شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((تعقيب الشيخ حسن بن موسى الصفار))
الشيخ حسن بن موسى الصفّار: جلسة كانت مفيدة والحمد لله.. كان فيها ثراء فكري وإن شاء الله نستفيد مما طرح من آراء، لكنني في الختام وددت الإشارة إلى أني كنت متفائلاً إلى حد كبير في الحوار الوطني وباللقاءات التي حصلت هنا وهناك.. لكنني في السنة الماضية شعرت بنوع من الإحباط.. بعد الأحداث التي حدثت في العراق شعرت وكأننا نكاد نكون ما سمعناه رجعنا إلى المربع الأول.. بدأت أسمع ما عبر عنه الأستاذ جمال بالتحريض المنطلق من خطب جمعة ومن كتابات في الإنترنت وحتى في بعض الصحف فيها التحريض الكثير ومن المعارف ممن كنت أعرف من الإخوة الذين كنت أراهن على وعيهم ودورهم الوطني شعرت أن هناك اهتزازاً في الموقف أو في القناعة لديهم بعد الأحداث التي حدثت في العراق.. والحمد لله تغيرت الحالة في العراق وتغيرت الحالة في المنطقة كلها ولكن كل هذا لا يطمئن أن تكون أوضاعنا رهناً بالتغيرات والأحداث السياسية.. وأذكر السنة الماضية في مثل هذا الوقت كنا في مجلس في الرياض وكانت فيه أيضاً نخبة من أبناء الوطن من ذوي الرأي من مختلف المواقع وكانت الأسئلة توجه إلينا كأننا كنا مسؤولين في العراق.. لماذا تحرق مساجد السنة في العراق؟ ولماذا يقتل أهل السنة في العراق؟ كيف نطمئن الناس أن الشيعة مؤتمنون؟.. دار هذا الحديث في الجلسة ومن أشخاص من مختلف المواقع وقلت لهم أنا أريد أن أتساءل إننا هنا كمواطنين من الشيعة.. نحن مواطنون أم رهائن في البلد.. هل الشيعة في المملكة رهائن بحيث إذا حصل أي اعتداء من شيعي على سني نحن ندفع الثمن وندفع الضريبة.. أقول هذا لأوضح كيف أن الوعي الوطني ما زال في مساحة واسعة يحتاج إلى تثبيت.. يحتاج إلى ترسيخ.. لا نريد أن تكون وحدتنا معلقة بمجريات. ماذا لو حصل صراع بين أمريكا وإيران؟ ماذا لو حدثت مشاكل في لبنان؟ ولو حدثت مشاكل في العراق؟.. لماذا يتأثر وضعنا الداخلي وهنا في هذين اليومين سمعت من بعض الإخوة في جدة بعض الهواجس أشار إليها بعض الإخوة صورت أننا نريد أن نتعاون ولكننا فوجئنا أن هناك مجالس تعقد للشيعة في جدة وبعضها في مكة وهذا يخيف المواطنين بأن هناك تبشير شيعي وأن هناك نشاط شيعي وسمعت من أكثر من واحد كلاماً بهذا الاتجاه.. يوجد مجموعة من المواطنين الشيعة أصلهم من المدينة وجدة أو من المنطقة الشرقية لهم مجالسهم في مناسباتهم الدينية هل يستكثر عليهم وهم في جزء من وطنهم أن يمارسوا نشاطهم فيما بينهم.. هذا ليس صحيحاً وحتى الكلام عن تبشير وأن هناك أبناء من السنة تأثروا بالشيعة وأصبحوا شيعة.. وأن هناك أبناء من الشيعة تأثروا بالسنة وأصبحوا سنة وماذا يزعجنا لو أن كثير من السنة أصبحوا شيعة أو كثير من الشيعة أصبحوا سنة.. ما الضير في ذلك إلا أننا نرفض وندين الاشتغال بالتبشير المذهبي.. هذا أمر مرفوض أن يكون كعمل نحترفه ونهتم به لكن لو حصلت حالات فردية بسبب قناعات هنا وهناك هذه ليست مشكلة.. حصلت في البلاد العربية والإسلامية أحزاب هناك الحزب الشيوعي في العراق والحزب الشيوعي في لبنان والحزب الشيوعي في مصر والحزب الشيوعي في السعودية يعني القناعات والأفكار لا يستطيع أحد أن يقف أمامها.. النقطة الثانية التي أريد أن أثيرها أمام الإخوة الأعزاء نحن الآن ولله الحمد نعيش شيئاً من الانفتاح السياسي قياساً إلى ما سبق.. في الماضي كان الحديث عن حقوق الإنسان أمر خطير ولكن الآن هناك مؤسسات رسمية يعترف بها تشتغل أو تتحدث أو تتحرك في مجال حقوق الإنسان.. في الماضي ما كان ممكن للصحافة أن تنتقد أي جهاز من أجهزة الدولة خاصة المواقع ذات الشخصيات الخاصة وصار هناك نقد لكثير من أجهزة الدولة وكثير من المؤسسات.. التمييز الطائفي في البلد مشكلة قائمة.. التمييز الطائفي والتحديد الطائفي يمارس من قبل بعض الموظفين وبعض الأجهزة وبعض الجهات.. اليوم كانت عندي مجموعة من أهل المدينة المنورة جاءوا يتحدثون حول ما يعانونه حول دفن موتاهم.. إن المتوفى من الشيعة لا يستطيعون أن يدخلوا بجنازته إلى المسجد النبوي الشريف.. وحتى أن عائلة المشاهدة المعروفين هؤلاء كانوا يدخلون جنازتهم بسبب علاقتهم الخاصة كأن هناك نوع من الاستثناء معهم ولكن في آخر حادثة وقبل أسبوعين منعوهم لأنهم شيعة ولا يجوز أن تدخل جنازة الشيعي إلى المسجد النبوي الشريف.. أما بقية الشيعة النخاولة الموجودين في المدينة يعيشون هذه الحالة ولا يستطيعون أن يدخلوا موتاهم إلى المسجد النبوي الشريف.. هذه الأشياء تحصل عندنا في المنطقة الشرقية، شيعة يقيمون في الدمام وهم يشكلون عشرين في المائة من سكان الدمام يعانون مشكلة في دفن موتاهم ولا يستطيعون أن يدفنوا موتاهم في المقبرة في الدمام.. حاولوا أن يشتروا مقبرة لدفن موتاهم ولكن لم يستطيعوا إلى الآن.. أنتم شيعة ادفنوا في منطقتكم.. هنا منطقة سنة، بدأنا في منطق فرز جغرافي بين السنة والشيعة هذه مشاكل موجودة على مستوى الوظائف، على مستوى المواقع الإدارية، هناك معاناة.. القيادة العليا في الدولة تتحدث باتجاه العدل وحقوق المواطنة ونحن نعتقد أن القيادة تريد هذا الشيء ولكن القيادة تحتاج إلى قول من النخبة ومن المواطنين حتى يكون هناك وضع حد لهذه الممارسات التي يمارسها بعض الجهات.. نحن نحتاج إلى أن يكون هناك نشاط وحديث وحركة وحديث صريح لماذا لا نتحدث عن المشكل الطائفي والتحديد الطائفي بكل صراحة إنها مشكلة موجودة. تحدثنا عن العنف الأسري التحرش الجنسي بدأنا نتحدث عن.. كان في الماضي عيب وكان في الماضي لا نستطيع أن نتحدث عن أشياء كثيرة لكن اليوم نستطيع التحدث عن كل شيء.. أنا أعتقد أن النخبة بالإمكان أن تكسر هذا الحاجز وأن تتحدث عن هذا الموضوع وأعتقد أن القيادة السياسية في الوطن هي أيضاً ستكون مرتاحة لهذا التوجه وهي غير راضية في أعماقها عما يجري ولكنها في حاجة إلى عون من النخبة والمواطنين للوقوف أمام هذه الممارسات.. ما كنت أحب أن أختم الجلسة بهذا الحديث الذي فيه سخونة.. ولكن أعتقد أن الموجودين هم نخبة من قادة الرأي وهم نخبة متنورة وواعية ويتألمون لمثل هذه الأمور.. وأنا لا أتحدث بصفتي من طائفة أو مذهب والله لو كان هذا يحدث لطائفة أخرى لحملنا هذا الهم وهذا الألم.. أريد أتحدث بصراحة ووضوح عن سؤال الأخ الكريم ولكنني تألمت كثيراً عندما قرأت قبل شهور أنه في إحدى القرى في مصر أن المسيحيين كانوا يستمعون في تلك القرية وإن الإمام حرّض في خطبة الجمعة إنهم يريدون أن يعملوا كنيسة فهجم عليهم المسلمون وأحرقت الكنيسة. تألمت كثيراً وتحدثت في المسجد عن هذا الموضوع.. إننا لسنا مكتملي الإنسانية إن لم نتألم لإنسان يظلم فيما بيننا وفي أمتنا وفي وطننا الإسلامي العربي الكبير لأنه مسيحي ونتغاضى عن الظلم الذي يصيبه.. الإنسان المسلم مسؤول أمام الله أن ينصر المظلوم من أي جيل ومن أي مذهب وأمام أي اتجاه وأن يقف أمام الظالم إن كان أباه أو أخاه أو أسرته وكلكم تعرفون الحديث الشريف أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً.. إذا كان ظالماً برده عن ظلمه.. والإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام كان يتحدث في خطبة عما حصل في بعض المشاكل في أهله.. يقول لقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينتزع منها حجلها وقلائدها فما تمتنع منه إلا بالاسترجاع والاسترحام فلو أن أمرءاً مات من بعد هذا آسفاً لمات عندي ملوماً بل كان عندي جديراً.. كل أذى يلحق بالمعاهدة والمسلمة سواء.. أكرر شكري لمعالي الشيخ ولكم جميعاً.. وقد غمرتمونا بفضلكم ودائماً حينما نأتي إلى هذا الجزء الغالي من الوطن نلتقي بهذا الجيل من الرواد في مجالات عملهم الفكرية والإعلامية والثقافية وتغمروننا بفضلكم وإحسانكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :492  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 227 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج