شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 10 ـ (1)
((العلم والعلماء))
يا دارةً بسطتْ بالمكرُماتِ يداً
كم هامَ قلبٌ بذكرى فضلها وشدا
وكم تعلَّقَها صَبٌّ بها دَنِفٌ
وكم دنا وصلُهُ منها وكم بَعُدَا
وكم إليها النُّهى ساقَتْ قوافلَها
في موكبٍ كان صوتاً والزمانُ صدى
* * *
يا دارة إن رأت ضَيفاً بها سَعِدَتْ
وإن رآها أخو شوقٍ لها سعدا
تمدُّ راحتَها بيضاءَ ناديةً
ننسى من الهَمِّ في أحضانها عُقَدا
إنَّ الليالي التي فَجَّرْتِها أدباً
بَلَّتْ غليل فؤاد عاشقٍ وردا
سعى إليك منار الشامِ قاطبةً
في قلبِهِ حَلَبٌ في كفِّهِ بردى
على مُحيَّاه سِيمَى العلمِ مشرقةً
وبين جنبيه حب مصطفى وهدى
* * *
يا شيخَنا أينَ أرثُ الفاتحين لنا؟
لا بدرَ نعلَمُه فينا ولا أُحُدا
لا اللَّيْثَ لا عمرَ المختارَ مشتملاً
ولا ابن تيميّة الغازي ولا أسَدَا
نَعْدو ونركضُ نسقي الأرض من دمنا
ونذرع الأفقَ لكن لم نجد أحَدا
قد أفلستْ في دروب الجُهدِ أنفسُنا
واستنفرتْ في خطاها الحِقْدَ والحَسَدَا
لا خيرَ في زمنٍ يرعى الفسادَ ولا
خيرٌ يؤمَّلُ في جيلٍ إذا فسدا
* * *
يا شيخَنا نحنُ أكفاءٌ ويجمعُنا
ضربٌ من الحبِّ مجلُوٌّ سَنًى ونَدَى
ما كلُّ من قالَ: أما بعد قيل له
سحبان أو قال فتوى صار مجتهداً
للجهل في أممٍ شتَّى زبانية
تجرِّدُ النشءَ أخلاقاً ومعتقدا
تَدني وترفعُ أحلاماً وأفئدةً
لم تمتلكْ ساعداً صُلْباً ولا عَضُدا
تسعى بذاكرةٍ خرقاءَ طائشةً
جوفاءَ لم تختزن أصلاً ولا سندا
والعلم إن لم يكن نَصْراً نتيهُ به
لم نرضَهُ حَكَماً فينا ولا رشدا
* * *
ما كان ذو العلم إلا بحرَ أُمَّتِهِ
وصبحَها حين يدجو ليلُها حردا
لا يشتري عرضَ الدنيا بعزَّتِهِ
ولا يخرُّ صريعَ الحزن إنْ نفدا
ولا يُريقُ على الأبوابِ عفَّتَهُ
لكيْ يراقبَ من أعطى ومن طُرِدا
إن مسَّهُ الخيرُ لم يرفع عقيرتَهُ
كِبْراً وإن عضَّهُ نابُ الطَّوى حَمِدا
* * *
يا أَفْقَهَ الناس يا أعلامَ حاضِرنَا
تناثرَ العِقدُ في بغدادَ وافتقدا
هَلاَّ دعوتم أبا حفص ليَشْهَدَ مَنْ
لَبَّى النِّداءَ ومن وَلَّى ومن قَعَدا
وكي يَرَى المسجدَ الأقصى وقد هتفت
به الحناجرُ للنصر المبينِ غدا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :303  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.