شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
-20-
لا أدري متى يسود التفاهم بيني وبين الناس؟
تسلمتني الكتب من نعومة أظافري، فعلّمتني أن الفضائل رهينة بخلال مخصوصة، أطالت في إحصاء أنواعها. ثم زادت فأغرتني بها، أكدت لي أن قيمة الشخص في الحياة وقف على مبلغ ما يحسنه فيها.. فنشأت ألتمس تطبيق ما تعلمت على مقادير الناس فأسأت إلى نفسي بقدر ما أسأت إلى الناس.
يا بعد ما بين ما تعلمت وما طبقت!
أغرتني الكتب بخِلال منها الوفاء، والصدق، وإسداء الخير، والجرأة في الحق.. وعندما التمستها بين الناس وجدتها لا تساوي قلامة ظفر إلى جانب الرياء، والنفعية، وحب الذات، والجرأة في تزييف الحق.
وعندما استعصى وجداني على مسايرة الناس، وأبى إلاَّ أن أثبت على ما تلقنت.. تنكر لي معارفي من جميع الطبقات، وظللت وحدي أدور في فلك الحياة في غير الاتجاه الذي يدورون.. فكان التصادم وكان الاضطراب!!
أنا اليوم أحتقر ألواناً يقدّر الناس قيمتها، وأزدري أصنافاً يجلُّون ميزتها، وأطيل نظري مقتاً لمناسبات فهمت من حقائقها غير ما فهمه الناس.. وبذلك ساءت علاقتي بهم، فأشاعوا عن شذوذي مرة، وجنوني أخرى، ممّا جعلني أرتاب في حقيقتي.
فهل أغرتني الكتب بما علّمتني؟؟ أم ضل الناس بما قدسوا من مثل؟
تلك أمور أسلمتني إلى الحيرة ولا آمن الحيرة أن تسلمني إلى الجنون.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :351  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 114
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[صفحة في تاريخ الوطن: 2006]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج