شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى بها))
الأستاذة نازك الإمام: نحن اليوم أول من نبدأ في طرح الأسئلة، والحقيقة يسرني أن أتلقى الأسئلة من جميع الأخوات الحاضرات..
السؤال الأول موجه من الأستاذة المشرفة العامة لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني منطقة مكة المكرمة وهي الدكتورة منيرة العكاس، تقول:
عرفت الدكتورة ثريا العريّض ما يقارب العشرين عاماً كانت وما زالت فيه سيدتنا الفاضلة رمزاً للعطاء والتميز وإعطاء الصورة المشرفة والراقية للمرأة السعودية سواء على المستوى المحلي أو العربي أو الدولي، كل هذه الأنشطة الأدبية والفكرية وهي على رأس العمل وبعد تقاعدك دكتورة ثريا نطمح منك بالكثير، ونأمل أن تعرفينا عن ما هي خططك المستقبلية؟ شكراً لك.
الدكتورة ثريا العريّض: شكراً أختي منيرة التقدير بيننا متبادل، وأنت تعلمين ذلك، الحقيقة أن تركي للعمل وكان يتطلب مني ثماني ساعات دوام يومياً والتزاماً بمتطلباته احترمته جداً أتاح لي الفرصة الآن أن يكون كل وقتي ملكي، وأن أستطيع الاستجابة للمشاركات الأخرى التي كانت تمثل بالنسبة لي ضغطاً شديداً من حيث الوقت، فوق الالتزام بالدوام والالتزامات العائلية، الآن الأولاد كبروا وأنا أصبحت أخيراً في حلٍ من أمري أن أستخدم كل الأربع وعشرين ساعة كما أشاء وأسهر وأنام كما أشاء، وأنا عضوة في كثير من المؤسسات والجمعيات لا أذكر إن كانت قد ذُكرت أم لا، وآخر ما التحقت به أنني عضو استشاري إداري لمجلس إدارة صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم المشاريع الصغيرة للسيدة الشرقية، وهو مشروع طموح يأخذ بيد السيدات اللواتي احتجن إلى تمويل للقيام بمشاريعهن والنجاح فيها، مشاريعي الأدبية أيضاً هناك المئات من القصائد التي ظلت دون أن تُنشر حتى بعد أن أُجيز بعضها في دواوين لأنني لم أستطع التفرغ لإتمام ذلك، هذا مشروعي القادم، وإن شاء الله أستطيع.. في الفترة الأخيرة كنت غير قادرة صحياً على السفر واعتذرت عن كثير من الدعوات لحضور المؤتمرات إلا ما اقترب جداً منها في البحرين مثلاً الآن وقد تحسنت صحياً أستطيع أن أواصل أو أستأنف نشاطاتي إن شاء الله.
عريف الحفل: السؤال عندنا يا أستاذة نازك، سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي، يقول:
هل من حكمة تقودك في الحياة، وما الذي يشغلك في المسألة الثقافية، وهل سنشهد انطلاقة فكر نهضوي جديد؟
الدكتورة ثريا العريّض: إن ذلك من طموحاتي، أتمنى ونحن نمر في منعطف جاد في حياتنا الثقافية والاجتماعية وحتى السياسية أن نجد للمرأة والمجتمع ككل دوراً مختلفاً يقوم به الآن، وآمل أن أكون أنا وأخواتي هنا جميعاً جزءاً لا يتجزأ من هذه الحركة في المستقبل.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة سمر محمد عمر السقاف عميدة بجامعة الملك عبد العزيز للبنات سابقاً ومساعدة الأمين العام لجمعية مراكز الأحياء بالشؤون النسائية، الدكتورة سمر تقول:
تقريباً استطعت أن تغطي جميع الأسئلة التي يمكن أن يسألك عنها أي منا، ولكن أحببت أن ألقي الضوء عن شخصية عرفتها وأنا أصاحبك في ملتقى الحوار الخامس نحو الآخر، ارتباطك المتميز بأصدقائك.
سؤالي ما الذي تمنحينهم وماذا ستكون خططك باتجاههم فمن يعرف صداقتك يرتبط منك بزمالة أو صداقة يتمنى أن تدوم إلى الأبد شكراً لك.
الدكتورة ثريا العريّض: أشكرك دكتورة سمر وأنت أهلٌ لأن يفتخر بصداقتك من يعرفك وأن يتمنى أن تطول أو تتعمق هذه الصداقة، أما بالنسبة لهذا المشروع، فالمشاريع التي تكلمت عنها فقد كانت بذرتها في ذلك الحوار الذي اجتمعنا فيه وأنا أشهد هنا الدكتورة منيرة العكاس تجلس أمامي مبتسمة هنا على أننا سنحاول تأسيس جمعية للنساء السعوديات المهتمات بقضايا التنمية والوطن، وقد نبدأ بعدد قليل باختيار ممن تعرفن وعملن معاً في ذلك الحوار ثم إن شاء الله تتسع إلى كل أنحاء الوطن، تمتد من جازان إلى حفر الباطن إلى الشرقية إلى جدة فادعو لنا بالتوفيق.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ علي الشهري يقول:
ذكر أستاذنا محمد أركون أن الفيلسوف ابن عربي يرى أن المكان الذي لا توجد فيه أنوثة لا يعُوّل عليه، كيف تتخيل دكتورة العريّض المرأة المؤهلة والقادرة على العمل عندما يُتاح لها العمل المشروع لكسب قوتها وقوت عيالها؟
الدكتورة ثريا العريّض: والله أنا أجد الأمر واضحاً، أن العمل لا يلغي أنوثة المرأة، لأن الأنوثة جزء لا يتجزأ منها، هي خُلِقت أنثى إنما هناك خلط في الأوراق بين كونها أنثى، وبين كونها مرغوباً فيها من الطرف الآخر، ولذلك فكل الضغوط التي توضع على المرأة ليس بسبب كونها أنثى بقدر ما هي بسبب كون المقابل لها في معادلة الحياة هو يرغب منها في جزء واحد فقط ويحاول أن يلغي الباقي، وهنا الإشكالية الكبيرة لأنها لا تستطيع إلغاء الجزء الباقي منها وهو قدرة التفكير وقدرة العمل وقدرة المساهمة، ولن يتم نمو هذا المجتمع واكتماله إلا إذا صفقت فيه يدان سوياً الرجل والمرأة لا هي ترغب في أن تلغي ذكورته، ولا هو يجب أن يلغي أنوثتها أو أن يحتكرها كأنثى.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة أميرة قشقري.
الدكتورة العزيزة ثريا مرحباً بك رائدة وقائدة ومحفزة على الإبداع والتخطيط، اليوم بالنسبة لي يوم مميز وخاص فهل هو من باب المصادفة أن يجيء تكريمك في يوم حققت فيه المرأة السعودية إنجازاً في مسيرتها نحو التنمية والاستقلالية، سؤالي ما هو تعليقك على خبر السماح للنساء في السعودية بالسكن في الفنادق دون محرم؟وهل تعتبرين هذه الخطوة هي مقدمة لحصول المرأة على حقها في قيادة السيارة؟
الدكتورة ثريا العريّض: الحقيقة أنك أسعدتني بهذا الخبر، فقد كنت أعتبر أن أكبر إهانة لمجتمعنا السعودي للرجال والنساء هو أنه لا يمكن أن توجد امرأة بمفردها دون أن يثب عليها ذئاب الشارع، نحن لسنا في مجتمع ذئاب وإذا كانوا ذئاباً فهم أولادنا ونحن أخطأنا في تربيتهم، رجالاً ونساءً، الواجب أن المرأة حين تستطيع أن تسكن في فندق هي لا تقصد إلى الفندق لكي تعرض نفسها فيه كأنثى منفردة بل هي في الفندق مضطرة لأنها تقوم بعمل أو تحتاج إلى حضور مثل ما حضرت أنا إلى جدة من الشرقية فلو لم أستقر في الفندق أين كنت سأكون؟ السفر والبقاء في الفنادق لا يعني بالضرورة أنها تعرض ما عندها على الرجال الموجودين، والحمد لله أننا عبرنا هذه الخطوة فلندعو الله أن تستمر المسيرة.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ أشرف سالم يقول:
نسمع دائماً شكوى المبدعات من أن الفرصة غير متاحة لهن ومجتمعاتنا لا تسمح لهن بمزاحمة المبدعين الرجال، ألا ترين أن الإبداع الجيد يفرض نفسه أيَّاً كان مصدره ووجود مثل فارستنا على الساحة برهان على ذلك ولذلك تريد المرأة دائماً درباً سهلاً ممهداً؟
الدكتورة ثريا العريّض: كلام صحيح وفي الصميم وأنا معه مائة بالمائة، نحن لسنا بحاجة لتشجيع أي إبداع لأي فئة تحت أي مسمى ما لم يكن يستحق، سواء كان إبداع امرأة أو إبداع الشباب أو إبداع أي من تشاؤون من الفئات، المرأة المبدعة الحقيقية لا تطالب بأن يربت عليها أحد، هي واثقة، وأنا أعرف من كل زميلاتي اللاتي يجلس بعضهن أمامي هنا من المبدعات سواء كن في الكتابة أو في الشعر أو في الفن التشكيلي أو في الرسم لن يحتجن إلى تشجيع فوق العادة بطرق ملتوية لكي يثبتن وجودهن.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة الدكتورة لطيفة محمد بارك، أستاذة كلية الاقتصاد المنزلي والتربية الفنية بجدة.
