خلال الربع الثاني من هذا القرن الميلادي قام صوت جريء في الحجاز -وبمعنى أدق في السعودية- يدعو إلى تعليم المرأة، ولم تكن هذه الدعوة عجيبة أو غريبة، لأن الشريعة الإسلامية دعت إلى ذلك، لكن الجمود الذي ران على أنحاء الجزيرة من جراء عصور الانحطاط، والتقاليد الفاسدة، ومحاولة تتريك البلاد من لدن العثمانية التي هيمنت على جلّ أرجاء الجزيرة، قد سدت منافذ النور أمام المرأة.
أدرك هذا الصوت مدى الغبن الواقع على المرأة، من جراء هذه الأوزار والأوقار الثقيلة، وأدرك أن الشعب السعودي، وابن الجزيرة قد هب من رقاده، وها هو ذا يطرق باب النهضة والتطور، ولا يتسنى له أن يطرق هذا الباب بشق واحد من كيانه، بل لا بد من الشق الثاني وهو المرأة في أكثر من مقال، كما نادى بضرورة وضعها الاجتماعي(1) في مقالات أخرى مما سنعالجه في موضعه.