شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((متابعة الحوار مع المحتفى به))
الدكتور هاشم: شكراً، سمو الأمير يبدو بالرغم من وجود مداخلات وأسئلة كثيرة، لكن هناك طلب ملح في أن نسمع الجديد منك ونستأنف المداخلات.
الأمير بدر بن عبد المحسن: إن شاء الله، بس لدي تعقيب بسيط، قبل ثلاثين أو عشرين سنة، كانت الأغنية السعودية أقرب للهجة الحجازية، كان هذا معروف، لو سألنا عن السبب، لأنه إبراهيم خفاجي يقولها، محمد طلعت، خالد زارع كان يقول، ثريا قابل كانت تقول، دعونا من اللهجات، لما كان نزار قباني موجوداً كان شعراء الفصحى أكثر من شعراء العامية، بغض النظر عن رأينا في نزار، وأنا أعتقد أنه شاعر عظيم، ما في شك، يجوز أنه شاعر القرن لولا..!!
الدكتور هاشم: لولا ماذا؟
الدكتور محمد عبده يماني: مالك "شغل".
الأمير بدر بن عبد المحسن: لولا موضوعه، أنا لا تعجبني أكثر مواضيعه، إنما هو كشاعر يمكن لأنه كان يمتلك القدرة، عموماً الموضوع لما كان فيه نزار وله تأثيره، كان يبيع ثلاثين أربعين ألف نسخة في العالم العربي، أيام ما كان يباع عشرة كتب ولا عشرين كتاباً، كان الناس يقرؤون بالفصحى، المشكلة مشكلة شعراء، ليست مشكلة شعر، عندما يخرج شاعر يستطيع بين الشيئين الصعبين الشعر والنجومية ستجد الاتجاه فجأة اتجه إلى أعلى.
الدكتور هاشم: سمو الأمير يملك القدرة العجيبة للهرب من المواقف والمآزق في بعض الأحيان، الأخوات تفضلن.
عريفة الحفلة نازك: سؤال للأستاذة ميساء أبو دلبوح، تفضلي.
مساء الخير للجميع، أنتهز الفرصة وأحيي سمو الأمير الشاب والمحبوب وأحي الجمهور جميعاً، سيدي الأمير الشعر موهبة من الله أنعمها الله عليك، ولكل شاعر إلهام أو ملهمة سواء كانت حقيقة أم خيال، من كانت ملهمتك للشعر، وما هو الموقف الذي فتح موهبتك وقريحتك وهزك من الأعماق حتى تفجرت مكنونات صدرك وتغنيت بها، لتصبح أميراً بدراً في سماء الشعر، وسماء العالم العربي، وشكراً.
الأمير بدر بن عبد المحسن: أولاً لا أدري كيف أقولها، أنا أتاني من المدح أكثر مما أستحق، أقولها والله صادق أنا إنسان أحب عملي فقط لا غير، يمكن الذي أعطاني ميزة بأنه أحبه كثير، نعود للملهمة في سنين المراهقة يجوز هنالك ملهمة، إنما عندما أخذت الشعر بشكل جدي أصبح لدي مفهوم مختلف كثير، مع أنه أنا أحس أنه، وهذا نتيجة نقاش بيني وبين نفسي، الإلهام في الشعر يأتي من مصادر كثيرة جداً أكثر مما يتوقع الناس، هناك مواقف يجوز ما انت على إتصال بها مباشرة، يجوز أن تثير فيك قصائد أو قصيدة أهم وأفضل من تجربة شخصية، أنا أكرر أشياء في الواقع لكن على الأقل هذه أمثلتي الموجودة لدي الآن، الشعر يشبه التصوير الفوتوغرافي، عندما تأخذ لقطة أو صورة لحبيبتك أو للإنسانة، فالصورة يجب أن تضعها في محفظتك وتضعها في جيبك، لماذا لأن الصورة لا تعنيك إلا أنت، بالنسبة للآخرين هي صورة امرأة أخرى، عندما تلتقط صورة لإنسانة لا تعرفها، ويكون في الصورة ناحية إبداعية، إذن هذه تعرضها في معرض، المسألة ما هي أحاسيس، الشعر ليس أحاسيس وليس مشاعر فقط، الشعر عمل، والشعر بحث عن شيء يفجر الذي في داخلك بغض النظر، أنا آسف يمكن هذا يورطني في أشياء كثيرة، إذا كان لي ملهمات، فأنا سخرتهم لشعري، ولم أسخر شعري لهم، ما هم والله بالعكس هم أفضل من شعري وأجمل من شعري وأحسن من شعري، واجب الشاعر أو الشاعرة، ما أتكلم عن رجل أو امرأة، أتكلم عن الشعر ككل، أن يسخر كل شيء لفنه أو شعره، هذا الذي أنا أعتقده.