الأخت الدكتورة ثريا العريّض أهلاً وسهلاً بك ونحن سعداء بتكريمك الليلة، ذكرت في كتاب "أين اتجاه الشجر" الموت في الساعة التاسعة عندما كنت في واشنطن، كيف تجسدين أخبار الوطن العربي في الوقت الحاضر بالشعر؟
الدكتورة ثريا العريّض: عندما اخترت عنوان الموت في الساعة التاسعة كعنوان لقصيدتي، كنت أقصد نشرة الساعة التاسعة للأخبار، فقد كانت تتراكم فيها أخبار القتلى ما بين اغتيالات وما بين حروب داخلية من طرف الوطن العربي إلى طرفه الآخر كانت الأخبار كلها أخبار موت، هل تغير الأمر كثيراً الآن؟ ربما تغيرت طرق الموت ومسبباته ولكنه ما زال في الساعة التاسعة.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ خالد الحسيني يقول:
ما عدد دواوين والدك الشاعر إبراهيم العريض رحمه الله وهل له مؤلفات نثرية وهل هي موجودة في المكتبات؟
الدكتورة ثريا العريّض: عدد دواوينه سبعة وقد بدأ كتابة الشعر صغيراً كما قلت أسف على نشر ديوانه الأول وتمنى لو جمع كل نسخه لأنه لم يرتقِ إلى مستواه النقدي فيما بعد، وله كتب نثرية أدبية نقدية ذكر منها الأخ جميل مغربي من الشعر الحديث وقد كان جمعاً لبعض قصائد الشعراء المتميزين في وقته حتى عام 50هـ أعتقد، كذلك له "الأساليب الشعرية" وله مؤلفات أخرى تتعلق بالشعر والنقد وتحليل المدارس والمواقف المختلفة، على فكرة سيصدر غداً يوم 23 كتاب عن شعره يجمع النقد الذي كُتِب أو بعض الدراسات التي أحاطت بما نشرت من الشعر ومن ضمن المقالات الموجودة في هذا الكتاب مقالة كتبها أبي- رحمه الله- وكانت كمقدمة لديوان شعري ثم لم أصدر الديوان وظلت المقدمة وقد اعتبرت أن الاحتفاظ بها نوع من الاحتفاظ بالتاريخ من حيث نظرته الأدبية ولذلك ضُمت إلى ما كتبه الدكتور غازي القصيبي أو عبد الله الغذامي أو غيرهم من الأدباء والشعراء والنقاد الكبار، وأرجو أن من يهتم بمتابعة شعري أو شعر الوالد أن يطلع على هذا الكتاب وسيباع في معرض... اسمه "ثريا العريّض والشعر" من جمع الأستاذ محمد الخلفان وهو الآن في معرض القاهرة الدولي كأول عرض له.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة آمال عبد المقصود خوجه.
