شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الله بغدادي ))
- أولى الكلمات لسعادة المربي الكبير الأستاذ عبد الله بغدادي:
أسعد الله مساءكم جميعاً
زهت دولة الطب لما شفيت وعاودها الأملُ الناهض فللطب أنت وتين الحياة وأنت له قلبُه النابض والوتين الشريان الأعظم الذي يخرج من القلب ويتفرغ من الجسم ولأن زهير أحمد السباعي هو الطبيب الإنسان الذي دَرَّسَ طب المجتمع من جامعة الملك فيصل بالدمامَ واحد من الرموز الطبية الباهرة في عالم الطب، وقد جعل صناعته شفاء المرضى ومواساة الثكلى وإنعاش النفس وإبهاج القلبِ، وعلمه ثمين، وطبّه ثخين، وعقله رزين، وفهمه رصين، ترمقه القلوب وتعجب به العيون، قرة عين في عالم الطب، ودرةُ زين في سماء العلم وقلبه نابض بالحب.. يحب بلاده كما يحب الحب لأنه على الخلق العالي المكين.. وجعل دراساته تتمركز حول محور العناية بصحة الطفل ووجه دراساته لرعاية الطفولة الباكرة وسياسة الرجل أهله وولده.. مسدياً نصائحه للآباء للعناية القصوى بصحة الطفل وألمح إلى أن السنوات الأولى عظيمة التأثير عليه، ولأنه حكيم وخبير ورئيس لمجلسي طب الأسرة العربي والسعودي.. قد جعل جلَّ اهتمامه بصحة الأولاد لأنهم أعز الموجودات.. ولذلك جاد لهم بأعز ما يجول في خاطره ويتردد في ذهنه وخبراته من مخزون الحكمة ومحصول تجاربه وعزيز مدخراته.. ولأن الدكتور زهير: صاحب نظرية وبرامج، الصحة والإعلام وقد وظفه في نشر الوعي الصحي بين طبقات الجماهير شارحاً بإسلوبه الفذ لكل المرضى طريقة العلاج مرشداً للتداوي الأفضل، وحديثه وأحاديثه التلفازية شهية ونقاشاته ومحاوراته شجية لأنه سبط الكلام فصيح اللسان، باهر البيان، طويل العنان، كثير التدقيق وعرّف بضرورة معرفة المريض نفسه أولاً تحقيقاً للحكمة القديمة التي كتبت على باب "أثينا" قبل مئات القرون "إعرف نفسك بنفسك" ومنها نبع الطب وخرج على الدنيا أول كتاب في الطب "تذكرة داوود الانطاكي"، وهو المرتكز الأساسي لكتاب "طب الأعشاب" الصادر في أمريكا بنظريات حديثة وبلغة عصرنا.. ولأن الدكتور زهير حفظه الله هو الداعية الأمين لتعريب الطب في الوطن العربي.. وقد سبقت بعض الدول العربية إليه كسوريا والسودان.. وقد أيده في هذا مجمع اللغة العربية في إحدى دوراته.. موصياً كل البلدان العربية بتعريب الطب والعلوم التطبيقية باللغة العربية وقد وفق الله الدكتور زهير فنشر تجربته في تعليم الطب وفي كتابه الكبير وهذه القضية كبيرة وتحقيقها يحتاج إلى جهود ضخمة من أقطاب الفكر والدعوة إلى تطبيقها والالتزام بها.
ومن قبل أكثر من أربعين عاماً وعندما كنت طري عمرٍ ونضير شباب، جاءني بك والدك العظيم أحمد السباعي (رحمه الله) ليدخلك مدرسة تحضير البعثات لأنها المؤسسة الرائدة والمؤثرة في الحركة التعليمية وقال لي يومها: لقد كنت معلمك في المدرسة التحضيرية الابتدائية بالمسعى.. واليوم جئتك بأعز ما عندي ولديَّ أسامة وزهير وأجلستك على مقاعد - وكنت يومها على دست هذه المؤسسة - وكان عقلك مفتوحاً لكل نسمات العلم والمعرفة ومنفتحاً على كل الثقافات.. وقد رأيتك بين أقرانك بدراً في بروج المحاشة وقطباً لفلك المحاق وحق لك قول الشاعر:
حملتك في قلبي فهل أنت عالم؟
بأنك محمول وأنت مقيم
ألا إن شخصاً من فؤاد محله
واشتاقه شخص علي كريم
 
ومن بعد: في هذا اليوم جاء بك إلى صالونه الأدبي والفكري الماتع حبيب الأدباء عبد المقصود خوجه، رائد من رواد الأدب في بلادنا ومكرِّمُ النبغة لسانهُم ينفث الدّر ولترقي فوق المنبر الاثنيني، وأنت شيخ من شيوخ الشورى عليك سكينة ووقار ومن حلل البهاء جلال مجلل بالعلم ومكلل ببرد العافية والحنان وعليك مسوح الحكمة والنور الجابي والشعاع الحاني والضوء الهادي.. وحيث يحتفي بك الحضور وأنت تتصدر هالة المجلس الاثنيني جوّاد النفحات نجم متألق في سماء الطب.. ونلقاك في شوق لسماع حديثك العذب وحوارك الرصين تعطر به الأجواء وبالشذى العبق الفواح من طيب الطيوب وعطر الوجود فالحياة صحة وشباب وآلة العيش تاج فوق الرؤوس.
فشكراً لابن مقصود نداه
وذكر يملأ الأيام حمداً
له حب القلوب فليس يطوى
وماء المقلتين فليس يصدى
فلم نعرف لـه في الفضل قبلاً
ولم نعرف في النبل بَعدْاَ
 
والسلام.
- الكلمة الآن لسعادة الكاتب المعروف الأستاذ حامد مطاوع:
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :595  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 56 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج