شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ قينان الغامدي))
أسعد الله مساءكم ومساءكن أولاً الحقيقة أنا يئست أن الشيخ يعطيني الكلمة، ظننت بأن المفروض أن يكون الحجز للكلمة من الظهر أو من أمس، على كل حال أولاً لا بد من تقديم أجزل الشكر وأعظم التقدير للوجيه المثقف الشيخ عبد المقصود خوجه، الذي يتيح مثل هذا اللقاء الأسبوعي الذي يعنى الاثنينية موئلاً للتكريم، ومجمعاً لسماع المفيد من العلوم والأفكار والثقافات. أما أستاذنا المناع فأنا كنت وما زلت أعتقد أن شهادتي فيه ستكون مجروحة وبعدها أدخلني عنوة في جريرة كتابه، لا بد صدقاً أن تكون شهادتي مجروحة وقد كنت ألمح الأستاذ العزيز الزميل يحيى باجنيد وهو يتوعدني، عندما كان المناع يصرح بأنه استشارني، وأود أن أقول للأخ يحيى ولغيره ممن لا يوافقون الدكتور المناع في كتابه، أنني لست مثل المناع فأنا كما تعلمون رجل مسالم، ولا يعني لو استشارني المناع كتابة لما كتبت، على أي حال الدكتور عبد الله مناع كما يعرفه الكثيرون هو مغرم بالتاريخ ولعلكم تلاحظون دقته في حفظ التواريخ والأحداث وبالذات في التاريخ الحديث، وهو كاره بل ناقم على الدبلوماسية ولعل هذا ما أكده الدكتور محمد عبده يماني وهو يتحدث عن الدكتور مناع، وهو مبتلى بالسياسة لكنه في النهاية عاشق للأدب شاء أم أبى، الدكتور عبد الله مناع عندما يكتب يكتب ذاته، فأنا أشعر أن عبد الله مناع لا يكتب كما يكتب الآخرون، إنه يعقد علاقة حميمية مع الورقة ومع القلم، لدرجة وإذا كان هناك غير ممن تعامل معهم المناع في الكتابة الصحفية بالذات كنا نعاني متى تحصل الولادة متى يعتق هذه الورقة ويدفع بها إلينا حتى نحيلها إلى المطبعة كان متوجساً، كان الكلام الذي قاله عن كتابه هو يتحدث عن نفسه بصراحة عبد الله مناع ناقد قاس على نفسه، لكنه إذا اقتنع فهو شجاع لا يبارى وأنتم تعرفون، سأقول لمحة بسيطة عن علاقتي بعبد الله مناع، في منتصف الثمانينات كنت كغيري من (المخربشين) كما وصفهم الدكتور عبد الله مناع أراسل بعض الصحف والمجلات من الطائف وكانت مجلة (إقرأ) في ألقها وفجأة وفي أحد الأسابيع وجدت إحدى (خربشاتي) منشورة في زاوية أثيرة في مجلة (إقرأ) اسمها (منحنى الوداع) على ما أظن قد يكون من نشرها عمر يحيى أو محمد الفايدي أو عبد الله باهيثم لا أدري لكن الصورة التي في أذهان المتابعين على الأقل في تلك الأيام أن رئيس التحرير هو من يجيز ويمنع، وكنت أقرأ للدكتور عبد الله مناع في مجلة (إقرأ) وكنت أتابع بعض أحاديثه في الإذاعة، وعندما انتقلت إلى مدينة جدة كنت حريصاً على أن ألتقي به وفعلاً التقيت به عدة لقاءات متباعدة لكنه كان شامخاً جسماً وفكراً وكنت ما زلت أحبو في بلاط صاحبة الجلالة، ظلت هذه المحاولات مستمرة من جانبي وربما هو لا يعلم عنها إلا بعد أن تعرفنا على بعضنا بصورة جيدة، إلى أن قدر الله وانتقلت إلى صحيفة (البلاد) فتعمقت العلاقة وتطورت إلى أن أصبح يثق فيّ في كتاب سيثير عليّ نقمة يحيى باجنيد على الأقل يا دكتور عبد الله.
الدكتور عبد الله مناع هو فوق كل هذه الصفات في عشقه للأدب في غرامه بالتاريخ، في شممه، في تواضعه، في قسوته، في علاقته مع الآخرين، هو في النهاية إنسان أبسط مما تتصورون وأنا أقول هذا حقيقة وعن معرفة وثيقة بالدكتور عبد الله مناع هو مستعد إلى أن يأنس إلى شجرة، وإلى عصفور، وإلى فقير يجلس على رصيف، وإلى أمور قد لا تتخيلونها، لكن عبد الله مناع يصبح عنيفاً، ويصبح قاسياً، ويصبح لا يطاق عندما يشعر أن هناك حقاً ضاع أو هناك كذب يشاع، فهو لا يهادن في هذا ولا يمانع، الأمر الآخر أن عبد الله مناع يتحرك، ويصعد، ويهبط، ويتقدم، ويتأخر لكنه في دائرة الوطنية، لا أظن أحداً ممن يعرف عبد الله مناع أو قرأ مقالاته في ميدان المجتمع وخدمة المجتمع في بلادنا يشك في أنه وطني حتى النخاع.
شكراً لكم شكراً للشيخ عبد المقصود خوجه مرة أخرى الذي أتاح لي هذه الفرصة، شكراً للدكتور يماني الذي غيب ورقة الطلب حتى هذه اللحظة حتى يكون إما ختامها مسك أو ما تشاؤون له من صفات وشكراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :377  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 87 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج