شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ألسنا مطالبين بهذا.. للتاريخ (1)
الأستاذ عبد الله خوجه من أبطال التعليم الليلي البارزين في المملكة وخدماته في هذا المجال من نحو 40 سنة معروفة مشهودة.
وهو إلى جانب هذا مولع بالعاديات الأثرية. عاش حياته يتتبعها ويبذل الكثير من ماله الحر على قلته في سبيل اقتنائها، حتى اجتمع له -كما يقول- من نوادر النقود والأحجار والأواني والملابس الأثرية وغيرها وغيرها ما يصح أن يكون نواة طيبة لمتحف أثري حافل.
وقد تلقيتُ منه من أيام كلمة يبثني فيها ألمه في أسلوب مرير، ويسألني لماذا يسخو بنفسه ولا يبالي بما يرهقها في سبيل ما جمع من العاديات الأثرية، ويبذل من جيبه على قلة ذات اليد في سبيل أن يتحف بلاده بما يحملها، ثم لا يجد من المعنيين بالأمر مَن يقدِّر ما بذل أو يعيره أدنى التفاتة.
ويقول: لقد تقدمتُ إلى أمانة العاصمة أطلب السماح بإقامة متحف لعرض ما أملك من عاديات أثرية، فطلب المجلس البلدي إليَّ تقديم بيانات بأنواعها، فتقدمت بها في 14 صفحة، فرفعوا ذلك إلى إمارة مكة، وأحالتها الإمارة إلى وزارة الداخلية، التي أحالتها إلى وزارة المعارف، وقد جاء في قرار وزارة المعارف أنه من غير المفيد السماح للأفراد بإقامة متاحف خاصة؛ لأن ذلك من اختصاص الحكومة ممثلة في إدارة الآثار التي أنشئت حديثاً بوزارة المعارف.
إلى هنا لم يتجاوز الأمر إلى حده المعقول، ولكن ما يأتي بعده يدعو إلى كثير من الدهشة فهو يقول:
"وحينما راجعتُ وزارة المعارف أستطلعُ رأيها فيما سينتهي إليه الموضوع، أفادني المختصون بأن لجنة خاصة ستكوّن للاطّلاع على ما أملك من أثريات وتقوِّمه بالثمن المستحق توطئة لشرائه ليصبح ملكاً للحكومة، تستطيع عرضه باسمها.. ولكن هذه اللجنة لم تزل في عالم الغيب إلى اليوم، رغم ما مضى عليها من أشهر، ورغم مراجعاتي العديدة.. إلى أن يقول وقد كتبتُ إليهم أخيراً بأن العاديات بدأت تتعرّض للتلف، وأن تراكم الملابس بعضها فوق بعض في مكان ضيّق هيأ للعثة أن تتوالد في ثناياها وأن اضطراري إلى نقلها من مكان إلى آخر عرَّض بعض أنواعها للكسر أو التلف.
وهو بعد أن يمضي في بث ما يعانيه من ألم وهو يشهد ممتلكاته الغالية يدب إليها الفناء يرجوني لفت نظر وزيرنا الشاب إلى شكواه، ويطلب أن يهتم معاليه بالأمر فيأمر بصورة مؤقتة بتعيين مكان صالح يستطيع أن ينقلها إليه، ويتولّى تنظيفها وترتيبها لبينما تجتمع اللجنة للبت في أمر شرائها.
وأنا شخصياً أرى أننا مطالبون للفن والتاريخ أن نولي الأمر حقه من العناية، فالأمم اليوم تتسابق بصورة جادة إلى العناية بتراثها الأثري. فالتراث الأثري تاريخ ناطق كثيراً ما يغني عن عشرات المجلدات، وهو إلى جانب هذا مدعاة للاعتزاز والمباهاة بين شعوب العالم. فأنت لا تكاد تجد اليوم بلداً واحداً لا يُعنى بآثاره ويبذل الكثير في سبيل صيانتها وتنسيق عرضها.
ومعالي وزيرنا الشاب خير مَن يعرف أن اهتبال مثل هذه الفرصة قبل أن تفلت من يد صاحبها أو تفقد قيمتها بفعل الأيام هي من أجلِّ الخدمات التي يستطيع أن يخدم بها تاريخ بلاده.
ووزارة المعارف يهمها أن تدرك الأمر قبل موت أستاذنا العجوز عبد الله خوجه لا أرانا الله فيه سوءاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :384  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج