شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التعليم والوظيفة الحكومية
إذا كنا تعودنا أن نكتب ما يخالجنا من إحساس لصالح بلادنا فليس معنى هذا أننا وحدنا -جماعة الكتّاب- مرهفو الإحساس، ففي الزوايا مئات الألوف يحسّون أشد مما نحس وإن كانوا لم يتعودوا نشر أحاسيسهم بالصورة التي تعودناها.
تلقيتُ اليوم من صديق لي عدة صفحات تفيض بالكثير من أحاسيسه، وهو يرجوني تولّي عرضها لعلّ المعنيين يخصونها بشيء من عنايتهم خدمة للبلاد.
وإذا كان المجال هنا لا يتسع للكثير الذي أفاء به فحسبي أن ألخص أهم ما جاء في صفحاته، وأن أتولى عرضها تباعاً كلما سنحت الفرصة.
يثني صاحبي على عناية الحكومة بالتعليم، وما تبذله وزارة المعارف من جهود في سبيل نشره، ثم يذكر البادية ويعدد أسماء القبائل فيها من شرق إلى غرب ومن شمال إلى جنوب، ويشير إلى المدارس التي انتشرت بين كل هذه القبائل من ابتدائية إلى متوسطة، ثم يشيد بالنشاط الذي يبديه أبناء القبائل والمثابرة التي ظهرت آثارها واضحة في نتائجهم حتى شوهد الكثير منهم يتخطى التعليم المتوسط إلى الثانوي في أقرب المدن إليه، ويتخطى بعضهم التعليم الثانوي إلى أبواب الجامعات في إصرار يحمدون عليه.
ثم لا يلبث حضرته أن يسأل إلى أين هذا المصير؟؟
إنه لا يتركنا لنجيب عليه، بل يتولّى الجواب بنفسه ليقول: إنه سيتخرج في كلية التجارة أو الآداب أو الحقوق أو غيرها مما هو على غرارها ليهيئ نفسه للوظيفة.. وللوظيفة فقط!!
وهنا في رأيه تبدأ المشكلة!! إنه يرى أن وظائف الدولة من هذا النوع سوف لا تتسع غداً لكل هذه الجيوش التي تلفظها الجامعات أو مدارسنا الثانوية أو حتى المتوسطة.
يرى أن الخطر كل الخطر في أن يصبح جميع شبابنا لا يصلح لغير الوظيفة.. سيتكتل كل هؤلاء على أبواب الوظائف، وستضيق الوظائف بهم على مر السنين؛ بدليل ما نشهد اليوم من بوادر هذا الضيق.. سيجدون أنفسهم غداً عاطلين فيعيشون هاملين، وبذلك يسيئون إلى أنفسهم وبلادهم بقدر ما تخيلوه من معاني النفع.. وربما عرّضهم ذلك للكثير من أبواب الفساد والشر والإجرام لا سمح الله.
وهو لهذا يؤمل أن يبادر أصحاب الاختصاص في التوجه إلى دراسة الفكرة من سائر وجوهها قبل أن يتفاقم الأمر ويستعصي على الحل.
وهو هنا يضرب الأمثلة ببعض الأمم التي سبقتنا في هذا الطريق على مثل هذا المنوال، ونسيت أن تحتاط للفكرة قبل أن تستفحل نتائجها، فكانت النتيجة أن تجاوز الأمر حدّه فجانس ضده، فعاش الكثير منهم حياته عبداً للوظيفة لا يُحسن غيرها.. حتى إذا ضاقت الوظائف بهم ارتكسوا وذاقوا من التعطيل والإهمال ما أفسدوا به أنفسهم وبلادهم.
وهو لا يقتصر في حديثه الفياض على ما يخشاه من إعداد التعليم للوظيفة في البادية بل يضيف إليه خوفه من النتائج نفسها في كثير من المدن.
وهو لهذا يعرض الأمر على ذوي الاختصاص آملاً أن يجد عندهم ما يستوفي العلاج.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :361  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 6 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.