ما هي الأمور التي ألقيت عليها الضوء في كتاباتك بالنسبة للمرأة السعودية؟
الدكتورة ثريا العريّض: على مدى كتاباتي التي استمرت لسنين عديدة يعني فوق الخمسة عشر عاماً لم تبقَ قضية من قضايا المرأة السعودية لم أتطرق إليها أنا وزميلاتي ممن تابعن الكتابة، وقد تغيرت بعض هذه القضايا مع مرور الوقت، وقد اتضحت قضايا لم تكن مطروحة على بساط البحث مسبقاً، العنف الأسري مثلاً، قضية تجاوزات الوكيل ولي الأمر، في البداية كان المجتمع نفسه يتحسس من عرض بعض هذه القضايا على أساس أننا مجتمع لا يمكن أن تحدث فيه مثل هذه التجاوزات، ولأننا في الحقيقة لسنا مجتمع ملائكة ولا نحن مجتمع شياطين إنما نحن مجتمع طبيعي تحدث فيه تجاوزات كثيرة وإذا لم نتطرق إليها ونعتاد البحث في تفاصيلها فلن نتوصل إلى حلول لها، أذكر مثلاً في بداية كتاباتي في مرحلة الثمانينات عندما كنت أطرق موضوع العنف الأسري وإساءة معاملة الأطفال والاعتداءات الجنسية مثلاً داخل الأسر من المقربين كنت أجد الكثير من التقريع مباشر وغير مباشر وردود فعل رافضة لمجرد الاعتراف بأن هذا يحدث، فإذا قارنتم هذا بما يحدث اليوم حيث يُناقش الأمر رسمياً وشعبياً بمنتهى الشفافية والصراحة وهناك مطالبات منتشرة باتخاذ إجراءات تعاقب.. تردع.. تقمع.. مما يحدث سترون أننا بمجرد الكتابة خلال كل هذه الأعوام عن ظواهر مثل هذه الظواهر قد أثمرنا شيئاً في النهاية.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ الدكتور عزت خطاب يقول:
هل عرفت أخيراً طريق الشجر؟ وهل ما زلت امرأة دون اسم؟
الدكتورة ثريا العريّض: دكتور عزت أنا سعيدة جداً أنك موجود هنا، فقد سألتني الدكتورة لا أعرف إذا كان يجب أن أُشير إلى هذا أو لا، لماذا لم يكن شعري ضمن ما قُدِّم لها؟ عندما قامت بدراستها وترجمة الشعر السعودي الحديث وقد قلت لها حينها إنك لم تكن تعلم بوجودي فنحن في الأرض وأنتم في السماء، ولكن عودة إلى سؤالك اتجاه الشجر.. الشجر يعني لي عدة أشياء، هو أولاً الوطن حيث لا يستوطن الإنسان أرضاً ليس فيها شجراً وماء، وهو أيضاً الشجر الذي تخفّى حوله الأعداء التي تكلمت عنهم في أين اتجاه الشجر حيث كانت زرقاء اليمامة تراهم ثم شككوا في كونها ترى وفي رؤيتها السليمة، فكانت النتيجة وبالاً عندما لم يفهموا أن ذلك الشجر الحقيقي الذي رأته يتحرك كان فعلاً شجراً وليس تخيلات وتهيؤات، وعسى أن لا نكون تكراراً لظاهرة زرقاء اليمامة.
المرة الثانية أرجوك يا دكتور عزت ضع اسمي معهم، ضع شعري معهم.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة اعتدال عسيري كاتبة وفنانة تشكيلية.
عرفت ثريا رفيقة مواسم الإبداع تشاركنا فيه أكثر من مرة، كانت هي الإنسان التي قد لا نراها كثيراً ولكن لا تنسى أبداً، ألا تعتقدين يا دكتورة أن أي خطوة حقيقية في مسار المرأة في مجتمعنا لا تتم إلا بدعم رسمي كما حدث مؤخراً.
الدكتورة ثريا العريّض: صحيح أنا معك في هذا بدون تقنين وبدون اتخاذ إجراءات رسمية تقنع من لم يقتنع بأن هذا هو الوضع الصحيح المقبول المعترف به الذي تدعمه السلطات من فوق لن يتم تغيير في المجتمع لأن مجتمعنا هكذا إن لم يكن هناك دعم من السلطات يظلون متخوفين حتى الإعلان عن مواقفهم فإن بعضنا سلاحف يختفون في الأغطية الجامدة ولا يخرجون برؤوسهم ويعترفون بكونهم ذوي حياة إلا إذا كان هناك دفء من السلطات من فوق بتقنين وبقرارات واضحة تعلن أن ذلك هو الصحيح وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.
عريف الحفل: الأخ عبد الرزاق صالح الغامدي يقول:
ورد في ديوانك "امرأة دون اسم" في قصيدة الحناء: الليل في أشواق أمي ليلدان، ما معنى كلمة ليلدان؟ وهل ترين أن الحناء يلوث اليدين كما ورد في القصيدة، (حلمي أنا من لوثة الكفين يهرب للبحار)؟
الدكتورة ثريا العريّض: الشعر يا سيدي لغة رمزية، وهي ليست لِيلْدَان، وإنما لَيْلَدَان، والكل يعرف أن لَيلَدان هو تعبير عن الفن والطرب عندنا في الخليج وفي العالم العربي عموماً، حلمي أنا ليس حنّاء أنثوياً على الكف، فهذه الكف خُلِقت ليكون لها شرف حمل مسئوليات أخرى، فإذا اكتفت بنقش الحناء ولم تقم بمسئولياتها الأخرى فقد نقص من كيانها ومن تحققها شيء.
الأستاذة نازك الإمام: السؤال الآن من الأستاذة أميمة البدوي رئيسة مجلس إدارة جمعية الملك فهد الخيرية بجيزان.
سعادة الأستاذة الدكتورة ثريا تحية وتقدير، بعد كل هذه السنين من العمل والجهد وفي ظل كل هذه المتغيرات التي يمر بها مجتمعنا، ماذا تقولين للمرأة حتى تستمر بالنضال حتى آخر المطاف؟ ما هي نصائحك؟
الدكتورة ثريا العريّض: أهلاً يا أستاذة أميمة ولي تعليق على كلمة آخر المطاف، ليس للمطاف آخر، نحن في مسيرة والمسيرة تتطور، والرغبات والآمال والطموحات يعلو سقفها وإذا لم نتطور وتصورنا أننا بلغنا أكرر ما قلت من قبل إذا اقتنعنا أننا بلغنا فقد تجمدنا ووقفنا، المسيرة ستستمر بي وبزميلاتي وبغيرنا، جيل وراء جيل، وإذا مضينا فستأتي بناتنا وأولادنا لتستمر المسيرة فابشري لن تتوقف.
عريف الحفل: سؤال من الأخ فواز النهاري يقول:
هل والدك له قصائد رثاء في المشاهير أو الرؤساء العرب؟
الدكتورة ثريا العريّض: والدي لم يكتب قصيدة في مناسبات أبداً، أقصى ما فعله كان أربع سطور للتهنئة لما تولى حاكم البحرين سدة الحكم بعد وفاة أبيه، وكان ذلك لأنه يعرفه شخصياً كطفل صغير كَبُر وصار الحاكم، وله كذلك كلمة في رثاء أنديرا غاندي فهو لم ينسَ أبداً جذوره عندما نشأ في الهند وهو طفل، وكانت بينه وبين هذه الحضارة العريقة وشائج حميمة، الحمد لله أنها لم تنفصل حتى بعد كل تلك السنين وقد تأثر شخصياً بالطريقة التي اغتيلت بها بخيانة مِنْ مَنْ كان مفترضاً أنه كان يحميها فنتج عن ذلك كلمة لا أعتقد أنها كانت شعرية كانت بلغتهم الأم وأُذيعت وقُرئت في الهند وكان لها تأثير قوي.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة سميرة بيطار سيدة أعمال وناشطة حقوقية.
دكتورة ثريا وأنت الشاعرة وأنت المرأة العاملة، وأنت المثقفة ماذا تقولين لمن يعيش في القرن الواحد والعشرين وهو لا يزال على أبواب عصر الظلام، فيسلب المرأة حقها من العيش والارتباط مع مَن تُريد، وكمثال على الساحة قضية فاطمة ومنصور التي أثارت كثيراً من الثغرات في مجتمعٍ عُرف عنه التكاتف والتلاحم.
الدكتورة ثريا العريّض: حقيقة يا أختي هي مأساة وهي ليست مأساة فردين فقط، هي مأساة مجتمع يتقبل أن تحدث فيه مثل هذه الأشياء، ولأني متأكدة أن الأمر لا يتعلق بتكافؤ النسب ولو كان الأمر تكافؤ النسب فهو ليس من الدين والشريعة في شيء هي أمور اقتصادية بحتة، فبعد أن يسمح الأب بزواج ابنته ويوافق على ارتباطها بزوجها يأتي من يفصل بينهما على أساس عدم تكافؤ النسب، لندعو الله أن من يعيش في الظلام بهديٍ من ربه يفتح عينيه ويتغير جذرياً ليرى أن هذا ليس ما تطلبه الشريعة وإنما هو ما يطلبه الإنسان الطمّاع.
عريف الحفل: سؤال من الدكتور عرفة عباس جامعة الملك عبد العزيز يقول:
أعجبني تعبيرك الاستمتاع بالاختلاف، ضمن ما سردت من سجايا والدك الشاعر الكبير رحمه الله، فما هي معالم هذا الاستمتاع؟ وما هي آلياته؟
الدكتورة ثريا العريّض: والله ما أذكر الآن بالضبط في أي محتوى جاءت وإنما أتكهن أن القصد بذلك هو بالضبط ما جاء في القرآن الكريم: وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (الحجرات: 13)، لو لم يكن هناك اختلاف لما كان هناك عالم يعجُّ ببدائع خلق الله، لو كنا كلنا صورة عن بعضنا البعض لأصبحنا روبوتات، ولسنا من الإنسانية أو البشرية في شيء، الاستمتاع بالاختلاف وأنا أقصد بذلك تقبل الاختلاف ورؤية الإيجابيات فيه لندرك كم هو عميق ما يحمله هذا العالم من خلق الله.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الكاتبة سعاد عثمان مدربة برمجة لغوية وعصبية وتطوير الذات.
هل العنف الأسري نتاج جذور تربية خاطئة ترسبت في اللاوعي من الشخص وبالتالي كان المتنفس أعنف من الفعل؟ وهل سنظل نبكي على الأطفال الضحايا بعد فوات الأوان؟
الدكتورة ثريا العريّض: حقيقة بعد دراسة متعمقة لظواهر العنف الأسري وإساءة معاملة الأطفال أستطيع أن أؤكد أن من يسيئون التعامل مع أطفالهم أو نسائهم هم في طفولتهم كانوا أطفالاً معذبين، وأنها مسلسلة متكررة لأن الشخص يعتاد الظلم والتعذيب وإساءة المعاملة ويرى ذلك شيئاً طبيعياً ولذلك يعيده في تعامله مع من هو أصغر منه أو أضعف منه، ولكسر هذه الحلقة المفرغة يجب أن يعي هذا الشخص وغيره من الناس إلى أن مثل هذه المعاملة ليست تأديباً للطفل وليست تربية للطفل، ولا هو حبٌ لمصلحة الطفل، وإنما هو ضعف مرضي في الإنسان يجب أن يخرج منه.
عريف الحفل: الحقيقة نكتفي بهذا القدر من الأسئلة لأنها كثيرة، يبدو أن السيدة الفاضلة فارستنا قد أجابت على معظمها في معرض حديثها لكم..
الأستاذة نازك الإمام: الحقيقة أخ حسّان لدينا هنا العديد من الأسئلة ولكن طبعاً كالمعتاد..
عريف الحفل: نعم ونحن دائماً كما يخبرنا مؤسس الاثنينية سوف نسلم هذه الأسئلة لفارسة الاثنينية لكي تطلع عليها وتجيب عليها، سعادة الشيخ عبد المقصود له مداخلة أو كلمة تفضل سعادة الشيخ.
الشيخ عبد المقصود خوجه: الحقيقة ليست مداخلة وإنما هو توضيح، يا أختنا الفاضلة دكتورة ثريا، اعتدنا في الاثنينية إذا لم يسعفنا الوقت لطرح الأسئلة كافة أن نعطي الأسئلة جميعها لفارسة الاثنينية أو فارسها لكي يطلع عليها أو تطلع عليها وتحظى بالإجابة ونتكفل نحن بنشرها في القسم الخاص بهذه الأمسية، فإن شاء الله سنقوم بما نحن سائرون عليه.
أنتهز هذه المناسبة لأقدم لك الشكر يا شقيقة الرجال يا سيدتي الفاضلة لقد أنرت سماء جدة، أيتها الثريا، لقد كانت أمسية ماتعة، ومن القليلات اللاتي استمعنا إليهن محلقات بكلمات مقننة ولكنها هادفة صادقة تدل على تربية جذورها في الأرض وتطاول السحاب. كلمات في الحقيقة أثرت فينا كجمع فشكراً لهذه الثقافة الواسعة وهذا الفضل لبيت سلسل العلم فكان هذا العطاء. إنك مثلٌ يُقتدى وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بك وأن يتعلم الآخرون كيف تكون تربية النشء وما هي الدوافع التي يجب أن يسير عليها المرء أو المرأة لتربية أطفالهن وأولادهن بمؤآخاتهن أو مؤاخاة الأبناء عندما يكبرون حتى تكون الصلة حميمة وتكون التربية على أسس سليمة لا يشوبها الخوف ولا تشوبها الرهبة فدائماً هو الترغيب والترغيب والترغيب.
أنتهز هذه المناسبة ونحن في أمسية يجب أن نستعرض فيها في هذه الليلة المباركة ماذا أكرم الله سبحانه وتعالى علينا بإتمامه، حتى الآن سلسلة الاثنينية قدمت 24 جزءاً لأربع وعشرين عاماً آخرها الجزءان للعام الماضي لأمسيات العام الماضي، كتاب الاثنينية صدر منه حتى الآن خمسون عنواناً في مائة واثني عشر مجلداً، كتب ساهمت الاثنينية في طباعتها 9 عناوين في 13 مجلداً، الإجمالي 60 عنواناً في 153 مجلداً، إجمالي عدد الصفحات 75421 رُصد منها على موقع الاثنينية بالإنترنت، 52027 صفحة وأوشك العمل على الانتهاء من رصد الصفحات الباقية وعددها حوالي 21000 صفحة وإجمالي عدد الصور 3020 صورة.
ما أنتجته الاثنينية في صيف هذا العام، كتاب بدون تسلسل ولكن كعناوين جديدة، محمد عبد الصمد فدا سابق عصره، للأستاذ السيد عبد الله عبد الرحمن الجفري، "قليلك لا كثيرهن" للشاعر العراقي المهاجر يحيى السماوي، "الأعمال الشعرية الكاملة" للأديب الأستاذ عبد الله بن علي الجشي من جزأين، "لقاء في عكاظ لندن" الأمسيات التي كانت على ضفاف سفارتنا في لندن والتي حظيت بعناية شاعرنا الكبير الدكتور غازي القصيبي، محمد سعيد عبد المقصود خوجه حياته وآثاره، الطبعة الثانية للدكتور محمد بن سعد آل حسين، حفل تكريم الأديب المكي الرائد الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه في جامعة أم القرى، وأزف للذين أكرمونا في مسيرة الاثنينية على مدى خمس وعشرين عاماً كمُلت ونحن الآن على انتهاء إن شاء الله العام السادس والعشرين برصد ما كتبته الصحف والقنوات الإعلامية وما قُدم من نقد وثناء كان بل قدمنا النقد على الثناء، في عشر مجلدات على مدى ربع قرن نحمد الله سبحانه وتعالى أنه أكرمنا بطباعتها وإن شاء الله توزع على روّاد الاثنينية، وكنت أتمنى من صميم قلبي أن يكون معنا الأخ السيد الدكتور عبد الله دباغ ولكن نقدّر ظروفه ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون معنا وأترك للزميل الأستاذ الدكتور جميل مغربي أن يختتم هذه الأمسية شاكراً لك يا سيدتي وشاكراً للجمع حضوركن وحضور السادة لهذه الأمسية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
آسف لقد فاتني أن أهنئ منظمة مؤتمر العالم الإسلامي بسفير إيران الدائم لديها السفير مصطفى بروجردي الذي يشرفنا هذه الأمسية فأهلاً وسهلاً وتمنيات طيبة لعمله الجديد موفقاً ومكللاً بكل نجاح.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :488  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.