شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الحمد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي، الطاهر الزكي، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
الأستاذات الفضليات
الأساتذة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تزدان أمسيتنا إذ نحتفي بفضيلة الأستاذ الدكتور يوسف محمد صديق، أستاذ الحديث وعلومه بكلية التربية بجامعة أم القرى.. قامة شرفها المولى عز وجل بالوقوف على هذا الثغر المهم في معترك الأمة الإسلامية التي لا تخلو ممن يناوشها من خلاله عبر مسيرتها الطويلة.. فقد يئس أعداء الأمة عن إتيانها من باب القرآن الكريم الذي تكفل الحق سبحانه وتعالى بحفظه إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9).. فانطلقت سهامهم تترى تطلب مقتلاً في الحديث الشريف.. ناسين أو متجاهلين أن سلف هذه الأمة، والعلماء الأفاضل ذوي البصر والبصيرة، قد كرسوا حياتهم وجهدهم منافحين عن هذا الصرح الذي استعصم على من يبغون هدمه، وأعانهم الله عز وجل بنور البصيرة التي أسسوا على ضوئها منهاجاً متكاملاً للحديث النبوي وعلومه.. فارتدت موجة الهجمة لتعاود الكرة مرات ومرات وهي أكثر شراسة وطعناً في الدين.. الأمر الذي يتطلب المزيد من البذل والعطاء لخدمة السنة وعلومها، وإيجاد أساليب متطورة للدفاع عنها من منطلقات علمية رصينة بعيداً عن التشنج والتشدد والتطرف الذي ضرره أكثر من نفعه.
قدم فارس أمسيتنا للمكتبة العديد من المؤلفات والدراسات والبحوث، فكتب عن دقائق العقيدة عند الأئمة الأربعة، وأسباب الجرح في راوي الحديث، والموضوع وغير القادح من ألفاظ النقاد، وغيرها.. وحقق بعض الكتب المهمة في هذا الباب، من بينها الأحاديث القدسية لابن الدبيع الشيباني، ومختصر نصيحة أهل الحديث للخطيب البغدادي، وغيرها.. فأسهم من خلالها في خدمة السنة النبوية المطهرة، ولهذا التخصص رجاله الذين وهبوا أنفسهم لرفعته.
ضيفنا الكريم وظف علمه لقضايا الدعوة التي تحتاج بدورها إلى أطر متجددة للخروج بها من قناة مخاطبة الداخل، والتوجه نحو الآخر، باللغة التي يفهمها، والأساليب التي تولد القناعة والاقتناع.. وتأسيس مشاريع تؤكد أن الدعوة إلى الله عز وجل ليست وقفاً على الندوات والمحاضرات والأعمال الخيرية، بل ينبغي أن تتعداها إلى المساهمة في خدمة البشرية والمجتمع وإيجابية العمل جنباً إلى جنب مع غير المسلمين ومنافستهم في الاختراعات واستنباط الحلول في مجالات الكيمياء والطب والهندسة والرياضيات والمعمار والأعمال الحرفية.. فمن هنا تنشأ القدوة الحسنة والأسوة الطيبة التي سار بها المسلمون بين الناس في عصور الانطلاق الذهبي، حتى سادوا العالم شرقاً وغرباً.
ولضيفنا الكريم رؤية حول مدارس الاستشراق.. نختلف أو نتفق معه بشأنها، غير أنها تبقى في النهاية رافداً مهماً تجاه هذا التيار الذي ما فتئ يتغلغل في المجتمعات الإسلامية تارة بغرض الدراسة، وأخرى لتقديم العون والتنمية بعد الكوارث الطبيعية أو التي بسبب جور الإنسان على أخيه، فالاستشراق لا ينهض بوجه واحد أو قناع معروف، إذ يرتدي لكل حالة لباس ومسوح، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: أين يقف العالم الإسلامي من تحفيز منظمات المجتمع المدني للإسهام في إغاثة الملهوفين في مختلف أصقاع العالم؟ فكل فضائيات العالم تنقل لنا سيل حركة لا تنقطع لمنظمات دولية تنشط في أفريقيا وآسيا على وجه التحديد لتقديم العون الإنساني وفق آليات دقيقة ودعم يفوق ميزانيات بعض دول العالم الثالث، في الوقت الذي يقتصر دور منظماتنا على التنظير والشجب والتنديد ورفع الأكف بالدعاء، وأنعم به، غير أن الشعوب المنكوبة في حاجة ماسة إلى نمط أكثر تجاوباً مع واقع حالها، فالساحة واسعة لكن نصيبنا فيها ضعيف، خيولنا عجفاء، وثمارنا حصرم.
يمتاز ضيفنا الكريم بحافظة عجيبة في الشعر والاستشهاد به في مواضع يكسبها ألقاً وتفرداً في التناول، مما جعل الكثير من مقالاته في الشأن الاجتماعي والثقافي والفكري تحظى بقبول طيب بين المتلقين.. فبستان عطائه يكتسي ألواناً بديعة من البلاغة ونصاعة البيان، فهو تربوي من الطراز الذي استحوذت عليه مهنة التعليم وطبعته بوسم نكران الذات والتفاني في خدمتها سواء في مدرجات الدرس أو أينما كان حفياً بطلابه، باذلاً لهم، ولكل من يلوذ به، ما يرضي تطلعاتهم من علمه وجذوة فكره الوقاد.
أتمنى لكم أمسية ماتعة في صحبة فارس أمسيتنا، وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم للاحتفاء بالدكتور علي عقلة عرسان، رئيس اتحاد الكتاب العرب السابق خلال عدة دورات منذ عام 1977م وحتى عام 2005م.. وأنجز قانون تقاعد الكتاب العرب، وقانون حماية حقوق المؤلف، والذي يشرف بعضوية العديد من المجالس والمؤسسات الثقافية منها مجلس أمناء مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، ومؤسسة الفكر العربي، وأسس عدة مجلات ثقافية وفكرية، وألف حوالي أربعين كتاباً في المسرح والثقافة العامة، والمتابعات السياسية، ومن بينها أربعة دواوين شعر.. كما أخرج عشرين مسرحية بالفصحى للمسرح القومي في دمشق، قادماً إليكم من الفيحاء ملبياً دعوة اثنينيتكم.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً به.
ويسعدني أن يرعى هذه الأمسية مشكوراً الأستاذ الدكتور جميل مغربي، أستاذ اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز.
فإلى لقاء يتجدد وأنتم بخير،،،
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه مؤسس الاثنينية، والكلمة الآن أيها الإخوة والأخوات لسعادة الأستاذ الدكتور جميل محمود مغربي، أستاذ اللغة العربية والآداب بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، عضو مجلس رعاة الاثنينية، فليتفضل مشكوراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :416  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج