شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
مقدمة القسم النسائي نازك الإمام: شكراً الأخ محسن، بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أصحاب المعالي أصحاب السعادة، أيها السيدات والسادة، الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسرنا نحن في القسم النسائي أن نرحب بفارس اثنينية هذه الليلة سعادة الدكتور يوسف محمد صديق، ونتمنى أن تثلج صدورنا بما ننتظره منه ونتمناه، الحقيقة هناك الكثير من الأسئلة التي وإن اختلفت في طرحها ولكنها تتشابه في مضمونها من حيث التساؤل منها سؤال من الإعلامية منى مراد من جريدة البلاد وإقرأ، تقول:
في كتابك "الطريق إلى الالتحام بين الجيلين" ماذا تقصد بهذا العنوان الذي تصدر كتابك؟ وهل تعني بذلك جيل الآباء وجيل الأبناء أم تقصد جيل العلم بالدين والباحث عنه؟ وجيل الجاهل بالدين والهارب منه؟ وشكراً لكم.
الدكتور يوسف صديق: بسم الله، هذا البحث من طرائفه أنه منشور في الإنترنت، ويباع بثلاثة دولارات، ودخلت مرة طلبت منه أن يبيعوني نسخاً، أبو رفضوا، وما أعرف مَنْ جاب الكتاب هذا، والله كنت بودي أن أشكر لأنه فعلاً فعله طيب، هذا البحث كتب في 1982م، في جامعة الكويت في كلية الدراسات الإسلامية، حيث كنت هناك عضو هيئة التدريس مع شيخي وأستاذي الكبير وأنا أحييه من هذا المكان، الشيخ محمود بن محمد الطحان، صاحب المصنفات النافعة، وعلى رأسها تيسير علوم المصطلح، فكان المناخ العلمي، كنا نلقي محاضرات كثيرة في ديوانية الكويت، وهو مجتمع متطلع جداً للمعرفة، ومجتمع فعلاً تجد امرأة سيدة كبيرة في السن ستين سنة، تحسن سبع لغات، ونحن في حاجة إلى هذه المعرفة حقيقة، كل المعرفة نحن في حاجة إليها، أنا أكبر أبو سليمان أصلاً، وأكبره أكثر لأنه يحسن أن يكتب باللغة الإنجليزية، فالكتاب هو كان للمناخ الذي عشناه فيه تفلت من منهج في الدعاة، فطالب في السنة الأولى يقول لك، أنا مالك إليه؟ أنا أريد دليلاً؟، هذا الطالب كان جيد جداً، وكان يأخذ بفتوى شيخنا وأستاذنا رحمة الله عليه، الشيخ ناصر الدين الألباني، أن المرأة إذا طلقت وهي حائض لا يقع عليها الطلاق، كنت أحاول أثنيه أن يأخذ بآراء غير الآراء التي خرجت عن الأئمة الأربعة، يكفينا نحن عندنا خلاف مسألة فيها قولين فلا تحدث لنا قولاً ثالثاً، لأن هذا متأذين منه، فكان يحمل نفسه على أنه مالك إيش؟ وأبو حنيفة؟ يا أخي هذا الإنسان مولود عام 80هـ ومتوفى عام 150هـ هذا ليس بينه وبين النبي شيئاً، كيف تأخذ برأي إنسان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم 1500 سنة، هذا الرجل أصابه الله بعد بوسواس، يعني السنة الرابعة، جاءني في البيت يوماً بالليل، فأقلقني وأيقظني، وقال لي والله عندي مشكلة مع زوجتي وهي تحت، أجيب الأكل، قلت له: أنت أصلاً عليك البلاء من أول، ما كان عليك أن تأتي معك بزوجتك، فقال: أنا كنت أطلقها دائماً عندما يحصل خصام، بناء على أنني موقن بأن الطلاق في الحيض لا يقع، يعني مثل المزح، أقول لها: أنت طالق عندما تكون حائضاً، فتروح المسكينة وبعد ذلك ترجع، ثم تغير اجتهاده، لأن الطلاق في الحيض يقع، ما درسنا، أنت كان تستمر على ما أنت عليه، وهذا من أول آداب طالب العلم، أنه أول يعرف كيف يضع يديه في التكبيرة، كيف يركع ثم يستمر على هذا، فالالتحام بين الجيلين، الجيل السابق من العلماء والجيل القريب من العلماء الجيل الحالي من العلماء كل ذلك نحن نقصده، والكتاب مشهور وموجود في الإنترنت، وهو بحث محكم ونشر في مجلة الشريعة في جامعة الكويت.
عريف الحفل: سؤال: هناك ثلاثة أسئلة متشابهة بدأها شيخنا الشيخ محمد علي الصابوني ثم الدكتور أشرف السيد سالم، وشريف المغازي:
كلها تدور حول الهجمة الشرسة على السنة النبوية المطهرة وبوجه خاص الصحيحين البخاري ومسلم، بدعوى مغرضة كاذبة أن فيهما تناقضاً في ألفاظ الصحيحين الموثوقين عند جميع المسلمين أهل السنة وأن فيهما في نظرهم بعض الأحاديث الموضوعة، كيف ترون فضيلتكم رد هذه الافتراءات المغرضة في هذا العصر الذي كثر فيه أدعياء العلم، هل تكون بتفنيد هذه المزاعم، أم نترك الناعقين في تفاهاتهم يعمهون؟
الدكتور يوسف صديق: والله إن أمثال هؤلاء لو تركوا أحسن، لأن الشبهة تشاع وتشاع، ثم يأتي الرد عليها القطعي، فهو من الأولى ترك هؤلاء وعدم محاولة الرد عليهم، سواء في المسائل المتعلقة في الصحيحين، أو في المسائل المتعلقة بالرواة، لأننا نرى الآن في الإنترنت الكثير من الداخلين ويتكلم عن رأي كبير جداً، فيجد شبهة قليلة ثم يتناولها، فمثلاً لما تكلم عن عكرمة قول ابن عباس، وأن ابن عباس قال لنافع، ابن عباس عاش فتنة عمر، قال لمولاه نافع المتوفى عام 117هـ لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس، أولاً هذه العبارة موضوعة ونحن في حاجة ماسة جداً يعني لم يكتف الوضاعون في الحديث نفسه، بل أصبحوا حتى العبارات، العبارات نفسها عبارات القدامى، كذبوا على مالك، روايته لما جاء الرشيد، والرشيد أصلاً مالك لم يدركه ولكن الكثير من قادة الدول العباسية، 233-656هـ، فقال الإمام مالك أدعو وأنا متجه إلى المواجهة، القبر الشريف، أم أدعو وأنا متجه للقبلة، قال لا إلى المواجهة، هذه قبلة أبيكم وقبلة أمك، مالك ما قال هذا، لكن وضع له إسناد وحسن، فكان هؤلاء لما نرد عليهم نثبت الشبهة.
ولو أن كل كلب عوى ألقمته حجراً
لأصبح الحجر مثقالاً بدينار
الدكتور جميل مغربي: الدكتور يوسف قبل أن ننتقل إلى شقائقنا أرجو أن تتفضل علينا بالإيجاز لأن كثيراً من السائلين والسائلات يتوقون إلى الإجابة على أسئلتهم، ولدينا عدد كبير من الأسئلة، فأرجو أن تتكرم علينا بإيجاز إجابتك، متشكرين فضلك.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة أفنان الريس تسأل الدكتور يوسف صديق، تقول:
لقد تحدثت في أحد كتبك التي ألفتها حول تحديات العولمة الأخلاقية، في نظرك كيف يمكن إيجاد عولمة إسلامية أخلاقية في مجتمع كثر في التحديات ألا أخلاقية؟ شكراً لكم.
الدكتور يوسف صديق: والله لا سبيل إلى العصا والكرباج والتلقين هذا كله لا يصلح، كل إنسان يربي ابنه على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فيحقق التربية التي ننادي بها، التربية اليوم في حد ذاتها متعدية للمدرسة والنادي والحلقة والبيت.
عريف الحفل: سؤال من منصور السيد أكرم يقول: سمعت حديثاً من النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(اعدلوا بين أولادكم حتى في القبل) وبحثت عن هذا الحديث في جميع كتب الحديث، ولكن للأسف لم أجده، سؤالي هل هذا الحديث صحيح؟ وأين أجده؟
الدكتور يوسف صديق: الحديث ليس بصحيح الأولى أن تنظروا في كتاب الجامع الصحيح للسيوطي، وكشف الخطأ، الكتب هذه مرتبة على الأحرف، ومعناه صحيح، لا، يوسف لما رمي في الجب إلا لأنه اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ (يوسف: 9) فقالوا كان هناك إنسان عنده أبناء يعدل بينهم في كل شيء حتى في القبل، ومعناه صحيح، معناه لا يخالف الحديث.
الأستاذة نازك الإمام: في الحقيقة في هنا سؤال مشابه للأحاديث الصحيحة أو الأحاديث غير الصحيحة والأحاديث الضعيفة والأحاديث القوية، من الأخت سعاد الصابوني تسأل:
أن هناك كثير من الناس يستشهدون بالأحاديث غير الصحيحة ويكثرون من ذلك ويتركون الأحاديث الصحيحة، ما رأي الضيف الكريم في ذلك؟ شكراً لكم.
الدكتور يوسف صديق: هو الآن لما يقول المحدث هذا حديث ضعيف لا يعني أنه كذب، إذا قال العلماء بجواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، بل ذهب الحنابلة إذا كانت مسألة فيها حديث ضعيف وليس فيها حديث صحيح أبداً، فهو أولى من الرأي به، قال الإمام أحمد هنالك كثير من الأحاديث في إتيان الحائض الآن، العمل فيه عند الحنابل لأنه يتصدق بنصف أو بدينار والجمهور على أن هذه كبيرة، في القرآن لا ينبغي إلا التوبة والندم والاستغفار والإقلاع وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرنَ (البقرة: 222) فالحديث نحن دائماً أبداً ما ننظر إلى أنه صحيح معناه قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بالمائة، لا تغلب الظن بالإسناد المتصل والعدول الضابطين من غير شذوذ ولا علة، إنه كلام النبي صلى الله عليه وسلم، الضعيف مثله، تغلب الظن بأنه سقط شرط من شروطه الخمسة هذه، الضعيف معناه تغلب الظن أنه لم يقله عليه الصلاة والسلام، لا أننا جازمون والله والله لم يقله، وبالتالي يقال يستعمل الحديث الضعيف في فضائل الأعمال، الحديث الضعيف ليس هو الشر كالموضوع، الكذب الموضوع هذا هو الحديث الذي لا يُعمل به.
عريف الحفل: سؤال من خالد المحاميد من جريدة الوطن يقول:
نعتبر إدوارد سعيد عن الاستشراق الروسي أنصف المسلمين والعرب وأنه لم يقم على خلفية تآمرية، كيف تنظر إلى الاستشراق الروسي بالمقارنة مع الاستشراق الغربي؟.
الدكتور يوسف صديق: أولاً الاستشراق هو الآن الحمد لله سقط ثم أصبحت هذه المدرسة تشكل خطراً على الفكر، سقط الاستشراق، وقبل أن يسقط كان في نفس بداياته كما كان، صار فيه عندنا ضعف نحن المسلمين العلماء، وانشغلنا بالضياع والمزارع والمباني، صار العالم ليس كما كان، صار فيه أيضاً انحدار وانحطاط في علماء الاستشراق، العلماء المتأخرون، والآن تلاشى الاستشراق، روسيا لم يكن لها في الأصل في الاستشراق عمل كالعمل الكنسي واليهودي، الاستشراق متمركز في أوروبا الغربية، وأوروبا الشرقية في الأصل والنظرية نفسها نظرية اشتراكية أو كارل ماركس أو لينين تخطيطه هو الإبادة، يعني استعمال الإبادة لهدم الكنائس هدم الإسلام، هم يقولون الدين أصلاً أفيون الشعوب وما هم في حاجة إلى أنهم يأتون بشبه حول القرآن أو شبه، نقول الأصل أن الاستشراق الروسي أشد، مقابلته كانت مقابلة هدم وبناء، أما الاستشراق الغربي فكان عن طريق الغزو الفكري.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الطالبة صفاء عبد المجيد الزهراء:
نلاحظ في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة اختلاف الروايات في الحديث الواحد، هل أن الصحابة قد أدوا الحديث النبوي بلفظه أم بمعناه فقط؟ شكراً لكم.
