شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: شكراً لمعالي ضيفنا الكبير ونبدأ بطرح الأسئلة التي وردتنا ونعطي الفرصة للأخوات السيدات.
سؤال من الأستاذ شاهين السالم المدرس بمدرسة الأنجال الخاصة وداعية إسلامي يقول:
كيف أفادتكم اللغة العربية بآدابها ومتونها في النجاح في العلم السياسي.
معالي الدكتور الكركي: أرجوا أن تسمحوا لي بأن أبدأ بالإجابة على سؤال الأخت الدكتورة صباح الطيب الذي ورد في نهاية كلمتها: وسألت في رئاسة الجامعة الأردنية ماذا تفعل من أجل اللغة العربية؟ أنا في الوقت نفسه عضو في مجمع اللغة العربية أول ما فعلته هو منع العامية في المظهر الخارجي للجامعة لا في الإعلانات أو الدعايات أو غيرها، الآن المعركة كبيرة مع بقية الأخوة وخصوصاً في الكليات العلمية المطلوب أن يحسّنوا من لغتهم، المشروع الكبير-أقول للأخت الكريمة- هو الانتقال الى تعريب التعليم لاحقاً وتلك مسئولية قومية هائلة.
أما الإجابة على سؤال الأخ الكريم ماذا أفادتني العربية؟ لفت انتباهي تحدث المعلمين باللغة العربية الصحيحة ولا أدري إن كانت الحالة ثابتة ومستمرة، لكن الفرق الوحيد أنني لم أغير لغتي العربية وأنني لم أقع في أي موقع أن أتخلى عن موقفي من أجل مطالب أخرى في أن تجعل المسرح على عامية مطلقة وأن تجعل الأمور تسير، حينما كنت مديراً لمجلس إدارة المؤسسة الصحفية الأردنية، فكانوا حداً من القرارات التي أثارت جدلاً وكان يجب ألا تثير جدلاً أنني قررت منع الإعلانات بالعامية وأن على الجريدة أن تصحح كل إعلان على مسؤوليتها وإن لم يقبل صاحبه فقالوا لنا الأخوة المندفعين وفي الاتصالات وغيرها "يا أخي أنت تقول للمواطن نوفر عليك بالعربية الفصحى"، وهم يقولون نحن نقول للمواطن "بنوفر عليك" بلغته العامية، ودامت المعركة لفترة قصيرة ثم هزمنا، وعادت الصحف إلى ذلك بعد أن خرجنا. والمهم ألا يتوقف الأمر وألا يبقى مجمعياً. الخطر في الأمر أن تبدو العربية على اتساع الأمة، وقديماً كانت العربية نخبوية والكتب يقرؤها عدد محدود من الناس، لأن المعركة يجب أن تكون على سائر المستويات.
الأستاذة نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أصحاب المعالي والسعادة.
الإخوة الحضور.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نحن في صالة السيدات نرحب بضيفنا الكريم معالي الدكتور خالد بن عبد العزيز الكركي رئيس الجامعة الأردنية ضيفاً عربياً على أرض الوطن السعودية وفارساً مكرماً في اثنينية الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه.
السؤال من الإعلامية منى مراد الإعلامية بجريدة البلاد ومجلة اقرأ:
بصفتك تسلمت أربع حقائب وزارية ثقافية وشبابية وإعلامية خلال عام 1991م فهل تتفضلون بشرح ذلك وأي وزارة كانت الأقرب إلى نفسك وإلى مؤهلاتك العلمية.
الدكتور خالد الكركي: شكراً لك الفترة السياسية هي التي أدت إلى هذا التداخل فأنا بدأت عام 1989م مع إعادة الانتخابات النيابية وإعادة المجلس النيابي وكنت عائداً من موقع رابطة الكتاب وزيراً للثقافة. بعد سنة من ذلك وقع تعديل في الحكومة ودخل وزراء من حزب جبهة العمل الإسلامي فكان لابد من أن يغادر بعض الزملاء فأضيفت لي حقيبة الشباب وبقيت فيها إلى أن انتهت الحكومة في عامين وعدت في حكومة طاهر المصري وزيراً للثقافة، وحين سألني أحد الإخوة لم تركت الشباب وذهبت إلى حقيبة الثقافة والإعلام معاً، قلت من يتجاوز عمراً ما ويصل إلى الخامسة والأربعين لا ينبغي له أن يكون وزيراً للشباب، فمرحلة السياسة هي التي أملت علينا ذلك كانت مرحلة متسارعة وأقول للأخت الكريمة إن اندفاع عملية السلام بشكلها الأول بعد حرب الخليج الأولى وكان هنالك من يقبل ومن لا يقبل حتى في الحكومة الأولى وقت استقالات من بعض الزملاء فكان لا بد من التعديل، استقال وزير التعليم العالي فوجدت نفسي وزيراً للثقافة والتعليم العالي في الثقافة وجدت نفسي لأنك في الحلم والحلم صادق وبعيد ومهما فعلت باستفاضة تمشي على الناس، أما في الإعلام أنت بين مصدق ومكذب في اليوم الواحد عشر مرات وعليك أن تقوم بدور أنت لا تحبه، في التعليم العالي عليك الصرامة الأكاديمية لكن تمنيت لو أن فترتي طالت في وزارة الشباب لكن بالتأكيد في وزارة الثقافة.
عريف الحفل: سؤال من الأخ علي النجار يقول:
الشباب يمر بمرحلة صعبة هذه الأيام ومرحلة الجامعة هي مرحلة عنفوان الشباب في ظل الفراغ المدمر والتوجيه السليم والبعد عن الدين فما هو دور رئيس الجامعة ووزير الثقافة والشباب في توجيه هذه الشريحة المهمة جداً في جامعاتنا لا سيما وقد مررتم على هذه الوظائف المهمة؟
معالي الدكتور خالد الكركي: شكراً جزيلاً. رؤساء الجامعات من الأخوة يعرفون ما معنى غياب رئيس جامعة ويترك خلفه أربعين ألف طالب من أبنائه وبكل العنفوان وبكل الحماسة، نحن لم نقدم لهم بعد مثلاً أعلى في الطريقة التي يجب أن نذهب بها إلى المستقبل لا في الاقتصاد ولا في الاجتماع في المناهج، كنت رئيساً على لجنة الإشراف على إعادة النظر في مناهج اللغة العربية الأردنية وقد أنجزنا هذا العمل في ثلاث سنوات، وعندما نبدأ الحديث عن المناهج يبدأ الحديث عن الأمريكان وطلبهم تغيير المناهج، أنا لا أعرف ذلك، كنا نحاول أن نجيب على السؤال ماذا نقدم للجيل في المدارس الثانوية وانتهاء بالجامعات تلك الوجبة السليمة التي يأخذها وقد استقلت شخصيته ونضج عقله، المناهج عادة والامتحانات الثانوية تقريباً، في بعض التخصصات يتحمل الطالب عبئاً كبيراً في الدراسة وهو الذي يقرر أذهب أنا إلى المساق المناسب لأننا في الامتحانات العالمية نتقدم لامتحانات الفيزياء والرياضيات مع العالم لا نريد أن نمتحن الطلاب في المستوى الإقليمي، أنا أعتقد لو أن المناهج كانت واحدة ولو أننا أدركنا ذلك، لما وقعنا في كثير من الانغلاق والمشاكل، داخل الجامعات التعليم العالي ذلك هو السؤال الكبير. نحن لا نستطيع أن نغير كثيراً الآن لأننا ورثنا أنظمة تعليمية ثابتة مستقرة حتى أننا في التخصصات التي في الجامعات نستورد وننشىء، يعني مثلاً هنالك قسم اسمه إدارة الأعمال وفي قسم اسمه الإدارة العامة وفي قسم نظم المعلومات، وقسم الاجتماع وقسم العمل الاجتماعي مثلاً يعني كلما اكتشفنا لدى الآخر شيئاً به فكثرت الأقسام لدينا وزادت الأعداد في الجامعات. نحن نعرف طبعاً، الأمر ليس كذلك في السعودية ولكن في بلدان عربية كثيرة يصل عدد طلاب الجامعة إلى 150 ألفاً، 200 ألف ضمن النظام السنوي، لا يلتقي الأساتذة أحياناً، لا يقدم في الجامعات أحياناً لا شيء من الشعر ولا شيء من الثقافة المركزة ولا من المحاضرات، فلو قمنا بإحصاء كم عدد العلماء الذين تحدثوا للطلاب في الجامعات في العام الماضي، ولدينا "الأون لاين"، والدراسة عن بعد، كل الوسائل التكنولوجية لكن لم نعرض هذه العقول لاهتزازات حقيقية. الخروج من التلقين إلى التفكير هو المطلب الأول، كيف نفعل ذلك هذه مسؤولية الخبراء إن شاء الله.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من حرم القنصل العام الأردني بجدة:
ما هي رؤيتكم المستقبلية للأمة العربية في الظروف الراهنة وخصوصاً الاقتصادية منها؟
معالي الدكتور خالد الكركي: ليتني كنت قادراً على الإجابة على هذا السؤال بالذات لأن الرؤية المستقبلية صعب الإلمام بها، لكن إن اعتقدنا جميعاً أبناء هذه الأمة أننا لا نريد أن ننقرض ولا نريد أن نترك في العزلة الحضارية، الحضارات المعزولة حضارات ميتة، فيطمع بها القاصي والداني، لو اتخذنا هذا القرار في مناهجنا وإعلامنا وقلنا للناس، الأمة ليست موجودة الآن بحدود دولة الأمة، لكنها ستأتي، نحن أعمارنا بالسنين وأعمار الأمة بالقرون، وما استسلم أهلنا يوم كانت كل البلدان محتلة ما عدا الحجاز، أعط مثالاً، في فترة الغزو الصليبي وأنا لا أحب تلك الكتب التي تصدر في العالم العربي "أدب الحروب الصليبية" وإنما أسميها "أدب مقاومة الحروب الصليبية" ليس هنالك شيء اسمه حملة نابليون أسميها "الغزو الفرنسي لمصر" لقد داسوا حتى الأزهر بخيلهم وقالوا جاءوا ومعهم مسرح، هذا مسرح لهم، واكتشفوا حجر رشيد أو لم يكتشفوه، ماذا يعني؟ مع تقديرنا للآثار، لكن لا تسمى الأشياء بمسمياتها، الأمة موجودة. أحد البلدان الأوربية ألغيت من الخارطة ثلاث مرات، من اتفاقية ماتيرنيخ على يد الروس ثم على يد النازيين هي بولندا، وظل لديهم نشيد واحد بقي من الدولة نشيد واحد "بولندا لم تمت لأننا أحياء" الأمة باقية ونحن نتحدث عن الأمة بهذا المفهوم. الأمة الاسلامية الأمة العربية نحن منها وفيها أكراد وتركمان وغيرهم، لأننا عندما ذهبنا إلى ماليزيا باعتبارنا من المثقفين العرب وجدنا الناس يقولون لنا MY BROTHER WE ARE ONE “UMMAH”، اكتشفنا أن المفهوم هناك، وجاء طلبتهم إلى جامعاتنا وجامعاتكم ولنا طلاب في الجامعة الأردنية وفي آل البيت وطلاب آخرون حتى من الأقليات البعيدة، يتحدثون العربية كما نفعل نحن، ويؤمنون بالأمة كما نفعل، ويدافعون عن النبي عليه الصلاة والسلام، لا نريد من بقايا السياسيين المثقفين العرب الذين أصبحوا أيتاماً بعد الحرب العالمية القاردة، كل واحد يتيم من ناحية الآباء الذين راحوا بسبب الحرب العالمية هم كثر، بعضهم منهجهم اليسار المطلق وبعضهم العلمانية، وغيرهم، نحن قوميون تماماً، العرب قوم وهم قومنا، وإذا أخذت التفسير الآخر السياسي هذه قصة ثانية، أنا تحت الغزو الصليبي من الكرك جنوب الأردن وقد احتلها الصليبيون وأقامت إمارة خاصة وهي الإمارة التي سدت الفضاء في وجه صلاح الدين ثلاث مرات ولم تسقط، علينا أن نفكر مرة واحدة لاستعادة قراءة التاريخ ماذا فعلنا، تعرفون أن فلسطين لم تحرر كاملة، وأن عكا بقيت مائة سنة من 589 إلى 690، ماذا فعلنا، قلت لو أن أهلي آنذاك لم يقاتلوا وما قاتلت الأمة عني، من مصر وبلاد الشام وبلاد الحجاز، لكان الكرك الآن إمارة فرنسية، وأنا أتحدث الفرنسية.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ غياث عبد الباقي يقول:
كيف ترون حالة لغة القرآن الكريم، لغة أهل الجنة لغتنا العربية التي تتعرض اليوم لهجمات شرسة وحاقدة من الداخل والخارج، هل هي في خير وعافية أم تشكو الغربة والآلام، وكيف نرتقي بها؟
معالي الدكتور خالد الكركي: اللغة العربية تعاني من طاعونين اثنين: الأمية التي تنأى بالناس عنها، ما لهم ذنب لم نعلمهم، والعامية: وقد أصبح للعامية دعاة ومدارس ولم تتمكن العربية في أعلى درجات اعتدادنا بها أن تملك والوسائل الإعلامية كما تملك العامية الآن، ووسائل الإعلام لا تملك لغة إنما لغة عامية، لكن تصوروا هذا الانهيار الذي يبدو أنه انهيار يخص أهله، تلك شريحة من الرأسمالية لا تعبر إلا عن مصالحها بالعامية وإقناع الناس بالعامية، الأمر ليس مؤامرة من الخارج، الأمية والعامية نحن نتحمل مسؤوليتهما، نحن نتحمل الضعف في الجامعات، أنا أدرّس طلبة الدكتوراه، أقول للطالب أنت بعد شهرين سنقول لك أيها الزميل العزيز، عندما نبدأ بقراءة الورقة عند الخطأ الأول تضيع عشر علامات، وعند الثانية عشرين وعند الثالثة ثلاثين، ثم لا أكمل تصحيح الورقة، فأصبحوا يهتمون بالتاء المربوطة والنواحي الإملائية، وكذا بالنسبة لطالب التاريخ والجغرافيا والرابعة وغيرها، الأصل ألا يكون هنالك أي تساهل في اللغة، مؤامرة من الآخر علينا، أنا أعتقد ألا تجربة في الجزائر ولا في أي مكان آخر أدت إلى ذلك، هي صحيح غريبة لكن ليستعن كل أبنائنا، قبل مائة عام بالضبط في بلاد الشام كم كان عدد الذين يقرؤون الكتب وكم كان عدد دور النشر، كانت القرى بكاملها أمية، إلا من يسر الله له أن يحفظ شيئاً من كتاب الله، نحن الآن فقط ملكنا وسائل الإعلام، الآن بإمكاننا أن نتقارب أكثر، تم هجوم شرس وهو هجوم اقتصادي وصناعي وسياسي، وإعلامي وثقافي حتى لا ننهض مرة أخرى حتى نبقى في الساحة الخلفية للحضارة الإنسانية دولاً مستهلكة وشعوباً مستهلكة، وزمان كانت هنالك حملات غربية للحد من النسل، قال لي صديق أعتقد أنهم سوف يتوقفون عن ذلك لأنهم يريدون عدداً أكبر من المستهلكين، أرادوا أن ننتج أولاداً أكثر لاستهلاك منتجاتهم.
الأستاذة نازك: سؤال من الأستاذة آمال عبد المقصود خوجه:
نود بأن يحدثنا معالي الدكتور عن وسام الحسين المعظم من الدرجة الأولى وكيف حصل عليه؟
معالي الدكتور خالد الكركي: كرمني بوسام الكوكب من الدرجة الأولى حين أنهيت عملي في رئاسة الديوان الملكي، لكن وسام العطاء المتميز في عهد الملك عبد الله بن الحسين حفظه الله، وأعتقد في كل عام تكرم مجموعة ممن قدموا شيئاً لوطنهم. وفي ذلك الاحتفال باعتباري كنت وزيراً للثقافة سابقاً، كان هنالك تقدير للدولة، وهنالك كان أناس بسطاء عاديين جداً من بيعة الأغوار، وكنا سعداء أن اشتركنا مع الناس البسطاء في تقدير جديد لمن بذل الجهد.
عريف الحفل: سؤال من الدكتور عرفه عباس يقول:
هل تناصر من يرون الحاجة لتعريب العلوم في جامعاتنا العربية وماذا تعني بالرموز القرآنية وأين نشرت هذه الدراسة؟
معالي الدكتور خالد الكركي: الرموز القرآنية في الشعر العربي الحديث نشرت في ملحق دراسات في الجامعة الأردنية، أعتقد العام 1984، الرموز الجاهلية في الشعر العربي الحديث، ثم الرفض والثورة في الشعر العربي الحديث، ثم الرموز القرآنية، أما فيما يتعلق بتعريب العلوم في الجامعات، نظرياً نناصر ذلك ولا نختلف عليه، ونعتقد أنه ممن أقل منا أهمية وعدداً تسعى لتعريب أهلها لكن لا نملك خطة للتعريب الفوري، ولاختلافات كثيرة في المصطلح لاختلافات كبيرة في القدرة على الترجمة، وأقول لأخي العزيز إنه في الجامعة الأردنية في المجمع منذ الثمانينيات كانوا يترجمون كتباً، لكن الأساتذة الذين تخرجوا من الجامعات الأوروبية يغيرون الكتاب إلى طبعة أخرى أو إلى كتاب آخر حتى يبقى الكتاب باللغة الإنجليزية، هنالك معركة حقيقية تدور، وأقول لكم نحن لا نريد أن نستمر في تدريس الزراعة باللغة الإنجليزية، هناك علوم جديدة يملكها الآخر، هو الذي صنعها، الذين يدرسون في الجامعات إلا، هندسة الحاسوب، فلندرس الحاسوب فقط تكنلوجياً الحاسبات فقط، لأن هندسة الحاسوب لمن صنعه، لا تملك أنت الانطلاق بالمشروع المجمع عليه دور والجامعات عليها دور، وأقول لك إن ذلك في بالنا ولكننا نتمتع بحالة من الحذر، أنا شخصياً في اتحاد الجامعات العربية، وفي غير ذلك أريد أن يكون هذا المشروع قومياً. هذا المشروع لا تنهض به دولة واحدة، لأنه حتى لو عربت دولة في الطب وأخرى لا تريد أن تعرب أو تريد أن تعرب على طريقتها، هذا مشروع تنهض به الأمم، تعرفون أن فيتنام في أوج حروبها ونضالها كانت ترسل طلبتها إلى الخارج لكن كانت تفرض على كل طالب أن يترجم كتاباً في العلم الذي تعلمه، هذه خطة تفرض، هذا قرار سياسي، حماية اللغة العربية والدفاع عنها، وحتى فرضها على الناس قرار سياسي، نحن نملك، أستطيع أن أقول لك غداً، يمكن أن نضع سياسة للتعريب، لكن تبدأ مشاكل التمويل علينا أن نكمل قاعدة الترجمة وهنالك نموذج واحد يتطور في الجامعة الأردنية نحن لدينا مركز لغات في الجامعة يدرس سبع عشرة لغة، فصل فصلين، وحديثاً أقمنا كلية للغات، في اللغة الإنجليزية، الفرنسية، اللغات الأوربية المشتركة وكذلك أدخلنا اللغات الآسيوية، الآن سنبدأ منح أول بكالوريوس في اللغة الكورية، ونعمل مع الصين واليابان وإيران وتركيا، حتى زملاؤنا يذكرون في الستينات كانوا يتعلمون الفارسية والعبرية، لكن ذاب ذلك، ولكن علينا تعلم تلك اللغات كي نعرف أعداءنا على الأقل.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الطالبة صفاء عبد المجيد الزهراء:
خرّجت الجامعات في المنطقة العربية آلاف الخريجين سنوياً هل ترون أن هؤلاء الخريجين على قدر كاف من العلم والمعرفة، بما يناسب مستواهم وإذا كان الجواب بالنفي فما هو السبب.
معالي الدكتور خالد الكركي: في الحقيقة لا توجد إجابة شاملة على هذا السؤال الدقيق، الذين تخرجوا في الكليات الطبية أعتقد أنه يشهد لهم الآن أنهم يتصفون بالمستوى العالمي تماماً، فقد يكون هنالك طلبة من كليات الطب في الجامعات السعودية أو الأردنية أو السورية، الآن لدينا طلاباً تخرجوا من كليتي الطب والتكنولوجيا يصل عددهم خمسمائة طبيبٍ في أمريكا، في الرياضيات في الكيمياء، ولكن ذلك لا يتفق مع أقسام أخرى، وبالذات الضعف الذي يشوب الدراسات الإنسانية في الجامعات تلك هي المعضلة الآن، أعرف أنك الآن تستطيع بالتدريب أن تستفيد من خريجي الحاسوب ويتم تدريبهم لكن عقل الذي تخرج في علم الاجتماع، هل يستوعب الانهيارات التي تجري في المنطقة العربية ويقوم بتحليلها هذا هو المطلوب هذا هو الذي ينقص الدراسات الإنسانية. ما يزال هنالك في الخريج ضعف وهذا لا ينسحب على كل الجامعات العربية، بعض الجامعات محترمة، ولها تقاليد، ولا أريد أن أشيد أمامك بالجامعات السعودية، ولكن هنالك بعض الجامعات للأسف الخريج لم ينفع بلاده، ونعرف كذلك الجامعات الخاصة التي انتشرت في العالم العربي أيضاً..
عريف الحفل: الأديب الأستاذ والصحفي المعروف عبد الله فراج الشريف يقول:
أشعلت مساءنا بهذا الشعور العروبي المفعم بعزة نراها اليوم تكاد أن تغيب، أترى أنه بقي لنا أمل في عودة وحدة حتى ولو كان ذلك على المستوى الثقافي؟
معالي الدكتور خالد الكركي: شكراً على السؤال، المهم حماية المستوى الثقافي، وإن بقي هذا نستطيع أن ننتقل إلى ما هو أعلى لكن إن غاب وهنالك شواهد كثيرة، الذين يحضرون المؤتمرات العربية ويرون اتحادات الكتاب واتحاد الصحفيين يرون أن هنالك تراجع عن الحلم بالأمة، الأمة ستبقى قائمة، قد يمر هذا الجيل ويمر جيل آخر ولا نرى نتيجة، فإن كان البذار صحيحاً كانت النتيجة صحيحة، تلك هي المعادلة الآن، ونحن نرى الآن كيف تقع انزياحات خطيرة، في المشروع السياسي والمشروع الثقافي العربي، هنالك فئات وقوى تظهر، هذا زمن لا يشبهه إلا القرن الرابع للهجرة، كثرة الفتن وكثرة الذين يدّعون أنهم يملكون الحقيقة، وأنتم تعرفون أنهم كانوا يقاتلون صلاح الدين لأنه كان يقاتل الصليبيين، وهنالك قصص، هذه الفئات التي تبقى ضاغطة على قلب المجتمع، نريد إعمال العقل بالحوار وباللين حتى تعود إلى رشدها، كل فئة تأتي وتقول أنا أستطيع أن أحل كل معضلات الأمة، الحل يحتاج إلى جهد كبير، يحتاج إلى جهد ديني وإعلامي وسياسي وثقافي، وإحلال خطاب جديد.
الأستاذة نازك الامام: سؤال مني شخصياً:
كنت وزيراً للثقافة والشباب، في نظرك ماذا يحتاج شباب اليوم بعد أن اجتاحت عقولهم الثقافة الغربية، وأثرت على معطياتهم الفكرية والإسلامية.
معالي الدكتور خالد الكركي: ماذا يحتاجون، أولاً أن نكون أصدقاء لهم لا أوصياء، حتى لا ينفرون منا، نحن أحياناً في سلطاتنا المتتالية على الجيل الجديد من الشباب، أن نكون لهم أصدقاء لا أوصياء وأن نحترم عقولهم، وقد تنجح هذه الطريقة معهم، موقفي من إن اجتاحتهم الثقافة الغربية، لا، الذي يجتاحهم ما على هامش الثقافة الغربية الصدأ الذي على هامش الثقافة الغربية، إن كانت الثقافة الغربية تولستوي في الحرب والسلام، وإن كانت أرنست همنجواي في الشيخ والبحر، إن كانت الثقافة الغربية كل دفاع عن الحرية، ما لدى الآخرين ما نحن نحتاج، لكن ما اجتاحتهم هي هوامش وهي بالضبط أمراض المجتمع الغربي في السأم والتعب والغثيان.. هذه الظواهر ليست ثقافة غربية، لنا زملاء في الجامعات الغربية هنالك انضباط حقيقي في العمل الأكاديمي، هنالك أناس يكلفون من أجل دولهم وأمتهم ويفعلون ما كان يجب أن يفعل، يموتون من أجل بلدانهم، يدافعون عن أوطانهم، الخلل الذي يأتي أحياناً من داخلنا لخطورة الذي يأتي من الخارج.
عريف الحفل: سؤال من المهندس عبد الغني حاووط يقول:
نرجو من معاليكم إبداء رأيكم في مستوى التعليم الجامعي في الوطن العربي فقد سمعنا عن التقييم الذي تناقلته وسائل الإعلام منذ سنة والذي وضع جامعاتنا في آخر الترتيب، ما رأي معاليكم في هذا التصنيف وهل فيه شيء من الحقيقة؟
معالي الدكتور خالد الكركي: في هذا التصنيف أمران: الأول أن فيه شيء من الحقيقة، والثاني أن الحملة التي دارت حوله هي مجرد حملة سياسية مغرضة، كيف؟ المعايير التي وضعت لتصنيف الجامعات بالتأكيد لن نلحق بها، مثلاً: موازنة الجامعة في كوريا حيث العلم في مداه، بحجم الجامعة الأردنية، تأسست في سنة تأسيسها فيها عدد المتختبرات نفسها، كان 1400 مليون، موازنة الجامعة الأردنية مع مستشفاها 150 مليوناً، أنا أضع في هذا العام للبحث العلمي 7% لأول مرة من الموازنة الجامعية، أي حوالي 6 ملايين، هو يستطيع في جامعة كاليفورنيا وحدها أن يضع ألف مليون، معايير البحث العلمي ليست في صالحنا، نحن كم لدينا مجلات علمية ننشر فيها، نحن نقول في الجامعة الأردنية من لديه براءة اختراع تسجل في الخارج سندفع التكاليف بالكامل والفريق الذي يتحقق منها، من يريد نشر بحث في مجلة علمية سندفع التكلفة، وفي الغرب لا تدفع لنشر ذلك، وهنالك جامعات ليس لديها تمويل، من هذا الجانب تضيع علينا نقاط كثيرة جداً، لكن عندما تقول لي إن جامعة القاهرة تريد أن تطبق عليها المعايير أعظم جامعات وهذه الذكرى المئوية لها، لكن أنتم تعرفون جميعاً الأخوة في جامعة القاهرة، كم هو الضغط الذي عليها، كلية الاقتصاد والتجارة يمكن أن يصل عدد طلابها 50 أو 60 ألفاً، في جامعاتهم نسبة الأستاذ للطالب 1 إلى 20 أو 1 إلى 25 لديهم مختبرات، حاسوب، مكتبات، لقد سبقوا العالم، بما وفرت من رزقهم أو بما سلبته من الشعوب الأخرى، يستطيع أستاذ في كمبردج أن يستمر في منصبه مشرفاً على طالب واحد، أما نحن نقول من لم يكن لديه أربعة طلاب يلغى عقده في الإشراف، المعايير ليست مناسبة، الأمر الثاني، ويجيء السياسيون ونحن نقول لهم لا شأن لكم بعمل الجامعة، لا علاقة لكم بشيء لا تفهمونه، في جدة حضرت عام 2007م وضع حجر الأساس لجامعة عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا، ورأيت الحلم، ستمائة طالب وألفي باحث، هذا مشروع ليس سعودياً ولكن مشروعاً قوميا بحثياً، جامعة بحثية، الناس يتحدثون عن "عزلة العلماء" وفروا لهم التكنولوجيا، أعرف أن لدي طلبة ويخرجون من قسم الفيزياء ويحصلون في نهاية السنوات على العلامة الكاملة، ولكن أين يذهب هذا بعد التخرج، وأين يذهب الذي في اليابان هل تقوم الشركات العربية الآن بالإنفاق على البحث العلمي، من يتبنى أبناءنا في الجامعات، قسم الهندسة المدنية له خمس سنوات كان الإقبال عليه غير مطلوب، الآن تمتلىء الحاجة، هل يمكنكم مساعدتنا بتبني الطلاب؟! لا، نحن مجرد مصنع وهنالك بضاعة خارج المصنع، أيضاً بالنسبة للشركات ما يزال الفهم للأسف ناقصاً، الشركات اليابانية هي التي علمت المبدعين في كل الأنحاء.
عريف الحفل: سؤال من الأخت مروة صبحي:
أين وضع الرواية في الدول العربية؟ كيف تقيمون الإعلام العربي الآن.
معالي الدكتور خالد الكركي: أقترح تأجيل السؤال الثاني فهو يحتاج لجلسة خاصة به، لأن للإعلام العربي قصة، الرواية في المفهوم العربي تكاد تصبح بحجم الشعر، تكاد تصبح ديوان العرب، ولفت نظري اندفاع هائل في كتابة الرواية في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة بعد جيل تركي الحمد والأخوان، وأنا دائما على صلة مع أستاذنا الدكتور منصور الحازمي، لأنه أول من كتب عن الجهد الروائي في السعودية وكتب عن الرواية في الأردن، لأنها التعبير الحقيقي خارج الرواية الرسمية، يصور الإعلام لنا وتصور السياسة لنا المجتمعات كما هي، الرواية يجب أن تصور العالم كيف يجب أن يكون، وهذا ما فعله نجيب محفوظ وغيره، تؤرخ من جهة للحركة الاجتماعية، ثم تفتح لنا الباب على آفاق جديدة، للأسف ليست هنالك دراسات حديثة جداً عن بانوراما الرواية العربية الآن، لكن أنا أراها الآن تتقدم وتأخذ مكانتها. والغريب أن اللغة فيها جيدة، ملاحظة ثانية عن الرواية العربية اندفاع الكاتبات نحو الرواية في السعودية بالذات أيضاً، أما عن حال الإعلام العربي فهو أما يشتغل عند الحكومة وخايف، أو ينهش في الشعب وخائف منه، خاصة الإعلام الجديد الذي اندفع في فضائيات وراء فضائيات، والمشهد في بعض البلدان العربية لديها ثلاثين أو أربعين صحيفة، كل واحد يكتب على طريقته، في غياب عدم الوعي، في غياب المهنية إلا في الصحف الكبيرة، الإعلام الإذاعي والتلفزيوني، ودائماً أقول شكراً للإذاعات العربية لأنها دائماً على حالها وبقيت غنية باللغة وغنية بالحوار والبرامج الثقافية، على الأقل بمذيع يقرأ نشرة أخبار ولا يخطىء، لكن التلفزيونات الآن أغلبها باللغة العامية، نحن البلدان الوحيدة التي نقلت ما في الشوارع الخلفية إلى الشاشات كما هو، هذا لا يسري في أي بلد في العالم الغربي، هنالك "البيبي ون والبيبي تو" في بريطانيا تضع كل الفضائح وكل البرامج التي تجري، ونحن الآن انتقلنا إلى تلفزيون الواقع. هذا ليس إعلاماً هذا جهل إعلامي فاضح.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :593  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 172 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج