شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: نبدأ بطرح الأسئلة.
سؤال من الأخ خالد المحاميد من جريدة الوطن يقول:
أشاد المفكر العربي إدوارد سعيد بالاستشراق الروسي، فيما انتقد المستشرقين الغربيين، فهل تصف الاستشراق الروسي بالحيادية والموضوعية؟ وما الذي يميزه عن الاستشراق الغربي.
الأستاذ الدكتور أوليغ: أنتم تعرفون أن الاستشراق الروسي كما أعتقد يتَّصف بالموضوعية والود والصداقة، والاهتمام يكون بالدراسة وليست لدينا براغماتية، نحن لا نريد مثلاً دراسة أي شخص للإستفادة من أمواله أو أي شيء من هذا القبيل، نحن نقوم بالدراسة لكي تفهم الإنسان كي يقوم بالعلاقات الإنسانية، هذا هو المهم ولذلك ففي كتبي لا أتبع السياسة، لا أتكلم عن الاستعمار وإنما أكتب عن العادات والتقاليد لأنني أعتقد أن الإنسان قبل أن يكتب عن الإنسان عليه أن يكتب عن تقاليده وعاداته ودينه وما يحترمه، الغربيون لديهم الرغبة في الاستفادة من علاقاتهم، وهذا منبثق من طبيعة الغربيين، ولكن روسيا دولة كبيرة ولديها كل شيء من بترول ومعادن وغاز وذهب وغابات، وهي لا تحتاج من العرب سوى الود والصداقة. ونقطة ثانية: لم تكن لدينا حروب مع العرب أو مستعمرات في العالم العربي أو غيره؛ نحن لدينا أفكارنا الطيبة فقط.
نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
أصحاب المعالي والسعادة السادة الضيوف.
يسرني نيابة عن السيدات أن أرحب بالأستاذ الدكتور أوليغ بيريسكين فارس الاثنينية الذي بيننا وبينه لغة مشتركة وتواصل، والذي شغل سفيراً في عدد من الدول العربية، فأهلاً به ضيفاً.
سؤال من الأكاديمية الدكتورة أفنان الرئيس:
من خلال عملك الدبلوماسي في الدول العربية ما هي أوجه الشبه بين الثقافة العربية والثقافة الروسية، وكيف ترون بلادكم بعد تغيير نظامها؟
الأستاذ الدكتور أوليغ: الدكتور جميل تحدث كثيراً عن الأدب الروسي وبعض الكتب المترجمة لتولستوي ودوستويفسكي إلى اللغة العربية والتفكير نفسه لدى الكاتب العربي الموجود لدينا نطّلع مثلاً أفكاره وطبيعة التفكير عند الروس سهلة جداً، نحن يصعب علينا التفكير مع الغرب لأن تفكيرنا يختلف، هم لديهم أنانية وكل واحد يعمل لمصلحته ولأجل نفسه، أما نحن فإنسانيون نفكر في القضايا البعيدة، وهذا من أوجه التشابه بين الثقافة الروسية والثقافة العربية، بالنسبة إلى تغير النظام الروسي وتحوُّله إلى نظام ديمقراطي، ففي الحقيقة هنالك سلبيات وإيجابيات، فمثلاً: السوق الحرة ليست لدينا تقييدات من المؤسسات التي كانت سابقة، مثل جمعية الصداقة التي كانت في الاتحاد السوفيتي، كلنا أحرار، اجتمعنا 20 شخصاً وأنشأنا جمعية صداقة مع لبنان جمعنا من أجلها الأموال لإقامة حفلة نشجِّع بها الحكومة مادياً ومعنوياً، وما زلنا مستمرين في هذا العمل، أما فيما يتعلق بالثقافة فهي متقاربة معكم؛ لأننا نتفاهم مع العرب أكثر مما نتفاهم مع الأوروبيين.
عريف الحفل: سؤال من عبد الرزاق الغامدي يقول:
نعلم أن الاتحاد السوفيتي كان نصير الشعوب، هل جمهورية روسيا الآن لا تزال تتبنى هذا الموقف، وأين قضية فلسطين من اهتمام روسيا؟.
الأستاذ الدكتور أوليغ: صحيح أن روسيا نصيرة الشعوب وليس كل الشعوب، لقد كانت الأيديولوجية الحاكمة في الاتحاد السوفيتي هي الماركسية، والمبدأ الرئيسي في الماركسية هو صراع الطبقات: الفقراء والبرجوازية والفلاحين، فكروا في الثورة العالمية وقاموا بتصدير مبادىء الماركسية. مثلاً لماذا عملنا في جنوب اليمن على إنشاء دولة صغيرة عدد سكانها مليون ونصف المليون، فالماركسيون الشباب الذين اعتنقوا الفكر الماركسي؟ كانت الفكرة لدى السوفيت إنشاء مثل تلك النماذج ليقولوا أن المبادىء الماركسية مقبولة لدى الدول والشعوب والأنظمة، النظام الديمقراطي لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار الظروف المحلية، في جنوب اليمن نحن نتحدث عن الاشتراكية وفي الوقت نفسه لديهم القبائل، فمثلاً لماذا دخلنا أفغانستان؟ لأن مجموعة من الشباب في أفغانستان قالوا نحن نريد أن نبني مجتمعاً ديمقراطياً اشتراكياً، تعالوا ساعدونا، ونحن أرسلنا جيوشنا، وهذه غلطة، لم نُساعد الجميع، ساعد وجودنا فقط المنظمات التي كانت قريبة من أيديولوجية الاتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي، أما في الوقت الحاضر فإن الحكومة لديها المصالح قبل كل شيء وليس ذلك النوع من الرومانسية، في سياستها الجديدة، فالفرق بينها وبين النظام السابق كبير، ومن المعلوم أننا نلتقي دائماً مع المفكرين العرب، في التوازن الآن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ففي السنوات الأخيرة حصل تقدم كبير في نظامنا السياسي والاقتصادي، وإن شاء الله سوف تكون روسيا في المستقبل القريب دولة كبرى وقوية، وليس فقط القطب الثاني، ولكن هنالك ستتكون أقطاب أخرى، سوف يكون لها وجود كبير، نحن ضد سياسة القطب الواحد، مثلاً العالم العربي بحكم ثروتكم من البترول وعدد سكانكم 250 مليون نسمة، لماذا لا تكونوا واحداً من الأقطاب الموجودة؟ كذلك الهند، والصين، والبرازيل، والاتحاد الأوروبي؛ أما فيما يتعلق بروسيا فنحن نأمل أن نكون أفضل مما كنا سابقاً.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت عطية محمد بشير:
أود الحصول على كتب لتدريس اللغة العربية بطرق ميسرة لغير الناطقين بها، وبما أن لديكم المقدرة الكافية للتأليف والكتابة نرجو منكم ترجمة السيرة النبوية، وأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ليتعرف عليها العالم ولكم الشكر.
الأستاذ الدكتور أوليغ: أنا عملت ملفاً عن الإسلام وقد جرى الإطّلاع عليه من قبل الروس، نحن تعرفنا على الدين الحنيف سنة 735م، عندما كان الفتح الإسلامي، وعندما دخل العرب إيران دخلوا داغستان وأذربيجان وهم الذين جاءوا لنا بالدين الحنيف، وفي الوقت نفسه جاءوا بالثقافة العربية، وقد توقفوا في داغستان حيث يوجد أقدم مسجد يسمونه الجامع الأموي، فاللغة العربية في ذلك الوقت كانت لغة حوار القوميات عندهم في البلاد الجبليّة حيث كل جبل يتحدث بلغة عربية خاصة به، التعرف على الدين الإسلامي كان جيداً إلا أن التعرف على الأرثوذوكسية البيزنطية كان أكثر، والسبب في أن الأمراء الروس كانوا يختارون الروم الأرثوذوكس لأن الكنائس المذهبة وكل موشىّ فيها تعجبهم، وتجد المسلمين في الوقت الراهن في روسيا يسكنون في وادي الفولجا وفي شمال القوقاز، وهناك عدد كبير من المنشورات كـ "منارة" مثلاً وما يكتبونه عن الفن والزخرفة الإسلامية، وهذه جريدة "منبر الإسلام" الإسلامية، وجرائد تصدر في وادي الفولجا، وتتحدث عن زيارة للرئيس بوتن إلى السعودية، وفي الوقت نفسه مقال "طبر" عن ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الروسية. وقد قام بهذا العمل في القرن السابق المستشرق روسكوف، وهنالك عدة ترجمات للقرآن الكريم، وهنالك تفسير الشيخ الحنفي الكبير عبد الله يوسف، العالم، وهو مفكر روسي ترجم إلى اللغة الروسية، وهنالك جامعة موسكو لتدريس اللغات والأدب والدين الحنيف، وما أكثر المدارس القرآنية التي تجدها في كل مسجد، أما الاقتراح بالترجمة فهذا شيء جيد ونحن نفكر في الموضوع ويجب أن يكون المترجم كفؤاً وعلاّمة في اللغة العربية والدين الحنيف.
عريف الحفل: سؤال من شاهين العالم يقول:
برنارد شو يقول إن العالم اليوم في أمسّ الحاجة إلى رجل مثل محمد صلى الله عليه وسلم، فلو كان الرسول صلى الله عليه وسلم موجوداً لحل كل مشاكل العالم، ما رأيكم في هذا الكلام.
الأستاذ الدكتور أوليغ: نحن نرحب بشخصية مثل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في أن يكون بيننا اليوم، وهذا لا يعني زوال المشاكل ولكنه حتماً سيعالجها بطرق سياسية أفضل وبوقت أسهل.
الأستاذة نازك: سؤال من الأخت سعاد الصابوني:
المخطوطات العربية ما حالها وما أخبارها في روسيا الآن، وما هي أشهر مخطوطة اطَّلع عليها ضيفنا حتى الآن؟
الأستاذ الدكتور أوليغ: المخطوطات العربية موجودة عندنا وهي في سان بيترسبورغ، وهو مركز أكاديمي، يستقطب العلماء من جميع أنحاء العالم العربي، كمصر مثلاً، لدراسة هذه المخطوطات العديدة والتي لا أعرف عددها بالضبط؛ ونحن نفضل أن نترجم هذه المخطوطات بأنفسنا ولا نعطيها للآخرين؛ وهذا حق طبيعي.
عريف الحفل: سؤال من الأخ خالد الأصور:
قلتم أن 20 مليوناً من سكان روسيا الاتحادية هم من المسلمين، ما دفع بالدولة لطلب عضوية المؤتمر الإسلامي كمراقب فهل هنالك من تمثيل مناسب للمسلمين في الدولة كوزراء وممثلين؟ وهل من مناصب في البرلمان يتناسب وعدد السكان؟
الأستاذ الدكتور أوليغ: لا أعرف كم عدد النواب في البرلمان ولكن هم موجودون، ولدينا وزير الداخلية لروسيا الاتحادية وهو مسلم، وهذا منصب كبير، وهم ممثَّلون في البرلمان بشكل جيد ورائع ونشط جداً. وأنتم تعرفون مكتب الحج الذي ينظم رحلات الحج إلى مكة، وكل من يعمل في ذلك المكتب هم من المسلمين وبينهم رجال أعمال كبار يموّلون الاجتماعات ورحلات الحج وبناء المدارس القرآنية والمساجد وغيرها.
الأستاذة نازك الامام: سؤال من الأخت مروة الصبحي:
الرواية الروسية الحرب والسلم لتولستوي تتكلم عن الحرب والسلم فمتى برأيك يكون السلم في الشرق الأوسط؟
الأستاذ الدكتور أوليغ: نحن نحلم مثلكم بالسلم في الشرق الأوسط ولكن للأسف الشديد، ففي البداية كانت الأزمة الأولى هي: الصراع العربي- الاسرائيلي، أو الفلسطيني- الاسرائيلي.
وفي الوقت الحاضر نجد الأزمة في القضية العراقية والملف النووي الإيراني والقضية اللبنانية بسبب أسماء متورطة لن نذكر أسمها، ولنقل بسبب السياسة الخاطئة لبعض الدول. ولهذا ازداد التوتر وزادت المشاكل فيها، ولهذا السبب نحن نبذل جهوداً لتحقيق السلام في هذه المنطقة، ومن الممكن أن نقول إن المنطقة قريبة لنا جغرافياً، وبالتالي فهي قريبة لنا معنوياً، وأنتم تعرفون بأن الأراضي المقدسة ليست لفلسطين فقط، ولكن للروم الأرثوذوكس أيضاً، ونحن عندما نرى ما يحدث في فلسطين نكون قلقين جداً ونبذل جهداً مع إسرائيل لكي نؤمِّن الحقوق الشرعية للفلسطينيين، والحقوق الشرعية لنا نحن كمسيحيين أيضاً، ونستمر في العمل لإقناع الأطراف المعنية لكي يعود الاستقرار والسلام إلى المنطقة؛ وهو أمر مهم لنا ولكم أيضاً.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الله فرّاج الشريف يقول:
روسيا وريثة الاتحاد السوفيتي الذي غيَّبته الأحداث هل وهنت علاقتها بالعرب أم غيِّبت ولها مصالح مهمة؟.
الأستاذ الدكتور أوليغ: ممكن نقول "الوريثة الروسية" وليس مائة بالمائة نقول "الوريثة الروسية" فهي ليست وريثة المبادئ الماركسية والمبادئ الخاطئة التي نشرتها في الدول العربية، أما "وريثة"، وأعني بها التعاون الثقافي والاقتصادي، فأنتم ترون كل المشاريع الضخمة التي أقمناها في العالم العربي ومنها: السد العالي ومصنع الألمونيوم في نجع حمادي في مصر، وشبكات الري في سوريا، وفي العراق كذلك، وكذلك في الجماهيرية، زد على ذلك أن العرب كانوا مسلَّحين بالسلاح الروسي، ونحن أعطينا السلاح لمصر ليقاوم المصرييون- الاسرائيليين في زمن العدوان الثلاثي على مصر على وجه الخصوص؛ نحن ورثة الأعمال الطيبة أما غير ذلك فنحن لسنا بورثة.
الأستاذة نازك الامام: سؤال من الأخت إيمان ملائكة.
ما الشيء الذي لفت انتباهك في العالم العربي والإسلامي في الوقت الحالي وما هو انطباعك الشخصي؟
الأستاذ الدكتور أوليغ: انطباعي جيد وأنتم تعرفون كيف كان العرب، وأنا أحب أن يكون العرب أكثر تعاوناً وتفاهماً فيما بينهم، أحب أن لا تكون بينهم حروب كما كانت بين العراق والكويت، وأن لا تكون الاشتباكات بين حماس وفتح أو المشاكل في لبنان، نحن نريد للعرب أن يكونوا أكثر اهتماماً بالمصالح الوطنية وليس بالمصالح الوقتية، مثلاً في الجامعة العربية لا بد من تغيير وإعادة بناء الجامعة العربية وهذا شيء ضروري لأن الجامعة العربية هي المنظمة المحترمة ولا بد أن تعمل على توحيد العرب ولا بد أن تنجز هذا التوحيد للعرب.
عريف الحفل: الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول:
أقدم الرئيس بوتين على حركة غير مسبوقة حيث عيِّن نفسه رئيساً للوزراء في الحكومة الروسية الجديدة، هل هذا العمل ديمقراطي، ولماذا فعل ذلك، وربما رئيس الجمهورية الجديد تنقصه الحنكة والخبرة، وربما لأن الرئيس بوتين يريد مواصلة سياسة الحرب الباردة ضد أمريكا، وليستعيد لروسيا القوة والمسمّاة "الدولة العظمى" لمناهضة أمريكا وحلفائها؟
الأستاذ الدكتور أوليغ: فليكن معلوماً أنني لا أتحدث باسم الرئيس بوتين، أو باسم الرئيس الجديد، فهم زملاء وبوتن وافق على تولّي منصب رئيس الوزراء، وافق لكي يكون قريباً لتحقيق المشاريع التي بدأها ولكن لم تنته، وأعتقد بأن الجميع زملاء وأصدقاء، وأنا كمواطن أرى أن العدد ليس مهما، فإذا شارك عدة مسؤولين لتنفيذ مشاريعهم وأفكارهم فلينفذوها أفضل من شخص واحد وطريقة تفكير واحدة. أمريكا دولة كبيرة ونحترم الشعب الأمريكي ولكن نحن غير متفقين معهم في بعض النقاط السياسية والعلاقة بين بوتن وبوش جيدة، وتستطيع أن تصفهم بالصديقين، أما في السياسة فهي غير مقبولة. بالنسبة لنا نحن لا نريد الحرب الباردة، فقد انتهت، ونحن نريد نوعاً من السلام والاستقرار لتنفيذ المشاريع، فلدينا كل شيء والحمد لله زاد سعر النفط، ونحن لهذا السبب نستطيع وبدون قروض أن ننفذ المشاريع الكبيرة.
الأستاذة نازك الامام: سؤال من الطالبة صفاء عبد المجيد الزهراء تسأل:
هل الشعب الروسي على علم واطِّلاع بتراث علماء المسلمين القدامى؟
الأستاذ الدكتور أوليغ: لا أستطيع أن أقول هذا ومن المعلوم أن عندنا تراجم لمعاني القرآن الكريم والتفسير، أنا مثلاً درست في معهد الاستشراق وكانت لدينا المحاضرات الخاصة بتاريخ الإسلام، وبمشاركة العلماء عندنا سوف نبذل جهودنا لنترجم معاني هذا الكتاب أو غيره لفهم الدين الحنيف. ونحن مستعدون للعمل وهذا يحتاج إلى جهد كبير وإلى الرغبة وإلى الجهد المادي، لأن العمل كبير ومتعب.
عريف الحفل: الأخ أشرف يقول:
كانت روسيا قبل الحكم الشيوعي منارة للاشعاع الأدبي والفني خرَّجت للعالم تولستوي وديستويفسكي وغيرهما ولما انتهى العهد الشمولي لم نر عودة روسيا لميادين الإبداع فما السبب؟
الأستاذ الدكتور أوليغ: معلوم أن كل أسماء الكتّاب الكبار الذين ذكرتهم هم من الأغنياء فتولستوي كان إقطاعياً كبيراً وكان لديه العديد من الفلاحين الذين يعملون لأجله ولهذا السبب هو يستطيع أن يكتب ولا يفكر كيف يبحث عن لقمة عيشه اليومية، في الوقت الحاضر الحياة أصبحت صعبة، فالكاتب يكتب بسرعة ليبيع كتابه ويستفيد من معاشه، ولهذا السبب ليس هنالك كتّاب كبار، ولكن هنالك الأشخاص الجيدين والطيبين، الذين لم يجدوا التشجيع الذي وجده الآخرون أيام القياصرة، أما في الوقت الحاضر فكل كاتب يكتب بمفرده لأن اتحاد الكتاب عندنا ضعيف؛ ومع ذلك فسوف تترجم أعمال كبار الكتاب إلى العربية وسوف تتعرفون عليهم.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة أمال عبد المقصود خوجه:
بما أنك اشتغلت في عدد من الدول العربية، فكيف وجدت الفرق بين هذه الدول وما أقرب دولة كانت بالنسبة لك؟
الأستاذ الدكتور أوليغ: أنا كنت أستاذاً في الأكاديمية الروسية قبل أن أسافر إلى أي بلد، ولكي تحب البلد لا بد أن تتعرّف على تقاليده وأفكاره ودينه وكل شيء وبدون ذلك أنت لا تستطيع أن تنجح، ولحسن الحظ كل السفراء والممثلين والدبلوماسيين الروس كلهم يجيدون اللغة العربية، ولا يمكن أن نرسل أي واحد بدون معرفة اللغة العربية، اللغة العربية هي الوسيلة للتعرف على الشعوب العربية، لا أستطيع أن أذكر بلداً بعينه أحبه، أنا أحب كل البلاد، اليمن مثلاً هي في القلب عملت فيها 13 سنة، أحب لبنان لأن فيه 17 طائفة موجودة هناك، وهنالك صراعات بينهم ولكنه شعب يتميَّز بالانفتاح الفكري، من ممكن أن أختار جدة لاختلاف شعبها عن المناطق الأخرى. أنتم على ساحل البحر وكل المدن التي على ساحل البحر مفتوحة على العالم الخارجي، لهذا السبب لديكم نوع من المرونة، لذلك أنتم تعرفون اللغة الأجنبية وتتفاهمون مع التجار وهذه ميزة قديمة، ولهذا السبب أنا أقول بأني أحب العرب بصفة عامة وأشعر بسعادة وسهولة عندما اشتغلت في الدول العربية وحتى مع قائد الفاتح من سبتمبر..
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ غياث عبد الباقي:
مؤلفاتكم العديدة التي تحدثتم فيها عن اليمن والعراق وغيرها من العالم العربي هل ترجمت إلى العربية وأين كانت الترجمة والطباعة وفي أي عام؟.
الأستاذ الدكتور أوليغ: أنا قدّمت لمكتبة الأستاذ خوجه كتاباً باللغة العربية "اليمن واليمنيون في ذكريات الدبلوماسية الروسية"، وهو عبارة عن ملفٍ كبير جداً دوّنت فيه ذكرياتي وعملي في اليمن، وهنالك الذكريات غير الرسمية ترجمت وطبعت في بيروت وأهديتها لمكتبتكم، والكتابة والترجمة عمل صعب ولكن هذا الكتاب خرج إلى النور بتشجيع بعض أصدقائنا.
الدكتور جميل مغربي: سعادة الدكتور إجاباتك ممتعة ومفيدة لكن نود أن تسمع بقية الأخوات اللواتي يودون طرح الأسئلة.
الأستاذة نازك: سؤال من المعلمة بدرية عمر:
بصفتك مستشرقاً منصفاً هل وجدت صعوبات في توضيح هذا الجانب، جانب العرب والإسلام في كتاباتك في ظل النظام الشيوعي السابق.
الأستاذ الدكتور أوليغ: أنت تعرفين أننا نتحدث عن القضايا السياسية وعن الأنظمة غير الحزب الشيوعي لا ننكر حدوث بعض المشاكل ولكننا نتحدث الآن عن العالم العربي وعن الدين الحديث الذي لم يكن لدينا معه أي متاعب؛ نحن بسهولة كتبنا وقرأنا محاضرات حول هذا الأمر وحول كل شيء.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ علي النجار يقول:
لماذا كتبتم عن النفط العراقي تحديداً وما رأيكم في الوضع العراقي الآن؟.
الأستاذ الدكتور أوليغ: أنا كنت في السفارة الروسية في العراق رئيساً للقسم الاقتصادي، لهذا السبب فإن كل الوفود التي جاءت ترجمت لها، ولهذا السبب كانت لدي الوثائق المهمة المتعلقة بالنفط العراقي، ولذلك ألَّفت عنه بعد العودة إلى موسكو، بالنسبة للعراق نحن ضد حل القضية العراقية بالأسلوب العسكري، من المعروف أن صدّام حسين كان مجرماً في سياسته الخارجية والداخلية. ولكن لو بذلنا جهداً لإيقاف نظام صدام حسين وبطريقة سياسية سلمية لكان أفضل، بريماكوف مثلاً ذهب إليه عدة مرات ولكن الدولة الكبيرة لم تسمع نصائحنا ودخلت العراق واحتلته، وسببت المشاكل أكثر مما كانت عليه أيام حكم صدام حسين، العراق الآن ينقسم إلى ثلاثة أقسام: شمال العراق "كردستان" في أيام صدام حسين لم تطلب الاستقلال بل طالبت بالحكم الذاتي، ولكنها تود الحصول عليه الآن وتطالب بدولة مستقلة للأكراد، ومن المعروف أن الشيعة يتلقون المساعدات من إيران وهذا شيء طبيعي، ولهذا السبب نجد الحل صعباً جداً، ونحن إذا لاحظتم لا نطلب انسحاب الجيش الأمريكي من العراق، حتى لا تكون هنالك حرب أهلية في العراق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :486  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 197 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.