شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، حبيبك وصفيك، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأساتذة الأفاضل
السيدات الفضليات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في حضرة الإعلام يأتلق العطاء، ويمتد أفق الرؤى، وتنداح الكلمات شطآناً من الجمر والماء.. يتجاوران، يتحاوران، ولا يبغيان.
نحتفي الليلة بوجه مميز في ساحة الإعلام المرئي.. سعداء بتكريم الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، والإسهام في توثيق مسيرته التي توهجت بمجموعة قنوات (إم بي سي) الفضائية، بما يتبعها من مجلة، وقناة إذاعية.
لقد بدأت مجموعة قنوات mbc بثها عام 1991م، كأول قناة فضائية خاصة، ثم انداحت دائرة نموها لتخصص قناة مستقلة لكل نشاط تلفزيوني، واستطاع رئيس مجلس إدارتها الذي نحتفي به الليلة أن يتوسع ويستثمر بنجاح كبير في هذا المجال الخصب، فنال عام 2007م جائزة "الشخصية الأكثر إبداعاً" من لجنة تحكيم جوائز "أريبيان بزنس".. وقد أعلن في تلك المناسبة: "لا بد من تحرير الإعلام العربي من سيطرة الأجهزة الرسمية للحكومات".. كما حصل على جائزة "الإبداع العربي في مجال الإعلام" من مؤسسة الفكر العربي لعام 2008م.
إن قصب السبق الذي حازه ضيفنا الكريم في مجال البث التلفزيوني المستقل، فتح المجال واسعاً أمام كثير من المبدعين والمستثمرين لطرق هذا الباب الذي ظل حكراً على الإعلام الغربي لسنوات طوال.. في الوقت الذي يشير كثير من المهتمين إلى أن البيروقراطية كبلت عمل الأجهزة التلفزيونية الحكومية، فأصبحت هناك فجوة أجبر المتلقي على تجسيرها بالقفز نحو الإعلام الغربي مع ما يكتنفه من محاذير.. لعل أبرزها الرسائل غير المباشرة التي يبثها على مدار الساعة في ثنايا الأخبار وحتى من خلال أفلام الرسوم المتحركة التي يعشقها الكبار قبل الصغار.. وهي مدرسة قائمة بذاتها في غرس القيم وزخات العنف التي أصبحت تترسب بصورة منهجية في نفوس النشء، وتجد متنفساً عبر ممارساتهم اليومية في البيت، والمدرسة والشارع.. ثم تغص بهؤلاء الصبية الإصلاحيات والمنشآت التأديبية لإعادة تأهيلهم حتى يعودوا مواطنين صالحين مرة أخرى، وما يتكبده الوطن من خسائر جسيمة جراء هذه العمليات المعقدة.
لقد ركز فارس أمسيتنا على نصيحة غالية التقطها من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز "رحمه الله" حين قال له: (ما يظهر على الشاشة يجب أن يكون ما ترتضي أن يشاهده أولادك)، وقد سار فارسنا الذي نحتفي به الليلة على هذا النهج، وبهذا استقر في وجدان كثير من المشاهدين العرب أن مجموعة قنوات (إم بي سي) هي قناة الأسرة.. بغض النظر عن الجدل الذي لا ينتهي حول محتوى القنوات وما تبثه من مواد قد يرى البعض أنها لا تنطبق وتوجهاتهم الفكرية والثقافية.. لأن رضا الناس غاية لا تدرك.. وأصعب ما يواجهه الإعلامي، خاصة الذي يتسنم مركزاً إدارياً مرموقاً، أن يحاول التوفيق بين مختلف الآراء في الشأن الإعلامي، الذي له بطبيعة الحال خطط وأهداف واستراتيجيات يعمل من أجلها.
الإعلام العربي الخاص شب عن الطوق.. وانتشرت ساعات البث بلا انقطاع.. وهذا التمدد يحتاج إلى دعم وتمويل ضخم.. وآلية الإعلان تأتي في المرتبة الأولى لدعم هذا الإنفاق الهائل.. خاصة عندما يكون البث مفتوحاً أي لا يعتمد على تقنية التشفير.. فالإعلان الذي يسيل له اللعاب قد يأتي من منتجات مرغوبة في المجتمع، لكن محاصرتها والقضاء عليها واجب ديني وأخلاقي ووطني وصحي في المقام الأول.. هكذا كان موقف فارسنا الكريم في رفض الإعلان عن (التبغ) بكل أسمائه وعلاماته التجارية البراقة.. وبعقود تقدر قيمتها بخمسمائة مليون دولار.. موقف يسجل بكثير من التقدير لفارس أمسيتنا، مقروناً مع رفضه التام قبول أي إعلانات لا تتفق وطبيعة الأرض التي ينتمي إليها.
إن تغلغل الإعلام في النسيج المجتمعي يجعله صناعة قائمة بذاتها.. تمور بكثير من المدخلات التي توظف أعداداً مقدرة من القوى البشرية والإمكانات التقنية الحديثة.. وقد استقطبت بعض الأسواق المجاورة صناعة الإعلام بتوفير البنية التحتية الملائمة، في الوقت الذي تصلبت شرايين عطائنا رغم موقعنا الجغرافي المميز، والأمل معقود في مدينة الملك عبد العزيز الصناعية برابغ لتجاوز هذا التقصير والمنافسة في استقطاب صناعة الإعلام بما يتطلبه الأمر من مراجعة بعض النظم التي تؤطر العمل والاستثمار في هذا الجانب.. حتى ينهض العمل وفق رؤية ودراسات جدوى على غرار "المدن الإعلامية" التي أصبحت منارات في بعض دول الجوار.. ومما لا شك فيه أن مثل هذا التوجه سيؤدي إلى توفير فرص عمل لكثير من الشباب الموهوبين ليس في محور التمثيل فقط، بل في كثير من المجالات المساندة، وبطبيعة الحال فإن الدورة الاقتصادية سوف تأخذ مسارها لنشر تأثيرها الإيجابي في القطاعات المختلفة، بما يعود بالخير على الوطن والمواطنين.
نقطة أخيرة لا بد من الإشارة إليها بتركيز خاص، فالعالم العربي يعاني من نسبة أمية لا تقل عن 70%، مما يجعل القراءة في زاوية ضيقة، ويفوز الإعلام المرئي بزاوية منفرجة لدى المتلقي.. وتأسيساً على ذلك يبسط دوره المهم في حمل مشعل الثقافة بين الناس.. وكم يكون جميلاً أن يمنح الثقافة مساحة كافية تطل منها على مختلف شرائح المجتمع.. فالمنتديات الثقافية على سبيل المثال تسعى جاهدة للتواصل غير أن إمكاناتها في أحسن الأحوال لا تتعدى النشر الورقي والإلكتروني، وكلاهما يصطدم بحائط الأمية، لذا أحسب من واجب الإعلام المرئي ممثلاً في قنواته الفضائية التي تبث على مدار الساعة أن تمنح هذه المنتديات دقائق من ساعات بثها المتواصلة لتشكل بؤرة ضوء في فسيفساء الثقافة، والدراما، والأخبار.. وفي تصوري إنها مادة ثرية لا تشكل أي عبء مادي على القنوات الفضائية.. إنها عطاء توثيقي من الدرجة الأولى لأنه نابع مِنْ عطاء مَنْ أسهموا بأدوار مميزة في خدمة مجتمعاتهم، ولهم القدح المعلى في كثير من الإنجازات التي تفخر بها الأمة، والمتلقي له الحق -كل الحق- في متابعة أعمالهم وإبداعاتهم المبرورة.
مرة أخرى نسعد بلقاء ضيفنا الكريم، وعلى أمل أن نسبح معه في أثيره الفضائي ونستخلص عبر حوارنا المفتوح الكثير من آرائه ومواقفه وخططه المستقبلية.
وإلى لقاء يتجدد مع ضيف أمسيتنا القادم الكاتب والشاعر إبراهيم بن عبد الله مفتاح، من جازان الفل والكادي، وصاحب ديواني "احمرار الصمت" و "عتاب إلى البحر" بالإضافة إلى عدة مؤلفات عن جزر فرسان.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم وبه.
والسلام عليكم ورحمة الله.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه مؤسس هذا المنتدى الثقافي المبارك الكلمة الآن أيها السادة والسيدات لمعالي الدكتور محمد عبده يماني المفكر الإسلامي المعروف وزير الإعلام السابق وأحد الأعضاء الرعاة لمجلس الاثنينية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :461  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 57 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.