شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 8 ـ (1)
((مأوىٰ الصِّيد))
ليس بيني وبين معالي الدكتور عبد الله عمر نصيف أية رابطة غير رابطة المواطنة فلم أزامله في الدراسة، ولم أشاركه في عمل، ولكن أعماله الخالدة هي التي دفعتني إلى الحديث عنه، ويكفي دليلاً على عظمة هذا الرجل أن خادم الحرمين الشريفين اختاره ليكون أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي، وهو منصب عظيم ذو أعباء جسيمة لا يُطيقها إلا رجل كفء له قدرات مميزة تجعله يستطيع أن يسير بالسفينة التي كُلِّف بقيادتها إلى شاطىء الأمان، وعندما طلب مني الرجل الفاضل عبد المقصود خوجه أن أشارك في هذا التكريم أيقنت أنه يريد أن يختصني بفضل المشاركة في تكريم رجل عظيم يستحق التكريم، فأعددت هذه القصيدة وإن كنت أعتقد أنها قد لا تصل إلى درجة من القوة ولكنها جهد المُقلّ كما يقولون، والقصيدة هي:
ما للمليحة لا تقيلُ عثاري؟
من يا ترى أوحى لها بإساري؟
فتحت نوافذ قلبها لظنونها
فاستعذبت هجري وطول حصاري
أغرَتْ بيَ السفهاء من أُجَرائها
تغزو حِماي وتستبيح دياري
شهرت عليَّ سلاحها لما رأت
أنِّي فقدت لآلئي ومَحاري
قذفت بديواني وصاحت ويلتي
أَأَزُفُّ عاطفتي إلى ثرثار؟
لا لن أكون قصيدة أو لوحة
منصوبة في متحف الآثار
وتمنَّعَتْ غُرُّ المعاني بعد ما
حطمت إكراماً لها قيثاري
وتمردت كل البحور وأغلقت
عني مصارعها وعفن حواري
يا حلوة الكلمات جفَّ على فمي
نغمي ونهرك بالعُذوبة جاري
جودي بكأس من رحيقك تطفئي
شوقي إليك وغلتي وأُواري
وأصُغ به فوق السطور قلائداً
مجلُوَّةً بالنور لا بالنار
في ليلة عشق الوفاء جمالها
تزهو بكوكبة من الأبرار
أقبلتُ فيها مفلساً لم يُجْدِني
في ساحها نثري ولا أشعاري
أهرقت ساعاتي أفتش عن فتى
لَسِنٍ يجيد حياكة الأعذار
أبتاع عذراً أحتمي بحروفه
وأقيم من كلماته أسواري
لكن فجعتُ بباقلٍ في حانةٍ
يشدو بشعر الشنفرى ونزار
فأتيت لا لغة أسوق ولا غنى
ووقفت خلف عشيرة الأصفار
ماذا أقول وقد تسابقت النُّهى
وتسنمت في الفضل كل مدار
لو أن حمل الشعر يصنع شاعراً
حمّلت شعر المحدثين حماري
يا ابن الألى كانوا مصابيح العلى
بمكارم الأخلاق والإيثار
بالأمس جدك والكواكبُ دونه
أهدى لجُدَّة حلَّة الإكبار
سارت قوافل ذكره وضَّاءةً
حملت سماحة خلقه المعطار
وسرت نسائم جوده ريانةً
عَبَقاً يضوع بحكمة ووقار
وغدت لطلاب الثقافة داره
وطناً ومأوى الصِّيد والأخيار
تتهلل الحجراتُ مشرقةً بهم
وتهُش للأضياف والزوار
يا أيها الرجل الذي رسمت على
قسماته الأيامُ خيرَ شعار
عبء كلِفت بحبِّهِ فحملتَه
شهماً تلمُّ شتاته وتداري
أعددت كلَّ وسيلة تسمو به
وأضأتها بمشاعل الإصرار
ما حال إخوتنا الذين رأيتهم
يتجرعون مرارة الإعسار
في كل ضاحية وكل مدينة
في الهند في سيلان في داكار
يتساقطون مهانة ومجاعة
ما بين مطعون يئنُّ وعاري
قرأوا على جبهاتنا أعمالنا
ورقابنا مكتوبة بالعار
كم مسلم هَشِّ العقيدة قلبه
متعلق بطقوس أهل النار
يسعى بلا ملل إلى شهواته
في لهفةٍ عمياء واستهتار
ويبيعُ عِفَّتَهُ وعزَّة مجدِهِ
بلذاذةٍ موبوءةٍ وصغار
أمواله شغفت بغير بلاده
رضعت لبان الينِّ والدولار
يثرى بها الأعداء إن لم يشعلوا
فينا حرائق فرقة ودمار
ويضِنُّ أن يعطي ليطفىء فاقةً
تلظى ويستر عورة بإزار
يا صاحبي إنَّ البحور عميقة
وأنا أخاف عواقب الإبحار
كم تاه غوَّاصٌ بها متمرِّسٌ
وتناثرت فوق الشعاب جواري
ولقد أتيت بزورق متهالك
من غير مجدافٍ له أو صاري
أخشى إذا ما البحر زمجر غاضباً
يلقي به حنقاً إلى الأغوار
أنا لست سمسار القريض ولم أعش
كلاًّ ولم أنسبْ إلى التجار
لكنني أهوى الحسان وأرتوي
من كرمة الأحلام والأشعار
ولقد حملت إليك أجمل وردة
أبصرتها في جنة الأزهار
أحسِن وفادتها تزد بك رونقاً
وتفُرْ بأكرم منزلٍ وجوار
 
طباعة

تعليق

 القراءات :284  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.