 62 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .