شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رسالة
(إحدى رسائله إلى صديقه عبد اللَّه بلخير)
أخي عبد الله
تحية وسلاماً.. أخذت كتابكم، وإن شعوركم في إخائي شعوري في إخائكم، والأرواح جنود مجندة، لقد لمست في كتاباتكم التذمر من الحياة، ورأيت كأنكم بدأتم تضعون على عينكم نظارة سوداء، ولا أدري لما كل هذا الوهم. إن الحياة يا عزيزي كفاح وجهاد، وبالمنظار الذي تنظر به إلى الحياة تنظر إليك الحياة، ابتسم يا عزيزي حتى للمصائب، فالابتسامة علاج.
لقد كان لحديثك عن الأصدقاء عزاء لنفسي، فألمك منهم ألمي أيضاً. الصداقة اليوم أصبحت حلية فضفاضة يرتديها كل واحد، وكثيراً ما يرتديها اثنان في آن واحد، لا تعجب، فليس في هذا الوجود عجيب ما دامت المادة والفرص يسيطران على النفوس، ثق تماماً، أن حياة أهل القرون الوسطى كانت حياة أنعم من حياتنا، لأن المادة لم تغير جوهر النفس الطاهرة يومذاك، أما اليوم فقد استحال هذا الجوهر صدفاً، لا بل سماً، إن قلبي يكاد ينفر عند ذكر الأصدقاء فدع حديثهم فإنه حديث مؤلم.
لم يخطر ببالي أيها العزيز شيء من الظنون التي انتابتك، وأنا من القوم الذين يقولون كلمتهم ويمشون. ويوم قلت كلمتي مشيت، ولم أقلها إلاّ بدافع الإخلاص، ولاعتقادي التام بأنك ستتقبلها قبولاً حسناً، لأنها صادرة من قلب معود بالحب والإخلاص لك.
صحتي الآن جداً حسنة، وإنما الأعمال أنهكت قواي، أنا أعمل يومياً ستة عشر ساعة. وقد أرسلت بعثة إلى مصر مؤخراً مؤلفة من عشرة أشخاص للتخصص في الحفر والزنكوجراف والرسم والتصوير. وهي الآن في مصر، وحال المطبعة حالة انقلاب هائل، فهي تبني لها داراً عظيمة مساحتها 10080 متر، وهي أعظم بناية رسمية موجودة في المملكة حتى اليوم، وأرجو أن يتم بناءها كما أريد ويريد الفن الطباعي. وقد استحضرت آلة جديدة، وبمجرد انتهاء البناء والانتقال إليها سيدخل فن الطباعة في دور جديد، وجديد حقاً، فعسى أن تكون هذه الخطوة موفقة.
الصديق ملائكة في مصر الآن، وقد ذهب للمعالجة، وعلمت منه أنه يرغب السفر إلى لبنان، ولا أدري هل تسنح له الفرص بذلك أم لا، فإذا قدر له الوصول إلى لبنان الجميلة (ويا لبنان.. ما أجملك) فأرجو أن يجد من عنايتك ورعايتك ما وجدته أثناء وجودي في تلك الربوع الجميلة.
سلامي إليك وإلى كل عربي يحب العرب ويعمل لمصلحتهم.
أتمنى لك التوفيق والهناء
22/6/1358هـ
توقيع/محمد سعيد عبد المقصود خوجه

* * *

 
طباعة

تعليق

 القراءات :273  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج