شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مأساة الذباب
الذباب في بلادنا نوع من أمراضنا المستعصية وكذلك شأن الناموس.
ونحن نعرف أن حرمان بلادنا طول سنيها من المجاري العامة هو علة العلل في هذه المأساة. كما نعرف أن حكومتنا أحالت موضوع المجاري إلى الدراسة من سنوات وكاد التنفيذ أن يبدأ لولا أنه تعثّر لظروف خاصة، وأن الجهات المسؤولة ما لبثت أن استأنفت البحث في موضوع المجاري ولم يبقَ على بدء التنفيذ إلاّ خطوة روتينية، يقول العالمون ببواطن الأمور إنها بسيطة فعسانا لا نتعثر من جديد.
ومع هذا فالمفروض أننا إلى أن يتم موضوع المجاري لا يجب أن نعجز كل العجز عن محاربة الذباب ودفع بعض ضرره ولو عن مآكلنا في الأسواق.
إن الأمم التي قضت على الذباب لا تبيح رغم ما فعلت للمأكولات المعروضة في الأسواق أن تعرض مكشوفة أخذاً بالاحتياط، فما بالنا نحن نترك الجزّارين والتمّارين وأمثالهم يعرضون بضائعهم مكشوفة دون خوف أو مبالاة!
أنا أعرف أن أمانة العاصمة كانت قد فرضت من سنوات على أمثال هؤلاء الباعة أن لا يعرضوا بضائعهم إلاّ في أقفاص خاصة، وأنهم شرعوا يتقيّدون بالأوامر ولكنهم ما لبثوا أن سئموا القيود فانطلقوا ببضائعهم يعرضونها للذباب. فهل علمت هذا أمانة العاصمة؟ وهل علمه المراقبون بمتابعة الباعة؟ وهل حققوا على أحد من العصاة عقوبة تردعه وتعلّمه احترام الأوامر؟
أذكر أنني كتبت مرة قبل شهور طويلة ألفت نظر أمانة العاصمة إلى باعة الكروش والمقادم وفضلات اللحوم والرؤوس الذين يتجمعون في السوق الصغير لعرض بضائعهم في صورة قذرة، يتجمع عليها الذباب في حالة تعافها النفس. كما أذكر أن أمين العاصمة اهتم للأمر يومها فأرفق ما كتبته إلى جهة الاختصاص يطلب تشكيل لجنة تقرر ما تراه لإزاحة هذا الضرر. وقد ذكر أن اللجنة المذكورة اجتمعت وبحثت وتقدمت بمرئياتها، ومع هذا فقد ظل الأمر كما كان لم يتغير بشيء.. وظل الباعة على حالهم يعرضون بضائعهم في صورها المزرية يخيّم عليها الذباب والغبار.. المؤلم في هذا أنه لا يحلو لهم مثل هذا العرض إلاّ في مواجهة شارع هو من أهم شوارع مكة المكرمة.
وأغرب ما أستغرب له في الأمر أن أمانة العاصمة عندما قنعت بوجهة نظري لم تبادر إلى التنفيذ، بل طلبت تشكيل لجنة لتقرير ما تراه اللجنة في هذه المرئيات! فهل أفهم من هذا أن أمانة العاصمة تملك فرض رقابتها على المستهترين بالصحة العامة وإلزامهم بصيانة بضائعهم في دواليب تصونها من عبث الذباب، وإبعاد كل ما يسيء واجهة الشوارع إلى مناطق منزوية تخصصها لهم في حالة معينة تقبلها شروط الصحة العامة.
وليت الأمر بعد كل هذا الروتين انتهى إلى نتيجة ذات أثر فعّال إذن لهان الأمر.. ولكن المؤلم أن الأمور تجري على ما كانت رغم الشهور الطويلة التي مضت عليها.
ولا أدري ونحن اليوم على باب موسم جديد، هل واجهاتنا العامة وبضائعنا المعروضة عرضة للانتقاد أم أننا نستطيع أن نفعل شيئاً يشرفنا؟؟ إننا منتظرون!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :447  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج