شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة معالي الأستاذ الدكتور مدني علاقي))
بسم الله الرحمن الرحيم سعادة الأخ الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه مؤسس الاثنينية ورئيس مجلس الرعاة، أصحاب المعالي والسعادة، السيدات الفاضلات الكريمات، ضيوف الاثنينية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يأبى سعادة الأخ الكريم الشيخ عبد المقصود خوجه مؤسس الاثنينية إلا أن تتجه بوصلته الثقافية في رحلات متعددة بين الجغرافيا والتاريخ وبين العلوم والمعارف وبين الأدب شعراً ونثراً وخلافه، وهذه البوصلة كعادة كل بوصلة منذ أن اخترعها العلماء المسلمون تتجه شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، حيث تسلط الضوء على فارس أو فارسة فيكون بعد ذلك ضيفاً للاثنينية، تعطيها من تجاربه وخبرته ويعطرها بفنه وعلمه، أما حضور الاثنينية وهم الصفوة من الرجال والنساء، الذين وجدوا فيها صنوف المعرفة ينهلون من أمسياتها عبق الحضارة الإنسانية في إطار عصري، فريد في تنظيمه عبقري في تدوينه كريم في حضارته، لقد قدمت لنا الاثنينية موائد شتى من الأطعمة العلمية والثقافية، قام بإعدادها ومزجها علماء مهرة من الرجال والنساء، وتفاعل معها رواد الاثنينية في حوارات فريدة من الإدراك والتسامح تتجلى فيها حضارة الحوار وحوار الحضارة الإنسانية في أبعادها المختلفة، الاثنينية لم تقصر اهتمامها على الوطن وإن كان هو بؤرتها ومركزها، لقد طبع هدفها في جلية المعرفة إليها فاستقطبت كل قادر على العطاء، سواء كان ذلك في مجال العلوم الأساسية والتطبيقية ومجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، استقطبت في تاريخها المثير العالمات والبارزات من النساء، ولم تقتصر على الرجال، استقطبت العرب من أرجاء الوطن العربي ولم تقتصر على السعوديين، استقطبت المسلمين من بلاد الإسلام ولم تقتصر على السعوديين والعرب، هذه هي روح العصر التي تميزت بها الاثنينية وهذه هي رسالتها والليلة أيها الإخوة والأخوات تتجه بوصلة الاثنينية للجنوب من وطننا الكبير وطن الحب والانتماء، وفي الجنوب تنحرف هذه البوصلة إلى غرب الجنوب، وفي غرب الجنوب تلقي عصاتها على موقع غال وعزيز عن الوطن هو جزيرة فرسان أو بالأحرى مجموعة جزر فرسان، لقد قسى الدهر حيناً على هذه الجزيرة الواجهة الجميلة، جزيرة اللؤلؤ والعنبر فقد بدأت تعرف لدى السعوديين منذ عهد مضى بأنها منفى لكل من عصا وافترى حتى هجرها مواطنوها وساحوا في أرض الوطن يلتمسون الرزق والعلم معاً، غير أن ذلك الوطن لم يستمر وأدرك أولي الأمر أن الوطن كله ببحره وجزره وأوديته ومدنه وقراه وجباله وصحاريه هي ملك للجميع، ولم يكن هناك مكان لمنفى بل الأماكن، بل كل الأماكن هي أماكن حرية وانطلاق وعمل، واليوم تغير المنفى وأصبحت الجزيرة دار علم، وموطن سياحة وورشة عمل وعاد إليها أهلها بروح الإسلام والتحدي لا للغوص من أجل اللؤلؤ، ولا للزحف في سواحل الجزر عما تلقيه الأمواج من عنبر الحوت ولكن للبناء، ولقطف الثمار من حركة علمية وثابة، وتنمية بشرية واقتصادية متسارعة، أيها الإخوة والأخوات من هذه البيئة الفرسانية من هذه الجزيرة ومن مياهها الزرقاء ولؤلؤانية يأتينا المؤرخ الشاعر والأديب المتنوع، الأستاذ إبراهيم عبد الله مفتاح لقد خرج ضيفنا من الجزيرة التي ولد فيها بحثاً عن العلم وعن الرزق، يوم لم يكن هناك إلا النذر اليسير مما يجود به البحر أو تجود به رقعة زراعية محدودة، وبعصامية وجلد عاد إليها اليوم شاعراً ومؤرخاً وأديباً، لامعاً من أهل الجنوب ومربياً ومعلماً يفخر به تلامذته من العلماء وأساتذة الجامعات، وتعتز به منطقة جازان كعلم من أعلام المملكة وكقلم من أقلامها، يقول ضيفنا في قصيدة له ألقيت في لقاء مع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، عندما زار جزيرة فرسان في وقت سابق يصف فيه حال الجزيرة سابقاً:
والهاجرون دياراً كان يملأها
صخب الحياة وأصوات المنادينا
أضحت تحن إلى الضوضاء ساحتها
وللأهازيج تحيي عهدها فينا
هذي المنازل في شوق لمن رحلوا
تدعو الإله بأشواق المحبينا
بأن يرد إلى السكنى حصتها
ويجمع الشمل أزهاراً ونسرينا
وفي قصيدة أخرى له يصف فيها معاناة الغوص والبحث عن اللؤلؤ وهي رحلات مما تنتهي بفوز أو تطوى بموت:
كل المسارات في عينيه إبحار
وكل موج على جفنيك تيار
وكل نسمة صبح حين تلمسني
تخيفني بعدها للريح إعصار
يا بحر أغريتني بالصحو فاندفعت
سفائني وطوى الإبعاد إبحار
يا بحر إنا سنشكو جرح غربتنا
حين استبد بنا رعد وأمطار
وحين ألغيت بعد الصحو ألفتنا
وبين كفيك أرواح وأعمار
كنا نصافح إيماناً توكلنا
والمرء يربطه بالله أقدار
البحر إن هفهفت يوماً نسائمه
فإنه بعد الصحو غفار
عريف الحفل: أيها الإخوة والأخوات مع ضيف الاثنينية المؤرخ الشاعر والشاعر المؤرخ الأديب المتنوع الأستاذ إبراهيم عبد الله عمر مفتاح.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :540  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 66 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.