شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، حبيبك وصفيك، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأساتذة الكرام
السيدات الفضليات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسرني أن نلتقي الليلة بعلم بارز في دنيا الأعمال والإعلام، أتعبناه وتعبنا معه حتى نحظى باستضافته، فقد التقت رغبتنا دوماً في إحياء مثل هذه الأمسية إلا أن ظروف ضيفنا الكبير وارتباطاته العديدة ظلت تعاندنا باستمرار.. ففارس أمسيتنا سعادة الشيخ صالح عبد الله كامل من الذين قد تتوزع ساعات يومهم بين مدينة وأخرى، وعليه يمكنكم تصور قيمة هذه الأمسية على خلفية الجهد الذي بذله الطرفان للإعداد لها.
ضيفنا الكبير "كتاب مفتوح" لمن أراد أن يطلع على بعض تفاصيل حياته وأعماله، وكل من له إلمام بلغة العصر "الإنترنت" يمكنه أن يقف عليها بيسر وسهولة، كما نجد تفاصيل موسعة عن أعماله، وشركاته، وإنجازاته.. تلك زوايا لا تعنيني في هذه الكلمة، لأنها لا تشكل الإضافة التي أتطلع إليها.. فالذي يهمني حقيقة فكره المبدع، والبصيرة التي يعتمدها حاسة سادسة في إبحاره الصعب، وأسلوب الحياة الذي ينتهجه مما جعله متميزاً عبر سنوات عطائه وبذله.
تأتي الدراسة والتحصيل الأكاديمي، ثم العمل وفق معطيات الفهم الدقيق للأمور في مقدمة بذور النجاح التي اغتنمها ضيفنا الكريم.. والأهم من ذلك أنه عرف في نفسه موهبة التجارة منذ يفاعته.. فاستقام أمره وصلب عوده على قلب لم تتنازعه شؤون متشاكسة.. لقد أحب عمله ومنحه كل وقته وجهده وفكره وتماهى مع متطلباته حتى أصبح لا يفرق بين الركض في مسارب العمل والانغماس في الحياة بكل مشاربها.. إنه منظومة من العمل المتقن تدور مسنناتها في إيقاع متناسق لتصل في النهاية إلى أهدافه التي سبقها ما تستحق من تخطيط ودراسة وإعمال فكر.
هذه المميزات الشخصية مكنت ضيفنا الكبير من التعامل مع الوقت باعتباره العنصر الأثمن في آليات الاستثمار.. بالإضافة إلى توخي الدقة في اختيار العنصر البشري كركيزة أساسية في العملية التنموية.
إن من يقرأ بين سطور قصة نجاح ضيفنا الكريم يرى أنه غير معني كثيراً بمسألة التخصص الدقيق في استثماراته.. فهو يلقي بثقله في أي مشروع تثبت جدواه الاقتصادية، بغض النظر عن الفئة التي يتم تصنيفه ضمنها... وبالرغم من تنافر هذه الاستثمارات واستحالة وضعها في سلة واحدة، إلا أن اتساع أفق ضيفنا الكريم مكنته من التعامل معها بمفهوم التكامل المشروط بالفصل العملي بين كل نشاط وآخر.. وهكذا جاءت مجموعة "دلة البركة" وعاءاً جامعاً لمفردات هذا العمل الكبير.. واستطاع ضيفنا الكريم أن يقود سيمفونية العطاء بكثير من الصبر، وعين البصيرة، التي أشرت إليها آنفاً.
لقد ألقى بثقله أخيراً نحو الاقتصاد الإسلامي، ومنظومة البنوك الإسلامية، التي أشعل فتيلها صاحب السمو الملكي الأمير محمد الفيصل، وكرس ضيفنا الكبير جهوداً مقدرة للنهوض بهذا التوجه والإبحار به نحو آفاق رحبة، خاصة في ظروف الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد العالمي.. ووظف خبرته وعلاقاته وإمكاناته المادية والبشرية، وبصفته رئيساً للغرف التجارية الإسلامية حاول اختراق جدار الصمت ودفع عملية الاستثمار في البنوك الإسلامية والقروض المتناهية الصغر لغزو مناطق في العالم العربي وأفريقيا ظلت تعاني سنوات طوال من عدم الاهتمام اللازم الذي يخرجها من تحت خط الفقر إلى أوائل درجات التخلص من الفاقة والبطالة.. وكعادته في تفعيل كل عمل مثمر نجده مثل حزمة الضوء التي تسلطها أشعة الشمس على العدسة لتحرق الشر وتنير دروب الخير لما فيه مصلحة الأمة.
كما التفت ضيفنا الكريم إلى "الزكاة" باعتبارها الأداة الإسلامية الأكثر فعالية في محاربة الفقر، والتي يحتاج تفعيلها والنهوض بها إلى تضافر الجهود بين الدول الإسلامية حتى تؤتي أكلها ويعم نفعها كما كان الحال في عهد صدر الإسلام.
يأتي جانب العمل الخيري مكملاً لشخصية فارس أمسيتنا.
إن الحديث عن ضيفنا الكبير لا يمكن أن تستوعبه عجالة كهذه.. ويسعدني أن يرعى هذه الأمسية، بجميل فضله وسابغ علمه، معالي أخي الدكتور محمد عبده يماني، المفكر الإسلامي المعروف ووزير الإعلام الأسبق.. متمنياً لكم أمسية ماتعة.. وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم لتكريم الأستاذ عبد الله بن محمد الناصر الأديب والباحث والكاتب الصحفي المعروف، والمستشار والمشرف العام على الإدارة العامة لشؤون الملحقيات الثقافية، وعضو مجلس الشورى.. فإلى لقاء يتجدد وأنتم بخير.
ثم ارتجل الشيخ عبد المقصود خوجه الكلمة قائلاً:
أحب أن أبعد الورق والقلم وما تعودنا عليه من تنسيق وتنميق ودعوني أتكلم معكم حديث القلب، عفو الخاطر، الأخ صالح كامل على ما أعتقد قدر ما سمع من كلمات الإطراء والثناء والتقدير، يبدو لي أنه قد مل ذلك، ويبدو لي أنه حتى فقد بريق تلك الكلمات على كثرة ما سمعها وترددت حتى يبدو لي أنه أصبحت لديه مناعة، على كل نحن نحبك يا شيخ صالح لأنك علامات فارقة، وإضاءات في صفحات وطنك، عملت لها جاهداً، نحن فخورون بك يا صالح كامل على ما أنت عليه، سعدنا بنجاحك ويسعدنا ما أنت عليه ولكن نحن أكثر سعادة بك فيما خطيت وعملت وبررت بهذا الوطن من أعمال خيرة نيرة حتى أصبحت مثلاً يحتذى به، ليس لي اعتراض على أي من أصحاب الثروات وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدهم من فضله ولكن كم أتمنى أن تسخر بعض هذه الثروات لما سخر الشيخ صالح كامل في سبيل الخير والمعرفة والعطاء لهذا الوطن، تبقى يا شيخ صالح كامل صفحة مضيئة في تاريخ الوطن، أكرر نحن فخورون بك، ومعتزون بك وأحب أن أقول لك إننا لا نداجيك ولا نحابيك، هذه كلمات من قلب صديق مخلص يحبك محبة الجمرة، فأنا إن شاء الله لسان صدق بهم إخواني كلنا إعزاز واعتزاز وشكر وتقدير وإذا عجز لسان الثناء فليس لي إلا لسان الدعاء، هذا ما نرجوه لك، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يسدد خطاك، ويوفقك لأعمال أكثر عطاءً وأكثر ثماراً، طبتم وطابت لكم الحياة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :435  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 91 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج