شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إلى معالي وزير الصحة
لقد بذلت الحكومة في سبيل الاستشفاء عشرات الملايين، وعنيت وزارة الصحة باستقدام الأطباء أفواجاً وأفواجاً، وندبت من شبابنا عشرات وعشرات عاد إلينا أكثرهم يحملون شهاداتهم العالية، ويحتسبون العمل لبلادهم في مجال الصحة العامة.
كل هذه الأفضال لا ننساها للحكومة، ولا ننكره على وزارة الصحة، ولا نغمطه لشبابنا العامل وعلى رأسهم وزيرهم الكبير، ولا نجحد للمستقدمين ما يبذلونه في سبيل المجال الصحي.
ولكن المشاهد أن كل هذه الجهود تحتاج إلى كثير من التوسع.. ذلك أن الوعي الصحي الذي تفتق في البلاد على أثر نهضتنا بات أوسع من أن يغطيه ما بذلنا إلى اليوم من جهود.. فلم يعد للوصفات البلدية شأن بين طبقاتنا، ولم يعد لدجالة الطب ومجربي الحكمة في البادية والحاضرة أية قيمة بين ظهرانينا بعد أن تفتق وعينا.
فأنت تزور المستشفى، أي مستشفى، وليكن مستشفانا.. في أجياد فتلاحظ أن الزحام يبلغ مستواه العالي في غرف الأطباء.. في صورة لا أعتقد أن الطبيب مهما بلغ شأوه أو إخلاصه يستطيع أن يحقق أمراض المراجعين أو يتثبت من سير عللهم.
والغريب في الأمر أن المراجعين لا يلبثون لفرط الزحام أن يقتحموا غرف الإدارة فيتزاحمون أمام مكتب مدير المستشفى، وفي غرفة مندوب الوزارة فيشتغلان بأمراضهم تحت عامل الاضطرار رغم ما يتركه ذلك من أثر في مجرى أعمالهم.
وأنا عندما يسوقني الحديث إلى مستشفى أجياد لا أريد أن أعنيه وحده بما مُني به من زحام، فالمعروف أن جميع مستشفياتنا حكومية كانت أو أهلية تعاني في سائر أنحاء المملكة مثل الزحام الذي يعانيه مستشفى أجياد لا لقصور في استعداداتنا ولكنه كنتيجة لتفتق الوعي الصحي بين حواضرنا وبوادينا -ومع هذا فالأمر في مستشفى أجياد ربما اختلف بمناسبة أيام الموسم كثير الاختلاف عن جل مستشفياتنا في أنحاء المملكة.
ذكر لي أحد المترددين على مستشفى أجياد لعلاج مستمر أن مراجعي المستشفى لا يقل عددهم اليومي عن ألفي مراجع رغم أننا لا نزال على أبواب الموسم. وقال: أرجو أن لا تنسى أن طرق الحج البري والبحري والجوي لا تزال تستقبل الآلاف يومياً.. كما لا تنسى أن حجاج البر وأكثرهم من إخواننا الحجاج اليمنيين يصلون إلينا مرهقين ممّا نالهم من الضعف، وأن حجاج الهند والباكستان يقاسون الإرهاق نفسه لأن جلّهم من الشيوخ المسنين.. كل هؤلاء يجب أن تستقبلهم مستشفيات مكة وفي مقدمتهم مستشفى أجياد لقربه من مواقع سكناهم بجوار المسجد.
وقال: إذا علمت هذا، وعلمت أن أطباء مستشفى أجياد لا يزيد عددهم عن قدر محدود، عرفت معنى الزحام الذي أصف لك شدته على أبواب الأطباء.
واستند صاحبي على جناح سيارته كمن يستريح من وجيف قلبه ثم استأنف: لقد قرأت في الصحف من أيام أن معالي وزير الصحة يستعد للسفر إلى مكة ليشرف عن كثب على صحة الحجاج يصحبه نحو 80 موظفاً، وأن سعادة وكيل الوزارة سيعقبه بعد أيام في صحبة 30 طبيباً، وأصارحه القول إني بعد أن قدرت لمعالي الوزير ووكيله هذه العناية تمنيت لو صحب الوزير أطباءه معه قبل موظفيه، كما تمنيت لو كان عدد الأطباء بلغ الثمانين بدلاً من عدد الموظفين.
ثم قال: إن الزحام يزحف إلى مكة في هذه الأيام بشكل هائل، فلو تعجل الأطباء سفرهم قبل منتصف ذي القعدة لاستطاعوا مواجهة هذه الألوف المؤلفة بما يكفيهم.. وثمة شيء لا يجب أن تنساه فقد تعوّدنا في بعض السنين أن نستفيد من تجميع الأطباء في مكة قبل عرفات وفي أيام عرفات ومنى ثم يبدأ ترحيلهم إلى حيث أتوا. ولما كان المفهوم أن أيام الحج لا تنتهي بانتهاء أيام عرفات ومنى فإننا نتمنى إلى معالي الوزير أن لا يعجل في ترحيلهم قبل أن يخف الزحام في مكة والمدينة وجدة سيما وأن وعثاء التنقل بين عرفات ومنى كثيراً ما تترك عقابيل في أجسام الحجاج ومستواهم الصحي.
قال هذا ثم ودّعني ليدلف إلى مكانه من السيارة وهو مهيب بي أن أكتب هذا لعلّ فيه ما يستحق عناية معالي الوزير ولفت نظره.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :407  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج