شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
السريحي في قراءته بنادي جدة:
وحي الصحراء.. محاولة لتشكيل شخصية مستقلة بمرجعية جديدة (1)
جدة -محمد باوزير
يواصل المنتدى الثقافي والذي يرعاه النادي الأدبي الثقافي في جدة قراءته الثقافية والفكرية بحضور نخبة من أبرز المهتمين بالشأن الثقافي وقد طرحت مؤخراً ورقة نقدية للدكتور سعيد السريحي عضو النادي والناقد المعروف بعنوان ((أيديولوجيا الصحراء.. تحديات التجديد ومأزق البحث عن الهوية)).. وقد ناقش السريحي من خلال ما طرحه على الحضور قضية ثقافية مهمة تتصل بثقافة الصحراء وعلاقتها بالهوية المحلية انطلاقاً من كتابي ((وحي الصحراء)) لعبد الله بلخير ومحمد سعيد عبد المقصود، و ((ثقافة الصحراء)) للناقد سعد البازعي.
وبدأ السريحي طرح ورقته بقوله، لم يكن أي من الرجلين اللذين نهضا بجمع مادة الكتاب ينتمي إلى الصحراء، كما أنه لم يكن ممن شاركوا بكتابة النصوص التي احتوى عليها ممن ينتمي إلى الصحراء وفي وسعنا كذلك أن نؤكد مطمئنين إلى أن النصوص الكثيرة التي تكدست بين دفتي ذلك الكتاب لم تعرض إلى الصحراء من قريب أو بعيد، ومع ذلك كله فقد جاء الكتاب وهو يحمل عنوان ((من وحي الصحراء)) وتحت هذا العنوان أضيفت جملة توضح محتواه والبيئة التي ينتمي إليها كاتبو النصوص التي جاءت فيه فهو ((صفحة من الأدب العصري في الحجاز)) وليس لنا أن نتفهم علاقة عنوان الكتاب بالجملة الفرعية التي جاءت تفسيراً وإيضاحاً له إلاّ في ضوء إدراكنا للإزاحة التي تمت للحجاز من كونه بيئة متحضرة ينتمي أدباؤها إلى مدن عريقة تتمثل في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف، وهي المدن التي جاء منها كل أولئك الذين شاركوا بكتابة نصوص الكتاب، إلى كونه بيئة بدوية تنتمي إلى الصحراء تستمد منها وحيها.
وأوضح جامعا الكتاب في الكلمة التي صدراه بها الغاية من وراء ما قاما به والمتمثلة في إعطاء صورة صادقة عن الحركة الأدبية في الحجاز تمكن التتبع للنهضات الأدبية في الأقطار العربية من لمس بوادر هذه النهضة الفتية للحكم عليها غير أن المعضلة التي لم تكن تغيب عن بال جامعي الكتاب والذين شاركوا بكتابة نصوصه في ما كانوا يلمسونه من هيمنة المراكز الثقافية العربية في مصر والشام والعراق والمهجر وتماهي الصوت الحجازي في جلب تلك الأصوات التي كانت تشارك في صياغة الأدب العربي الحديث وإرساء قواعده.
وأضاف حول دراسة طه حسين للصحراء، كانت حاضرة في الأذهان تلك الدراسة التي ظهرت للدكتور طه حسين في دمشق سنة 1354 من الهجرة، أي قبل صدور وحي الصحراء بسنة، والتي أشار فيها إلى حاجة الأدباء في الحجاز إلى تكوين شخصية أدبية لهم، تخرج بهم عن طور التلمذة على الأقطار العربية المجاورة وآدابها الوافدة إلى الحجاز، مؤكداً هل أن أهل الحجاز يستمدون أدبهم التقليدي من مصر والشام بنوع خاص، وقد يتأثرون بغير المصريين والسوريين من الذين يفدون عليهم للحج، ولكن كتبهم التي يدرسونها في مكة والمدينة من الكتب التي يدرسها المصريون في الأزهر، وشعرهم الذي يقرأونه أو يحفظونه هو الشعر الذي يقرأ ويدرس في مصر والشام، فهم إن أرادوا أن يكتبوا في العلوم الدينية قلّدوا المصريين والسوريين، أما المجددون الذين ينشئون الشعر والنثر على مذهبهم الجديد فهم. حسب تعبير طه حسين. لم يوفقوا بعد أن يكونوا للحجاز شخصية أدبية، إنما هم تلاميذ السوريين، والسوريين المهاجرين إلى أمريكا بنوع خاص.. فمثلهم العليا في الأدب يتلمسونها عند الريحاني وجبران خليل جبران ومن إليهما تحت وطأة الشعور بضرورة الوصول إلى شخصية مستقلة تولد الإحساس بالبحث عن مرجعية أخرى يتم من خلالها استلهام الإبداع. فجاءت الصحراء لكي تكون مصدر الوحي لهؤلاء الأدباء. وأشرع مدير المنتدى الناقد معجب العدواني باب الحوار والنقاشات فشارك كل من الدكتور بكر باقادر والدكتور يوسف العارف وهاشم الجحدلي وسحمي الهاجري ومعمر عطوي وكامل صالح.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :260  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 82 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج