شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
-36-
يشكو (ن) من نقطتين في حياته كانتا فاصلتين بين غايته التي عاش حياته يحلم بها، وبين واقعه الذي سِيق إليه كما تُساق السائمة إلى غير هدف.
ومن غريب أمره أن يشكو إلى مجنون لا تُطاع كلمته ولا يُستأنس برأيه.
يقول إن النقطة الأولى فصلت في حياته يوم أجمعوا على توجيهه في الكلية إلى دراسة فن لا يستهويه، ضاربين عرض الحائط بميوله الخاصة وإعداده الفطري!
وقد عجز عن إقناعهم فمضى فيما سيق إليه واستطاع أن يقسر ميوله، ليعد نفسه كما أرادوا.. حتى إذا نجح فيما تكلّف، واستطاع أن يظفر بالورقة التي أطلقوا عليها (شهادة)، وأعد نفسه للعمل في نطاقها.. عادوا يميلون بتوجيهه إلى سبيل جديد تمثله وظيفة لا علاقة لها بما كان يهوى قبل دخول الكلية، ولا صلة بينها وبين ما فرضوا تعليمه عليه في الكلية، فكانت النقطة الثانية التي فصلت في حياته وهيأته للفشل.
ما أبلغ خسارتنا بإغفال ماهية المواهب في نهضتنا الجديدة، وما أضيع شبابنا إذا كنا لا نستجيب لما كوّناه من ميولهم وأعددناه في حياتهم!!
يقول (ن) إنه لا يزال يهوى فنه قبل دخول الكلية، كما أنه يمانع كثيراً في العمل داخل النطاق الذي تكلف دراسته.. ولكن الظروف التي أبت إلاَّ أن تحوله إلى وجه ثالث لا يصح لها أن تطالبه بالإنتاج المثمر في غير فنه الذي هوى، أو حقله الذي تكلف فيه للدراسة.
وليس لمجنون مثلي أن يعترض على ما يفرضه العقلاء، ولكنني أنصح أن يقنع بحجته غيري من أصحاب العقول السليمة، لأن دفاعي عنه كمجنون من شأنه أن يريبهم فيه، وربما أضافوه إلى النوع الذي وضعوني فيه وأدرجوه معي في سلك المجانين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :316  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 69 من 114
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.