الدكتور هاشم: سمو الأمير كلامك الجميل أغرى الجميع بالمزيد من الاستمتاع والاستماع إليك، ورغبة من الشيخ عبد المقصود نتمنى عليك أن تقبل مد هذه الاثنينية إلى الحادية عشرة ونصف.
الشيخ عبد المقصود خوجه: يا دكتور أنا لا أدير الأمسية، أنت ترعاها وأنا عندما يأتيني طلب أحيله إليك، وليس لي طلب خاص.
الدكتور هاشم: هذه رغبات الجميع.
الشيخ عبد المقصود خوجه: نعم، أنت راعي الأمسية وأنا أعطيك ما يأتي من الناس.
الدكتور هاشم: نريد أن نسمع من سمو الأمير جديده قبل أن نستأنف الأسئلة.
الأمير بدر بن عبد المحسن: "إيش" رأيك أنه نطرح تصويت الآن.
الدكتور هاشم: الكل سيوافق على مبدأ الجديد، تفضل سمو الأمير.
الأمير بدر بن عبد المحسن: طبيعي أبدأ بالعروس.
((العروس))
إسقي كل البحر.. من طلك عذوبة.. وانثري ضيك عليه
في المساء مر وشذا عطرك في ثوبه.. يحمل الشمس بأيديه
يلعب بشعرك هبوبه..
تضوي نجومك دروبه.. وش عليه
وكل ما جا الطاري في عرس وخطوبه..
وقلنا مين هي العروس قالوا.. جده..
* * *
ما أحس إن الَّليالي.. كلَّها ناس وأماكن.. إلا وبلادي.. بعيد..
وكلَّ ما أسافر لجدَّة.. الِّلي فيها القلب ساكن.. ترجع سنين القصيد..
ترجع وجيه الِّلي غابوا من الصَّحاب..
في ابتسام الموج في حزن الضَّباب..
مِن مشى درب المدينه.. أو سرى
مِن عِشق بعدي وفارق.. يا ترى
هذه أُبحُر والمواعيد القديمه..
وكلّ ذِكرى حلوه.. لو كانت أليمه
هذا عمري الِّلي مضى.. بضيه وشحوبه..
كل ما جا الطاري في عرس وخطوبه
وقلنا مين هي العروس.. قالوا جدة
* * *
ما جرحني من الهوى.. وما شفاني من الوِصال
إلا ما في عيونك إنتِ.. من المحبَّة والدلال
كم كتبت عيونِك إنتِ.. وما كتبت
لو أقول الشعر إنتِ.. ما كذبت
 
ياللي مشوار الغرام
كله من رملك لبحرك
ما طلع قمر الظلام
إلا بين خصلات شعرك
نرخي الماضي ونِشدَّه
خيط في البحر وجلب
ولو رحلنا عنها مدَّه
وقلت أسماك الشعب
تبقى دايم هي جدة
وهي المكان اللي نحب
* * *
الدكتور هاشم: أظن أن أنصار اللغة العربية سيغيرون رأيهم هذا المساء.
الأمير بدر بن عبد المحسن: ما أعتقد والله، إن شاء الله نمتعهم بس.
ذي قصيدة قديمة، ما أعتقد أني قلتها في أي أمسية، أعتقد أنها ظهرت فجأة وطالبت بحقها، اسمها (العاشق المحروم).
((العاشق المحروم))
لك الله.. يالعاشق المحروم.. كل القصايد ليل.. وكل المعاني نجوم
واللي يحب بصدق.. وتنزف جروحه صدق
ما به قصيدة عشق
لا معنى لا صوره.. ابتوصف لشعوره
اصبر على المقسوم.. يا العاشق المحروم
* * *
يا عازف الأوتار.. داوينا بالأشعار..
قلي قصيدة عشق.. فيها المطر والنار
أنا.. عليل الروح.. كثر الورق مجروح
وكثر الحبر مجروح
واللي يحب بصدق.. وتنزف جروحه صدق
ما به قصيدة عشق
لا معنى.. لا صوره.. ابتوصف شعوره
اصبر على المقسوم.. يا العاشق المحروم
* * *
يا عيونها والليل.. حبر وقصيد وشمع
وأجمل معاني الشوق.. حرفن كتبه الدمع
يا أهل الهوى يا ليت.. كل القصايد بيت.. وكل المعاني بيت
واللي يحب بصدق.. تنزف جروحه صدق
ما به قصيدة عشق
لا معنى.. لا صوره.. ابتوصف شعوره
اصبر على المقسوم.. يا العاشق المحروم
* * *
الأمير بدر بن عبد المحسن: هذه قصيدة اسمها سارة:
((سارة))
من كُتب الحب العتاق.. وتاريخ الفراق
وستاير الدمع الرقاق..
جمعت قلبي غبار.. وقطع فخار..
ومن على المرمر البارد.. ومن ما نسته النار
من المدى المحروق..
جمعتها عيوني.. وركبت أول سفينه تبحر..
على وجهي الأصفر.. خريفن طال..
وفي حضني سلال.. من رذاذ وملح..
وفي صدري حجاره.. نسيوها بحاره..
مروا علي فـ يوم..
وقالوا تعال معنا..
وما كان يجمعنا.. إلا الضياع والريح..
راجع من الأحلام.. من الأيام..
ومن ألف سناره.. مغروسة بقلبي..
ولقيت لي بشارة.. أغلى عطا ربي..
قالوا العمر ساره.. وموج البحر ساره..
سافرت كل العمر.. وراجع أحب ساره..
 
تقول اللي طرف عيني أنا مدري هدب أو عود
أحس أني من اللي صابها ما شوف قدامي
همست وقلت لا تخافي على بحر العيون السود
على شط الكحل مريت وهذا موضع أقدامي
أدور عن ذهب عمري بقايا كنزي المفقود
وشوف الموج يطوي الموج ويبحر مركب أيامي
عيوني بسمة عيونك ولو صارت مطر ورعود
ابشرب من ضما دمعك.. وبغسل جرحي الدامي
عطيني عيونك الليلة وباكر يا عساه صدود
أمانة لي مسحتي الكحل خلي طيف أحلامي
أحبك.. كان يكفي الحب جروحي في هواك شهود
أنا اللي راس مالي حلم.. وهم الدنيا قدامي
الدكتور هاشم: ودنا سمو الأمير بعد هذا الكلام الجميل، أن تأذن لنا في مداخلة نطلبها جميعاً، من حرمكم المصون، كيف ترى بدر بن عبد المحسن الشاعر والإنسان، وأرجو أن تشاركنا سمو الأميرة في هذه المداخلة، وشكراً لها.
الأمير بدر: القصيدة فيها أصلاً.
عريفة الحفلة نازك: عفواً، ممكن تكرروا السؤال يا دكتور، ما كان واضح.
الدكتور هاشم: ودنا تتفضل سمو الأميرة، وتعطينا شيئاً عن حياتها مع هذا الإنسان الشاعر الذي يعيش في دواخلنا، فكيف به في بيته.
الأميرة سارة القريشي: والله أنا أظن أنه في بيته أعظم من "اللي" انتم تشوفوه.
الدكتور هاشم: نريد تفاصيل سمو الأميرة، تفاصيل هذه الحياة، هذا الجمال، هذا الاستمتاع بهذه الحياة.
الأميرة سارة القريشي: لما تعيش مع شخص مثل بدر، تصحى الصبح تلاقي هذه الابتسامة، تلاقي هذا الهدوء، مستعد يتفاهم على كل شيء، مثل ها الجمال اللي انتم تشوفوه في القصايد، هذا جماله هو صحيح.
الدكتور هاشم: سمو الأميرة هذا جانب، نريد الجوانب الأخرى، أي شيء تريه مناسباً في هذا المقام، نريد أن نسمع تفاصيل قصة حياة هذا الإنسان، معك وفي بيته وفي أسرته، المجتمع والقارئ والمستمع والمشاهد نعرف هذا جيداً، لكن في داخل البيت هذا الرجل الشاعر، كيف هو؟
الأميرة سارة القريشي: هو إنسان "بيتوتي"، صريح، يعني أحاول ألقى كلمات ما ألقى كلمات توصفه والله، الصراحة أنا بالنسبة لي بدر أظن أنه أعظم إنسان في حياتي أنا.
يتعامل مع أسرته، أظن أن أسرته تجي أول شيء في حياتنا.
الدكتور هاشم: هل يمكن أن نقول أن الأمير بدر في بيته طفل، طفل جميل.
الأميرة سارة القريشي: لا ما هو طفل جميل، هو "رجال" جميل.
الدكتور هاشم: شقي يعني؟
الأميرة سارة القريشي: ما هو شقي أبداً.
الدكتور هاشم: شكراً سمو الأميرة.
الأميرة سارة القريشي: أحب أن أشكر الأستاذ عبد المقصود خوجه على هذه الأمسية، والحضور جميعاً.
الدكتور هاشم: سمو الأمير بدر، نريد تعليقك على كلام سمو الأميرة.
الأمير بدر بن عبد المحسن: والله أولاً أشكر سارة على صبرها عليّ، ما هو على صبرها عليّ كشخص، ما أعتقد أنو أنا شخص سيء، بس كل شاعر وكل فنان عادة ما يكون متاح للناس أكثر، في الحقيقة أن البيت أو منزلي كان وما زال وسيظل هو ضلوع هاالإنسان، هو ليس جدران، أنا أجد بيتي ومسكني وهدوئي.
الدكتور هاشم: كم قصيدة كتبت في سمو الأميرة.
الأمير بدر بن عبد المحسن: بشكل مباشر، مثل ما قلت، كتبت القصيدة هذه، أنا بالنسبة للشعر يا دكتور اسمحوا لي أنا "بزعل" ناس كثيرين، يجوز أكتب مشاعر جميلة وأقدمها لأحد، يطلب مني مثلاً أن أكتب في زواج فلان أو في عيد ميلاد فلان، فأكتبها وأعطيها له، بس لا أقولها في أمسية، ما أنشرها، لأنني شخصياً ما أجد قيمة فنية، وأنت ستقدم عرضاً فنياً، فيجب عندما تعرض عملاً سواء قصيدة أو لوحة يكون تستحق.
الدكتور هاشم: إحسان طيب، اتفضل.
إحسان طيب: سمو الأمير، استحضرت بالوفاء سيرة المرحوم عبد الله جفري، وذكرت بداياتك له، وأذكر لك قصيدة جميلة تقول فيها القوة يا أبو وجدي، نبغى نسمع شيئاً عن ملابسات ولادة هذه القصيدة من ناحية، وإذا تحفظ شيئاً منها أو تتذكر شيء، هذه من ناحية.
الإضاءة الثانية، أو الوقفة الثانية، ذكرت في معرض إجاباتك على تمنياتك للمرأة السعودية أنها تحضر بشكل أكبر، هي كانت حاضرة من الزمن السابق، لكن للأسف الشديد العادات والتقاليد هي التي طغت، حتى الزوجة لما طلبت وقالت يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ (القصص: 26)، طلبته كزوج لها، وهذا موجود في الشرائع السماوية، لكننا بعيدون بالعادات والتقاليد عن مفاهيم الدين.
الأمير بدر بن عبد المحسن: والله يا طويل العمر هناك إيجابيات وهناك سلبيات، أنا بالنسبة لتجربتي الخاصة، أعتقد لو نظرنا للأم في المملكة العربية السعودية، أعتقد أن الأم تأخذ من الإحترام ومن الإجلال ومن المحبة ومن الخضوع من الرجل قدر ما أعتقد تأخذه في أي مكان.
أنا أعرف رجالاً عظماء، بل ملوك أمام أمهاتهم كأنهم أطفال، لا أستطيع أن أقول هذا يكفي، لكن ما في شك أن هنالك إيجابيات وسلبيات كثيرة، لما ذكرت القصة التي كنت أقولها، ما كان المقصود طبيعياً، كان المقصود كيف إنسانة في البادية كانت تختار، وتختار حتى الأيام وتقول لأبيها ذلك.
على وقت الملك عبد العزيز وهو هذا معروف، كانت الأميرة نورة بنت عبد الرحمن يمكن لها تأثير، وكانت من أكثر الناس تأثيراً على الملك عبد العزيز، كان كل يوم يذهب لها ويستشيرها.
بالنسبة لنا نحن وأنا أتكلم كأسرة من أسر المملكة، بالنسبة لعماتنا بنات عبد العزيز والله أنا أخافهم أكثر من عِمَّاني، والله لو تنظرك واحدة تطلعك بره، والله صحيح، أتذكر أغلى إنسانة عندي الله يرحمها، جدتي التي ربتني، كانت المرأة تتعامل بأشغالها، أتذكر يدخلوا رجال ويطلعوا رجال، مجلس عمل عمل، لأنها كانت ترعى شئوننا، روحوا جيبوا الهيل والقهوة، يتعاملوا مع الناس، صحيح أنها متغطية لكن عادي، لأنه ما كان يلحق الناس شك، الآن كل شي فيه شك، الآن تستريب من أي شيء، تحاول أنك تتجنب أشياء علشان لا يقال عنك أنك تقصد.
البحث بين السطور والاصطياد في الماء العكر، للأسف متفشي، وهذا للأسف أثر علينا كثير، نتمنى أن السلبيات هذه تنتهي، وسوف تنتهي إن شاء الله.
الدكتور هاشم: وهذا الكلام يستعدي النساء علينا يا سمو الأمير، الله المعين.
الأمير بدر بن عبد المحسن: أنا أقول العمّات فقط.
الدكتور هاشم: في الواقع كنا نتمنى أن نستمع للمزيد من أسئلتكم، أمامي قائمة طويلة من الطالبين قينان الغامدي، عزيز جاسر، عبده خال، عبد الخالق الزهراني، وأيضاً عدد من السيدات، ولكن ليس أمامنا إلاّ سؤال واحد بالنسبة للرجال، وسؤال بالنسبة للنساء، فلتتفضل الأخت نازك، ولتعطينا أو تختار سؤالاً واحداً، نريد أن نسمع من سمو الأمير الجديد مرة أخرى، فأرجو أن تسامحونا إذا لم نعطكم الفرصة لمزيد من الأسئلة، تفضلي.
عريفة الحفلة نازك: ونحن نعتذر أيضاً للأخوات، آخر سؤال من الأستاذة منى مراد، تفضلي.
السلام عليكم، سمو الأمير بدر، تداول على الألسنة ونشر بعض الصحف، بأن هناك تعاوناً مشتركاً بين فنان العرب والشيخ عائض القرني، لو أفترضنا صحة هذا التعاون ما تعليق سموك عليه، وهل المقصود بالتعاون إضافة إلى الفن أو الدعوة إلى الله، أو محاولة لجمع النقيضين، أو هو صورة من صور البحث عن الفقاعات الإعلامية؟ شكراً.
الأمير بدر بن عبد المحسن: أنا شخصياً لست متأكداً، أنا قرأت مثل البقية، أعتقد أنه شيء جميل لو حصل، الدكتور عائض جزاه الله خيراً هو كاتب مقروء ويوزع له مئات الآلاف من الكتب، الشعر الذي يكتبه، رسالته أعتقد أنها رسالة نفخر بها، رسالة في صميمنا هي الدعوة لله أو الشكر لله، بالعكس لو حصل هذا التعاون أنا من الناس الذين سيفرحون بها، وبالنسبة كفقاعات إعلامية والله ما أدري لكن ما أعتقد أنها فقاعات إعلامية، لأنه صرح بها الظاهر يا دكتور.
الدكتور هاشم: السؤال الأخير للأخ قينان الغامدي، وليعذرنا الآخرون.
سمو الأمير، سؤالي طال عمرك أنه منذ حوالي 12 سنة كان الزميل محمد النفيعي عندما كنت زميلاً له في "البلاد" بدأ تجربة كتابة مذكراتك، ونشر منها على ما أتذكر أظن عشر صفحات في البلاد، أين وصلت هذه التجربة، وهل تنوي أن تواصلها وتدون مذكراتك وتصدرها في كتاب، شكراً.
الأمير بدر بن عبد المحسن: والله يا قينان تبغى الصحيح، أنا كإحساسي عموماً، الذي أحسه أنا، أنا تجربتي كلها ناقصة، من أولها إلى تاريخه، وعلى أن أكمل شيئاً.
سبق أن قلت في مقابلة، وأعتقد أن اعتبرت نوعاً من الغرور، قلت أنني أعتقد أنني على أبواب شيء عظيم، إنما إلى الآن أنا على الأبواب، فمثل ما قلت لا أنا كملتها، عندي من الشعر ما يكفي ديوانين وزيادة ما طبعتها، عندي نثر كتبته لم أكمله، فعندي أشياء كثيرة ما أكملها.
أنا لا أخفيك في السنين الأخيرة للأسف بهت بها الحماس، إنما أتمنى أن أتفرغ لإكمال سواء الذي بدأته مع الأخ محمد أو الأشياء الثانية.
الدكتور هاشم: سمو الأمير أجمل ما يمكن أن نختتم به هو أن نستمع إلى بعض قصائدك الآن، شكراً.
الأمير بدر بن عبد المحسن: القصيدة هذه ما أعتقد أن هذا محلها، لأني أعتقد أنه جاءني من المدح أكثر مما أستحق، فلو كنت، لو ذمني أحد بشكل أكثر لكانت القصيدة في محلها، لأنها فيها شيء من الغرور، فاسمحوا لي، وهي قصيدة نبطية، تقول:
تكسري يا رعودهم في هضابي
وتلامعي يا بروقهم في عتيمي
أنا أديم الأرض رحب جنابي
وأنا السما يا كثر صحوي وغيمي
تجولوا في عامري وفي خرابي
وتطاولوا لـ... عل يقرب سديمي
وتطايروا مثل الجراد فـ "سرابي"
وتعلقوا مثل الرماد فـ نسيمي
وإلا تعبتوا... فاظهروا من ثيابي
مثل الغبار ومثل عطرٍ قديمي
يا من كسر في غفلتي قفل بابي
شبيّت في طلحي... وجفّلت ريمي
إلى متى بعطي وذمي ثوابي
سيل العطا كفي... والأخلاق ديمي
لا واسفا بالشعر... لا واسفا بي
يا قلب لا تجزع ويا نفس شيمي
ولدت في تراب ولا هو ترابي
وظهرت في ناس جهلهم خصيمي
وإن ما فرح بي موطني واحتفا بي
فالله يعلم أن أحدنا عظيمي
* * *
الأمير بدر بن عبد المحسن: والله يا مشعل هو دايماً عادة الشاعر، يحس أنه مفروض الناس يحطونه على رؤوسهم، وهذا ما من حقه.
((صور))
لو تعبتي من السفر
وهمس وأشواقي
لو شكيتي من الضجر
وناوية فراقي
قصي وجهي من الصور
وإتركي الباقي
قصي وجهي والشحوب
وعتمة الماضي الحزين
وإتركي الشمس الطروب
وعطر زهر الياسمين
إتركي ضي النجوم
وطفي أحداقي
قصي وجهي من الصور
وإتركي الباقي
أنا في كل السحاب
والمدى الصافي البعيد
طفل يلعب في السراب
بان في الصورة وحيد
أنا من كل الشجر
ذبلت أوراقي
قصي وجهي من الصور
وأتركي الباقي
* * *
الأمير بدر بن عبد المحسن: هذه اسمها مروحة، أتمنى إن شاء الله أقرأها بشكل جيد.
((مروحه))
نصف النهار الدافي
سأم.. وتعب.. وخدور..
ما في الطريق عابر..
وخلف الشجر والسور..
كل البيوت أوراق..
وكل البشر عصفور..
غافي في لحظة ظل..
وتدور المروحه..
تدور.. وتدور..
تشقق الهوا.. وتقطّع النور..
يتساقط علي من السقف..
تناتيف ثلج... وقطع بلّور..
نصف النهار الدافي..
مطروحه أكتافي.. على الفراش..
راسي صخره.. وعيوني نواطير..
على باقي نواوير.. وذكرى سنابل..
السقف مرج ذابل..
والمروحه تدور.. وتدور..
أبعثر أطرافي.. على فراغ شاسع..
يدخل عيوني النعاس..
يطيح السقف فوقي كله..
كل السقف..
ورمل الأراضي البور..
مدري كم مضى من وقت.. وأنا غافي..
صحيت.. ما لقيت الشمس في كوب الماء..
ولا فوق المخده.. ولا على لحافي..
من شرب شمسي..
أو نثرها من الشباك..
وأنا بالكرى مطمور..
تحت الأراضي البور..
وحلم خذاني هناك..
على الرصيف حافي..
أركض ورى الأطفال..
فعرس وطبل وبخور..
ليه ردني لذا الحال..
لليل.. ما به ناس..
للسقف.. ما به ضي..
للثلج.. والبلور..
ولهذا الزمان الدافي..
والمروحة.. اللي تدور.. وتدور.. وتدور..
الأمير بدر بن عبد المحسن: ما أدري نكتفي.
الدكتور هاشم: قصيدة على الأقل أو قصيدتين.
الأمير بدر بن عبد المحسن: ما أدري فيه أغنية أحبها وأكيد أنتم تعرفونها.
((المسافر))
لا تلوح للمسافر.. المسافر راح..
ولا تنادي يا المسافر.. المسافر راح..
يا ضياع أصواتنا.. في المدى والريح..
القطار وفاتنا.. والمسافر راح..
يالله يا قلبي تعبنا من الوقوف.. ما بقى بالليل نجمة ولا طيوف
ذبلت أنوار الشوارع.. وإنطفى ضيّ الحروف..
يالله يا قلبي سرينا.. ضاقت الدنيا علينا
القطار وفاتنا.. والمسافر راح
مدري باكر هالمدينة وشتكون..
النهار.. الورد الأصفر.. والغصون..
هذا وجهك يالمسافر.. لما كانت لي عيون..
وينها عيوني حبيبي.. سافرت مثلك حبيبي
القطار وفاتنا.. والمسافر راح
* * *
الأمير بدر بن عبد المحسن: أتمنى أن العشاء ما يفوتنا.
أنا أبحث عن قصيدة الآن متأكد إني طابعها، بس الظاهر من الربشة.
تقول اللي طرف عيني أنا ما أدري هدب أو عود
أحس اني من اللي صابها ما شوف قدامي
همست وقلت لا تخافي على بحر العيون السود
على شط الكحل مريت وهذا موضع أقدامي
أدور عن ذهب عمري بقايا كنزي المفقود
واشوف الموج يطوي الموج ويبحر مركب أيامي
عيوني بسمة عيونك ولو صارت مطر ورعود
أبشرب من ظما دمك وأبغسل جراحي الدامي
عطيني عيونك الليله وباكر يا عساه صدود
أمانة لامسحتي الكحل خلي طيف أحلامي
أحبك كان يكفي الحب جروحي في هواك شهود
أنا اللي راس مالي حلم وهم الدنيا قدامي
الشيخ عبد المقصود خوجه: سمو الأمير.. أحياناً تموت الكلمات على الشفاه، ليس لديّ ما أقوله الليلة بعد ما استمعنا إليك، عظيم.. رائع، ما هي الدرجة التي أتكلم عنها، كنت رائعاً رائعاً رائعاً، وقضينا معك أمسية من أمتع الأمسيات، نرجو أن نتواصل وأن نستمع إليك.
لدينا بدر واحد، بدر مضيء ومكتمل، أهلاً وسهلاً فيك، ودائماً أرجو إنك تتحفنا في هذه "الاثنينية" ونراك، ما تكون كـ "بيضة الديك"، الديك يبيض على كل حال في السنة مرة.
الأمير بدر بن عبد المحسن: أولاً أنا أشكر الجميع، أشكر أحمد الجار الله تكرم عليّ من سنين، وفتح لي جريدة السياسة لأكتب فيها، ومن الأساتذة عبد الله خياط، والجميع أتمنى لهم طول العمر والتوفيق إن شاء الله.
الشيخ عبد المقصود خوجه: دائماً إن شاء الله بينك وبينه طال عمرك هذه المساحة من المعرفة، تفضل أستاذ أحمد دعنا نستمع إليك.
الميكرفون للأستاذ أحمد الجار الله دعنا نختتم به، إذا ما عندك مانع سمو الأمير، سمو الأمير نستأذنك يريد أن يتكلم.
الأستاذ أحمد الجار الله: كانت جريدة السياسة بتغطية أشعار سمو الأمير شرف لنا، وكانت متابعة من دول مجلس التعاون كلها، وليس هناك ما أضيفه أكثر مما قال الأخوان هنا، وهو قول يفرح ويسعد، والله يسعدك، ويعطيك الصحة والعافية لنسمع كثير من الدرر اللي أنت دائماً تتحفنا بيها.
الأمير بدر بن عبد المحسن: أنا شاكر وسعيد لحضورك.
أنا طبيعي ما أود أعقب على مشعل، يعني أنا كتبتها "هنيه"، خليني ألقاها بس، كنت ودي أقول على مشعل حاجة واحدة بس، أنه أنا متأكد أن بعض قصائدي في السبعينات كانت تجارب عاطفية، وما مهم أنه عرفها، إنما تخيلها.
أولاً من الظلم أن نقول أن مشعل كاتب ساخر، هو متمرد مشعل، بس إذا راحوا الناس منا راح منا، والله ما أقولها مدح، لما كنا نروح لـ "عكاظ": ونجلس عند عبد الله خياط، ويدخل الأستاذ محمد زيدان "الله يرحمهم كلهم"، ما يشوفه هو لكن من بعيد لبعيد، بس يقول ألفاظ نستغربها، يا ربي شلون صادق، فكان الواحد وده يكون مشعل في يوم من الأيام، مختلف متمرد.
الشيخ عبد المقصود خوجه: سمو الأمير أنت تقول مشعلنا متمرد، هذه ألفاظ ما سمعناها قبل كده، أنت شاعر ما شاء الله الكلمات تخرجها من تحت "باطك"، ما هو ساخر متمرد، أنا لست بدر بن عبد المحسن، لكن من الليلة سوف نطلق على عمنا مشعل الشاعر المتمرد، فكل زملائنا من الصحفيين بعد الآن لا يقولوا عنه ساخر، يقولون عنه الشاعر المتمرد، وَرَدَ ذلك سنداً عن شاعرنا الأمير بدر.
الأمير بدر بن عبد المحسن: لا اسألني أنا مشعل ممكن يكتب فينا أشياء، إنما هو يختار ما يكتب.
الدكتور هاشم عبده هاشم: سمو الأمير بالحب استقبلناك، وبالحب استمعنا إليك، وبالحب نودعك في هذا المساء، ختامها مسك.
الأمير بدر بن عبد المحسن: أولاً يشرفني أنك أنت تقدمني، وأنت الذي تسألني، لو ما حصلنا من الشعر إلا ها الشرف، كفانا.
الدكتور هاشم عبده هاشم: وجودك هو الشرف.
الأمير بدر بن عبد المحسن: وأتمنى إن شاء الله أننا قضينا أمسية جيدة.
عريف الحفل: أيها الإخوة والأخوات لا نجد أفضل من هذه الكلمات في توديع ضيفنا هذه الليلة والتي قالها في يوم ما الأستاذ الأديب والكاتب "عليه رحمة الله" عبد الله الجفري حيث قال:
هكذا يا بدر الشاعر، انتثرنا تحت مطر سحابك، أنت التدفق الطفولي من مزامير الفرح، أنت ذلك الإنسان الشامخ المتألق في حزن الإنسان فيك، نضمك في أصداء ما تهبه لحياة خفقنا من زلال شعرك، كأننا فيك يا بدر، وكأنك فينا، عبد الله الجفري "عليه رحمة الله".
أيها الأخوة والأخوات.. في ختام الأمسية.
الأمير بدر بن عبد المحسن: لو سمحتم أريد أن أسأل سلطان، كيف كانت الليلة، أتذكر أخوه الذي أكبر منه سناً لأمسية شعرية، وقال so boring يعني مملة إلى حد.
الدكتور هاشم عبده هاشم: سلطان نسمعك.
الأمير سلطان بن عبد المحسن: أبداً.. لي الشرف إن شاء الله إني استفدت منكم، من جد.
الأمير بدر بن عبد المحسن: المهم أنك استمتعت.
الأمير سلطان بن عبد المحسن: الحمد لله، المهم استفدت منكم.
الأمير بدر بن عبد المحسن: not boring.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :977  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 205 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج