الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > كلمة سعادة الأستاذ الدكتور حسن الوراكلي

((كلمة سعادة الأستاذ الدكتور حسن الوراكلي))

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

قبل نحو أربع سنوات كانت هذه الاثنينية المباركة قد تخطت وقبل ذلك بزمن حدود الجزيرة، وفي ذلك الوقت كانت حطت ركبها في بوابة المغرب الإسلامي القيروان حين أكرمت المرحوم بكرم الله صديقنا العزيز الدكتور محمد أبو الأجفان. في تلك الليلة ألقيت كلمة بعنوان "محمد أبو الأجفان بشراك قد حمدت إليك القيروان مسراك". وبقدر ما كان الدكتور يحتل ويتبوأ في نفسي وفي قلبي وفي فكري مكانة أجد أسى تصوّرها وتصويرها، كذلك أجدني اليوم، ومنذ علمت بعزم الاثنينية المباركة تكريم الأخ العزيز العالم الأديب الشاعر الأثري المؤرخ الأستاذ الدكتور إبراهيم شبوح مدعواً؛ لأن أقول ولو كلمة على الماشي كما يقولون، ولكنني كتبت الكلمة وقد لا يتسع الوقت لقراءتها، فوضعت لها عنواناً استخلصته من علاقتي الطويلة الموصولة بالأستاذ الدكتور إبراهيم شبوح والعنوان هو "إبراهيم شبوح مبرة القيروان ومسرة النعمان"، والعنوان هذا كما بالنسبة للذين يعلمون وكلكم تعلمون مكانة القيروان في تاريخنا الإسلامي والعربي وما وردت به أكثر من إشارة في الكلمة الماتعة التي أنصتنا إليها من مكرّمنا هذه الليلة يدركون أن من قام مثل ما قام به العزيز شبوح من خدمة استغرقت منه سنين عدداً في ترميم مساجد القيروان وفي القيام على نشر تراث القيروان العلمي والفقهي، كل ذلك عكس عندي وأوحي إليّ بأن هذا الرجل بر بمسقط رأسه ومنبته فكان لا بد أن يكون فيما كتب عن القيروان وفيما أسدى للمعالم الحضارية في القيروان إنما هو بر من قبله ومبرة من مسقط رأسه، ولا أحب أن أطيل ولكني أقول إنني رافقت الدكتور شبوح منذ أن نشر وأذاع بين الناس برنامج الرعيني الأندلسي. وأحب أن أشهدكم بأنني من يوم ما قرأت قبل نصف قرن تقريباً، حينما قرأت برنامج الرعيني، أفدت وعلقت فوائد وشكرت ودعوت بالغيب لمحققه الأستاذ الدكتور شبوح وما كنت أعلم أن المحقق كان يومئذ في نضارة الشباب وغضارة الإهاب، وأعلم ذلك فيما بعد ثم قرأت له معالم الإيمان في أعلام القيروان ثم قرأت له بعد ذلك المجالس والمسايرات ويكفي هذا وإن شاء الله الكلمة سوف تنشر ضمن كتاب الاثنينية، شاكراً لكم إصغاءكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.