شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور عبد الله منّاع))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، وهذه التحية ليست لقسم الرجال فقط ولكن للقسم النسائي أيضاً، ولكنهن يسقطن من الذاكرة لأني لا أراهن، المعذرة لهذا.. أقول بداية أننا كنا في الزمانات نسمع أسماءً في الجراحة كبيرة وباهرة: كالدكتور ياسين عبد الغفار، الدكتور أنور المفتي، باراكيه الإسباني، تينر الإنجليزي.. نؤخذ انبهاراً بهذه الأسماء وليست أسماءً مجردة ولكنها أسماء أنجزت، إن كان باراكيه.. فكان أستاذاً في طب العيون كان الناس يحجون إليه في إسبانيا حتى يتلقوا ألواناً من العلاج لم تكن متوفرة إلا في معهد باراكيه وعلى يد باراكيه نفسه. كان جراحاً باهراً وكان جراحاً عاماً ولكنه أكثر ما يكون في المعدة، وكانوا يقولون إنه إذا وضع يده على معدة المريض قال إن كانت هي بخير أو ليست بخير. أما الدكتور ياسين عبد الغفار فقد كان طبيب أمراض باطنية شهير يؤتى به في المهمات، والدكتور أنور المفتي كان يحج إليه في القاهرة باعتباره أستاذاً في الأنف والأذن والحنجرة لا يبارى وأيضاً مفتي في أكثر من مجال.. كنا نسمع بهذه الأسماء الباهرة وكنا نتساءل دوماً! هل سيأتي وقت يكون لدينا فيه أسماء كهذه؟ وكان الجواب محملاً بشيء من الاستحالة "يمكن صعب، يعني أطباءنا على قد حالهم، أيوه يعالجوننا لكنهم سوف لن يرتقوا إلى أمثال هذه الأسماء الكبيرة أو المفتي أو عبد الغفار". لكن الحقيقة قالت غير ذلك، وها نحن الليلة نحتفي بواحد من هؤلاء الذين كانت حياتهم نموذجاً من نماذج الكفاح الإنساني. إن الذين عرفوا الحقيقة وعرفوا كيف حصل الدكتور عبد الرحمن طه بخش على الزمالة لا يصدقون أنه يمكن لطالب أن يصبر كل هذا الصبر حتى يحصل على هذا المؤهل؛ فبعد عدة تجارب في الامتحانات مرة واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة أظنه استطاع في المرة السادسة أو السابعة أن يحصل على هذا المؤهل العالي وهو أعلى مؤهل في الطب أي زمالة الجراحة كجراحة المسالك وأية زمالة أخرى، والجراحة الباطنية، فكانت قصة جميلة وعظيمة وقصة كفاح مثيرة حقاً تخللها بعض الصعوبات، التي جعلته يفكر أن يترك هذا الأمر ويعود إلى بلده وينتهي من هذه المشقة، لكنه لم يفعل والحمد لله أنه لم يفعل، بل واصل سعيه حتى حصل على مؤهل الزمالة في جراحة المسالك. إن حياة الدكتور عبد الرحمن حياة حافلة ومثيرة أيضاً وأعتقد أنكم الليلة ستتبينون من خلال الأسئلة كم هي جميلة، لأن الدكتور عبد الرحمن تلقى صدمتين حضاريتين في حياته: الصدمة الأولى عند انتقاله من المسعى إلى القاهرة، فالقاهرة في أواخر الأربعينات كانت شيئاً آخر، كانت فجوة تفصل بينها وبين ما عداها في كل الدول العربية، مساحة تكاد لا تقطع ولا يكاد يقطعها أحد، إلى أن قرر الدكتور عبد الرحمن فجأة أن ينتقل من المسعى إلى هناك بكل عزم وشجاعة.. مجانين المسعى، وقد شكل هذا الانتقال عنده نقلة حضارية اجتماعية، تلتها نقلة أخرى من القاهرة إلى بريطانيا، وكانت هذه نقلة عملية بكل تفاصيلها؛ فالطب الذي تعلمه في القاهرة والممارسة التي خبرها في القاهرة، وجد أن الناس في بريطانيا مختلفون مائة وثمانين درجة عن ذلك الذي عرفه، فكانت نقلة حضارية علمية مثيرة في حياة الدكتور، وأنا أعتقد أنه رواها بشكل جيد في كتابه "أيام العمر" وأعتقد أننا الليلة سنستمع إلى شيء من تفاصيل حياته في تلك الأيام.. نرحب بالدكتور ونقول أهلاً وسهلاً به في هذه الليلة التي يتم فيها تكريمه وهو جدير بهذا التكريم، أيضاً نهنئ أنفسنا إذ أصبح لدينا ليس فقط الدكتور عبد الرحمن بل حوالي ثلاثين اسماً من الأسماء البارزة واللامعة التي يسعدنا بأن يمنَّ علينا الزمان بأمثالهم ليخدموا وطنهم ويخدموا أمتهم ويرتقوا بمستوى الطب إلى ما ارتقوا إليه.. نرحب بالدكتور وإننا والله في انتظار أن نستمع إلى كثير من تفاصيل القصة وكثير من تفاصيل المشوار، نرجو أن لا يتواضع الدكتور وهو من المتواضعين وأرجو ألا تقصر به الكلمات وأن ينفتح على حضوركم ويحدثنا بطلاقة عن تجربته الإنسانية، هو صاحب الإنسانية العجيبة التي لمسها كل من اقترب منه أو عاشره، وقد حدث لي أن لمست هذه الإنسانية خلال تعاملي معه في إعداد كتابه الذي قدّر لي أن أساعد على إصداره، وهو كتاب "أيام العمر" للدكتور عبد الرحمن بخش.. نرحب به مرة ثانية ونعطي الآن الكلمة للسيدات.
عريف الحفل: الآن أيها الأخوة الأستاذ خالد الحسيني الإعلامي المعروف قد طلب كلمة أرجو أن تكون مختصرة فليتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :583  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 186 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.