ما زلتَ يا صاحبي الجليل تغمرني بألطافك ومكرماتك، فهل يرضيك أن أموت غريقاً في بحر هذا الفضل؟ لقد تسلمت بيد العرفان والشكران كتابيك: كتاب ((المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه)) ـ وأكرم به والداً لأنجب الأبناء، والمجلد الثامن عشر من ((الاثنينية))، فأسعدني أن أعيش من جديد في جو المنتدى الأصيل الذي تحرصون على إقامته وفاءً منكم للأدب وللأدباء ولرجال الفكر دون نظر إلى انتماءاتهم.
ولا ريب في أن الجهد الذي بذله الأستاذ حسين عاتق الغريبي في جمع فرائد الخواطر التي جرى بها قلم الوالد الكبير، هو جهد يستحق أطيب الثناء لأنه أتاح لأمثالنا المبثوثين في بقاع عالمنا العربي فرصة الاطلاع على آثار لا قِبَل لهم بالوقوف عليها، فكأنّ الغريبي قام بإحياء ذكرى خوجه الكبير بعمل يخلّد صنيعه ويكتب البقاء لشخصه من واقع كتاباته الرصينة وآرائه السديدة.
ولست أريد أن أشغلك بأمري، وإنّما أحببت أن أبادر إلى شكرك على كل ما جادت به أريحيتك من نحوي، غير متكلّف ولا منّان.
وأدعوه تعالى أن يمتعك بتمام الصحة والعافية وأن يبقيك دائماً ذخراً للأدب ولكل فضيلة إنسانية سامية.