الدكتور يوسف صديق: هناك مبحث في علوم الحديث يسمى الرواية بالمعنى، ففي خطاب من النبي صلى الله عليه وسلم، مثل حديث: من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار يحفظه الصحابي، النبي صلى الله عليه وسلم كان له معايير تربوية في أداء الحديث، الناحية الزمنية الحديث قصير جداً، حتى قال المحدثون كلما وجدت الحديث طويلاً صفحتين أو ثلاث يدل على ضعفه، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا ضرر ولا ضرار، إنما الأعمال بالنيات، البيعان بالخيار، كلمتين أو ثلاثة، الرواية بالمعنى وقعت فيما يراه الصحابي، الصحابي يرى النبي صلى الله عليه وسلم يسرح شعره، فيراه يرجلها من جهة الأيمن، فيقص إذا رآه يتكلم بألفاظ يراه كيف يتعامل في البيت، كيف يتعامل مع الصحابة، يعني شيء يراه من الفعل فيقصه، هذا أصلاً لا يوجد مجال لأن يكون متحداً في القص، كل إنسان يورد القصة بما رآها، هذا هو في الغالب، لكن في النهاية كحكم من الأحكام في علم المصطلح، الرواية بالمعنى جائزة.
عريف الحفل: سؤال من علي أحمد النجار، يقول:
الشيخ الدكتور يوسف، كتاب "المصريون وتحامل السيوطي" كتاب من تحقيق فضيلتكم، أين نجد هذا الكتاب؟ وهل من نبذة مختصرة عنه؟
الدكتور يوسف صديق: في القرن العاشر وقع بين علماء القرن العاشر وبالذات بين السيوطي والسخوي، وقعت بينهما مشادة شديدة مما أدت إلى الإساءة وبالذات إلى إخواننا المصريين وإلى السيوطي، حتى كتب كتاباً عن السخوي، السيوطي متوفى عام 911هـ علماء القرن العاشر، وهو من خيرة من كتب في السنة والرقائق رحمه الله، فكتب كتابه "الكاوي في دماء السخاوي" فالمشاكل هذه من قديم موجودة، وكتب في "شذور الذهب" المصريون أذلاء يحملون الضيم، هذا الباب، فنحن أخذناه وعلقنا عليه، وذكرنا الأحاديث المبينة كذلك، وهذه الأمة هي أمة معطاء، والكل في العالم العربي إلى يومنا هذا مدين لإخواننا المصريين بالمعرفة وبالعلم، فهم أساس وجودنا شرقاً وغرباً، فكان الكتاب محاولة بيان مراد السيوطي في عباراته، وهو كتاب مخطوط في الأصل، ولكن جر علينا مسائل كثيرة ومن الكتب التي ندمنا على فعلها.
عريف الحفل: من معلمة الدين باسمة محمود:
لقد أوضحت لنا نشاطك وتفاعلك مع الحديث واهتمامك بمشايخه، ومتابعته وغيرتك عليه، ولكنك لم تذكر عن الشيخ محمد ناصر الألباني مع أنه من رجال الحديث فهو الذي وضح وفرق بين الأحاديث الضعيفة والموضوعة، حبذا توضح شيئاً عن طريقته، وإفادتنا؟ شكراً لكم.
الدكتور يوسف صديق: الشيخ ناصر الدين من المحدثين المعاصرين، أنا زرته وهاجرت إليه في الشام، وجلست معه في مكتبته، ورأيته كيف يعمل، وهو قدم للناس خيراً كثيراً، والكثير من الأحاديث ضعّفها وصححها، ولكن يبقى حاله كحال غيره من العلماء، رأيه محترم ومقدر كرأي له، لا يحكم عليه بأن كل ما ذكره من التضعيف أو التصحيح مأخوذ، الترمذي الآن إذا قال هذا حديث حسن أو قال صحيح، لهم فيه تساهل، تساهل ابن حبان، تساهل الترمذي، تشدد يحيى بن معين، تساهل ابن الجوزي في الموضوعات، أن يحكم على الحديث بأنه موضوع، تساهل الحاكم في المستدرك، الرجل له باع وله عمل مقدر عند الناس وأظنه مقدر عنده، ولكن ليس رأيه ملزم كرأي الناس في البخاري ومسلم.
عريف الحفل سؤال: من عبد الله بن معدي يقول:
بعد كلمة جميلة ترحيبية يقول فيها، أيها الشاهق السامق القادم من أرض السودان أرض الحكيم لقمان، أهلاً بك وبالمثقفين من تلك الأرض السمراء الحائزة على كأس القراء في العالم العربي والإسلامي على حد سواء، سيدي الفاضل هل ترى أن المسلمين قد عملوا على حفظ التوازن وحفظ الميزان حتى لا تتأرجح الكفتين ونصبح في براثين إحدى الحالتين إما نشد وإما نشذ، وحتى لا نصبح أمة تطغى عليها ثقافة الخندق؟.
الدكتور يوسف صديق: أولاً نحن نقول الأمة بخير، الأمة بخير ونتفاءل، ولا ننظر لأمتنا بازدراء، وإنما الخيرون الحمد لله موجودون، الناس يصلون، والناس يتناكحون وعلى الكتاب والسنة، ويبيعون ويشترون، فالأمة بخير، ونرغب أن تكون الأمة أكبر من ذلك، ورفعتها ومكانتها الطبيعية هي الوحدة، هذه الأمة متى ما اتحدت أصبحت بكلمة واحدة، نهضت، هذا الأسد النائم نهض، فالإسلام باق وكامن في نفوس الناس، ومعايير الوحدة بدأت، والآن في معرفة كبيرة جداً، ولا نقارن الآن الولد بأبيه في المعرفة، حصلت اليوم معرفة وفطنوا لأعدائهم، فالأمة بخير ونقول إن شاء الله مستقبلها قادم والحضارات التي حولنا بدأت تتساقط أخلاقياً وتتساقط كذلك اقتصادياً وتتساقط وتهوى، وأمتنا متنامية إن شاء الله.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الإعلامية بسمة مراد من مجلة روتانا:
من خلال سيرتك الذاتية الحافلة، قرأت بأنك عضو في جمعية الأدباء والكتّاب السودانية بالخرطوم، فهل يمكن أن تعطينا نبذة عن أبرز كتاباتك، وأجمل ما كتبته في حياتك، وطبعاً قصصك؟ وشكراً لك.
الدكتور يوسف صديق: المصادر كأنها ذكرت في بداية اللقاء أو المحاضرة، ويعتز الإنسان بما كتب عن السودان بالذات، عادات أهل السودان، "الشواهد الحسان لعادات أهل السودان"، وكتاب النيل "حديث النيل من الجنة" والمعاناة السودانية، في الحقيقة الواحد مما كتب في المواقع التي هي في الإنترنت، وغيرها من المواقع مواقع السنة، معجب باختلاف الأفكار، ولعله الإنسان الآن ترد عليه أسئلة كثير وهو في الطريق وهو في السوق، وتحتاج إلى إجابات، فاختلال الأفكار حقيقة يؤرق الإنسان، ومعنا هنا سعادة الوزير وزير التربية والتعليم، الدكتور عثمان أبو زيد هو الذي قام على نشر هذا المقال في مجلة الرابطة، رابطة العالم الإسلامي، وكان أعجب به، وهو الآن بحضرتنا، وكان ليس من الأدب أن أتكلم بحضرته مستشار رابطة العالم الإسلامي، ومحرر مجلة رابطة العالم الإسلامي، والإعلامي السوداني الأول وصاحب التصانيف، وهو أيضاً من هدايا وبركات المملكة العربية السعودية التي نحن مدينون لها حقيقة، وهو من مستخرجات المملكة العربية السعودية، جامعة الإمام محمد بن سعود، من أوائل الحاصلين على درجة الدكتوراه في الإعلام، وهو الآن مشرف على عدد كبير من الرسائل في هذا.
عريف الحفل: سؤال من الشيخ علي الجميعة:
سمعنا طوال السنوات الماضية أن الأحاديث المنسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مئتا ألف حديث، والمصحح ثلاثة آلاف حديث، اليوم نسمع منكم وفقكم الله أن الأحاديث المنسوبة إلى الرسول سبع مائة ألف، والمصحح أربعة آلاف حديث؟.
الدكتور يوسف صديق: هو لا يستطيع الإنسان أن سبعة وعشرين ألف حديث التي ذكرها الذهبي في كتابه "الحديث والمحدثون" هذا هو أكبر رقم وصل إلينا، لكن البخاري بنفسه يقول أنا أحفظ ألف ألف حديث، كلمة مليون ما كانت عندهم، فأسر أعرابي ولد ملك من ملوك الغساسنة، فجاؤوا طالبين منه أن يفاديه بدية، فقالوا: كم تطلب نعطيك؟ قال: أعطوني ألفاً، ما تعطوني أقل، ثم بعد ما أعطوه الألف قالوا: هذا ولد ولد ملك لو أنك طلبت أكثر لأعطوك، قال ما اعرف أنا عدد أكبر من ألف، فالبخاري لو كان في عنده مليون لقاله، فالأحاديث أكثر من ذلك، يعني كون النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم ثلاثة وعشرين سنة بعد أن بلغ الأربعين، جاءه الوحي، وتوفي فالدعوة كلها 13+10 هي ثلاثة وعشرون سنة، ثلاثة وعشرون سنة يتكلم، تكون أحاديثه هي هذه 200 ألف حديث؟ نحن الآن في الساعة الواحدة نتكلم 700 ألف حديث، في الشهر الواحد الإنسان يتكلم 700 ألف حديث، ثلاثة وعشرون سنة!! لا، هذا رقم غير صحيح.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من إحدى طالبات الدكتورة أم كلثوم، من كلية التربية قسم الدراسات الإسلامية:
ماذا عن توجيهاتك عن تعليم الطالبات في الكليات ببذل النصح لهن بأنهن حملة عقيدة ومذهب السنة، وأنهم أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمهات الصحابة، وأنهم يعملوا بما يتعلموا به؟ شكراً لكم.
الدكتور يوسف صديق: أنا أود أن أشكر لأم كلثوم هذا السؤال، وكذلك أنها ما زال إسناداً، يعني معنا، وكونها أنها حضرت هذا اللقاء، أنا أشكر لها هذا، وأنا درست في كلية البنات للتربية، وكنت كذلك في كلية البنات في جدة، وناقشت قرابة خمسين رسالة خلال هذه العشرين سنة، من دكتوراه إلى ماجستير، وفي جامعة السودان وفي أم القرى كذلك، الطالبات تدريسهن في الحقيقة لطيف، ويحصل الإنسان لطف كثير من معاشرتهن، أخونا الدكتور حسن موجود معنا الآن كان أستاذاً في مدرسة ثانوية بنات في السودان، كان دائماً يأتي لابساً بنطالاً، وفي يوم ما لبس جلابية وعمامة، فلما جاء عند الباب البنات رأينه وركض، كل واحدة اختفت، في واحدة التصقت على عمود، فقالت "هذا ترى مو راجل هذا حسن يوسف"، فقدم استقالته، فقال لا أدرس في مدارس البنات.
درست في الكويت فيس تو فيس (face to face) كما يقولون، وأحسن طريقة لتعليمهم هي الموجودة في المملكة العربية السعودية عن طريق شبكات التلفزيون المغلقة، فالطالبة تحتاج كثيراً جداً إلى هذا المعنى الذي ذكرتيه يا أم كلثوم، وهي قريبة جداً أكثر من الولد، تستطيع أن تعطيها بعض الأحاديث التي هي في الترهيب، أنا أذكر طالبة دخلت عندي في جامعة الكويت وهي مدرسة، أخذت الشهادة الإعدادية نجحت، يعني درست وهي كبيرة عمرها أربعون سنة كان، فالنظام في الكويت يعطيها فرصة تدرس في الجامعة، فدخلت في الجامعة وأول يوم من حظها السيئ حصل أن المسكين هذا كان جالساً في القاعة، فدخلت، والطالبات اللواتي كنّ من سنة أولى، ما يقارب 259، هؤلاء الطالبات هي جلست معهن، فلما دخلت ضحكن، أنا كنت أحسبها طالبةً إدارية، جاءت تأخذ شيئاً، فجاءت لابسة قصيراً، ومتعطرة، فقلت لها أنت من؟ فقالت لي أنا طالبة، فضحكت الطالبات، طالبة وعمرها أربعون سنة في سنة أولى، فحدثتني أنها مدرسة، فقلت لها لا بد من عباءة أو كذا فغضبت غضباً شديداً، فخرجت إلى العميد، هذا العميد تخرج من عندنا من السودان وكان لاعب كرة عندما كان في السودان وكان حارس مرمى، فقال لها، لو جئتني عارية إلى الجامعة ما فيها حسن سلوك، اذهبي واحضري خطاباً من الجامعة، قال لها أحسن لك أنك تنسحبين، الطالبة انسحبت، ثم جاءتني بعد فترة، قالت أنا أمي أصلها ألمانية، وحاولت تعتذر بسبب الملابس، فقلت يمكن الله سبحانه وتعالى ما قال يحبسك في النار لو قال يحبسك في هذا الحمام، يغلق عليك من الصباح إلى الليل، ما يحبسك في النار التي وقودها الناس والحجارة، ترضي يحبسونك في الحمام هذا؟ قالت: لا والله ما أرضى، قلت لها لماذا تلبسين هكذا؟، هذه الطالبة والله سافرت وجاءت هنا للعمرة واعتمرت، وارتدت الحجاب وتحجبت، وبعد كم شهر جاءت وقالت أنا فلانة، ولكن لن أسجل عندك أبداً حتى لا تقول نجحتني عشان الحجاب، فالمرأة قريبة، والله ما رأيتها بعد هذا الكلام، وما أدري من تلك الساعة كيف قلت لها يحبسك الله في هذا الحمام من الصبح للمساء، ترضين؟ قالت: لا، طيب كيف لو سجنوك في نار جهنم؟ المرأة قريبة جداً جداً في الوعظ أكثر من الرجل.
عريف الحفل: سؤال من عبد الرزاق صالح الغامدي يقول:
بعض الأحاديث في النفس منها شيء، مثل الحديث الذي يفيد بما معنى، مات ودرعه مرهونة في بر أو شعير عند يهودي، كيف يحدث هذا وفي الصحابة رضوان الله عليهم أغنياء وموسرون، يفدونه بأموالهم وأرواحهم من أمثال أبي بكر الصديق وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان الذي جهز جيش العسرة، أرجو إفادتنا عن مدى صحة هذا الحديث؟.
الدكتور يوسف صديق: هذا الحديث صحيح، وامتداد لما ذكرنا من آداب طالب الحديث، كثير من الوعاظ يذكر طرفاً من الحديث فيه طرب، هذا الحديث الآن شاع أن النبي صلى الله عليه وسلم رهن درعه عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير إلى هنا كان الحديث، الذي يروى ويذكر في المنابر، الحديث نهايته وشرحه ومعناه لا يذكر، ومن باب ذلك البث يصبح خطأ، النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يبين أن الاقتراض ممن أكثر ماله من الحرام كاليهود خنزير وخمر وقمار وربا، أن هذا جائز، وإلا كان وهذا الكلام يقوله الحافظ ابن حجر، قال: كان في الصحابة من هم أثرياء كعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، عدل النبي صلى الله عليه وسلم من الاقتراض عنهم لبيان جواز الاقتراض ممن أكثر ماله من الحرام، لا من عين الحرام، يعني لا نقترض منه خنزيراً، لكن إذا اقترض منه شاياً وسكراً لا بأس بهذا، فلبيان الجواز أورد هذا النبي صلى الله عليه وسلم، نقول أيضاً الأحاديث التي هي أحاديث قولية وفعلية، الحديث الفعلي فيه كلام كثير جداً عند العلماء، نحن مطالبون بالنص الموجه إلينا، حتى بلغ بالبعض في الفوائد وهذا من ليس من الأدب أن نتكلم أمام مشايخنا، الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان، هل يجوز التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، حتى يكون دليلاً على عدم التأسي به، أما الأصل ألا يتأسى به حتى يقول الدليل على جواز التأسي به، هذه قاعدة مشروحة وإن كان الصواب يتأسّى بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى يقوم الدليل على عدم التأسي به، فالأحاديث الفعلية أصلاً فيها إشكال ولكن هذا الحديث كان في بيان جواز الاقتراض ممن أكثر ماله من حرام.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة بثينة شاكر من الجامعة العربية المفتوحة، وأيضاً سؤال مشابه من الأستاذة إيمان الكاف الصحافية، السؤالان متشابهان:
لقد حاول أعداء الإسلام التصدي من خلال الإسلام للمرأة المسلمة، التي استهدفها أعداء التغريب وحاولوا النيل منها بطرق مختلفة، كيف نحميها من هؤلاء الأعداء؟ وما دورنا نحن النساء في التصدي لهذه الهجمات الغربية؟ شكراً لكم.
الدكتور يوسف صديق: المرأة موقفها: المرأة التي هي متحللة عن الدين أو التي مميعة للدين، هي أولاً لا ترد الجميل للإسلام، هي لو قرأت قليلاً كيف كانت تذبح هنا وكيف تدفن وهي حية، وكيف كانت تعامل أنها يرثها الرجل كما يرث مال أبيه، إن شاء باعها، وإن شاء تزوجها، وإن شاء فعل بها ما شاء، هذه المعاني كلها موجودة في التاريخ الإسلامي، وَإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (التكوير: 8-9) أو الأمس القريب الصحابي صرخ في المسجد للنبي صلى الله عليه وسلم، قال أنا أسلم ولكن بشرط، فقال له ما هذا الشرط؟ قال يا رسول الله أن يغفر لي، كانت لي بُنَيّة، حتى إذا تلفظت بابا ماما، المجتمع كله يتلفظ، وكنت على دين الأجداد، فقالوا لي توكل على الله واذبحها، وما تظن أنهم كانوا فقط يؤذونها ويرمونها في القمامة، كانت جميلة، ويكون البيت كله يشمها كالوردة، وأبوها قد يتسلط عليها، الدين يقول لك أذبحها، فأخذتها يا رسول الله وقدتها إلى بئر مهجورة لنا، فرديتها فيها، قال: فبكى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له أحد الحضور يا هذا، المرأة الآن يجب أن ترجع إلى الوراء قليلاً وتذكر كيف كان يفعل بها، هذا الدين أصبحت تمرغه وتتمرد عليه وتميعه في ثيابها في عطرها في مشيتها، كل هذا خيانة هي للدين، وخيانة لما قدم لها هذا الدين، نقول أيضاً لا ينبغي أن تترك الساحة للمتكلمات والكاتبات والمميعات في الدين، كان عندنا هذا التيار في الجامعة، مرة جاءت بنت كبيرة لابسة فستاناً فوق الركبة، فكتب عنها طالب في الصحف الحائطية: يا من تلبس الرداء كذا وكذا، وصورها على الحائط وعلى الشجر، يكتب الطلاب، جاءت وكتبت تحت كتابته: أفككه ولا أخليه كده، يعني عاجبك كده أم أرفعه لفوق شوية أي أقصره، فمثل هذا يجب أن لا يتركوا، وإنما يناظروا يجادلوا ويجالسهم الناس ويرجعونهم إلى الحق بالهدوء ليس بالضرب والكرباج.
عريف الحفل: نظراً لضيق الوقت، سيكون هذا السؤال الأخير، وهو حقيقة من مجموعة أسئلة تدور حول نفس الموضوع من غياث عبد الباقي الشريقي، وأنور فرحات، وهاني عبد الحميد:
وكلها تدور حول أن هناك تقصيراً واضحاً في إيصال سنة الرسول القولية والفعلية، والسيرة النبوية المطهرة، وأن هناك تقصير في إيصال هذا النور المحمدي عبر اللغات العالمية المتداولة من خلال برامج إعلامنا المرئي والمكتوب، هل هناك جهود تبذل لتلافي هذا التقصير خصوصاً أن حملات التنصير تنتشر في إفريقيا مثلاً وفي الدول الفقيرة وأيضاً كيف يمكن رؤيتكم الثقافية مواجهة هذا التيار وبث روح الأولين في أمتنا فرادى وجماعات، حول هذا الموضوع تقريباً تدور هذه الأسئلة؟
الدكتور يوسف صديق: في مثل هذه الاثنينية تلقح فيها الأفكار وتخرج منها أفكار وتحاليل هي من السهام التي توجه لأمثال هؤلاء في تصوري، فلنبن مثل هذا البناء القيم المعياري الذي يستضيف العلماء الكبار ويناقشون مسائل مثل هذه، مثلها هو الرد وكذلك عندنا روادنا الحمد لله رابطة العالم الإسلامي الآن، الفتاوى والتي هي مجامع فقهية في السعودية والكويت ومصر والسودان، هي تتصدى ونحن لا نيأس نظل نعمل ونعمل.
توجد جماعات في مراكز وفي جامعات كتاب مناوئون للاستشراق، هناك جهات حساسة قائمة على هذا الموضوع، لا يظن الناس أن المسألة لا أحد يهتم بها، فهناك من هو قائم على هذا وهنالك بوادر طيبة وستظهر إن شاء الله في السنوات القادمة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :455  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 129 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج